- كان يا ما كان من حكايا زمان
- لو يسمح لي الملك ان اقول شي اضن ان فيه خير للمملكه
- سال الامير متعجبا و لماذا؟
- و فعلا بدا
- و حين اكمل ما بدا به و البسها انتهت فتره حراسته فاوقظ الناسك .
- وفي وسط دهشه الجميع سال عن مكان اخوته و ما حل بهم فاخبروه
- فلم يبرح حتى ذهب و احظرهم جميعا و التم شملهم وشدوا رحالهم للعوده
كان يا ما كان من حكايا زمان
يحكى ان ملكا عظيم السلطان كان يحكم بلدا عظيم و قد ذاع سيط مملكته حتى غدت كل دول الجوار تطمح ان تحذو حذو هذه المملكه العظيمه
. مرت السنون و الايام و الكل يعيش بسلام و اطمئنان حتى جاء يوم و مرض فيه الملك و احتار الاطباء في تشخيص حالته . و في يوم جاء شيخ طاعن في السن و استاذن الحراس في الدخول الى الملك المريض مدعيا ان بامكانه شفاء الملك
دخل الشيخ على الملك و بدا يخلط المواد و الاعشاب و حين اكمل الوصفه سرعان ما اعطاها للملك واذا بالملك حرك يده و بدا عليه التحسن فورا و بعد ايام شفي الملك و رجع كما السابق بكامل صحته فشكر الشيخ الكبير و طلب منه ان يطلب منه اي طلب وذلك امتنانا و عرفان بالجميل وستكون جميع طلباته مجابه
لم يكن للشيخ اي طلبات فشكر الملك و اخبره ان رجل في سنه لا يريد شي غير مرضاه الله جل و علا لكنه سرعان ما استطرق قائلا للملك
لو يسمح لي الملك ان اقول شي اضن ان فيه خير للمملكه
فساله الملك عما يدور في باله فقال الشيخ يا جلاله الملك ان مرضك هذا تحذير من رب العباد فلو انك لم تشفى لا سمح الله فلمن كنت لتترك المملكه و جميعنا يعلم ان اي من الامراء ليس مؤهلا لحكم المملكه بالحكمه التي حكمتم انتم فيها البلاد
فكر الملك مليا فيما قاله الشيخ و كانه كان في غفله و صحا منها و اصبح لا يشغله شي سوى التفكير بمن يخلفه
الملك لديه اربع زوجات لكل منهن ولد ثلاث منهم يعيشون في القصر مع الملك عدا الاخ الكبير فانه و امه مبعدون من القصر و ذلك لان الملك على خلاف مع اهل زوجته الذين هم ملوك المملكه المجاوره و لان الملك لم يتفق ابدا مع والد زوجته صب غضبه على زوجته و ابنها بابعادهم من القصر و حرمانهم من العيش الرغد
استشار الملك احدى زوجاته فاقترحت عليه ان لكي يؤهل احد الامراء للخلافه عليه ان يكلفه بامر اولا ليختبر قوته و رباطه جئشه مثلا ان يبعثه باصطول تجاري و يرى ان رجع الامير رابحا منتصرا فقد نجح في الاختبار و ان لا
فلتكليف يقع على اخا له و بذلك يعرف الملك اي من الامراء احق بتولي العرش بعده راقت للملك فكره زوجته و امر وزيره فورا بتحظير الاصطول العظيم في صباح اليوم التالي كان الامير قد بدا رحلته و كله امل ان ينجح في المهمه
بعد اسابيع من الابحار المستمر وصل اصطول الامير الى بلاد السند و استقبلوه بحفاوه دخل الامير المبجل الى المدينه و طلب من مستشاره ان يهئ له من يريه المدينه و كل معالمها و سرعان ما اتى من يقوم بلمهمه مشوا الامير و الدليل في المدينه حي حي و زقاق زقاق الى ان وصلو الى بيت و كانت هناك فتاه فاتنه بطل من الشباك فانبهر الامير بجمالها و لم يصدق ما رائت عيناه فسال الدليل اذا ما كانت مرتبطه او يمكنه خطبتها فسكت الدليل لبرهه ثن استطرق قائلا يمكنك خطبتها لكى با مولاي انها مساله معقده سال الامير غاضبا لماذا هل هناك من يرفظ ابن سلطان السلاطين
