الفراشة أصبح فتيات Ftayat.com : يتم تحديث الموقع الآن ولذلك تم غلق النشر والمشاركات لحين الانتهاء من اتمام التحديث
ترقبوا التحديث الجديد مزايا عديدة وخيارات تفاعلية سهلة وسريعه.
فتيات اكبر موقع وتطبيق نسائي في الخليج والوطن العربي يغطي كافة المجالات و المواضيع النسائية مثل الازياء وصفات الطبخ و الديكور و انظمة الحمية و الدايت و المكياج و العناية بالشعر والبشرة وكل ما يتعلق بصحة المرأة.
كيفكم بنات
انا ب 2 ثانوي
بنات طلبت منا المدرسه موضوع بحث لمادة الحديث بموضوع
الشخصيه المتميزة للمسلم
وبحث لمادة الفقه لواحد من هالمواضيع التاليه
الوديعه او العارية اواللقطة او الاجارة
ارجوكم بنات لا تتاخرون علي
الشخصية المتميزة للمسلم أحمد سعد الدين
تعني الشخصية في مفهومها العام ملامح الإنسان وصفاته التي تميزه عن غيره،ولا يقتصر هذا المفهوم على الصفات البدنية، إنما يتعداها إلى الصفات النفسية والاجتماعية والعقلية، وقد صارت الشخصية علماً على السمات الخاصة التي يتميز بها كل إنسان عن الآخر في عقيدته وعواطفه ومشاعره وسلوكه وعلاقته الاجتماعية وطرائق تفكيره وسائر تصرفاته الإرادية، لأن هذه هي المقومات الشخصية للإنسان ومحار الحكم على شخصيته. إن تفاوت الناس في صفاتهم البدنية يرجع إلى عوامل الوراثة والبيئة، وهو تفاوت محمود لا يغير شيئاً من خصائص الإنسان الجسمية،ووظائفه العضوية، وقلما يكون له تأثير في الصفات النفسية إلا لدى أصحاب العاهات من الشواذ، والنادر لا حكم له. والحياة الإنسانية لا تقوم بالمقاييس الحسية الظاهرة، إنما تقوم بمعيار العقيدة والقيم الأخلاقية، والمستوى الفكري، لأن هذه هي خصائص الإنسان العاقل المكلف الرشيد. وبهذا المفهوم الخاص تتميز شخصية المسلم عن غيره. فهي شخصية مؤمنة مهتدية، تتجه بمشاعرها وأحاسيسها لله تعالى، تستلهم منه الرشد والسداد،وتهتدي بنور الإيمان في سلوكها،وتتخذ الشريعة الإسلامية نبراسا لها في تصرفاتها،وتحتكم إليها في كل شؤون حياتها. وهي شخصية متميزة بالعقيدة الإسلامية التي تؤمن بها.وتخلط شغاف قلبها،وتمتزج بأحاسيسها،فتعيش من أجلها،وتجعل حياتها وقفاً عليها،إذ لا قيمة للحياة بدون عقيدة. والعقيدة لدى المسلم هي المعيار الأساسي للعمل.فأي عمل لا ينبعث من العقيدة لا قيمة له في ميزان الإسلام مهما كان جليلاً نافعاً يعود على البشرية بالخير. مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ ( ) إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ سورة التوبة: 17-18. وهي شخصية متميزة بسلوكها على حساب دينها الإسلامي، تقف عند حدود الإسلام وشرائعه، عبادة ومعاملة وأخلاقاً لا تجامل، ولا تداري ولا تماري ولا تدع لأي ضغط اجتماعي فرصة للتأثير عليها. حتى تتهاون في شيء من قيمها، وهي شخصية تعتز بمقوماتها من غير كبرياء، فلا تلين ولا تضعف، ولا تذوب في أي بيئة تعيش فيها، أو مجتمع يضمها، إنها شخصية تؤثر في غيرها، ولا يؤثر عليها، وان استفادت بكل خير، "فالحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أولى بها ". فالشخص المسلم الذي يخضع للعادات والتقاليد الفاسدة التي تفرض وجودها بالانتشار في بعض المجتمعات، فيجاري أحوال الناس في فسادهم، أو يعيش في مجتمعات غير إسلامية لمقاصد سليمة فلا يلبث طويلاً حتى ينخرط في سلكها، ويتقبل أوضاع حياتها التي تتنافى مع عقيدته أو دينه، هذا الشخص أو ذاك لا شخصية له لأنه تهاون في مقومات شخصيته الإسلامية وأهدر مثلها. وجماع ما تتميز به شخصية المسلم أن يكون رجل عقيدة، ترى حياته صورة صادقة لها، يقرأ الناس فيها كتاب الإسلام مسطورا في آرائه وأفكاره وأخلاقه وسلوكه، حيث تكون نظرته إلى الكون والإنسان والحياة نظرة إسلامية، وتكون المثل الذي يحتديها والفضائل التي يتحلى بها أخلاقاً قرآنية ويستقي أحكامه على الأمور كلها من هدي الإسلام وشريعته، ويأخذ نفسه بعد هذا يدين لله في أعماله وشؤون حياته، يفتدي عقيدته بنفسه وماله، ويفي بالبيعة وفاء المؤمنين الصادقين إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآَنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ سورة التوبة الآية: 111 .
أسس بناء الشخصية المسلمة :
من الجدير بالذكر أن الإيمان الحق بدفع إلى السلوك المستقيم حيث جاء الإنسان إلى الحياة ومعه فطرة نقية مهيأة لقبول الحق وكل تغيير لنقاء هذه الفطرة وصفائها ما هو إلا تشويه لشخصية المسلم الذي ينبغي أن يتجه اتجاها مستقيماً لا عوج فيه، وهو الاتجاه نحو الله تعالى والاستسلام له والاستعانة منه في كل أمور وشجون الحياة. إن الأساس الأول لشخصية المسلم هو الأسوة الحسنة إذ يبدأ المسلم تكوين شخصيته الإسلامية سلوكا وتطبيقا من القرآن الكريم ومنهج الرسول (صلى الله عليه وسلم) وأهل بيته الكرام (رضي الله عنهم) ، فقد ذكر القرآن ، الصفات الأساسية التي تشكل صورة واضحة الملامح لشخصية المؤمن كما أرادها الله تعالى وهي الصورة التي تمثلها شخصية النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) لآن خلقه القرآن ولآن الله تعالى قد أدبه فأحسن تأديبه. إما الأساس الثاني فهو العلم حيث تتسامى شخصية المسلم بالعلم الذي يكشف له طريق الحق والخير وينير مسالك الحياة فيمضي فيها على هدى، فتتميز شخصيته عن غيره بالفكر والعلم المفيد. ومن أسس الشخصية الإسلامية ، العبادات فهي دعائم الإسلام وهي التطبيق العملي للعقيدة والعبادات بدورها تثمر السلوك الصحيح والخلق القويم وترسم لشخصية المسلم، الخطوط العريضة فيعيش حياته موصولا بربه، حانيا على مجتمعه، ففي كل عبادة من عبادات الإسلام يستشعر بنبض الإيمان في أعماقه فلا ينبعث من حياته إلا الخير. ويعتبر العمل من الأسس الهامة في بناء شخصية المسلم، فالمسلم العامل له في الحياة أهميته مهما كان عمله مادام عملا شريفا وما دام كسبه حلالا فهو يشارك في عمارة الحياة وازدهارها ويعمل على دفعها إلى الإمام.
