- الذكاء عند الفلاسفة وعلماء النفس
الذكاء عند الفلاسفة وعلماء النفس
اهتم علماء بدراسة قدرات العقل البشري , وسبب الأختلاف في القدرات بين الناس , وتمايز القوى النفسية المعرفية من عقل وإدراك , وتفكير وخيال , وتذكر ولمعرفة طبيعة الذكاء كونها قدرة نفسية عضوية مطلوبة في عصر السرعة الحديث .
كلمة ذكاء في اللغة العربية مشتف من الفعل الثلاثي ذكا ويذكر المعجم الوسيط في أصل الكلمة : ذكت النار ذكوا أي اشتد لهبها واشتعلت , ويقال : ذكت الشمس أي اشتدت حرارتها , و ذكت الحرب أي أتقدت , و ذكت الريح أي فاحت (طيبة أو غير طيبة) ,و ذكا فلان أي سرع فهمه وتوقد , و ذكت النفس أي طهرت , ومن كتب التراث البارزة حول هذا الموضوع كتاب الأذكياء , الذي ألفه أبو الفرج بن الجوزي والذي يقول فيه عن مفهوم الذكاء :
أ- حد الذهن : قوة النفس المهيأة المستعدة لأكتساب الآراء .
ب- وحد الفهم : جودة التهيؤ لهذه القوة
ت- وحد الذكاء : جودة الحدس من هذه القوة يقع في زمان قصير غير مهمل فيعلم الذكي معنى القول عند سماعه.
وبهذا حددوا الفهم فقالوا حد الفهم العلم , وحد الذكاء سرعة الفهم وحدته والبلادة جموده.
ويرجع المفهوم الحديث للذكاء إلى الفيلسوف الإنكليزي هربرت سبنسر , الذي قام بمتابعة أرسطو واعترف بوجود جانبين للحياة العقلية , وهما : الجانب المعرفي , والجانب الوجداني , وتتضمن الناحية المعرفية للعمليات التحليلية من جهة , والعمليات التركيبية من جهة أخرى ,
أما وظيفتها الأساسية فهي مساعدة الإنسان على التكيف مع متغيرات البيئة بطريقة أكثر فاعلية.
ويرى بعض العلماء أن سبنسر أول من استخدم مصطلح الذكاء في سياقه على النفس , مؤكدا أهميته من النواحي البيولوجية , فقد عرف الحياة بأنها كيف مستمر من جانب العلاقات الداخلية للعلاقات الخارجية , ويعتقد أن هذا التكيف يمكن الوصول إليه عن طريق الذكاء عند الإنسان , ويعرف الذكاء بأنه قدرة على الربط بين انطباعات عديدة منفصلة.