- الأول ... من المياة الجوفية الموجودة تحت الرمال.
- الرمال المتحركة الجافة
دائما في الأفلام نشاهد الممثل المسكين التائه في الصحراء... ونتابع بشفقة وألم وهو يأخد خطوة خاطئة وفجأة يجد نفسه "يغرق" في رمال متحركة... يظل يهبط ويهبط فيها حتى يختفي تماما ولا يتبقى منه غير قبعته
نهاية مؤسفة ومقبضة...
حقيقة الرمال المتحركة... ليست مأساوية كما تود هوليود أن توهمنا...
ما هي الرمال المتحركة...
بكل بساطة... رمال تشبعت بالماء لدرجة ان الاحتكاك بين حبيبات الرمال قل جدا... والنتيجة رمال رطبة غير قادرة على حمل أي ثقل فوقها...
وعليه فإن الرمال المتشبعة بالماء تتصرف كأنها سائل وليس شئ جاف...
من أين يأتي الماء؟ هناك مصدرين...
الأول ... من المياة الجوفية الموجودة تحت الرمال.
الثاني... الزلازل... الهزات العنيفة تؤدي الى ارتفاع ضغط الماء تحت سطح الأرض فتجبره على تخلل حبيبات الرمال. لو وجُدت مباني فوق سطح هذه الرمال... قد يكون مصيرها ان تُغمر تحت الرمال أو تنهار.
ومن المؤكد اننا جميعا نعرف خصائص رمال الشواطئ... الرمال الجافة تستطيع ان تحمل وزنك حين تقف عليها... لو قربت قليلا للبحر ووقفت على رمال رطبة (أي ليست مشبعة بالماء تماما) ستجد انها أصلب من الرمال الجافة... هذا لأن تواجد كمية قليلة من الماء يزيد تماسك حبات الرمل... لهذا السبب نستطيع تشكيل الرمال الرطبة أو بناء القصور بها.
أما في حالة تشبع الرمال بالماء تماما... سيتسبب هذا في ابتعاد حبيبات الرمال عن بعضها... مما سيؤدي الى ضياع الاحتكاك بينهم.
و كمية الأملاح المتواجدة في الأرض أيضا تلعب دور في خصائص الرمال المتحركة... كلما زادت الأملاح... كلما كان التحرك في الرمال المتحركة أصعب.
هذه الظاهرة يمكن رصدها في أي مكان تتوفر فيه الظروف المناسبة... على ضفاف نهر أو بحيرة أو على شاطئ أو حول المستنقعات... أو بقرب المياة الجوفية.
وبعكس الانبطاع الذي توحي به الأفلام... فالرمال المتحركة ليست عميقة جدا... عادة لا يزيد عمقها عن بضعة أقدام...
اذا وجدت نفسك وسط رمال متحركة ... لا تخف ولا تتوتر.. الرمال المتحركة لن تبتلعك... لكن الحركة الكثيرة ممكن ان تجعلك تغرق فيها أكتر... يمكنك الخروج من الموقف بقليل من الحكمة والتروي...
معلومة مهمة ... كثافة جسم الانسان 1 جرام لكل سنتيمتر مكعب... لهذا نطفو في الماء... لأن كثافة الماء أعلى... أما الرمال المتحركة فكثافتها أعلى من كثافة الماء... في حدود 2 جرام لكل سنتيمتر مكعب... أي ان الطفو على الرمال المتحركة أسهل من الطفو على الماء!
المشكلة تبدأ عندما تغوص قدمك في الرمال المتحركة... لأن هذا يغير ديناميكية الرمال... بحيث تتجمع الرمال حول رجلك... وترتفع المياه للأعلى... تحريك رجلك الآن أصبح أصعب... خصوصا لو حركتها بعنف أو سرعة... الحركة العنيفة ستتسبب في انغمار جسمك في الرمال أكثر. الحركة البطيئة مهمة جدا للتخلص من الموقف
أفضل شئ... ان تنام على ظهرك وتحاول ان تطفو... في أغلب الأحيان الرمال المتحركة لن تكون أعمق من مستوى الركبة... لكن لو كانت أعمق... محاولة الخروج ستكون أصعب... في هذه الحالة يجب التحرك ببطء مع محاولة فرد الذراعين والميل للأمام حتى تخلص نفسك من الرمال وتستطيع ان تطفو على السطح وتصل لطرف الرمال المتحركة... وتخرج منها.
ولكن انتبه! قد يكون الخطر أكبر اذا حاولت أن تستعين بوسيلة خارجية مثل حصان أو عربة لجرك خارج منطقة الرمال المتحركة اذ أن الرمال قد تتشبث بأرجلك أكثر كلما كانت الحركة عنيفة ويصبح جسدك حبيسا بين شد الرمال من ناحية وشد الحصان من ناحية فتنقسم نصفين!
كما ذكرنا... الغرق ليس وارد في معظم الأحيان... أسوأ ما قد يحدث ان تفقد حذاؤك في الرمال... الخطر الأكبر قد يكون ضربة شمس في حالة عدم استطاعتك الخروج من الرمال قبل فترة طويلة... أو الارهاق الشديد الذي سينتج عن محاولة الخروج... خصوصا لو عن طريق حركات عنيفة وسريعة.
ومن الأماكن المشهور عنها كثرة الرمال المتحركة... خليج موركامب في انجلترا Morecambe Bay
السقوط أثناء فترات الجزر هوالمشكلة الحقيقية في هذا الخليج اذ أن الغرق سيكون مصيرك اذا وصل تيار المد اليك قبل أن تتمكن من الخروج.
الرمال المتحركة الجافة
سمعنا عن عربات وطائرات تخفتي فجأة دون أن تترك أثرا... وكان الكثير قديما يعتقدون انها تخيلات الرحالة...
هناك نظرية جديدة تقول انه حين يتم تمرير هواء شديد خلال الرمال الناعمة جدا... فإن هذا الهواء يثيرها من مكانها ويعيد ترتيب حبيباتها... بحيث انها حين تعود الى الأرض تصبح هذه الحبيبات مشبعة بالهواء... بعكس الحالات السابقة التي كانت فيها الرمال مشبعة بالماء.
لو وضعنا على هذه الرمال كرة مثلا... سوف تغوص لعمق يساوي أضعاف قطر الكرة... وبسرعة شديد
الغوص العميق وبهذه السرعة ليس من خواص الرمال المتحركة العادية (المشبعة بالمياة).
نظرية الرمال المتحركة الجافة تم اثباتها معمليا... لكن هل لها وجود في الطبيعة؟ لم يتم رصدها حتى يومنا هذا... ولذلك.... فالعلم عند الله وحده.