- ولتشكيل ذاكرة قوية لدى الإنسان لا بد من توفر:
- ولتأمين ما سبق تعداده يجب توفر :
- كيف تستطيع ربة المنزل توفير غذاء يفيد عائلتها بهذا الخصوص؟
- كيف نستدل بتجربة على أن التدرب على التفكير جيد للتذكر؟
بسم الله الرحمن الرحيم
لنوعية الغذاء علاقة حتمية مع صحة جسم الإنسان، وكل عضو من أعضاء الجسم يحتاج لنوعية معينة من المواد الغذائية التي تبنيه وتحافظ على صحته.
فمثلا العضلات بحاجة إلى أغذية تحتوي على بروتينات لبناء الخلية العضلية والعظام بحاجة إلى كلس وفوسفور لبناء الخلية العظمية القوية.
وليس بناء أعضاء الجسم وحده الذي يحتاج إلى مواد غذائية محددة، بل هناك الأفعال التي يقوم بها الجسم وأعضاؤه فمثلا لقيام الكبد باستقلاب الدهون وتحويلها إلى مواد مفيدة للجسم فإنه يحتاج إلى فوسفور وبروتين (قاعدة آزوتية) وحمض دهني غير مشبع. ولقيام العضلات بالحركة فإنها تحتاج إلى سكريات.
وهكذا نستطيع أن نقول بأنه لتكوين أي عضو من أعضاء الجسم يلزم مواد غذائية محددة يحتاجها هذا العضو، ولكي يقوم العضو بوظائفه يحتاج أيضا إلى مواد غذائية توفر له الطاقة.
إذاً، فان نوعية الغذاء تحدد صلابة هذا العضو أو ذاك وتحدد أيضا نشاط العضو في قيامه بالوظائف المناطة به.
وبما أن الجسم يتكون من عدد من الأعضاء والأجهزة ولكل منها تركيبه المختلف عن الآخر فهو يحتاج مواد غذائية نوعية للقيام بوظائفه وبذلك نجد بأن هناك ضرورة للتنوع في تناول المصادر الغذائية لتوفير المواد الغذائية المختلفة للجسم.
وهكذا هو حال الدماغ فلتكوينه ونموه يحتاج إلى مواد غذائية كالكيفالينات والسفنغولينات وفيتامين ب 1 وغلوكوز وفوسفور وغيرها من المواد الغذائية،
وللدماغ عدد كبير من الوظائف كالتفكير وإعطاء أوامر الحركة والتذكر وغيرها،
ولكن سنتعرض هنا إلى كيفية تحفيز عملية التفكير والتركيز والتذكر لدى خلايا الدماغ.
ولتشكيل ذاكرة قوية لدى الإنسان لا بد من توفر:
- وجود خلية عصبية قوية
- استطالات وتشعبات عصبونية بين خلايا قشرة الدماغ
- نمو الخلية العصبية ونمو تشعبات الخلية العصبية مع جيرانها من الخلايا العصبية الأخرى في قشرة الدماغ.
- حدوث منعكسات عصبية إرادية (فعل يعقبه رد فعل إرادي للإنسان)
- تغذية دموية جيدة لخلايا الدماغ
- وجود طاقة يستطيع الدماغ استقلابها
- تكوين وراثي وخلقي جيد لخلايا الدماغ في المرحلة الجنينية
ولتأمين ما سبق تعداده يجب توفر :
- مواد غذائية قادرة على تكوين الخلية العصبية
- حدوث تدرب على التفكير
- لابد من توفر مواد غذائية تحتاجها الخلية العصبية لنموها
- ربط عملية التذكر والحفظ بفعل ما
- ممارسة الرياضة والتنفس العميق وعدم ارتداء ربطات العنق الضيقة
- تناول مواد غذائية توفر الطاقة التي يحتاجها الدماغ (طاقة خاصة مؤلفة من الغلوكوز وفيتامين ب1 وفوسفور، وبوتاسيوم)
- تغذية جيدة للأم الحامل خصوصا في المراحل الأولى من الحمل والمراحل الأخيرة وعدم التهاون في توفير المواد الغذائية التي يحتاجها الجنين وخصوصا المواد الدهنية الفوسفورية التي يحتاجها الجهاز العصبي في المرحلة الجنينية لتتكون خلايا عصبية قوية.
- ما ذكر من تعدادات من رقم 1إلى رقم 8 تشكل عوامل بيئية يجب أن تتوفر للخلايا العصبية وتشكل 50 % من العوامل التي تؤدي لتحفيز القوة على التذكر و50% يحتلها العامل الوراثي، ولكن مع وجود العامل الوراثي وعدم توفر العوامل البيئية لا نستطيع أن نضمن قوة تذكر للشخص.
