جودي*
25-10-2022 - 10:12 am
لأنَّ سماواتكِ عاليةٌ جدَّاً
و أجنحتي مكسورةٌ ، و صغيرةْ
لأنَّ أبوابكِ ما زالتْ موصدةً
لأنَّكِ صعبَةٌ ، و مستحيلةْ
سأسافِرُ في الحُزنِ
خلاصاً ..
و أبقى هناكْ
إلى أن تكبرَ أجنحتي ..
أو أهتدي لوطنٍ آخرْ
لكنني .. في الحُزنِ أيضاً
أتفاجأُ بكِ
وجهاً آخرَ لكآبتي
تطوِّقني أغصانكِ اللئيمةَ
تنمو على جسدي
أوراقكِ السوداءَ
تغطِّيني ..
فألتجىءُ من فرطِ ذهولي
و فرطِ عطشي ..
لأيَّةِ سحابةٍ
صغيرةٍ ، أو كبيرةْ
طيِّبةٍ ، أو شرِّيرةْ
تتبعُ لفضاءاتي
أو أنها من فضاءاتٍ بعيدةٍ
أستمطِرها..
لأستنبتَ في داخلي
وردةً واحدةً
و أحاولُ أن يكونَ الخيرُ أكثرْ
أحاولُ أن يكونَ الحُلُمُ أكبرْ
ثمَّ أزرعُها في قلبِ الجُّرحِ
وعداً بالشفاءْ ..
أو أٍستبقيها لحرماني
أملاً بالسعادةِ ،
أملاً بالعطاءْ
و للحظةٍ ..
أقبِضُ على جُرأتي
فأتحرّرُ منكِ ، و ألوِّنُ ذاكرتي
و أسافرُ في الليلِ
لألتقِطَ من قلبهِ
قطعةَ ضوءٍ
أصيّرها غابةَ شمعٍ ..
أهتدي بنورها
لقلبي ..
لأطمأِنَّ أنهُ لم يزلْ في مكانهِ
ينبضُ !
أو أجعلُها ..
عُلبةَ كبريتٍ
أفجّرها في داخلي
علَّها تطالكِ شظاياها
فتهربينَ خارجَ حدودي
خائِفةً ، مذعورة
لكنَّكِ ..
و قبلَ الحقيقةِ بألفِ وهمٍ
تسقطينَ على جسدي
طعنةً ..طعنةْ
تشربينَ من دمي
قطرةً ..قطرةْ
فأفيقُ من خَدري ْ
و أصرخُ ..
دونَ جدوى
وكأنَّ أظافِرَكِ صارتْ أطولَ
كأنكِ..
تضربينَ في جسدي وروحي و ذاكرتي
في وقتٍ واحدٍ
بلذّةٍ ،
و شهوةٍ ،
و سطوةْ
و أنا هاهنا في مكاني
أنتظِرُ الرَّبيعَ منذُ فصولٍ ..
تهزُّني ريحُكِ
فأهرُبُ تارةً ..
و أخافُ أخرى
تنثُرني ،
ثمَّ تترُكني
ألملمُ أشلائي
منتظراً قُدومَ فصلٍ جديدٍ..
أُصلّي ليأتي فصلٌ جديدْ
و لا يأتي !
فأفتحُ خرائِطي المخبّأةَ منذُ زمنٍ
و أسافرُ في المجهولِ ..
و معي قلبي
في محاولةٍ أخيرةٍ ..
لاكتشافِ الربيعْ
ملاحظة :
منقول للأمانة
سلمت يداك وسلم سيل قلمكِ المُبدع
تقبلي مني أرق وأعذب التحايا