- مفهوم الأمن النفسي للزواج؟
- أهداف الزواج
- تحقيق الذات
لا يمكن أن يتحقق الانسجام النفسي أو الاجتماعي في المحيط العائلي عامة والزوجي خاصة ما لم تكن حقيقة الأمن النفسي موجودة وقائمة فيما بين الزوجين وأفراد الأسرة جميعا..
ولئن كانت مشاعر القلق والتوترات النفسية تزداد باستمرار مع ازدياد مغريات المدنية الحديثة ورفاهيتها والاعتماد على الأله. وبسبب ما تقدمه وسائل الإعلام والاتصالات والمواصلات من سرعة في نقل الأخبار والأفكار والأمراض، فإن للإنسان أيضاً دوره في أن يعيش قلقا باستمرار، خاليا من مشاعر الأمن والراحة، مما ينعكس سلبياً على من يعاشره أو يعيش معه كالزوجة والأولاد.. ويمكنه أيضاً بشيء من الدراية وكثير من المعرفة والفقه أن يكون سويا في مشاعره وانفعالاته في كل الأحوال والظروف وبذلك يسعد، ويسعد من معه وبجواره..
مفهوم الأمن النفسي للزواج؟
يصعب تعريف الجانب النفسي لأنه لا يمكن فصل الجانب النفسي عن باقي جوانب الحياة الاجتماعية والدينية، وهو يرتبط بالزوج والزوجة والأبناء، كما يرتبط بالدوافع والحوافز التي تحرك الإنسان، ويرتبط كذلك بالانفعالات وتكوين الشخصية، وبالتالي فالتعريف يعكس هدف كل من الزوجين، فقد ترى الزوجة أن الزواج متعة وعفة وخروج من بيت فيه أحكام صارمة يفرضها الأهل إلى بيت فيه رفاهيه، وبالتالي فكل ما يخدش هذا المفهوم، يخرجها من الأمن النفسي، وقد يكون مفهوم الزواج عند البعض هو الكسب المادي أو كسب علاقات جديدة أو الخروج عن النظام الروتيني في البيت، إذن فالأمن النفسي هو القيمة التي يضعها الزوجان لمعنى زواجهما أو الهدف منه..
ويمكن إنجاز هذه المفاهيم في أن الأمن النفسي هو العفة والمتعة والرغبة في تكوين أسرة وحب الانتماء والحب نفسه ثم نصل إلى الحاجة وإشباع هذه المفاهيم.
كما أن الأسرة الآمنة نفسيا واجتماعيا واقتصاديا هي أسرة مستقرة، وينعكس استقرارها على المجتمع كله.. والأمن ضد الخوف، وهو شعور الإنسان بالسكينة والطمأنينة حول تحقيق طموحاته في الحياة.. قال تعالى: ( فليعبدوا رب هذا البيت، الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف).
فالأمن إذاً نعمة كبرى، ولا يقدرها إلا من فقدها.. قال تعالى: (وعد الله الذين آمنوا منكم، وعملوا الصالحات، ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم، وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم، وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا..).
وكلما نجح الزواج في تحقيق طموحات طرفيه، كلما تحقق الأمن فيه وزالت المخاوف، والأمن النفسي هو أساس الأمن الاقتصادي والاجتماعي، وتعميق العاطفة لدى كل من الزوجين.
أهداف الزواج
يتحقق الأمن النفسي لدى الزوجين، كما عبر عنه القرآن الكريم في قوله تعالى: ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم وجعل بينكم مودة ورحمة..) وفي قوله تعالى:( فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله)..
فإن المرأة الصالحة وهي القانتة المستقيمة المطيعة لله تعالى، ولزوجها في إطار طاعة الله تعالى، هي التي يتحقق على يديها الأمن في البيت.. وعلى الزوج أن يكون مصدر أمن لزوجته، التي تركت بيت أهلها وجاءت لتسكن معه وتعيش إلى جانبه، وهي ترى فيه فتى أحلامها.. فتى الآمال الواعدة التي طالما حلمت بها وهي طفلة أو شابة.
والزواج ليس مجرد متعة حسية، بل هو متعة نفسية أيضاً يكون معه الاستقرار والسكينة.. والزوج الذي يعده الإسلام، يقدر للمرأة إنسانيتها وكرامتها لتكون مرفوعة الرأس موفورة الكرامة.
تحقيق الذات
وبسؤال عدد من المتزوجات عن الأمن النفسي وجدنا أن معظمهن لا يدرين عنه شيئا بالرغم من أهميته، ووجدنا أنه دائما مرتبط بالخوف وعدم الاستقرار، فالأمن إذاً حاجة يحقق الفرد من خلالها ذاته، والحاجة هي مفهوم فرضي يؤدي الحرمان منها أو نقصانها إلى التوتر الذي يجعله في نشاط لكي يحقق الإتزان. فإذا كان الزوج مدمناً، فقدت الزوجة الأمن، وبالتالي فإن حاجتها لتحقيق الأمن تصبح في نشاط دائم إما إيجابياً أو سلبياً، فإذا كانت الزوجة مؤمنة فإنها تتبع كل نشاط إيجابي لتحقيق الاتزان بالرغم من عدم صلاح الزوج ولو بشكل نسبي، والقرب من الله هو أفضل الطرق أما إذا كانت الزوجة غير متدينة فإنها تتبع وسائل أخرى كالشعوذة، فيزداد حجم توترها، وتظل في قلق دائم ينعكس على البيت والأبناء.
ونسأل هنا؟ كيف نستدل على نقص هذه الحاجة أو الضرورة (الأمن) وهل هذا سهل؟
وللإجابة نقول إن من الصعب الاستدلال على الحاجات النفسية، لأنها غير ظاهرة بل إننا نرى مظاهرها فالحاجة إلى الطعام حاجة، والحاجة إلى الأمن حاجة لكن الأولى عضوية والثانية معنوية.
والأولى يمكن الاستدلال عليها وإشباعها فيحدث الاستقرار لكن الحاجة إلى الأمن لا تعرف إلا بالسلوكيات الناتجة عن عدم الاستقرار، ونورد مثالاً لذلك الطلاب العدوانيين والمتخلفين دراسياً، والذين عند دراسة حالاتهم يتضح أنهم مشتتون نفسياً ويعانون من نقص في الأمن النفسي في البيت..
الله يجزاك خير واسأل الله ان لا يحرمنا نعمة الامن
صدقت فيما قلت اختي العزيزه