ولا بد من القيام بعملية التذكر على أكمل وجه، وأن يكون الدماغ والخلايا العصبية صحيحة البنية منذ الأسابيع الأولى من المرحلة الجنينية إلى فترة الطفولة والنمو وهذا لا يتم إلا بتوافر مواد غذائية تخدم العملية على وجه التحديد وتوفر بيئة خالية من الملوثات (قيام المرأة الحامل من وقت لآخر بالمشي في الهواء الطلق).
- تمتع جسم الإنسان بصحة جيدة بما فيه وظائف الكبد والجهاز الدوري (القلب والشرايين والأوردة والشعيرات الدموية).
كيف تستطيع ربة المنزل توفير غذاء يفيد عائلتها بهذا الخصوص؟
لا تستطيع المواد الدوائية المحفزة على تنشيط خلايا الدماغ على ضمان قوة لتذكر المعلومات ما لم تكون الخلية العصبية قوية التكوين، وإذا لم يتوفر مواد طويلة الأمد كالمواد الغذائية في متناول الخلية العصبية عند الحاجة على الحفظ واسترجاع المعلومات أو عند الحاجة على الملاحظة ومن ثم استرجاع الملاحظة فإن عملية التذكر ستفشل إما مطلقا أو نسبيا وبتوفير ربة المنزل الغذاء الجيد لأفراد العائلة تستطيع أن تضمن بذلك صحة جيدة وتكوين قوي وطاقة مستدية للخلايا العصبية لأفراد أسرتها.
تحتاج ربة المنزل إلى مواد غذائية توضع على المائدة بشكل اعتيادي لتضمن عدم انقطاع الخلايا الدماغية من المواد الغذائية التي تكون بحاجة إليها وعليه يجب أن يتوفر على المائد مايلي:
- مواد غذائية تعطي الطاقة للخلايا الدماغية عند عملها مثل فيتامين ب1 والفوسفور والبوتاسيوم والغلوكوز وتتواجد هذه المواد الغذائية في العسل وبيض الدجاج وبيض السمك وزيت السمك ولحم الأسماك، ولحم الرومي ولحم النعام.
- مواد غذائية تبني الخلية العصبية وخصوصا لدى المرأة الحامل والأطفال واليافعين وتتكون هذه المواد الغذائية من الفوسفاتيدات (اللبيدات الفوسفورية) التي تحتاجها الخلية العصبية لتكوين جدرانها واستطالاتها وتحتاجها من أجل نموها وكذلك من أجل عمليات الأكسدة وإنتاج الطاقة الازمة لها في داخل أجهزة الخلية العصبية (المتقدرات) وأنوه هنا بأن دماغ الإنسان يحتوي على 3% من اللبيدات الفوسفورية في المادة البيضاء و8% منها في المادة الرمادية.
- وأهم أنواع اللبيدات الفوسفورية الذي تحتاجه الخلية الدماغية هي الكيفالينات ويمكن الحصول عليها بتناول (نخاعات الحيوانات العاشبة كالماعز، صفار البيض، بيض الأسماك) والليسثيثين والذي يمكن الحصول عليه بتناول (فول الصويا أو أحد منتجاته والنخاعات، وصفار البيض) ويدخل الليثيثين بتكوين الدماغ وفي تكوين أجزاء ثانية من الجهاز العصبي والبلاسمالوجينات وهي تكون 10 % من مجموع اللبيدات الفوسفورية التي تدخل بتركيب الخلية العصبية واللازمة لنموها وضمان صحتها وتدخل البلاسمالوجينات بتركيب أهم جزء في الخلية العصبية وهو المتقدرات (أماكن انتاج الطاقة في الخلية العصبية) ويمكن الحصول عليها بتناول (النخاعات، اللحوم الحمراء كلحم الضان ولحم الأبقار أو لحم الغزلان وغيرها) والسيروزيدات ويكبها الجسم ويحتاج لتركيبها إلى غالاكتوز أوغلوكوز الذي يمكن الحصول عليه من مصادر غذائية متعددة مثل العسل والتمر والسيروزيدات مهمة لعملية ترميم جدار الخلية العصبية ومهمة لتكوينها أيضا.
- مواد غذائية لازمة لبناء الخلية العضلية وعملها في آن واحد ومن أهمها الكبريت الذي يمكن الحصول عليه بتناول (البصل اللحوم والبيض) بحيث يدخل الكبريت في تركيب السيروزيدات الكبريتية التي تشكل المادة البيضاء للدماغ (استطالات الخلية العصبية)، ويجب توفر مصدر من البوتاسيوم الذي يمكن الحصول عليه بتناول (الموز، لحم النعام الخضار الورقية) ويعمل البوتاسيوم على تنظيم عمل مضخة الصوديوم والبوتاسيوم التي تنقل المواد السامة وبعض المواد الغذائية من وإلى الخلية العصبية وتنظم أيضا الضغط على أطراف الخلية العصبية.
