- ماذا عن البُعد السادس s ؟
- الأبعاد الثلاث الأخيرة
- حسنا .. ستقُلن لي الآن وقد نفذ صبركن أين هم الجن من كل هذا ..
- واجابتي هي ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موضوع لطالما أثار دهشتي ولم أجد له حل حتى تلك المحاضرة .. نعم محاضرة الرياضيات التي تحدث فيها أستاذي عن الأبعاد .. لم تغب تلك المحاضرة عن ذهني ابدا ففيها ازداد عشقي للرياضيات ..
قد تقلن وما علاقة الجن بالرياضيات .. سأقول لكن لكل موضوع مقدمات ولا يمكنني تجاوزها ..
فراشاتي جميعكن يعلم أننا نعيش في عالم له أبعاد .. وإننا كبشر لنا قدراتنا المحددوه في هذا العالم والتي قد تفوق قدرة الذبابة أو الباعوضة .. فبني البشر يرون العالم بأبعاده الثلاثة المكانية ( الطول x والعرض y والعمق z ) والبعد الزمني الرابع t .. ويتميز البعد الرابع t بأنه يسير في اتجاه واحد من الماضي إلى المستقبل مرورا بالحاضر طبعا ..
والعملية بسيطة جدا لتحسس تلك الأبعاد .. كل ماعليك فعله هو الأمساك بقلم وورقة ومحاولة رسم خط مستقيم .. لن نحتاج إلا أن نحدد طول ذلك الخط .. هذا المستقيم سينتمي إلى عالم احادي الأبعاد .. لنمسك القلم نفسه ونحاول رسم مربع .. في هذه الحاله نحتاج إلى تحديد طول ذلك المربع وعرضه .. وسينتمي مربعنا ( أو المستوى ) إلى العالم الثنائي الأبعاد .. حسنا لنمسك ذلك القلم المسكين ثانية ونحاول رسم مكعب .. سنسأل أنفسنا ما هو طوله وعرضه وسنحتاج ايضا أن نحدد له ارتفاع وبذلك سنحصل على مكعب ثلاثي الأبعاد .. وقدرتنا كبشر لا تتعدى تلك الأبعاد الثلاثة إلى جانب البعد الرابع ..
قد تسألوني ثانية ما علاقة الجن بالموضوع .. سأقول لكم صبرا يا معشر الفراشات ..
عالمنا الحقيقي لا يتكون من تلك الأبعاد الأربعة فقط بل يتعداها إلى تسعة أبعاد وقد تكون أكثر .. لقد تعرفنا على الأربعة الأولى وسنحتاج إلى تفاصيل أكثر عن البعد الرابع حتى نتمكن من استيعاب بقية الأبعاد ..
يتميز البُعد الرابع ( بعد الزمن ) بأنه ليس خطًا مستقيمًا كالأبعاد الأخرى ، أو كما يتخيله الكثيرون ، بل هو مُنْحنى مداري حلزوني يدور حول نفسه بشكل أشبه بالنابض (الزنبرك) ، بحيث تمثل قاعدته الماضي ، وتمثل قمته المستقبل ، وعلى هذا يظهر هذا البُعد من الأعلى بشكل دائري ، يُطلق عليه اسم المحيط الزمني. ويتميز هذا البُعد بأن كل بداية لحلقة زمنية تتضمن تحويل الحلقة السابقة لها إلى ما يعرف بالصدى الزمني أو البعد الزمني المُوازي ، وبالتالي لا توجد حدود لعدد الأبعاد الزمنية المتوازية الفريدة ، التي يمكن أن توجد في فترة زمنية محددة ..
البعد الخامس r ..
البُعد الخامس r ، الذي يمثل نصف القطر الزمني ، والذي يمكن أن نتخيله بأنه طول العمود الممتد من نقطة مركز الحلزون الزمني ، والتي تتقاطع مع أحد مسارات الحلزون الزمني في نقطة زمنية معينة .
ماذا عن البُعد السادس s ؟
يمكننا التعبير عن البُعد السادس s باعتباره المسافة العمودية بين المسارات الزمنية ، أي ارتفاع الحلزون الزمني ، ويُستخدم هذا البُعد في ما يُعرف بالسفر عبر الزمن ، أو بالتنقل بين النقاط المتطابقة بين الأبعاد الزمنية الموازية .