وتنهض شخصية المسلم على أساس العمل بإتقانه له، أخروياً كان أو دنيويا. ثم يأتي الجهاد كأساس أخير لشخصية المسلم فهو شجاع لا يعرف الجبن إلى قلبه سبيلا. يتوجه بعقيدة راسخة يرى من خلالها أن الأجل واحد، لذا فهو يدافع عن الدين وعن النفس والعرض والأرض والمال وفي قلبه يقين لا يتزعزع. من ملامح شخصية المسلم، العزة من غير تكبر فهو لا يذل ولا يستكين لأحد، وعزته هذه تتنافى مع الغرور والاستعلاء. كما يتميز المسلم باستقلال الشخصية فهو يعتنق الحق ويسير على ضوئه ويعمل في دائرته دون أن يكون هناك أي تأثير خارجي عليه ، وقد حرص الإسلام على تحرير الشخصية لئلا تستبد بها الآفات أو تحتلها الأباطيل والنزعات، فليس لأحد أن يخضع إلا لله، ودعا إلى تحرير الشخصية من العادات السيئة والتقاليد المرفوضة، وحث المسلم إلى تحرير شخصيته من الخوف والقلق. ومن ملامح شخصية المسلم أيضاً، الثبات في العسر وفي اليسر، فهو شاكر في السراء، صابر في الضراء . وللمسلم شخصيته المعتدلة نحو المال الذي استودعه الله إياه فهو يتصرف فيه بالطرق المشروعة من غير إسراف أو تقتير ، سائرا على المنهج القرآني الذي رسمه الله تعالى في قوله: وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا الفرقان: 67.
ولشخصية المسلم سمة من أرفع السمات التي تميزه عن غيره، أنها القوة الدافعة قوة الإيمان التي تستحثه لارتياد مسالك الخير وتجعل منه إنساناً قوياً لا يخشى في الحق لومة لائم ، وهو ثابت الشخصية لا تزلزله عواصف الحياة، انه يستمد ثباته من عقيدته الثابتة التي تمنحه القوة والرسوخ ولذا نرى الإنسان المسلم صاحب العقيدة الراسخة، ثابتاً في كل أحواله وإعماله وأفعاله، يتحلى بالأخلاق والقيم النابضة. ومن ابرز صفات المسلم، الشجاعة الأدبية فهي إحدى قيم الإسلام الهامة، والشجاعة الأدبية تحتاجها مواقف الحياة الفاضلة، كجهاد أهل الباطل والزيغ والجهر بكلمة الحق، فالمسلم الذي يعتمد على ربه لا يخاف من مخلوق وإنما يخاف ربه وحده القادر على كل شيء . ويعمل الإسلام على إلا يتعرض المسلم إلى الأذى بأية صورة ، ووجوب المحبة والمودة لأخيه المسلم وان يؤثر أخاه على نفسه وعندئذ ترتقي شخصيته الإيمانية ويستشعر عظمة الإسلام في كل كيانه. ولشخصية المسلم مظهر معين يتسم بالهدوء، فهو لا يقوم إلا على ما يطمئن إليه، كما يتميز بصفاء القلب ونقاء سريرته، فبصفاء القلب وصلاحه تستقيم الجوارح ويتهذب السلوك، وهو قادر على ضبط النفس، فالإنسان القائم على نفسه، الحاكم لرغباتها الكابح لجماحها، إنسان قوي الشخصية. والمسلم غني النفس راض بما في يده، قانع بما عنده لا يتطلع إلى غيره. وهناك عوائق تعترض النفس البشرية وتعوق أمنها وراحتها فإذا ما اهتدى بهدى الله ويمم وجهه شطر الإيمان وجد العقيدة الإسلامية، عاصمة له يقول عز وجل: الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ الأنعام: 82. ويعنى الإسلام ببناء الشخصية على الصدق منذ فجر الصبا ويدعو الآباء والأمهات إلى تنشئة الأبناء عليه منذ صغرهم. ومن سمات شخصية المسلم الحياء وهو شعبة من الإيمان وتتسم شخصية المسلم بأعلى أنواع الحياء وهو الحياء من الله تعالى كما تتميز شخصية المسلم بالأمانة حيث يقول الرسول (صلى الله عليه وسلم ) : " لا إيمان لمن لا أمانة له ولا دين لمن لا عهد ل ه " ولعظمة الأمانة وضخامتها وما تشتمل عليه من أحكام الدين الشرعية فأن ضعاف الشخصية لا يستطيعون حملها. كما تتميز شخصية المسلم بالتعاون والعفة نظرا لحرصه على حفظ دينه وعرضه وكرامته وشرفه، والمبادرة بالعمل الصالح والوفاء والشكر والبر وقدرته على توثيق العلاقات الإنسانية والاجتماعية والعفو عند المقدرة والصبر وغير ذلك من السمات.
سمة الإيجابية في الشخصية الإسلامية
إن الثقافة الإسلامية تطبع شخصية الفرد بطابع معين يميزه عن غيره ، من تلك السمات الفريدة التي يمتاز بها المسلم الإيمان والتقوى والورع والخشوع لله تعالى والطاعة والإلتزام والإنضباط والإحتشام والمحافظة على العرض والشرف والقناعة والزهد والتواضع والطهر والطهارة والصبر والمصابرة، والأمل والرجاء والتوكل والاعتماد على الله تعالى وحب العلم وطلبه والشكر وغنى النفس والعفو عند المقدرة والإيثار والبذل والتضحية والفداء والإستقامة والرأفة والشفقة والرحمة والعطف والحنان وصلة الأرحام والبر والإحسان. ولاسيما للوالدين.
ويتربى المسلم على نصرة الحق وإغاثة الملهوف والسماحة وإنذار المعسر والحلم والرفق والحياء والوقار والوفاء بالعهد والعقود وطلاقة الوجه والتمسك بالآداب العامة والنظافة وما إلى ذلك من السمات والخصال الحميدة والفضائل الخلقية.
فالمسلم لا يقف من الأحداث موقف المتفرج وإنما يتربى على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعن الفساد والتسيب والإنحراف والظلم، يقول تعالى "ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون" (آل عمران/ 104).
والمسلم لا يقف ساكتاً أمام المنكر، ولكنه يتخذ موقفاً إيجابياً فعالا لقوله تعالى "كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر" (آل عمران/110).. و لقوله تعالى "والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر" (آل عمران/ 114).
ومن مظاهر الإيجابية دعوة الإسلام إلى التعاون بين الناس على البر والتقوى لقوله تعالى "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان" (المائدة/2).
ومن مظاهر الإيجابية كذلك حض الإسلام على الإختلاط بالناس وحضور جمعهم ومجالس الذكر وزيارة المريض وحضور الجنائز ومواساة المحتاج وارشاد الجاهل. ومن دلائل الإيجابية دعوة الإسلام الحنيف للإصلاح بين الناس وفض المنازعات بينهم يقول تعالى "لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس" (آلنساء/114).
والصلح، وفقاً للإسلام ، يعد خيرا يقول تعالى "فاتقوا الله واصلحوا ذات بينكم" (الأنفال/1). ومن أقوى المشاعر الإيجابية أن المسلم يتربى على الإيمان بأن المسلمين جميعاً أخوته وأخوانه يقول تعالى "إنما المؤمنون أخوة فأصلحوا بين أخويكم" (آالحجرات/10).
