إلى التي أهواها القدس العتيقة

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
إلى كل شهداء فلسطين ..صرخة ملؤها
البكاء والحنين ..
إليك أيتها المسبية في كل العصور
أبعث سلاما من مكاني
لكنه ينعطف ويبلغ السماء
يرد السلام بدم الشهداء ودموع الأنبياء ..
أربعون عاما وأنت ِ أسيرة !! أربعون عاما وأنت ِ أميرة !!
كما كنت ِولا تزالين في العيون الكبيرة والصغيرة !!
وردة أنت ِ وقفت خارج الزمان ..
إستنزفوا أريجك من زمن فرعون وهامان ..
صرت ِ قُبلة ً تلثُمها شفاه الرياح
لتعبر بك حدود المكان
آه ..آه ..آه ..يا مدينة الإسراء
تشتاقك دموعي ولهيب حنيني
لكنها تصطدم بحائط البكاء !!
مهلا ً !!!! أ َوَ ليس هذا حائط البراق ؟؟!!
أعجب كيف تغمض لنا الأجفان وهي لا تنام
أعجب كيف الكل عطشان للهو والأنغام !!
أعجب لزمان ٍ حلت فيه رؤية الجثمان !!
أعجب كيف يطيب العيش وهي تلتحف الأكفان !!
أعجب لزمان الشجب والإستنكار !!
أعجب للأقوال بلا أفعال !!أعجب من التطاحن والقيل والقال !!
والسواعد والعقول في سبات ٍ !! عار !! والله عار !!
ويكحم !! إنها مسرى نبيّكم !! ومنبت مسيحكم !!
ومذبح يحياكم !!
أما آن للقلوب أن تنتفض ؟؟!!
أما آن للضمائر أن تزوبع ؟؟!!
أم أني أحسبه محال !!
هبّوا ..دمّروا ..كسّروا ..مزّقوا ..فجّروا ..
لأجل عيون المدينة العتيقة
لأجل أطفال ضائعين بين الأزقة
لأجل أمهات ثكلى في كل دقيقة
لأجل رجال إنحنت ظهورهم من الهمّ والضيقة ..
لأجل كنائسها ومساجدها العريقة ..
أعهد الدموع بلا لون !! ودموعك حمراء
أعهد الشباب يحبون الحياة لكن ورودك شهداء
أعهد إحتلال الشعوب يمزق الهمم
لكن أهليك ِ أقوياء شرفاء
أرى أنوارا مضيئة ً تنبعث من السماء
إنها دماء الشهداء
تحكيكم : أكاد أراه ..!! سيأتي يوم ترفلين في الرخاء
ويُطعن من خذلك أماما وخلفا وذالكم حال الضعفاء
الجبناء ..
مرت أربعون عاما ..ما تزالين في قلوب الأحبّاء
وتحت وطأة الأعداء والأيادي السوداء ..
عذرا حبيبتي !! سأبعث سلامي
مع سجلات الأسرى والسجناء ش
لم أستطع إقتحام أسوارها الملطخة بالدماء
إلا مع هؤلاء العظماء ..