- تناول زيت الزيتون البكر المنتج على البارد مهم لعملية تكوين اللبيدات الفوسفورية داخل الكبد وينبغي التذكير بأن اللبيدات الفوسفورية مهمة لتكوين وعمل الخلية العصبية
- بيض الأسماك مهم لعملية توفير الفوسفور الذي يتكون منه اللبيدات الفوسفورية وكذلك الحليب ومنتجاته وكذلك حليب النوق لغناه بالحموض الدهنية الغير مشبعة واللازمة لتركيب اللبيدات الفوسفورية كذلك تناول البصل مهم لتوفير الكبريت وبعض الاملاح والمعادن الهامة لعمل الدماغ.
وعند توفر هذه المواد الغذائية على المائدة يبقى علينا توفير عملية تشكيل استطالات تشعبية بين الخلايا العصبية لتكون بذلك الخلايا العصبية ترابطات فيما بينها وهذا من شأنه تحفيز عملية الحفظ واسترجاع المعلومات ويتم ذلك بتدريب الدماغ على ممارسة العمليات الرياضية الدماغية والقراءة المتمعنة لأحد المواضيع الشيقة والتي تجذب الفرد مع وجود جو هادئ جدا عند القراءة أو المطالعة، وحل بعض المسائل الرياضية وبعض الحسابات المكتبية وغيرها من الرياضات الدماغية التي تحتاج إلى استرجاع معلومات وقليل من التفكير , والعاب لأكساب اللياقة البدنية وسرعة الاستجابة للأوامر الدماغية وتنشيط الدورة الدموية .
وبهذا نكون قد أمنا للخلايا العصبية مواد غذائية هامة لتكوينها ونشاطها وعملها ونكون قد أمنا أيضا رياضة تزيد من تجعد القشرة الدماغية وبالتالي تزيد من عمليات الحفظ والتذكر.
كيف نستدل بتجربة على أن التدرب على التفكير جيد للتذكر؟
يمكن للشخص الاطلاع على جمجمة كلب لا يخضع للتدريب (الكلاب المتواجدة في الشارع) وعلى جمجمة كلب ثان كان قد خضع للتدريب (كلب الصيد أو الكلاب البوليسية) ستجد بأن جمجمة الكلب الأول مسطحة كتسطح راحة اليد نظرا لعدم إخضاع هذا الكلب لعمليات التدريب على ممارسة أشياء معينة وبالتالي فإن قشرته الدماغية غير نامية فلا يوجد انطباعات لديه على سطح الجمجمة الداخلي، وستجد جمجمة الكلب الآخر وقد تعرجت نظرا لكثرة التشعبات الخلوية بين الخلايا العصبية والناتج عن التدرب ونظرا لنمو قشرة الدماغ لديه التي تطبع هذه التعرجات على عظام الجمجمة من الداخل وبهذا يمكنك تحديد أي الكلاب خضع للتدريب واستخدم في عمليات الصيد أو البحث وأي الكلاب أذكى من الآخر.
ويتم ربط عملية الحفظ والتذكر بفعل ما كأن تقوم بالقراءة والكتابة في آن واحد للجملة التي تريد أن تبقيها في ذاكرتك وبالتالي فإن استطالات أكثر ستتشكل عند الحفظ وستخدمك عند استرجاعك للمعلومة بشكل أكبر من القراءة وذلك لأنك قمت بعملين في آن واحد وهذا شيء حفز على تشكيل اطالة أكبر في الخلايا الدماغية وحفز على تشكيل استطالات خلوية ربطت بين الخلايا الدماغية مع بعضها، أو أنك إذا قمت بالتدرب على لعب كرة القدم مع فريق تجد بأن الذاكرة تحفزت بشكل أكبر من التدرب وحيدا لأن اللعب مع الفريق شكل منعكس تحد لحركة ما أبقاها دماغك في تشعباته وحفظها لحين الحاجة لها.
ممارسة الرياضة إن كانت رياضات دماغية أو حركية مهمة لتوفير دم أكثر للدماغ وبالتالي توفير مواد غذائية أكثر وطرح أكثر للمنتجات الخلوية السامة وأوكسجين أكثر وتنفس أكثر للخلية الدماغية وهذا كله يؤدي لخدمة عملية التذكر.
المصدر . د. محمد الحموى
ولكن هذا الاندهاش سيتلاشى حتما اذا ما عرفنا ان هناك أسلوباً للتغذية الصحية...
اشكر لكي موضوعك القيم..بارك الله بك