وإسلامنا يدعونا لحب العمل يقول تعالى "فاذا قضيت الصلاة فأنتشروا في الأرض وأبتغوا من فضل الله" يقول رسولنا العظيم "لأن يأخذ أحدكم أحبله يأتي الحبل فيأتي بحزمة من حطب على ظهره فيبيعها فيكف الله بها وجهه خير له من أن يسأل الناس إعطوه أو منعوه" رواه البخاري.
ومن الإيجابية طلب العلم والتفقه في الدين وفي ذلك يقول القرآن الكريم "قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون (الزمر/9). ويقول تعالى "يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات" (المجادلة/11). يقول الحديث الشريف "من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له طريقاً إلى الجنة" رواه مسلم.
ومن أبرز سمات الإيجابية في الشخصية الإسلامية دعوتها لكي يتحمل صاحبها المسئولية، فلا يقف من الأحداث موقفاً سلبياً. فالمسلم مسئول عن نفسه وعن زوجته وأبنائه وعن مجتمعه ووطنه، يقول الرسول (ص) "كلكم راع وكل راع مسئول عن رعيته، والأمير راع والرجل راع على أهل بيته، والمرأة راعية على بيت زوجها وولده فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته" متفق عليه. ومن بين ما يدعو إلى الإيجابية قول رسولنا الكريم "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً" متفق عليه. يقول الحديث النبوي الشريف "المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة" متفق عليه.
يقف المسلم دائماً موقفاً إيجابياً ولا شك أن إكتساب القوة والتحلي بها من علامات الايجابية، والإسلام يدعو المسلمين أن يكونوا أقوياء لقول الرسول الكريم "المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير أحرص على ما ينفعك وإستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كذا كان كذا وكذا ولكن قل قدر الله ما شاء فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان" رواه مسلم.
المصدر : الاسلام والعلاج النفسي
- كتاب اللقطة
1 - باب: وإذا أخبره رب اللقطة بالعلامة دفع إليه.
2294 - حدثنا آدم: حدثنا شعبة. وحدثني محمد بن بشار: حدثنا غندر: حدثنا شعبة، عن سلمة: سمعت سويد بن غفلة قال:
لقيت أبي بن كعب رضي الله عنه فقال: أخذت صرة، مائة دينار، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (عرفها حولا). فعرفتها حولا، فلم أجد من يعرفها، ثم أتيته فقال: (عرفها حولا). فعرفتها فلم أجد، ثم أتيته ثلاثا، فقال: (احفظ وعاءها، وعددها، ووكاءها، فإن صاحبها، وإلا فاستمتع بها). فاستمتعت، فلقيته بعد بمكة. فقال: لا أدري ثلاثة أحوال، أو حولا واحدا.
2 - باب: ضآلة الإبل.
2295 - حدثنا عمرو بن عباس: حدثنا عبد الرحمن: حدثنا سفيان، عن ربيعة: حدثني يزيد مولى المنبعث، عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه قال:
جاء أعرابي النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عما يلتقطه، فقال: (عرفها سنة، ثم احفظ عفاصها ووكاءها، فإن جاء أحد يخبرك بها وإلا فاستنفقها). قال: يا رسول الله، فضآلة الغنم؟ قال: (لك أو لأخيك أو للذئب). قال: ضآلة الإبل؟ فتمعر وجه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (ما لك ولها، معها حذاؤها وسقاؤها، ترد الماء وتأكل الشجر).
3 - باب: ضآلة الغنم.
2296 - حدثنا إسماعيل بن عبد الله قال: حدثني سليمان، عن يحيى، عن يزيد مولى المنبعث: أنه سمع زيد بن خالد رضي الله عنه يقول:
سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن اللقطة، فزعم أنه قال: (اعرف عفاصها ووكاءها، ثم عرفها سنة). يقول يزيد: إن لم تعرف استنفق بها صاحبها، وكانت وديعة عنده. قال يحيى: فهذا الذي لا أدري أفي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم هو أم شيء من عنده. ثم قال: كيف ترى في ضآلة الغنم؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم: (خذها، فإنما هي لك أو لأخيك أو للذئب). قال يزيد: وهي تعرف أيضا. ثم قال: كيف ترى في ضآلة الإبل؟ قال: فقال: (دعها فإن معها حذاءها وسقاءها، ترد الماء وتأكل الشجر حتى يجدها ربها).
4 - باب: إذا لم يجد صاحب اللقطة بعد سنة فهي لمن وجدها.
2297 - حدثنا عبد الله بن يوسف: أخبرنا مالك، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن يزيد مولى المنبعث، عن زيد بن خالد رضي الله عنه قال:
جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله عن اللقطة، فقال: (اعرف عفاصها ووكاءها، ثم عرفها سنة، فإن جاء صاحبها، وإلا فشأنك بها). قال: فضاَلة الغنم؟ قال: (هي لك أو لأخيك أو للذئب). قال: فضآلة الإبل؟ قال: (ما لك ولها، معها سقاؤها وحذاؤها، ترد الماء وتأكل الشجر حتى يلقاها ربها).
5 - باب: إذا وجد خشبة في البحر أو سوطا أو نحوه.
2298 - وقال الليث: حدثني جعفر بن ربيعة، عن عبد الرحمن بن هرمز، عن أبي هريرة رضي الله عنه،
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه ذكر رجلا من بني إسرائيل، وساق الحديث: (فخرج ينظر لعل مركبا قد جاء بماله، فإذا هو بالخشبة، فأخذها لأهله حطبا، فلما نشرها وجد المال والصحيفة).
6 - باب: إذا وجد تمرة في الطريق.
2299/2300 - حدثنا محمد بن يوسف: حدثنا سفيان، عن منصور، عن طلحة، عن أنس رضي الله عنه قال:
مر النبي صلى الله عليه وسلم بتمرة في الطريق، قال: (لولا أني أخاف أن تكون من الصدقة لأكلتها).
وقال يحيى: حدثنا سفيان: حدثني منصور. وقال زائدة، عن منصور، عن طلحة: حدثنا أنس.
(2300) - وحدثنا محمد بن مقاتل: أخبرنا عبد الله: أخبرنا معمر، عن همام بن منبه، عن أبي هريرة رضي الله عنه،
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إني لأنقلب إلى أهلي، فأجد التمرة ساقطة على فراشي، فأرفعها لآكلها، ثم أخشى أن تكون صدقة فألقيها).
7 - باب: كيف تعرف لقطة أهل مكة.
2301 - وقال طاوس، عن ابن عباس رضي الله عنهما،
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يلتقط لقطتها إلا من عرفها).
وقال خالد، عن عكرمة، عن ابن عباس،
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تلتقط لقطتها إلا لمعرف).
وقال أحمد بن سعد: حدثنا روح: حدثنا زكرياء: حدثنا عمرو بن دينار، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا يعضد عضاها، ولا ينفر صيدها، ولا تحل لقطتها إلا لمنشد، ولا يختلى خلاها). فقال عباس: يا رسول الله، إلا الإذخر، فقال: (إلا الإذخر).
2302 - حدثنا يحيى بن موسى: حدثنا الوليد بن مسلم: حدثنا الأوزاعي قال: حدثني يحيى بن أبي كثير قال: حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن قال: حدثني أبو هريرة رضي الله عنه قال:
لما فتح الله على رسول صلى الله عليه وسلم مكة، قام في الناس، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: (إن الله حبس عن مكة الفيل وسلط عليها رسوله والمؤمنين، فإنها لا تحل لأحد كان قبلي، وإنها أحلت لي ساعة من نهار، وإنها لا تحل لأحد بعدي، فلا ينفر صيدها، ولا يختلى شوكها، ولا تحل ساقطتها إلا لمنشد. ومن قتل له قتيل فهو بخير النظرين: إما أن يفدى وإما أن يقيد). فقال العباس: إلا الإذخر، فإنا نجعله لقبورنا وبيوتنا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إلا الإذخر). فقام أبو شاه، رجل من أهل اليمن، فقال: اكتبوا لي يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اكتبوا لأبي شاه).
قلت للأوزاعي: ما قوله: اكتبوا لي يا رسول الله، قال: هذه الخطبة التي سمعها من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
8 - باب: لا تحتلب ماشية أحد بغير إذن.
2303 - حدثنا عبد الله بن يوسف: أخبرنا مالك، عن نافع، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا يحلبن أحد ماشية امرئ بغير إذنه، أيحب أحدكم أن تؤتى مشربته، فتكسر خزانته، فينتقل طعامه؟ فإنما تخزن لهم ضروع مواشيهم أطعماتهم، فلا يحلبن أحد ماشية أحد إلا بإذنه).
9 - باب: إذا جاء صاحب اللقطة بعد سنة ردها عليه، لأنها وديعة عنده.
2304 - حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا إسماعيل بن جعفر، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن يزيد مولى المنبعث، عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه:
أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن اللقطة، قال: (عرفها سنة، ثم اعرف وكاءها وعفاصها، ثم استنفق بها، فإن جاء ربها فأدها إليه). قالوا: يا رسول الله، فضآلة الغنم؟ قال: (خذها، فإنما هي لك أو لأخيك أو للذئب). قال: يا رسول الله، فضآلة الإبل؟ قال: فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى احمرت وجنتاه أو احمر وجهه، ثم قال: (ما لك ولها، معها حذاؤها وسقاؤها، حتى يلقاها ربها).
10 - باب: هل يأخذ اللقطة ولا يدعها تضيع، حتى لا يأخذها من لا يستحق.
2305 - حدثنا سليمان بن حرب: حدثنا شعبة، عن سلمة بن كهيل قال: سمعت سويد بن غفلة قال:
كنت سلمان بن ربيعة وزيد بن صوحان في غزاة، فوجدت سوطا، فقال لي: ألقه، قلت: لا، ولكن إن وجدت صاحبه وإلا استمتعت به، فلما حججنا، فمررت بالمدينة، فسألت أبي بن كعب رضي الله عنه فقال: وجدت صرة على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فيها مائة دينار، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: (عرفها حولا). فعرفتها حولا، ثم أتيت، فقال: (عرفها حولا). فعرفتها حولا، ثم أتيته فقال: (عرفها حولا). فعرفتها حولا، ثم أتيته الرابعة فقال: (اعرف عدتها، ووكاءها، ووعائها، فإن جاء صاحبها، وإلا فاستمتع بها).
حدثنا عبدان قال: أخبرني أبي، عن شعبة، عن سلمة: بهذا، قال: فلقيته بعد بمكة، فقال: لا أدري أثلاثة أحوال، أو حولا واحدا.
11 - باب: من عرف اللقطة ولم يدفعها إلى السلطان.
2306 - حدثنا محمد بن يوسف: حدثنا سفيان، عن ربيعة، عن يزيد مولى المنبعث، عن زيد بن خالد رضي الله عنه:
أن أعرابيا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن اللقطة، قال: (عرفها سنة، ضالة جاء أحد يخبرك بعفاصها ووكاءها، وإلا فاستنفق بها). وسأله عن ضال الإبل، فتمعر وجهه وقال: (ما لك ولها، معها سقاؤها وحذاؤها، ترد الماء وتأكل الشجر، دعها حتى يجدها ربها). وسأله عن ضآلة الغنم، فقال: (هي لك أو لأخيك أو للذئب).
2307 - حدثنا إسحاق بن إبراهيم: أخبرنا النضر: أخبرنا إسرائيل، عن أبي إسحاق قال: أخبرني البراء، عن أبي بكر رضي الله عنهما. حدثنا عبد الله بن رجاء: حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء، عن أبي بكر رضي الله عنهما قال:
انطلقت، فإذا أنا براعي غنم يسوق غنمه، فقلت: لمن أنت؟ قال: لرجل من قريش، فسماه فعرفته، فقلت: هل في غنمك من لبن؟ فقال: نعم، فقلت: هل أنت حالب لي؟ قال: نعم، فأمرته، فاعتقل شاة من غنمه، ثم أمرته أن ينفض ضرعها من الغبار، ثم أمرته أن ينفض كفيه، فقال هكذا، ضرب إحدى كفيه بالأخرى، فحلب كثبة من لبن، وقد جعلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم إداوة، على فمها خرقة، فصببت على اللبن حتى برد أسفله، فانتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: اشرب يا رسول الله، فشرب حتى رضيت.
أحكام اللقطة
الشيخ محسن عطوي
يصدف أن يجد المرء أثناء مروره في الطريق مالاً ضائعاً أو حيواناً شارداً أو طفلاً ضالاً، والأمر الطبيعي أن يكون لذلك الطفل أهل، ولذلك المال والحيوان مالك لم يَستغن عن هذا المال ويُعرض عنه، والشرع في هذه الحالة لا يعتبر أن المال قد خرج عن ملك صاحبه بمجرد ضياعه وفقدانه، فمن يجده ويلتقطه يصبح مسؤولاً عنه وأمانة في يده، وعليه أن يبحث عن صاحبه حتى يجده ويدفع إليه المال، وفي حال عدم وجوده تترتب عليه أحكام خاصة.
ونحن هنا ذاكرون ما يتعلق بهذا الموضوع مما ينبغي معرفته على المكلفين.. معتمدين على الله تبارك وتعالى.. وذلك في مباحث ثلاثة:
المبحث الأول: الطفل اللقيط
وأحكامه تقع في مسائل:
1 الأولى: إذا علم أن هذا الولد ضائع عن بيته وعن أهله وجب على عامة المسلمين أخذه وإيواؤه من أجل ضمان حياته وسلامته في حال عجزه عن حفظ نفسه، فإذا بادر أحد المسلمين إلى التقاطه وإيوائه سقط التكليف عن باقي المسلمين، وهو حينئذ أولى بتربيته وحضانته من غيره، ولا يجوز لأحد منازعته في ذلك.
2 الثانية: المال الموجود مع الولد محكوم بكونه له، ويُنفق عليه الواجدُ من هذا المال بعد مراجعة الفقيه العادل الذي هو الولي الشرعي على أموال القاصرين، ولكن شرط عدم وجود متبرع بالإنفاق عليه من المسلمين، وإلا حُفظ مالُه وصُرف عليه من أموال المتبرعين.
وفي حال عدم وجود متبرع وعدم وجود مال للولد وجب على آخذه الإنفاق عليه من ماله، ثم إذا صار الولد ذا مال فإن للملتقط أن يُطالبه بما أنفق عليه.. وله أن يسامحه بذلك.
3 الثالثة: إذا ظهر للولد أهل بعد التقاطه وجب ردّه إليهم.. ما داموا هم أولى بحضانته ورعايته، وكون الولد لقيطاً ومجهول الأبوين لا يجعله ابن زنا، كما قد يتوهم بعض الناس.
4 الرابعة: لا يحل الولد اللقيط على ربة المنزل ولا على بناتها بعدما يصبح بالغاً إذا كان صبياً فلا يُعدّ ابناً لها ولا أخاً لبناتها إلا إذا أرضعته حليبها فصار ابنها بالرضاع، وكذلك الأمر لو كان اللقيط بنتاً فإنها لا تحلّ على ربّ المنزل ولا على أولاده الذكور، بل يبقى اللقيط غريباً عن أهل المنزل.. حتى لو عاش فيه خمسين سنة.
5 الخامسة: إذا مات اللقيط وله مال لا يرثُه آخذه ومربيه، بل تكون الولاية على هذا المال للحاكم الفقيه العادل..
المبحث الثاني: الحيوان الضال
للحيوان الشارد حالتان:
الحالة الأولى: أن يجده في البرية بعيداً عن العمران، وهنا مسائل:
م 1 : إذا كان الحيوان قادراً على المحافظة على نفسه من خطر الوحوش لقوته وضخامة جثته، وكان قادراً على التعيش وطلب المرعى لم يجز لأحد أخذه والتقاطه إذا كان صاحبه مجهولاً للواجد.
فإذا أخذه الواجد في هذه الحال أثم وعصى، ولم يجز له الانتفاع بصوفه ولبنه ونحوهما، وكذلك لم يجز له تحميله والركوب عليه، فغذا فعل ذلك يضمنه إذا هلك لصاحبه، ويضمن ما تصرف فيه من النماء والركوب ونحوه.
م 2 : إذا عصى الآخذ والتقط الحيوان في هذه الصورة فإنه لا يبرأ من ضمانه إلا بدفعه إلى صاحبه، فإذا حاول التعرف عليه فلم يعرفه ويئس من معرفته في المستقبل لم يجز له تملك الحيوان وإبقاؤه عنده، بل يجب عليه مراجعة الفقيه العادل واستئذانه في التصدق به. ويعمل ما يُملي عليه الحاكم الشرعي.
م 3 : إذا لم يكن الحيوان الشارد في البرية قادراً على المحافظة على نفسه من الوحوش، أو لم يكن قادراً على طلب المرعى، جاز لواجده أخذه في هذه الحالة على كراهة، حيث إن الأفضل تركه في مكانه، وقد يكون سبب الكراهة احتمال كون مالكه في مكان قريب منه.. وأرسله عمداً، فإذا أخذه آخذ ولم يستهد إلى مالكه فإنه يكون قد ضيّع هذا الحيوان على مالكه، كذلك فإن الغالب أن يرجع المالك لتفقده عند ضياعه، وإبقاؤه يساعد على إيجاده.
وعلى كل حال فإذا أخذه الواجد وجب عليه التعريف عنه في موضع الالتقاط.. والأفضل التوسع في التعريف حول الموضع الذي وجده فيه، وليس للتعريف مدة محددة، ولكنها مطلوبة بحيث يرتاح لعدم وجود مالك لهذا الحيوان في الموضع الذي هو فيه.
فإذا لم يعرف له مالكاً جاز له أخذه وتملكه والتصرف فيه كما يشاء بالأكل والبيع ونحوهما.
م 4 : يجوز للواجد أن يُبقي الحيوان أمانة عنده إلى أن يأتي صاحبه ليأخذه، وإذا هلك في فترة الانتظار لا يعد ضامناً له، وأما إذا تملكه وهلك بعد ذلك ثم ظهر صاحبه وجب عليه دفع القيمة له عند مطالبته بها.
الحالة الثانية: أن يجد الحيوان الشارد في المواضع المأهولة بالسكان.. وفيها مسائل:
م 1 : لا يجوز أخذ الحيوان الشارد في مواضع العمران.. ما دام مأموناً من الهلاك والتلف، ويأثم آخذُهُ في هذه الحالة، ويجب عليه التعريف عنه حتى ييأس أو يؤديه إلى صاحبه، وإذا هلك يضمنه، وإن بقي حياً بعد اليأس عن معرفة صاحبه وجب عليه التصدق به بعد استئذان الفقيه العادل.
م 2 : إذا خيف على الحيوان الشارد في مواضع العمران من التلف جاز أخذه على كراهية، وجاز تملكه والتصرف به كما يشاء بعد تعريفه في موضع الالتقاط، وفي هذه الحالة إذا تلف وظهر صاحبه وطالب به فعليه دفع القيمة له، وأما إذا أبقاه أمانة عنده وهلك فإنه لا ضمان عليه.
أي أن حكمه حكم الحيوان الملتقط في المواضع غير المأهولة.. والذي هو في معرض التلف.
م 3 : إذا دخلت دجاجة أو عنزة أو حمامة في دار إنسان فإن عليه إخراجها من داره ولا يجوز أخذها وتملكها.
وإذا أخذها أثم وعصى، وعليه الاحتياط في مثل هذه الحالة بالتعريف عنها حتى ييأس من معرفة المال ثم يتصدق بها، وإذا ظهر صاحبها بعد ذلك لا يكون ضامناً لها.
م 4 : إذا كان الواجد يعرف صاحب الحيوان الشارد فالظاهر أنه لا بأس عليه إذا التقط ذلك الحيوان وأرجعه إلى صاحبه.. مع ظهور كونه شارداً.. وتأكده من أن المالك لا بد أن يبحث عنه، وهو بذلك يكون قد أعان أخاه على حاجته وساعده في مشكلته، ولا يكون مشبهاً في أحكامه للحيوان الشارد والمجهول مالكه.
المبحث الثالث: الأموال الملتقطة
يكره التقاط المال الضائع المجهول مالكه، وعلى الواجد أن يتجنب أخذه وعليه أن يدعه في مكانه، وذلك لإمكان أن يرجع صاحبه إلى مكان فقدانه فيجده ويأخذه، ومن أجل ما يترتب على واجده من تبعات ومسؤولية مزعجة ومؤذية.. إذا التقطه.
ولكن يجوز التقاط المال وأخذه، وحينئذ فالمال له حالتان:
الحالة الأولى: أن يكون للمال الملتقط علامة مميزة وصفات محددة يمكن ذكرها من قبل صاحبها والتعرف على المال المفقود من خلالها.
وأن يكون مقدار المال الملتقط ما يعادل قيمة مقدار (50و2) غرام من الفضة، وذلك بأن يرى ثمن هذا المقدار من الفضة منسوباً إلى مقدار المال الملتقط.. نقداً كان أو عيناً، وهو الذي يساوي الدرهم الشرعي.
في هذه الحالة يجب على الواجد أن يُعرّف عن المال الذي وجده مدة سنة كاملة من تاريخ وجدانه.
وبعد ذلك فهو مخيّر بين أن يتصدّق به عن صاحبه، أو يتملكه ويتصرف به، أو يتركه أمانة عنده حتى يظهر صاحبه.
وهاهنا مسائل:
م 1 : يعتبر التعريف واجباً لا يجوز التفريط به ولا تركه، فإذا تركه لعذر تمام السنة لم يجب عليه التعريف بعد ذلك، ويصبح مخيراً بين التصدق والإبقاء أمانة، ولا يجوز التملك في هذه الحالة.
وإذا ترك التعريف بعض السنة لعذر كفى ما عرّفه من السنة وبعد انتهائها يصبح مخيراً كما مرّ.
وأما إذا ترك التعريف عصياناً حتى مضت السنة أو بعضها.. عُدّ آثماً، والتغى تحديد التعريف بالسنة، ووجب عليه التعريف حتى ييأس من وجدان المالك، حيث يمكن أن يتحقق هذا البأس بشهر أو أسبوعين أو ثلاثة أشهر، ثم يصبح بعد اليأس مخيراً بين التصدق وبين إبقائه أمانة بيده.. دون أن يجوز له تملكه.
م 2 : يجب التعريف في موضع الالتقاط دون غيره من المواضع، لكن إذا وجده في المواضع العامة مثل الطريق العام أو السوق أو ساحة البلدة، فإن الواجب عليه عند ذلك أن يُعرّف عنه في مجامع الناس وأماكن تواجدهم مما يظنّ وجوده بينهم.
م 3 : إذا كانت اللقطة من الحاجات التي تتلف بمرور الوقت، وذلك مثل الخضار والفاكهة ونحوهما، فإن عليه في هذه الحالة إما:
أ أن يقوّم ثمنها على نفسه ويتصرف بها ويبقى الثمن في ذمته للمالك.
ب أو أن يبيعها لغيره ويحفظ ثمنها للمالك.
وفي كلتا الحالتين فإنه لا بد من حفظ فاتها والتعريف عنها بعد ذلك سنة.. مثل غيرها من الأموال.
الحالة الثانية:
وفيها صور عديدة:
الأولى: أن لا يكون للمال الملتقط علامة مميزة، وذلك مثل معظم المصنوعات في زماننا، فإن المصانع تنتج سلعة بالأوصاف نفسها بأعداد كبيرة، الأمر الذي يصعب معه تمييز السلعة عن مشابهها، ففي هذه الصورة يسقط التعريف، ويجوز التملك والتصدق كما مرّ.
الثانية: أن يعلم أن صاحب المال المُلتقط قد سافر إلى مكان يصعب التعرف عليه فيه، ففي هذه الحالة يسقط التعريف، ويجب الاحتياط بالتصدق به، ولا يصح تملكه في هذه الحالة.
الثالثة: أن يكون مقدار المال الملتقط أقلّ من مقدرا الدرهم الشرعي، ففي هذه الحالة يجوز تملكه.. سواء كانت له علامة أو لم تكن، دون أن يكون التعريف عنه واجباً.
إلفات:
إذا تصدّق الملتقط بالمال ثم ظهر صاحبه وجب عليه ضمان المال إذا طالب به المالك، وكذلك إذا كان قد تملكه الواجد، فإن كان لا يزال عنده وجب دفعه إليه، وإن كان تالفاً كان عليه قيمته فيما ليس له مشابه أو بدله فيما له مشابه وبدل.
في اللواحق :
وفيه مسائل:
الأولى: مَن وجد في داره مالاً ولم يعلم أنه له أو لغيره، فإن كان لا يدخل يبعد كونها لغيره.. بسبب قلة الداخلين فالمال الذي وجده يعتبر له.
وأما إذا كان الداخلون عليه كثيرين.. وذلك مثل دار الضيافة ونحوها، فإنه يجري عليه حكم اللقطة على النحو المتقدم.
الثانية: يصدف أن يتبدل حذاء إنسان بحذاء إنسان آخر للتشابه بينهما، أو ثوبه بثوبه، وذلك في الأماكن العامة.. كالمساجد ونحوها، وتفصيل الحكم له عدة صور:
أ أن يعلم أنه قد تعمد أخذ حذائه، فيجوز للآخر أن يأخذ الحذاء الموجود مقابل ذلك الحذاء، ولكن إذا كانت قيمة هذا الحذاء أكثر وجب عليه التصدّق بالزائد إن لم يمكن إيصال المال إلى المالك.
ب إذا لم يُعلم تعمده لذلك التبديل، فهنا:
إذا علم رضاه بأخذ البديل جاز أخذه والتصرف به.
وإن لم يحرز رضاه وجب عليه الفحص عن مالكه حتى ييأس من معرفته، وعليه بعد ذلك الاحتياط بالتصدق به بعد استئذان الفقيه العادل، ولا يجوز له تملكه في هذه الحالة.
ولن الغالب إحراز رضا الطرف الثاني.. خاصة مع التساوي في القيمة أو كون المفقود أحسن من هذا الموجود.
معاملات اسلامية
اللقطة
ماذا يجب علي المسلم إذا وجد شيئًا:
المسلم حريص علي أموال المسلمين، فإذا وجد شيئًا في الطريق مثلا، وخاف عليه من الضياع أخذه، وسأل عن صاحبه في المكان الذي وجده فيه أو في الأماكن التي يجتمع الناس فيها كالسوق أو علي أبواب المساجد، أو يعلن عنه في وسائل الإعلام.
وإذا لم يخف علي الشيء فيجب عليه تركه مكانه، ولا يجوز له أخذه، ولا يعتبر لقطة، فإذا ترك طالب كتابه في الفصل، ووجده أحد زملائه، فعليه تركه مكانه لأن صاحبه إذا رجع سيجده.
أحكام اللقطة:
علي الملتقط الذي يلتقط الضالة أن يحفظها في مكان أمين، وأن يعتبرها أمانة أو وديعة عنده، فإن أهمل في حفظهما وضاعت، أو تلفت؛ وجب عليه تعويض صاحبها إن ظهر لهما صاحب، فإذا لم يظهر للضال صاحب، جاز للملتقط أن يتصدق به أو أن ينتفع به لنفسه، فإذا ظهر صاحبه بعد الانتفاع به لا يجوز له طلب التعويض عنها.
ولا يجوز للملتقط الانتفاع بالضالة قبل مرور سنة من تعريفه للناس بأمرها ذهبًا أو نقودًا إذا كانت ذات قيمة كبيرة، فقد روي أن رجلا سأل الرسول ? عن اللقطة، فقال ( :"اعرف عفاصها (وعاءها) ووكاءها (الخيط شد به الكيس) ثم عرفها سنة، فإن جاء صاحبها وإلا فشأنك بها"
.
أي عليه أن يعرف أوصافها ثم يخبر الناس بأمرها، فإذا جاء صاحبها أعطاها له، وإن لم يأت في خلال سنة، فله أن يتصرف فيها، فينتفع بها أويجعلها صدقة.
وورد أن أبي بن كعب -رضي الله عنه- قال: وجدت صرة فيها مائة دينار، فأتيت النبي ( فقال:"عرفها حولا (سنة)". فعرفتها حولا فلم أجد من يعرفها، ثم أتيته فقال:"عرفها حولا". فعرفتها فلم أجد، ثم أتيته ثلاثا، فقال:"احفظ وعاءها وعددها ووكاءها، فإن جاء صاحبها، وإلا فاستمتع بها"
.
وقوله:"فإن جاء صاحبها وإلا فاستمتع بها" معناه: إن لم يظهر لها صاحب، فلك أن تنتفع بها كما تشاء.
إذا كانت اللقطة شيئًا قليل القيمة:
إذا كانت الضالة شيئًا قيمته بسيطة، واعتقد ملتقطه أن صاحبه لن يسأل عنه، أعلم الناس بها، فإن لم يظهر لها صاحب في خلال ثلاثة أيام، جاز له الانتفاع بها، فإن عرف صاحبها، فعليه ردها،فعن علي-رضي الله عنه-أنه وجد دينارًا، فأعطاه فاطمة، فسألت عنه رسول الله ( فقال :"هو رزق الله عز وجل فأكل منه رسول الله" وأكل علي وفاطمة، فلما كان بعد ذلك أتته امرأة تنشد الدينار، فقال الرسول ( :"يا علي، أدِّ الدينار"
.
