- السلام عليكم ورحمة اله وبركاته
السلام عليكم ورحمة اله وبركاته
عادة مايشتكي الكثير من الناس من الالام متفرقة في الجسم تبدا بالراس وتنتهى باصابع الارجل حيث تتكرر هذه الالام ولفترات زمنية قد تصل الى سنوات عديدة من غير تشخيص فعلى من قبل الاطباء حول سبب هذه الالام المتكررة.
ويتبادر الى اذهان المشتكين بان ثمة مرض خطير سيلازمهم ولايوجد خلاص منه حيث يبدؤون بالاستسلام لهذا الوسواس الذي يشل فكر الانسان ويجعله ينقاد اليه ويكون اسيرا له.
ويقول الاخصائي النفسي الدكتور مروان المطوع في حديث لوكالة (كونا) ان التوهم المرضي او الامراض السايكوسوماتية هي حالة من القلق الحاد وتاتي بصورة الالام جسمية "وهمية" وغير حقيقية وهي بالفعل استغاثة من المريض بانه يعاني من قلق او اكتئاب او مشاكل اسرية او اسباب اخرى مثل انهيار اسعار البورصة هذه الايام.
وقال المطوع ان الهبوط الحاد الذي اصاب البورصة مؤخرا ادى الى ظهور العديد من الاعراض النفس- جسمية وهي اعراض تاخذ صورة عضوية وهي بالاصل نفسية المنشا.
واضاف المطوع بان انهيار البورصة المفاجىء ادى كذلك الى ظهور حالات من القلق الحاد والاكتئاب التي بدورها ادت الى اضطرابات في النوم وفقدان الشهية واضطراب في العمل ومع الاسرة وكذلك الاحساس بنظرة سوداوية للمستقبل كان يرهن عقاره او ان يدخل السجن في نهاية المطاف.
وقال ان الانسان عندما يواجه امورا لايستطيع الفكاك منها او حلها قد تسبب له حالة من الصراع النفسي كان يكون مترددا ببيع او عدم بيع العقار فيظل في حالة اللاقرار وبالتالي تظهر عليه الامراض الجسمية كوسيلة لتحقيق ثلاثة اهداف اولها تخفيف القلق الناجم عن هبوط البورصة ولفت انتباه السوق الى حالته الجسمية في حين ان الهدف الثاني هو كسب محبة المحيطين فيه لكي ينظرون اليه بنظرة عطف وحنان.
واضاف المطوع ان الهدف الثالث هو خلق مبرر رسمى للمريض من ان الخسارة ليست بسببه هو ولكن بسبب حالته الجسمية.
وقال بان المريض المتوهم مرضيا يشغل معظم وقته بالبحث عن الاطباء حيث ينظر اليها كوسيلة لكى يطمئن فهو يشعر بالمعاناة وفى نفس الوقت يقال له "بانك كذاب ولا تعاني مرضا وانها اوهاما".
واوضح ان المريض بالتوهم المرضى عندما يشتكى من الالام في قلبه فان المخ يرسل اشارات الى وظائف الجسم الاخرى والتي بدورها تؤدي الى زيادة افرازات الادرينالين والنيو ادرينالين وبذلك يزداد ضخ الدم من القلب ويعمل بسرعة حيث يشعر المريض بان هذه الاعراض هي نفس اعراض مريض القلب الفعلي.
وناشد المطوع المختصين في وزارة الصحة بالعمل على تعيين دكتور نفسانى فى العيادات الحكومية وذلك لفحص المريض المتوهم للمرض والذي يكلف الدولة اموالا طائلة حين يتم صرف دواء له بعد تشخيص خاطىء.
وعن الثقة فى الطب النفسي في الكويت قال المطوع بان المواطن الكويتى اصبح لديه ثقة كبيرة بالطب النفسي او بالباحث الاجتماعى في حين ينظر البعض لهذا الجانب من الطب بوصمة عار.
واضاف المطوع بان المريض بالوسواس المرضى يسافر من دولة الى دولة بغية ايجاد علاج لاوهامه ويرتاح عندما يطلب منه اجراء التحاليل المخبرية والاشعات المتنوعة حول حالته الصحية وفي النهاية تكون الاجابة ب "انك متوهم ولست مريضا".
وقال المطوع عندها يبدا المريض المتوهم للمرض بفقدان الثقة بجميع الاطباء وال
مستشفيات التي شخصت حالته بانه متوهم وانه يريد ان يستسلم لاوهامه بانه سيموت قريبا.
وقال بان هذه الالام قد تخف تدريجيا عندما يكون المريض مع اسرته او اصدقاءه في عطلة ما حيث يكون في ذلك الوقت مشغولا باشياء اخرى ولكن عندما يتم تذكيره بانه لا يعاني وان صحته جيدة يبدا بالانفعال ويؤكد انه مريض ولا احد يحس بمعاناته الا هو نفسه.
واضاف المطوع بان المريض يعيش في دائرة مغلقة ولايريد ان يعرف الحقيقة بانه مريض وفي نفس الوقت لا يريد ان يقول له الطبيب بانه سليم فهو يرى الموت امامه قادم لامحالة.
وعن العلاج قال الدكتور المطوع بان علاج هذه الحالة تبدا بذكر الله دائما وقراءة القران والصلاة حيث ان ذلك يمثل العلاج الحقيقي للمرض.
كما اكد ضرورة الابتعاد عن المجلات المتخصصة بالطب وعرض المشكلات الطبية لان المريض سوف يطبق ما ورد في المجلة حول حالة ما على نفسه وعندها تزيد الامراض التوهمية.
وشدد كذلك على اهمية الابتعاد عن الاحاديث التي تدور حول الموت والامراض المستعصية لكي لا يتم فهمها من قبل المريض ومقارنتها بالتي عنده بالاضافة الى ذلك التاكيد على شغل وقت الفراغ بكل شي مفيد والابتعاد عن العزلة والتي تسبب زيادة الاكتئاب كالجلوس مع الاصدقاء المعروف عنهم خفة الدم.
وقال انه من الضروري لمريض التوهم المرضي ان يدرب نفسه على مواجهة مشاكله بنفسه وتحمل مسؤولياته وان يقبل بالواقع.
واشار المطوع الى انه يتم اللجوء الى العلاج الكيميائي عندما يلاحظ على المريض اضطرابات حادة في النوم وفقدان الشهية وكذلك عندما تساوره افكارا انتحارية او في حال نقص الوزن الشديد.
وقال انه يجب على المريض اخذ مشورة الطبيب النفسي والذي بدوره يصرف الادوية المضادة للاكتئاب حيث من المعروف ان هذه الادوية تساعد المريض بنسبة 40 بالمائة وال60 بالمائة المتبقية تاتي باعتماد المريض على نفسه.
دمتن بخير
دمتي بعافيه وصحه