ريباس
06-06-2022 - 11:01 am
العاطفة في الحياة الزوجية هي الحب الذي يكنه كل من الزوجين للآخر ، أو هو الجاذبية التي تجذب كلا منهما نحو الآخر وتشده إليه ، فهي شعور داخلي ناتج من استحسان أوصاف وطبائع وأخلاق الطرف الآخر ، وميل فطري للنواحي الجمالية ، والصفات الخَلقية والخُلقية لشريك الحياة .
وهي في العلاقة الزوجية بمنزلة الملح للطعام ، أو الماء للنبات، فكما أنه لا قيمة للطعام بدون ملح ، ولا حياة للنبات بدون ماء ، فكذلك الحياة الزوجية لا طعم لها ولا ضمان لاستمراريتها ، وبقاء حيويتها بدون عاطفة .
وتتجسد قيمة العاطفة في إبدائها للطرف الآخر ، وإشعاره بوجودها ، والعمل على تنميتها ، فالحب المكنون في القلب الذي لا يعمل صاحبه على إبداءه كالوردة التي لا عطر لها ، حيث تصبح العلاقة الزوجية علاقة سطحية جافة ، فاقدة للحيوية والانتعاش ، يسيطر الملل على جوانبها ، وتعم الوحشة جميع أرجاءها ، فالمرأة بحاجة إلى ما يخفف عنها عناء الأعمال المنزلية ، والرجل بحاجة إلى ما يخفف عن متاعب العمل أو الوظيفة ، وكلا منهما بحاجة إلى ما يسري عنه همومه وأحزانه ، وخفف من وطأتها عليه ، وبحاجة إلى إحساسه بأن هناك من يعتني به ويراعي مشاعره .
وهناك الكثير من الوسائل لتنمية العاطفة بين الزوجين ، وهي في نفس الوقت وسائل تعبير عن الحب المضمر في القلب ، وقبل الشروع في ذكر الوسائل فإني أحب أن أذكر القارئ الكريم أن أهم وسيلة وأعظم طرية لتقوية العلاقة بين الزوجين طاعتهما لله وابتعادهما عن محاربته بالمعاصي ، قال تعالى : {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا} .. غير أن الله تعالى جعل لك شيء أسبابه . كما أن عامة صنوف الإحسان إلى الطرف الآخر تعمل على تنمية الحب بين الزوجين ، فقد جبلت القلوب على حب من أحسن إليها وبغض من أساء إليها ، غير أني سأركز على نقاط معينة غفل أو تغافل عنها الكثير من الأزواج ، من أهمها :
ثانيا : مخاطبة شريك الحياة بالكنى والألقاب الحسنة وتدليل الأسماء أو ترقيقها أو ترخيمها ، كما روي أنه صلى الله عليه وسلم كان يخاطب السيدة عائشة بقوله : " يا عائش " أو " يا حميراء " .
ثالثا : المزاح والمداعبة ، ومقابلة الطرف الآخر بالكلمة الرقيقة والابتسامة الحانية ، وعدم التجهم والعبوس في وجهه دون مبرر ، وهذا من أهم وسائل الترويح عن نفسية الطرف الآخر وتخفيف أحزانه ، وقد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم كان يمازح زوجاته ويداعبهن ، وقد ذكر صلى الله عليه وسلم في بعض أحاديثه أن وضع اللقمة في فم الزوجة فيه أجر ومثوبة ، وهو من صور المداعبة .
رابعا : التغزل في الزوجة وذكر النواحي الجمالية فيها .
خامسا : الإشادة بأخلاق الطرف الآخر وحسن تعامله، وشكره على ما يقدم من خدمات، والإغضاء عن هفواته بتذكر حسناته، وعدم استخدام المناظير السوداء بالتركيز على النواحي السلبية .
سادسا : إطراء الزوج ، حسن اختيار الزوجة للباسها ، وحسن صنيعها في الطعام ، وحسن ترتيبها لأثاث المنزل ، واهتمامها بشؤون العائلة .