- العلمُ نورٌ
- العلمو نورون
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرحبا اخواتي الفراشات
العلمُ نورٌ
العلمو نورون
العلم ليس بالضرورة أن يجيب عن الأسئة قد تكون مهمته هي تحفيز عقولنا على السؤال. الرغبة في المعرفة قد تكون حالة فضول مؤقتة، ملحة، أو دائمة. يظل العلم مبهراً حين تتأمله مجرداً، حين تنظر للمعلومة أو تحاول أن تستوعبها بعيداً عن ضغط امتحان أو تنافس بينك وبين من حولك. تطور العلم بحد ذاته يدفعك للتأمل ، علاقة وتداخل العلوم ببعضها البعض شيء آخر يدفعك للتأمل، فأنت لن تتمكن من تفنيد بحث أو قراءته بطريقة علمية ما لم تملك أدوات فكرية معينة أولها المنطق.
والأدوات الفكرة هي نفسها تستخدمها سواء أكنت تحلل أو تنقد نصاً لغوياً أو تحاول أن تفهم نتائج بحث عن تقنية العلاج الجيني.
حين يكون الحديث عن العلم وتطوره أول ما يتبادر إلى أذهاننا هو التطور في المجال الطبي فهذا التطور له آثار ايجابية ومباشرة علينا.
لكن التطور في المجال الطبي أدوات وأدوية واختبارات وأجهزة تشخيصية يعتمد على نتائج وأبحاث في علوم أخرى مثلاً التطور في أجهزة الأشعة بدءاً من أشعة إكس ونهاية بالأشعة المقطعية تعتمد في أساسها على نظريات فيزيائية، التعرف على خصائص بعض الكائنات الدقيقة التي تصيبنا بالعدوى المرضية له علاقة بعلم الحيوان وعلم الأحياء الدقيقة، التعرف على المسارات الكيميائية للأدوية داخل الجسم وفهم ما يجري داخل خلايا الانسان سواء أكانت هذه الخلايا سليمة أو مريضة هو أحد فروع علم الكيمياء الحيوية، العقاقير والأدوية لها أساس كيميائي فلا يمكنك أن تفهم في بعض علوم الصيدلة ما لم تملك أساساً علمياً كيميائياً. لنعد بالذاكرة إلى أكثر من خمسين عاماً مضت، السيدان «واتسون وكريك» بنيا الشكل الكيميائي للحمض النووي الديكوسي رايبوزي أساسنا الوراثي باستخدام التقنيات الكيميائية المتوفرة في ذلك العصر.
معظم الأجهزة التي نراها في ال
مستشفيات والمعامل تعتمد على تقنية الحاسب الآلي والبرمجة المتطورة. ونحن هنا نتحدث فقط عن التطبيقات الطبية للعلوم البحتة.
لننظر على سبيل المثال للزراعة، فتعديل بعض المحاصيل وجعلها تنمو في بيئة غير بيئتها يعتمد على تقنيات الهندسة الوراثية. الكشف عن صلاحية الاطعمة أو وجود بعض الاضافات فيها يعتمد على دراسة عناصر وتحليلها بواسطة أجهزة اسقاط ضوئي وتفاعلات كيميائية معينة أي دمج الكيمياء مع الفيزياء في هذه الأجهزة وهذه الاختبارات. أي بحث علمي معملي أو طبي يعتمد على حسابات احصائية معينة سواء أكنت تحاول معرفة تركيز عناصر كيميائية معينة في عينات مختلفة أو تحاول البحث عن طفرة وراثية لها علاقة بمرض ما.
العلم متداخل متشعب لا يمكن أن نفصل جانباً عن جانب آخر، أنت قد تتخصص في جزئية صغيرة ومحدودة لكنك تتعامل وتتفاعل مع أجزاء أخرى، العلم قد يبدو معزولاً حين نتحدث عن النظرية لكن التطبيق يعتمد على دمج العلوم ببعضها ..وحتى تدرس تفاصيل الخلية وتعرف مكوناتها كان عليك ان تنظر حتى تتطور الميكروسكوبات ، وفي المقابل حتى تتعرف على النجوم وما يحيط بك في الفضاء كان لابد من استخدام تقنية الميكروسكوب التي بدأت بفكرة العدسات المقربة وانتهت بفكرة الميكروسكوب الرقمي المقطعي الالكتروني الذي يعطيك صورة رقمية دقيقة مكبرة مئات الآلاف من المرات، تجعلك ترى جزءاً من خلية لا تراها بالعين المجردة ويجعلك ترى نجماً أو كوكباً يبعد عنك مئات السنوات الضوئية.
وهذه النتائج تحللها بواسطة أجهزة حاسب وبرامج رياضية وتصويرية وإحصائية معينة.
العلم ليس فيه عزلة بل اساسه الانفتاح واستيعاب الآخر والعلم نور.
وفقكن الله جميعا
ويعطيك العافية