الأبعاد الثلاث الأخيرة
u ، v ، وw ، هي الأبعاد الثلاثة للفضاء الداخلي . إذا اعتبرنا أبعاد المكان x ، y ، وz على شكل حلزوني مثل t ، عندها يمكننا اعتبار أبعاد الفضاء الداخلي على أنها المسافات بين المسارات الحلزونية المكانية، لهذا يُعرف السفر عبر الأبعاد الداخلية بين نقطتين في الفضاء الطبيعي بالانتقال الآني الداخلي .
أود أن أشير بأن التحكم في تلك الأبعاد من شأنه أن يقودنا إلى أنشاء بوابات زمنية تمكننا من الترحال والسفر إلى الماضي .. ولكن نحن بحاجة إلى اجراءات صارمه لتحقيق ذلك ولعل من أهمها هو حاجتنا إلى استقلالية البعد الزمني عن البعد المكاني، فإذا افترضنا مكانًا بين المريخ و الزهرة في تاريخ محدد، وقام مسافر بالسفر عبر الزمن من خلال بوابة زمنية في هذا المكان بحيث يعود عشرة أعوام إلى الماضي، فهل سينتقل إلى هذا المكان بالضبط قبل عشرة أعوام؟ أم سيظهر في نقطة مكانية أخرى بين المريخ و الزهرة؟ أم سيظهر في جزء ما من الكون (الذي تتحرك فيه الأنظمة الشمسية باستمرار) قبل عشرة أعوام؟ إن موضع جميع النقاط في الفضاء نسبي فيما بينها، وهو يتغير باستمرار بمرور الزمن، لهذا لا يمكن بناء البوابة الزمنية بشكل عشوائي في أي مكان في الفضاء الخالي، بل يجب ربطها إلى بروتونات وذرات معينة، وهذه بدورها تملك خواصًا مثل المادة، الجاذبية، والمكان الذي تشغله. إذ يتميز (البروتون) بأن خواصه لا تتغير بمرور الزمن، لهذا يكون الفضاء في المستوى دون الذري ثابتًا ومستقرًا على مدى الأزمنة الطويلة ( يُعرف هذا المبدأ بمبدأ الاستمرارية البروتونية ) .
حسنا .. ستقُلن لي الآن وقد نفذ صبركن أين هم الجن من كل هذا ..
واجابتي هي ..
غالياتي لقد ثبت علميا أن بعض الكائنات الحية ذات الأجهزة الحيوية البدائية تستطيع رؤية الاشياء التي تقع في البعدين الأول والثاني فقط .. لذلك وهبها الله سبحانه وتعالى وسائل تمكنها من ايجاد قوتها .. وبني البشر سيان في هذا الموضوع فقدرتهم الاستيعابية لا تتجاوز الأبعاد الثلاثة الأولى مجتمعة .. فكل ما تستتطيع أعيننا الوصول له انما يقع في الأبعاد الثلاثة الأولى مجتمعه .. بينما لا نستطيع رؤية ما يسمى بالتاكيونات) وهي عبارة عن جزيئات ثلاثية الأبعاد تشغل البعد الثاني، الرابع، والسادس، والتي لا تزال في حيز الدراسة النظرية الغير ممكن إثباتها عمليًا، نتيجة خواصها الطورية البعدية الفريدة ) لأنها لا تقع ضمن أبعادنا الثلاثة ..
لهذه الأسباب لا نستطيع رؤية عالم الجن .. لأنهم يعيشون في بعد آخر لانعرف ماهو ولا نتمكن من رؤيته ..
قد يكون البعد الخامس أو السادس أو العاشر .. أو كلها جميعاً .. لا أحد يدري .. ولقد أخبرني أستاذي عندما سألته عن سبب رؤية البعض للجن بأن عالمهم قد يحتوي أحد أبعادنا إلى جانب أبعاد أخرى تفوق استيعابنا .. الله أعلم ..
أشكرن غالياتي الفراشات على حُسن المتابعة ..
Miss Judy
: