شذى السعاده
19-04-2022 - 08:01 pm
إياك أن تنسيه..
الحمد الله رب العالمين، والصلاة والسلام على من لانبي بعده ،، أما بعد :
إليك غاليتي تلك الكلمات في موضوع كثير من الناس من ينساه في زحمة الحياة ، بالرغم من أنهم مقدمون عليه ، ولا بد أن يتجرعون كأسه،
إنه (( الموت ))
لا يعرف الصغير.. ولا يميز بين الوضيع و الوزير،، ولا يحابي صاحب المنصب الكبير..
هل خلوت يوما بنفسك فقلت لها : يانفس إنك ( شيء ) .. وقد قال تعالى {كل شيء هالك إلا
وجهه } . إنه ( هاذم اللذات ! ) دعاك النبي صلى الله عليه وسلم إلى كثرة تذكره ! إذ يقول عليه
الصلاة والسلام{ أكثروا ذكر هادم اللذات} ( رواه الترمذي والنسائي /صحيح النسائي : 1823 ).
أليس من العجيب أن نودع كل يوم ميتا !!ثم لا يحرك ذلك قلبا ؟ ولا يثير خوفا او فزعا ؟!
بل كأن الوت مكتوب على المشيع وحده ! فكم هي هذه الغفلة فبيحة!! وكم هي كريهة وشنيعة !!
إنه عمى القلوب ! وما أسوأه من عمى.. {فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور}
إذا شغلتك الدنيا ؟! فتذكر الموت.. فإنك راحل ! ولن تجد لتلك النفس سوطا أشد عليها من تذكرالموت !
(( فهل تفكرت يا ابن آدم في يوم مصرعك وانتقالك من موضعك ؟! وإذا انتقلت من سعة إلى
ضيق ! وخانك الصاحب والرفيق ! وهجرك الأخ والصديق !! وأخذت من فراشك وغطائك إلى غرر ! و
غطوك من بعد لين لحفاك بتراب ومدر ! فيا جامع المال والمجتهد في البنيان ! ليس لك و الله من
مال إلا الأكفان ! بل هي والله للخراب والذهاب !
وجسمك للتراب والمآب ! فأين الذي جمعته من المال ؟؟ فهل أنقذك من الأهوال ؟! كلا بل تركته إ
لى من لا يحمنك ! وقدمت بأوزارك على من لا يعذرك )) الإمام القرطبي
كم مضى من الدنيا !؟ وكم هلكت من أجيال وأمم !!
كم ميت من إخوانك وأحبابك أودعته في جوف الثرى ؟؟
كم مره حدثتك نفسك أنك قد تموت اليوم او غدا ؟
كم من العمر مضى وانت تؤمل الأمال العراض !!
وهل بلغت كل ما تؤمل؟! وإن ! هل وقفت بك الآمال عند أملك ؟؟
(( للعبد رب هو ملاقيه ، وبيت هو ساكنه ، فينبغي له أن يسترضي ربه قبل لقائه ، و يعمر بيته قبل انتقاله إليه )) الإمام ابن القيم
كوني على حذر .. وهل يغني الحذر ؟ مابقي أخيتي غير العمل الصالح فهو خير زاد .. وخير رفيق يوم المعاد .. وروضتك يوم الرقاد .. وأنيسك إذا تفرق عن قبرك العباد ..
وصلى الله على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه وسلم .
ليس الغريب غريب الشام واليمن *** إن الغريب غريب اللحد والكفن
(( قال احد السلف : أنذرتكم ( سوف ) ، فإنها كلمة كم منعت من خير وأخرت من صلاح ))
أعجبني فنقلته لكم