ابنتي فاطمه بعد وفاة امها

جاءت فاطمه الى هذه الدنيا وقد اصبحت يتيمه في سنتها الاولى من ولادتها حيث توفيت امها اثر ازمه قلبيه مفاجئه فكنت في حيره من امري ماذا افعل الى اين اذهب بها الى امي الكبيره بالسن ام الى جدتها لامها فلم استطع الذهاب بها الى اي منهما فأضطررت الى استقدام مربيه فلم تفلح وذهبت الى غير رجعه فاستقدمت اخرى فلم تكن بأفضل حالا من الاخرى فعشت في حيره من امري فأهل زوجتي رحمها الله لم يطلبوا ابنة ابنتهم واهلي كذلك فقررت ان اطلب بعثه الى الخارج لعلى اجد من يرحم تلك الابنه المسكينه وفعلا تم ابتعاثي للخارج لمدة اربع سنوات الى امريكا لمواصلة دراساتي العليا فأشتريت منزلا صغيرا يحتويني انا وابنتي الصغيره وتم الاتفاق مع مربيه تأتي الى البيت خلال عدم تواجدي فقط ونشأة ابنتي معي خلال هذه الفتره لتكمل معي الاربع سنوات لاعود الى الوطن وليتني لم اعد فعلم اهل زوجتي بقدومي فقرروا ان يقابلوا ابنتي فلا استطيع منعهم فهي ابنتهم ايضا لتقضي يوما كاملا معهم فذهبت لاخذها من البيت فكانت تنتظرني امام باب المنزل فلم يطلبوا مني ابقائها عندهم وذهبت الى امي لتفرح فرحا شديدا بأبنتي ولكن للأسف لا استطيع ابقائها عندها لكبر سنها ففكرت بالزواج وفعلا تقدمت وخطبت وتمت الموافقه بشرط ان تلك الطفله تكون بعيده لاول شهر من الزواج فرفضت ذلك لاعيش في حيره وفي احد الايام اذا باتصال من احدى اخوات زوجتي تطلب ان ابقي فاطمه عندهم وفعلا ذهبت بها اليهم ليتم الاتفاق على اخذها صباح كل خميس وان اعيدها لهم في الليل ومضت الايام والاشهر واصبح عمر تلك الطفله ست سنوات لياتيني اتصال من خالها الذي اتصل بي يلعن تلك الطفله البريئه ويطلب مني اخذها بسبب تافه لرميها التلفاز من فوق الطاوله وتحطمه فذهبت لاخذها لاجد تلك الطفله المذعوره تبكي ليس بسبب الخوف ولكن بسبب الضرب فأخذتها ولتعيش معي ففرحت لذلك ولم تفد تلك الاتصالات لارجاع فاطمه لبيت خوالها ولم تفد تلك الاعتذارات ومرت الايام فوجدت ان فاطمه تواجه سمنه تزداد كل يوم حتى اصبحت سمنه غير طبيعيه ليزداد وزنها كل يوم فذهبت بها للمستشفى فافادوني انه لا علاج لديهم لهذه الحاله فقررت علاجها في الخارج وفعلا تم تجهيز كل شي والسفر ليتم معالجتها في احد المصحات المختصه بهذا النوع من المرض لتجلس فاطمه ما يقارب ثمانية اشهر ليتم ابلاغي حاجة فاطمه لعمليه لتوسيع الشرايين بسبب ما تعانيه من سمنه اثرت بالتالي على القلب فتمت الموافقه على اجراء العمليه في صباح يوم الخميس فذهبت لفاطمه لاكون معها في تلك اللحضات العصيبه فنظرت اليها نظرة وداع وهي تنظر لي وتبادلني نفس الشعور فما كانت سوى دقائق حتى تم وضع البنج وتخديرها وليتم الذهاب بها الى غرفة العمليات لاضل واقفا على ارجلي اكثر من احد عشر ساعه بأنتظار خروجها من غرفة العمليات فحصل ما كنت انتظره فجاءت تلك الممرضه وهي غارقه بدموعها لتخبرني بأن فاطمه قد فارقت الحياه لتلحق بأمها رحمهما الله رحمة واسعه واسكنهما فسيح جنانه فليس بيدي غير الدعاء والصبر وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه .