- الأساليب النبوية في معالجة المشكلات الزوجية
- 2 – من حيث الإحسان في النفقة:
- و قد كان له مصادر متعددة ينفق منها على أهله.
- 2 – الغنائم: التي كان يغتنمها المسلمون من جراء المعارك.
الأساليب النبوية في معالجة المشكلات الزوجية
هذه جولة في هذا الكتاب القيم نعرض فيها الكتاب بتصرف ، و قد ادخل عليه بعض الشروح إذا استدعى الأمر ذلك دون الإخلال بموضوع الكتاب و لكن لزيادة التوضيح ، و كذلك كي يعطى للإخوة و الأخوات الفرصة للزيادة و التوضيح و تقريب الصور .
أدعو الله سبحانه و تعالى أن أتمكن من توصيل الموضوع إلى الإخوة و الأخوات بالطريقة السليمة ،و أن يستفيد منه الأحبة .
و طريقة النشر يكون أن اكتب موضوع واحد على الأكثر كل أسبوع.عدا التعليقات الجانبية ،منعا للملل و الإكثار على الأحبة .
و إلى الكتاب .
الأساليب النبوية في معالجة المشكلات الزوجية
د. عبدا لسميع الأنيس
الحمد الله رب العالمين و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد و على اله و صحبه أجمعين.
يقول الله تعالى: ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ) الأحزاب 21
في هذا الكتاب يقدم المؤلف أنموذجا نتعرف من خلاله على منهج النبي صلى الله عليه و سلم في حياته الزوجية و تعامله صلى الله عليه و سلم مع أهله داخل منزله و خارجه ، كما نتعرف على أساليبه صلى الله عليه و سلم في معالجة المشكلات الزوجية في بيته الكريم .
و قد قسم الكاتب الكتاب إلى قسمين :القسم الأول: الرسول الزوج صلى الله عليه و سلم و منهجه في حياته الزوجية. و يشتمل على خمسة مباحث .
القسم الثاني: أساليبه صلى الله عليه و سلم في معالجة المشكلات الزوجية. و يشتمل على أحد عشر مبحثا .
القسم الأول:الرسول الزوج صلى الله عليه و سلم و منهجه في حياته الزوجية :
يقول الله تعالى: ( و عاشروهن بالمعروف ) – النساء 19
و يقول صلى الله عليه و سلم : ( خيركم خيركم لأهله ، و إنا خيركم لأهلي ) – أخرجه الترمذي 3895 ، و قال : هذا حديث حسن صحيح ، و ابن حبان 4177 عن عائشة ، رواه ابن ماجه 1977 عن ابن عباس . –
المبحث الأول:تعامل النبي صلى الله عليه و سلم مع زوجاته في الجانب الاقتصادي :1 – من حيث السكن:لقد أسكن رسول الله صلى الله عليه و سلم أزواجه في الحجرات، وكان لكل زوجة حجرة خاصة بها. قال الله تعالى:
( إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَاء الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ (4) – الحجرات )
كما جاء ذكرها في السنة النبوية : عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه و سلم قالت : استيقظ رسول الله صلى الله عليه و سلم ليلة فزعا يقول : " سبحان الله ! ماذا أنزل من الخزائن ؟ و ماذا أنزل من الفتن ؟ مّنْ يوقظ صواحب الحجرات ؟ يقصد بذلك أزواجه لكي يصلي – رُبَّ كاسية في الدنيا، عارية في الآخرة . ( رواه البخاري 7069 كتاب الفتن )
2 – من حيث الإحسان في النفقة:
و من مظاهر الخيرية في الحياة الزوجية للنبي صلى الله عليه و سلم انه كان كريما في إنفاقه على أهله و هذا أمر غير مستغرب أبدا ، لا سيما اذاعلمنا من شمائله عليه الصلاة و السلام انه كان أجود الناس ( رواه البخاري 2627 )
فهل يعقل أن يكون أجود الناس خارج بيته و لا يكون أجود الناس على أهله وهو القائل خيركم خيركم لأهله و أنا خيركم لاهلى ( أخرجه الترمذي 3895 و قال حديث حسن صحيح و ابن حبان 4177عن عائشة و رواه ابن ماجه 1977 عن ابن عباس )
إن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان غنيا بدليل قوله تعالى ( ووجدك عائلا فاغنى ) – الضحى 8 – و كان يسأل ربه الغنى فيقول اللهم انى أسألك الهدى و التقى و العفاف و الغنى ) – رواه مسلم 2721 و الترمذي 3489 عن عبدالله بن مسعود –
قال ابن حزم: " و كان ينفق على نسائه كل سنة عشرين وسقا من شعير ، و ثمانين وسقا من تمر ، هكذا رويناه من طريق في غاية الصحة . ( جوامع السيرة النبوية ص. 34 . و الوسق : ستون صاعا ، و الصاع في الموازين المعاصرة ثلاثة الاف غرام على جهة التقريب )
و قد كان له مصادر متعددة ينفق منها على أهله.
( و الحديث عن مصادر إنفاقه هنا في العهد المدني فقط ، أما العهد المكي فمعلوم انه صلى الله عليه و سلم كان يرعى الغنم في بداية أمره ، ثم عمل في التجارة ، و كانت زوجه خديجة من أهل التجارة و الثراء و المال في مكة . )
1 – الفئ :2 – الغنائم: التي كان يغتنمها المسلمون من جراء المعارك.
3 – الصفي : و هو ما كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يصطفيه من كل غنيمة يغتنمها المسلمون قبل أن يقسم المال –انظر الأموال لأبى عبيد ص. 14 –
4 – الهدايا : التي كانت تهدى إليه من المسلمين و غيرهم ، فمن المعلوم أن رسول الله كان يقبل الهدية و لا يأكل الصدقة – انظر أبو داود 4/174 – و كان أتى بطعام سأل عنه أهدية أم صدقة ؟ فان قيل صدقة قال لأصحابه : كلوا ، و لم يأكل منها ، و إن قيل : هدية ضرب بيده صلى الله عليه و سلم فأكل معهم – رواه البخاري 2576 – و كان الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة رضي الله عنها يبتغون بذلك مرضاة رسول الله صلى الله عليه و سلم – رواه البخاري 2574 – لأنهم قد علموا حب رسول الله صلى الله عليه و سلم عائشة ..—رواه البخاري 2581 -- .
و النبي صلى الله عليه و سلم إذ يقبل الهدية فانه كان يثيب عليها، تقول السيدة عائشة رضي الله عنها: كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يقبل الهدية و يثيب عليها – رواه البخاري 2582 – ومن الأمثلة على ذلك:
ما أخرجه البخاري في صحيحه : وقال أبو حميد : " أهدى ملك آيلة للنبي صلى الله عليه و سلم بغلة و كساه بردا ..." فتح الباري 5/230 –