اجابه الدليل : لا يا سيدي لم اقصد هذا لا سامح الله لكن قد تقدم لخطبتها عشرات بل مئات الشباب ولم يفلح اي منهم بالفوز بها
سال الامير متعجبا و لماذا؟
اجاب الدليل : لان هذه الفتاه لا تتكلم و على من يخطبها ان ينجح في جعلها تتكلم و بوقت محدد من العشاء الى صلاه الفجر و اذا لم يفلح تاخذ كل ما يملك و يخرج من بيتها بملابسه فقط . بحماسه كبيره رد الامير انا لها خذ لي موعد من اهلها و سوف ترى
الدليل
: سمعا و طاعه
و في مساء اليوم ذاته كان الامير في ظيافه اهل الفتاه فاطعموه و سالوه ان كان يعلم بشرط الخطبه فاجاب بنعم ثم قال مهى سارى الفتاه ؟
اتت الفتاه بابهى حله تترنح بغنج رمقته بنظره اسلبته عقله فبهت و لم يستطع ان يتفوه بكلمه بعد وقت طويل بدا الامير يتكلم بكلام ممل بالنسبه لها و قد سمعته من مئات قبله
كم انتي جميله عيناك ساحرتان وجهك كالقمر و , و , و , واصل الغزل الى ان صاح الديك دون ان تتفوه هيه بكلمه واحده . و بعنفوان الامراء خرج من بيتها دون التفوه بكلمه
ما ان خرج من بيت الفتاه حتى ادرك ماذا فعل بنفسه و اي حماقه ارتكبها
و لكن لا فائده , فكر ان الشئ الوحيد الذي يجب ان يفعله هو ان يعمل ليجمع المال ليستطيع الرجوع الى اهله
و فعلا وجد عمل عند حداد باجر زهيد
في المملكه هناك بدا القلق يسري الى قلب الملك فلم يصله اي خبر من الامير
و لهذا قرر ارسال اخاه الاوسط ليسطلع الامر و باسطول كبير لا يقل عن اسطول الاخ الاكبر
ابحر الامير الى بلاد السند و بنفس الطريقه وقع اميرنا المدلل في الفخ و خرج من بيت الفتاه بملابسه تماما كما جرى لاخيه .
القلق اكل قلب الملك الحزين على اولاده و بلا تاخير ارسل اخاهم الثالث باسطول كبير
. دخل الاخ الثالث المدينه مبهور بكل ما رات عيناه الى ان راى الجميله و ذهب الى بيتها و لم يفلح في جعلها تتكلم و صاح الديك و خرج كاخوته . مر شهر و لم يصل للملك اي خبر عن اولاده الاحباء و بعد انقطاع الامل على مضض اقترحت احدى زوجات الملك ان يرسل ابنه من زوجته المغضوب عليها .
وافق الملك مباشره و ارسل في طلب الامير المبعد و بامتعاض قال الملك لابنه اريد ان ارسلك لتسال عن اخوتك و ان نجحت فستكون انت الملك من بعدي
. وافق الامير فورا ووعد ابيه ان ياتي بهم جميعا و بسفينه صغيره و بعدد قليل من الخدم ابحروا و بعد اسابيع وصل الامير الى بلاد السند . لم يحتفي به العاملين بالميناء كما فعلوا مع اخوته .
دخل المدينه سائلا على ما حل باخوته فاخبره الدليل بما حل بهم و اخبره انه لا يعلم اين هم
. قرر الامير ان ينتقم لاخوته من هذه الفتاه المكاره و سرعان ما طلب من الدليل ان ياخذه لبيت الفتاه دخل و اخبروه بشرطهم و كرروا كلامهم مشفقين عليه باعتقادهم انه فقير و لن يستطيع جبران خسارته اذا ما لم يستطع اتمام المهمه .