ومن وجد شيئًا يسيرًا؛ فليعرفه ثلاثة أيام، فعن يعلي بن مرة قال: قال رسول الله ( :"من التقط لقطة يسيرة؛ درهمًا، أو حبلاً أو شبه ذلك، فليعرفه ثلاثة أيام، فإن كان فوق ذلك؛ فليعرفه سنة"
.
إذا كانت اللقطة شيئًا لا قيمة له:
وإذا كان الشيء الملتقط لا قيمة له كالسوط والحبل وأشباهه جاز أخذه والانتفاع به،فقد روي عن جابر -رضي الله عنه- قال: رخص لنا رسول الله ( في العصا والسوط والحبل وأشباهه، يلتقطه الرجل ينتفع به
. وسر هذا الترخيص أن هذه الأشياء قيمتها بسيطة وصاحبها عادة لا يسأل عنها إن فقدها.
إذا كانت اللقطة طعامًا:
إذا كانت اللقطة طعامًا، جاز لمن يجده ألا يسأل عن صاحبه، وجاز له أن يأكله، فقد روي عن أنس -رضي الله عنه- أن النبي ( مر بتمرة في الطريق فقال:"لولا أني أخاف أن تكون من الصدقة لأكلتها"
.
وفي ذلك إشارة إلي أنه يجوز للرجل أن يأكل اللقطة التي يجدها في الطريق إن كانت طعامًا دون أن يبحث عن صاحبها، فامتناع النبي عن أكلها، إنما كان لخوفه من أن تكون من الصدقة، لأن الصدقة لا تجوز للنبي وآل بيته.
إذا كانت الضالة غنمًا:
إذا كانت الضالة غنمًا، جاز أخذها لأنها ضعيفة، وقد تهلك أو تفترسها الوحوش إن تركت. فقد سئل النبي ( عن ضالة الغنم، فقال:"لك أو لأخيك أو للذئبŒ"
. أي: أنك إن لم تأخذها أخذها غيرك، وإن لم يأخذها غيرك أخذها الذئب، وضاعت سدي بلا فائدة.
وعلي ملتقط ضالة الغنم تعريف الناس بها لمدة سنة، وإذا مر العام دون أن يسأل عنها أحد جاز له أن يبيعها، وإن جاء صاحبها قبل مرور العام أعطاها له. وله أن يطالب صاحبها بما أنفقه عليها من طعام وشراب ورعاية إلا أن تكون رعايته لها، ونفقته عليها نظير الانتفاع بها، كأن يشرب لبنها، أو ينتفع بشعرها.
ضالة الإبل:
إذا كانت الضالة إبلا لم يجز للملتقط أخذها، لأنها ليست ضعيفة كالغنم يخشي عليها الهلاك، وإنما هي قادرة علي حماية نفسها، وقادرة علي الحصول علي الطعام والشراب بنفسها. وقد سئل ( عن ضالة الإبل فقال: "دعها، فإن معها حذاءها (الخف) وسقاءها، ترد الماء، وتأكل الشجر حتى يجدها ربها (صاحبها)
.
وأما إذا كانت الإبل الضالة في صحراء لا يوجد بها ماء أو عشب، أو بها وحوش مفترسة يخاف عليها فيها، جاز أخذها وبيعها وإعطاء ثمنها لصاحبها عندما يسأل عنها. وقد رأي ذلك عثمان بن عفان -رضي الله عنه- وكان ذلك يحدث في عهده، أو أن يضعها ملتقطها في مكان خاص بها، فإن جاء صاحبها أخذها وإن لم يأت صارت مالا للمسلمين، كما رأي ذلك علي -كرم الله وجهه- وكان ذلك يحدث في عهده.
مشكوره من الحين لين بكره حبيبتي
والله كتبت لك رد وانمسح كله
ماقصرتي معاي واكيد مار اح انساك من الدعاء
الله يوفقك ويهديك وتجيبين احلى نسبه ويتحقق كل اللي تتمنينه
مشكوره مره 2
وهذه لك
تعني الشخصية في مفهومها العام ملامح الإنسان وصفاته التي تميزه عن غيره،ولا يقتصر هذا المفهوم على الصفات البدنية، إنما يتعداها إلى الصفات النفسية والاجتماعية والعقلية، وقد صارت الشخصية علماً على السمات الخاصة التي يتميز بها كل إنسان عن الآخر في عقيدته وعواطفه ومشاعره وسلوكه وعلاقته الاجتماعية وطرائق تفكيره وسائر تصرفاته الإرادية، لأن هذه هي المقومات الشخصية للإنسان ومحار الحكم على شخصيته. إن تفاوت الناس في صفاتهم البدنية يرجع إلى عوامل الوراثة والبيئة، وهو تفاوت محمود لا يغير شيئاً من خصائص الإنسان الجسمية،ووظائفه العضوية، وقلما يكون له تأثير في الصفات النفسية إلا لدى أصحاب العاهات من الشواذ، والنادر لا حكم له. والحياة الإنسانية لا تقوم بالمقاييس الحسية الظاهرة، إنما تقوم بمعيار العقيدة والقيم الأخلاقية، والمستوى الفكري، لأن هذه هي خصائص الإنسان العاقل المكلف الرشيد. وبهذا المفهوم الخاص تتميز شخصية المسلم عن غيره. فهي شخصية مؤمنة مهتدية، تتجه بمشاعرها وأحاسيسها لله تعالى، تستلهم منه الرشد والسداد،وتهتدي بنور الإيمان في سلوكها،وتتخذ الشريعة الإسلامية نبراسا لها في تصرفاتها،وتحتكم إليها في كل شؤون حياتها. وهي شخصية متميزة بالعقيدة الإسلامية التي تؤمن بها.وتخلط شغاف قلبها،وتمتزج بأحاسيسها،فتعيش من أجلها،وتجعل حياتها وقفاً عليها،إذ لا قيمة للحياة بدون عقيدة. والعقيدة لدى المسلم هي المعيار الأساسي للعمل.فأي عمل لا ينبعث من العقيدة لا قيمة له في ميزان الإسلام مهما كان جليلاً نافعاً يعود على البشرية بالخير. مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ ( ) إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ سورة التوبة: 17-18. وهي شخصية متميزة بسلوكها على حساب دينها الإسلامي، تقف عند حدود الإسلام وشرائعه، عبادة ومعاملة وأخلاقاً لا تجامل، ولا تداري ولا تماري ولا تدع لأي ضغط اجتماعي فرصة للتأثير عليها. حتى تتهاون في شيء من قيمها، وهي شخصية تعتز بمقوماتها من غير كبرياء، فلا تلين ولا تضعف، ولا تذوب في أي بيئة تعيش فيها، أو مجتمع يضمها، إنها شخصية تؤثر في غيرها، ولا يؤثر عليها، وان استفادت بكل خير، "فالحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أولى بها ". فالشخص المسلم الذي يخضع للعادات والتقاليد الفاسدة التي تفرض وجودها بالانتشار في بعض المجتمعات، فيجاري أحوال الناس في فسادهم، أو يعيش في مجتمعات غير إسلامية لمقاصد سليمة فلا يلبث طويلاً حتى ينخرط في سلكها، ويتقبل أوضاع حياتها التي تتنافى مع عقيدته أو دينه، هذا الشخص أو ذاك لا شخصية له لأنه تهاون في مقومات شخصيته الإسلامية وأهدر مثلها. وجماع ما تتميز به شخصية المسلم أن يكون رجل عقيدة، ترى حياته صورة صادقة لها، يقرأ الناس فيها كتاب الإسلام مسطورا في آرائه وأفكاره وأخلاقه وسلوكه، حيث تكون نظرته إلى الكون والإنسان والحياة نظرة إسلامية، وتكون المثل الذي يحتديها والفضائل التي يتحلى بها أخلاقاً قرآنية ويستقي أحكامه على الأمور كلها من هدي الإسلام وشريعته، ويأخذ نفسه بعد هذا يدين لله في أعماله وشؤون حياته، يفتدي عقيدته بنفسه وماله، ويفي بالبيعة وفاء المؤمنين الصادقين إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآَنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ سورة التوبة الآية: 111 .
