هادية 2005
25-04-2022 - 02:18 am
يأتي ظهور الشعر الأبيض أو ما يسمى بالشيب فجأة دون سابق إنذار, ويعتبر مظهر من مظاهر التقدم بالعمر؛ كما أن هذه العملية محددة جينياً حيث يبدأ الشعر الأبيض بالظهور في منتصف الثلاثين أو الأربعين, ثم يزداد الشيب على مدى العشرين سنة التالية, ومع بلوغ الإنسان سن ال 60 إلى 70عاماً يشيب الشعر كله تقريباً.
وسبب عملية الشيب مرتبط بنقص مادة الميلانين نتيجة لقلة عدد الخلايا الصانعة لها, وهذا أمر طبيعي مرتبط بانتهاء العمر الزمني لها مثلها مثل خلايا الجسم الأخرى, كما أنه مع مرور العمر يزداد تكون الجيوب الهوائية داخل الشعر, والذي بدوره وعن طريق الأوكسجين يؤدي إلى أكسدة الميلانين إلى مادة عديمة اللون تعطي اللون الأبيض للشعرة.
وهناك نوعان من الشيب الذي يصيب الإنسان, الأول وهو الشيب الطبيعي الذي يصيب الإنسان نتيجة للتقدم بالعمر, والثاني وهو الشيب المبكر عندما يبدأ الشعر الأبيض بالظهور قبل سن الثلاثين, وتحدث هذه الظاهرة نتيجة لعدة أسباب.
فالعامل الوراثي يلعب دوراً كبيراً في ظهور الشيب المبكر, وفي حال كان أحد من أفراد العائلة يعاني من الشيب المبكر فإن احتمال التعرض لذلك يزداد, وليس بمعروف إلى الآن الآلية الوراثية لهذه الظاهرة.
كما أن هناك ارتباط واضح بين العوامل النفسية وظهور الشيب المبكر, وخاصة الانفعالات الشديدة والمفاجئة مثل الخوف الشديد أو الحزن الشديد أو الإصابة بالهموم.
ولسوء التغذية دوراً واضحاً في حدوث الشيب المبكر, خاصة في حالة وجود نقص شديد في بعض العناصر الغذائية المهمة في تكوين مادة الميلانين المسئولة عن لون الشعر.
وإن الإصابة بالأمراض العضوية خاصة أمراض الجهاز الهضمي وأمراض اختلال وظائف الغدة الدرقية, إذا كانت متكررة دوراً كبيراً في الإسراع بظهور الشيب المبكر, إضافة إلى بعض الالتهابات المستمرة في الجسم مثل التهاب اللثة والأسنان المتكرر, وكذلك التهاب فروة الرأس الدهنية.
ولا يوجد علاج نهائي للشيب وعندما تبدأ عملية الشيب فلا يمكن إعادة اللون إلى الشعر مرة أخرى, ولكن من الممكن الإبطاء بعملية الشيب أو تأخير حدوثه وذلك في حالة الشيب المبكر فقط, ويكون ذلك بالسعي لتجنب الأسباب التي تؤدي إلى حدوث الشيب المبكر والعلاج المبكر لها.