اكد الامير موافقته لكن في قراره نفسه ادرك ان اهل الفتاه ليسوا باشرار
. بعد مده قصيره دخلت الفتاه كانها البدر في ليله تمامه جلست امامه فلم يعرها الاهتمام الذي اعتادت عليه فبدى عليها الانزعاج لم يائبه الامير بذلك و قال ان الليل طويل و ليس من المعقول ان نمضيه هكذا هل لي بموقد النار و ابريق الشاي؟
اتوا اليه بما اراد و بدا بتحظير الشاي و عند الانتهاء قدم لها كوبا و اخذ كوب و قال لها ساروي اليك قصه لكي تمضي ساعات اليل سريعا
اطرقت الفتاه موافقه و قد بدا عليها الفرح
بدا الامير بسرد الحكايه قائلا : كان هناك ناسك عابد اراد ان يسافر من بغداد الى البصره و في الطريق التقى نجارا كان ايضا في طريقه الى البصره فساله الرفقه فوافق
و ما ان ساروا قليلا حتى التقوا بخياط و صائغ فرافقوهم في الطريق . بعد ساعات من المسير جاء اليل فحطوا رحالهم و قرروا ان يبيتوا و في الصباح يتابعون الطريق
اقترح النجار ان يتناوبوا الحراسه فينام ثلاثه و الرابع يبقى يحرسهم و يتناوبون الحراسه كل ساعتين .
وافق الجميع و بدءوا بالنجار جلس النجار و بعد برهه احس بالملل فراى جذع نخله فبدا بنحت الجذع الى ان اصبح كحوريه
و ما ان انتهى ادرك ان ساعات حراسته قد اتنهت و سرعان ما ايقظ الخياط .
فجلس الخياط و ما ان راى المنحوته حتى فكر في ان يكسيها فصنع لها لباس جميل و ما ان انتهى من تلبيسها انتهت ساعات حراسته فاوقظ الصائغ
.
خاف الصائغ جدا عندما راى المنحوته و لكنه ادرك انها مجرد منحوته فقرر ان يقضي ساعات حراسته بصياغه عقد و اقراط لهذه الجميله
و فعلا بدا
و حين اكمل ما بدا به و البسها انتهت فتره حراسته فاوقظ الناسك .
بدا الناسك بالتعبد و الصلاه و ما ان بزغ النهار و راى المنحوته فاعجبته جدا فاخذ يسال الله و يدعي ان يبث فيها الروح فاستجاب له ربه و عندما تحدثت المنحوته بدا الناسك يكبر الله و يشكر حتى ايقظ الجميع و سرعان ما بدوا الشجار كل منهم يريدها لنفسه فلنجار هو الذي نحتها و الخياط هو الذي البسها و الصائغ هو الذي صاغ لها و الناسك هو الذي دعاز
بذكاء كبير سال الامير الفتاه ما رايك انتي ؟
بسرعه فائقه اجابت الفتاه من حق الناسك طبعا .
ما ان اكملت الجمله حتى ادركت انه انتصر عليها و جعلها تتكلم فرح الامير فرحا شديدا
وفي وسط دهشه الجميع سال عن مكان اخوته و ما حل بهم فاخبروه
فلم يبرح حتى ذهب و احظرهم جميعا و التم شملهم وشدوا رحالهم للعوده
وصلو الى المملكه و استقبل الامير استقبال الابطال شكر الملك ربه على نعمه و استطرق معتذرا الى ابنه المبعد و الى امه التي لم تزرع فيه كره لاحد مع كل الظلم و الاذى الذي الحق بهما ثم اعلن بدايه الافراح و اليالي الملاح و اعلن على الملا ان من سيخلفه ابنه اللبيب صاحب القلب الطيب و عاش الامير و زوجته الجميل بسعاده وسلام و هناء