أسس بناء الشخصية المسلمة :
من الجدير بالذكر أن الإيمان الحق بدفع إلى السلوك المستقيم حيث جاء الإنسان إلى الحياة ومعه فطرة نقية مهيأة لقبول الحق وكل تغيير لنقاء هذه الفطرة وصفائها ما هو إلا تشويه لشخصية المسلم الذي ينبغي أن يتجه اتجاها مستقيماً لا عوج فيه، وهو الاتجاه نحو الله تعالى والاستسلام له والاستعانة منه في كل أمور وشجون الحياة. إن الأساس الأول لشخصية المسلم هو الأسوة الحسنة إذ يبدأ المسلم تكوين شخصيته الإسلامية سلوكا وتطبيقا من القرآن الكريم ومنهج الرسول (صلى الله عليه وسلم) وأهل بيته الكرام (رضي الله عنهم) ، فقد ذكر القرآن ، الصفات الأساسية التي تشكل صورة واضحة الملامح لشخصية المؤمن كما أرادها الله تعالى وهي الصورة التي تمثلها شخصية النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) لآن خلقه القرآن ولآن الله تعالى قد أدبه فأحسن تأديبه. إما الأساس الثاني فهو العلم حيث تتسامى شخصية المسلم بالعلم الذي يكشف له طريق الحق والخير وينير مسالك الحياة فيمضي فيها على هدى، فتتميز شخصيته عن غيره بالفكر والعلم المفيد. ومن أسس الشخصية الإسلامية ، العبادات فهي دعائم الإسلام وهي التطبيق العملي للعقيدة والعبادات بدورها تثمر السلوك الصحيح والخلق القويم وترسم لشخصية المسلم، الخطوط العريضة فيعيش حياته موصولا بربه، حانيا على مجتمعه، ففي كل عبادة من عبادات الإسلام يستشعر بنبض الإيمان في أعماقه فلا ينبعث من حياته إلا الخير. ويعتبر العمل من الأسس الهامة في بناء شخصية المسلم، فالمسلم العامل له في الحياة أهميته مهما كان عمله مادام عملا شريفا وما دام كسبه حلالا فهو يشارك في عمارة الحياة وازدهارها ويعمل على دفعها إلى الإمام.
وتنهض شخصية المسلم على أساس العمل بإتقانه له، أخروياً كان أو دنيويا. ثم يأتي الجهاد كأساس أخير لشخصية المسلم فهو شجاع لا يعرف الجبن إلى قلبه سبيلا. يتوجه بعقيدة راسخة يرى من خلالها أن الأجل واحد، لذا فهو يدافع عن الدين وعن النفس والعرض والأرض والمال وفي قلبه يقين لا يتزعزع. من ملامح شخصية المسلم، العزة من غير تكبر فهو لا يذل ولا يستكين لأحد، وعزته هذه تتنافى مع الغرور والاستعلاء. كما يتميز المسلم باستقلال الشخصية فهو يعتنق الحق ويسير على ضوئه ويعمل في دائرته دون أن يكون هناك أي تأثير خارجي عليه ، وقد حرص الإسلام على تحرير الشخصية لئلا تستبد بها الآفات أو تحتلها الأباطيل والنزعات، فليس لأحد أن يخضع إلا لله، ودعا إلى تحرير الشخصية من العادات السيئة والتقاليد المرفوضة، وحث المسلم إلى تحرير شخصيته من الخوف والقلق. ومن ملامح شخصية المسلم أيضاً، الثبات في العسر وفي اليسر، فهو شاكر في السراء، صابر في الضراء . وللمسلم شخصيته المعتدلة نحو المال الذي استودعه الله إياه فهو يتصرف فيه بالطرق المشروعة من غير إسراف أو تقتير ، سائرا على المنهج القرآني الذي رسمه الله تعالى في قوله: وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا الفرقان: 67.
ولشخصية المسلم سمة من أرفع السمات التي تميزه عن غيره، أنها القوة الدافعة قوة الإيمان التي تستحثه لارتياد مسالك الخير وتجعل منه إنساناً قوياً لا يخشى في الحق لومة لائم ، وهو ثابت الشخصية لا تزلزله عواصف الحياة، انه يستمد ثباته من عقيدته الثابتة التي تمنحه القوة والرسوخ ولذا نرى الإنسان المسلم صاحب العقيدة الراسخة، ثابتاً في كل أحواله وإعماله وأفعاله، يتحلى بالأخلاق والقيم النابضة. ومن ابرز صفات المسلم، الشجاعة الأدبية فهي إحدى قيم الإسلام الهامة، والشجاعة الأدبية تحتاجها مواقف الحياة الفاضلة، كجهاد أهل الباطل والزيغ والجهر بكلمة الحق، فالمسلم الذي يعتمد على ربه لا يخاف من مخلوق وإنما يخاف ربه وحده القادر على كل شيء . ويعمل الإسلام على إلا يتعرض المسلم إلى الأذى بأية صورة ، ووجوب المحبة والمودة لأخيه المسلم وان يؤثر أخاه على نفسه وعندئذ ترتقي شخصيته الإيمانية ويستشعر عظمة الإسلام في كل كيانه. ولشخصية المسلم مظهر معين يتسم بالهدوء، فهو لا يقوم إلا على ما يطمئن إليه، كما يتميز بصفاء القلب ونقاء سريرته، فبصفاء القلب وصلاحه تستقيم الجوارح ويتهذب السلوك، وهو قادر على ضبط النفس، فالإنسان القائم على نفسه، الحاكم لرغباتها الكابح لجماحها، إنسان قوي الشخصية. والمسلم غني النفس راض بما في يده، قانع بما عنده لا يتطلع إلى غيره. وهناك عوائق تعترض النفس البشرية وتعوق أمنها وراحتها فإذا ما اهتدى بهدى الله ويمم وجهه شطر الإيمان وجد العقيدة الإسلامية، عاصمة له يقول عز وجل: الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ الأنعام: 82. ويعنى الإسلام ببناء الشخصية على الصدق منذ فجر الصبا ويدعو الآباء والأمهات إلى تنشئة الأبناء عليه منذ صغرهم. ومن سمات شخصية المسلم الحياء وهو شعبة من الإيمان وتتسم شخصية المسلم بأعلى أنواع الحياء وهو الحياء من الله تعالى كما تتميز شخصية المسلم بالأمانة حيث يقول الرسول (صلى الله عليه وسلم ) : " لا إيمان لمن لا أمانة له ولا دين لمن لا عهد ل ه " ولعظمة الأمانة وضخامتها وما تشتمل عليه من أحكام الدين الشرعية فأن ضعاف الشخصية لا يستطيعون حملها. كما تتميز شخصية المسلم بالتعاون والعفة نظرا لحرصه على حفظ دينه وعرضه وكرامته وشرفه، والمبادرة بالعمل الصالح والوفاء والشكر والبر وقدرته على توثيق العلاقات الإنسانية والاجتماعية والعفو عند المقدرة والصبر وغير ذلك من السمات.