احزاني

لطالما قلت بأن احزاني هي ما تحرك قلمي وتلد كلماتي .. لكن هذه المره الولاده متعسرة جدا ..... واخشى بأنه حتى العملية الجراحية قد لا تجدي نفعاً........وتزداد رهبتي من ظن يكاد يفتك بي الى اني قد اضطر الى التضحية بقلمي الذي يستقي مداده من شرايين قلبي ليخط كلمات مهرها من اعصابي وجهازها من شبابي ويلون الاوراق من ضحكات مسروقه من كتاب حياتي .... واصمت قلمي الى الابد وهذا والله قاتل ... قد يقال ضحوا بالحزن ... هذا الذي يسكن انحائي ويفرز اسطرا من نور ونوار تحملني على اجنحتها لنجوب السماء في كل لحظه من لحظات الليل الذي طال.... حتى بت اشك يقينا بأنه لن يكون له نهار .... ايتها الاحزان التي اعتقد بأنك لن تفارقي قلبي ... انني انتهي عزيزتي .... اجل انا انتهي ... اليس انهيار المشاعر الانسانية وموتها هو النهايه ... اليست خيبات الامل المتتابعة نهاية ..؟؟؟؟؟ ام ان ذبول الرغبة بالبقاء والاستمرار يفسر بغير الفناء .؟؟؟؟
اشعر بالتلاشي وقد بدأ بالتغلغل في اطرافي ليمتد ماردا عظيماً ينهي كل ملمح من ملامح الحياة والشباب في جسدي الذي صار يكرة ذراته واجزائه .. هذا المتمرد الارعن يكاد يسحبني معه الى النهايات السحيقة حيث افقد اخر ارادة بالسيطرة عليه وسجنه وراء ابواب القانون ....!!!!! اليس الخارجون عن القانون مرفوضون ؟؟؟ اذا لم هم كثرٌ هذه الايام ... ؟؟؟ لم نُجبر في اغلب الاحيان على ان نصبح خارجين عن القانون والاعراف ؟؟؟ لماذا نساق وندفع لنصبح منهم ؟؟؟ من قال ان الجريمه اختيارية ؟؟ تعال الي ايها المجرم الحقيقي !!! كيف لي في هذا الزمان ان اختار بين الجريمه والجريمه.... بين الحرام والممنوع ... بين الحرمان والجوع ... بين الشقاء والتعاسة .. ان كان لاحد سبيل اخر في الاختيار .. فأنا اعلن انه لا سبيل لي .....اما النهاية او الموت .... تسحقني الاحزان باصابع حديدية لا تعرف للرحمة سبيل .. ومن في هذا الزمان يعرف للرحمة طريق ؟؟؟ والمئات يقتلون كل لحظة وبدماء باردة .. في الحقيقه هي ليست دماء .. هذه هي الحقيقة ....فهو حبر ملون بأرواح الابرياء ..بقوت الاطفال ... بأحلام المراهقات ... وبألام المخاض لالاف الامهات الكثلى والاخوات المكلومات ...حقا انه شئ مضحك فلقد بدأت بالبكاء على احزاني في اول الصفحة ... ولا اعرف من اي سطر خرجت اليَ الآم من نوع اخر ... لكنها في الحقيقة ليست جديدة على ايه واحدة منا عزيزاتي .... انه الألم الاكبر والاعظم على مر العصور ... الم يكن الم الظلم وقلة الحيلة هو الاقسى منذ قتل الاخ اخاه ؟؟؟؟؟!!!! اشعر بالافكار وقد بدأت تتسرب من بين اصابعي كالماء هاربة الى البعيد منتظرة اياي لتهاجمني مرة اخرى في ليل وحدتي الطويل،و لتقف بيني وبين النوم االذي غذا محرما علي ...وهو يبات ذليلا على اعتاب غرفتي ...لتحرقني خيبات امال منوعة وصدمات من كل لون وشكل. طيلة الليل والنوم يناظرني والدموع تقطر من عينيه لشعوره بأن الفراق الطويل بات قريبا جدا جدا .... كقرب الموت منا ... تعال الي ايها النوم ... تناديك عيوني التي تعرف تماما بأنك سترحل مع دمعاتها المتمردة وقد تحجرت في المآقي ... رافضة ان تنطلق معبرة ومكفرة عن جراحات رسمتها ريشه فنان بلا قلب ولا مشاعر ... انتبهو قلت فنان ولم اقل انسان ... اشعر بأني لم اعد اعرف نفسي .... ليتني استطيع اكتشاف ماذا اريد ؟؟؟ لمَ اشعر بأني مكبلة بقيود تخنقني ؟؟؟ تمنعني من الحياة... من السعادة .... لماذا بتنا نحيا في زمن الممنوع ؟؟؟؟ هل يملك احد الجواب ؟؟؟هل يستطيع احد ان يدلني على مكان اجد فيه الاجابة ؟؟ ساتوقف الان عن الكتابة لاذهب باحثة عن اشياء ضائعه ... عن الحلقات المفقودة في داخلي علني اجد اجابة عن اسئلتي .. قبل ان افقدها هي الاخرى ...