- فقال له الرجل الصالح:
- ألا .... ان الله موجود.......
بسم الله الرحمن الرحيم
لا احد ينكر مدى التدهور الذي عانته الدوله الاسلاميه بعد الخلفاء الراشدين .... بعد ان تسلمها الامويون و العباسيون ( بالأرث)!!!!
فمنهم من كان مؤمنا , عادلا .. و منهم من كان ظالما و سافكا للدماء و منهم من كان منشغلا بمجالس الشرب و الطرب و النساء بينما يسير الدوله وزراءه الخونه....................
حتى بلغ تردي الاحوال في عهد احد الأمويين اخذ المجوسيون يرتقون المنابر الأسلاميه و ينشرون افكارهم...
و يروى انه كان احد المجوس يصعد المنبر في مسجد الكوفه الكبير و ينال من الدين الأسلامي و افكاره العظيمه.. و كان كثيرا ما يقول:
لا وجود لشيء اسمه ( الله) يدبر و يسير و يأمر و يخلق...
و اللطيف كان هنالك بعض ضعاف النفوس ينصتون له و يكادون يصدقون بعدم وجود الله....
و كان هنالك رجل صالح مؤمن ,,, أثارته الحميه على دينه الشريف .. و ضاق صدره مما سمع من ذلك المجوسي ...
فقام وسط الحشود في المسجد ... و صاح بأعلى صوته :يا ناس , العجب ..... العجب!!!!
فقالوا له :ما بك يا رجل؟!
فقال: العجب.. العجب !!!!!
فقالوا له :و ما هو العجب ؟؟
فقال : اليوم..... رأيت أعجب ما في الدنيا !!!
فقالوا له : و ما رأيت؟؟!!
فقال لهم:عندما اردت عبور نهر الفرات لآتي الى المسجد , رأيت مركبا ( زورق) تسير من غير " ملاح " من ضفة الى اخرى و تقوم بتعبير الناس!!!
فتعجب الناس من كلام الرجل - الذي كان معروفا بصدقه و فصاحته و شجاعته بين اهل الكوفه -
اما المجوسي فلما سمع كلامه قال له بصوت عال:( ويحك يا رجل .. أتقاطع كلامي بجنونك؟؟؟)
فقال له: و اي جنون؟؟؟
فقال المجوسي : جنونك الذي تفوهت به قبل قليل .. أتعقل ان تسير مركب في عرض الفرات العظيم من غير ملاح ؟؟؟؟!!!
فقال له الرجل الصالح:
فأذا كنت لا تعقل ان تسير مركب صغيره في هذا النهر من غير ملاح , فكيف تعقل ان تسير كل هذه الكواكب و النجوم و الأبراج العظيمه من غير ملاح. و كل كوكب يدور بانتظام في فلك محدد و لو اختل دوران اي واحد منها لانقلب الكون و انفنت الحياه....... و منها هذه الارض ؛
فكيف تعقل ان تدور لوحدها من غير ملاح و مدبر, دورة واحده كل يوم و لو اسرعت لهلكنا .. و لو ابطأت لقذفنا.............................
ألا .... ان الله موجود.......
و هو الملاح الذي يسير هذا الكون العظيم ,, و هو المدبر الذي يحفظه و يرزق خلقه الذين يسكنوه....... بسم الله الرحمن الرحيم ( الله لا اله الا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة و لا نوم له ما في السموات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده الا بأذنه يعلم ما بين ايديهم و ما خلفهم و لا يحيطون بشيء من علمه الا بما شاء وسع كرسيه السموات و الأرض و لا يؤوده حفظهما و هو العلي العظيم...)
صدق الله العظيم
و بهذا عاد هؤلاء الضعاف النفوس الى رشدهم , و انتصرت كلمة الله العليى ...... أما ذلك المجوسي , فروي انه بعدما انتهى صاحبنا من كلامه خجل من نفسه و هرب من المسجد و لم يعاود الرجوع اليه......
على هذا الموضوع الرائع
دمت لنا بود