أول كلمات يخطها قلمي أريد أن أعرف رأيكن بصراحة

تركته وحيدًا..
استيقظت فجأة..وأخذت أتلفت حولي..إني لا أرى شيئًا كان الظلام دامسًا
فأخذت أتحسس الأرض فإذا بي أمسك بالتراب بين يدي..أين أنا..كل ما أذكره
هو أنني كنت أشعر بألم حاد في صدري ثم أخذ هذا الألم في الزوال وشعرت
براحة تامة ونمت نومًا عميقًا..أخذت أتلفت مرة أخرى..أين الرفاق؟؟..أين
أبي وأمي؟؟..أين حبيبي..مالي لا أرى أحدًا منهم!!
ثم قررت أن أبحث عنهم ولكن عندما نهضت شعرت وكأنني أطير..نعم أطير!!
أشعر بأن لا وزن لي وقدماي لاتطآن الأرض فشعرت بالسعادة ولم أبالي بل أخذت
أدور وأرقص أخيرًا استطعت الطيران مثل الطيور والفراشات..وقررت أن أتجول قليلاً فذهبت إلى شاطئ البحر وأخذت أقفز على الماء وأحمل بعضًا منه في يدي ثم
أطير وأبعثره في الجو فيسقط وكأنه مطر وبقيت هكذا ألهو وألعب حتى مللت ثم
تذكرت(حبيبي) يجب أن أذهب إليه ولكن يجب أن أسير على الأرض لا أريد أن أخبره بأنني أستطيع الطيران أريد أن أفاجئه بذلك..
فذهبت إلى المنزل وطرقت الباب ولكن لم يفتح لي أحد فقررت أن أدخل من نافذة المطبخ..فدخلت وأخذت أتنقل بين غرف المنزل ولم أجد أحد..وفجأة سمعت صوت
الباب وهو يُفتح..لقد عاد أخيرًا وأخذت أركض ووقفت أمامه وأنا أبتسم..
فقال لي: كم أشتاق إليك وإلى وجودك بجانبي..فاندهشت!! مابه لماذا يتكلم هكذا؟
ولكنني تغلبت على دهشتي وقلت له: وأنا أيضًا اشتقت إليك ياحبيبي..ولم يرد عليَّ
بل صمت قليلاً وأغمض عينيه وإذ بي أفاجأ بدموعه تسيل على خده وقبل أن أتحدث
أخذ يصرخ لماذا تركتني وحيدًا؟ لماذا ذهبتِ؟؟ عودي إليَّ أرجوكِ لقد وعدتني بأن لا نفترق أبدًا أبدًا...فقلت له: أنا لم أتركك وحدك..أنا أقف أمامك أُنظر إلي..ثم تقدم خطوتين إلى الأمام فاعتقدت بأنه سوف يأخذني بين ذراعيه ولكنه اخترقني!!
نعم اخترقني وكأنني شفافة..وعندما التفتُ إليه وجدته يحتضن صورتي بين ذراعيه
عندها ترآت لي الحقيقة ويالها من حقيقة(لقد مت) نعم أنا ميتة لم أعد أنتمي لعالم الأحياء لذلك أنا خفيفة الوزن وأستطيع الطيران..يا إلهي..وأنا ظننته يُحدثني ويعاتبني
فإذ به يحدث صورتي..وشعرت بالألم والحزن ونظرت إليه نظرة أخيرة ورحلت..
تركته وحيدًا يحادث صورتي ..ويبكي ..
21/4/1429
4:00 عصرًا