الفصول الاربعه

الفصول الاربعه شمس حارقه، أذبلت بحرارتها الورود ، شردت الحيوانات والطيور ، وأذابت حراره الشمس الجمال وقتلته ودفنت كل شئ جميل ولم تخلف وراءها إلا الإحساس بالتعب والملل تمنيت لو أعيش في بحيره من الماء البارده لاهرب من الحراره التى تصيبني بالعطش حتى لو كان الماء في جوف فمي لقد اصبحت الشمس عدوتي بعد أن أحرقت جسدي بلهيبها وكانها تقول لي : تعذبي قبل الحساب بنار بسيطه من نار الاخره ، حاولت الهروب منها ومن اشعتها الممتده الملتهبه التى تلاحقني في كل مكان ،كنت في السابق لا أحب الليل لانني أشعر بانه موحش ومميت ويذكرني ظلامه الدامس بدفاتر ذكرياتي السوداء لكنني وسبب تلك الشمس المزعجه عشقت الليل وانتظرته بلهفه ليطفي نار عدوتي ويقتلها غيظاً لانها لن تجد طريقا في الليل لتصل الى ولانها تكون خجوله من الظهور امام القمر، وبعد عدة أيام كانت الشمس على غير عادتها فقد كانت منكسره ومنزويه في خدرها وقلت في نفسي: عجبا لهذه العدوه قبيل أيام كانت تطاردني وتضايقني والان تختبي بين المزن ، في الحقيقه آلمني منظرها وتسرب الى قلبي بعضا من العطف عليها لكنني لن أسامحها أو أصفح عنها لأنها لم تعتذر لي وتطلب العفو والصفح على ماسببته لي من تشرد وملل ، حاولت تجاهلها ونسيانها ، ولكن جذبني منظر آخر في الطبيعه فالاشجار عاريه مجرده في البدايه أصابني الحياء من النظر إليها ولكنني رأيت هذا المنظر يتكرر كل يوم شجعت نظري ليتظر الى الاشجار وهي تسقط أورقها على الارض ، كما سقطت دموعي على وجنتاي من الشمس ، سمعت عزفنا حزينا يصدر من الاشجار ليودع أوراقه التى كانت كالشيوخ الكبار في السن الذين يودعون الدنيا ليأتي من يحل محلهم ويكمل مسيره الحياه، ، رجاني قلبي أن أغلق عيناى حتى لايشاهد هذا المنظر الذى يمزق أوردته وشرايينه ، إستجبت له فأغلقت عيناي ولكنني لم أشعر بأني ذهبت في سبات عميق وفي سباتي شعرت برعشه في جسدي وكأنني في القطب المتجمد كنت أظن ذلك ولكنني عندما أستيقظت وجدت نفسي في غرفتي إذن من أين هذه الثلوج المتراكمه على نافذتي !!؟؟ أردت أن أجيب على حيرتي لكن أسناني كادت أن تتساقط من شده الاهتزازات التي بها فأغلقت فمي لاداعي من أن أجيب على حيرتي فانا لاأعرف الجواب حتى أقوله وأطفي حيرتي ، شعرت بتجمد داخل جسدي فأردت النهوض من فراشي لأضنع كوب من القهوه الساخنه ليدفء جسدي ويذيب الثلوج منه ، لكنني سمعت أصوات عظامي ترجوني بعد النهوض لانها لاتستطيع ذلك فأسجبت لها ولم أنهض أو أضنع لي قهوه مع انني كنت لا أحبها لكن لا أعرف ماالذى دفعني لئشتهائها بقيت في فراشي ساكنتا لا حراك فأصبني النعاس لم أستطيع ان أفتح عيناي فذهبت في نومي ووضعت على جسدي كل ما أملك من أغطيه. كنت كسوله لا أعلم أين ذهبت نشاطي وحيويتي ؟! وبعد عده ساعات وددت النهوض فقد ظننت أنني دفئت وذهب النعاس ولكن الجو باردا فلم أقاوم النوم فلقد غلبني أصبحت كالدب القطبي الذى ينام في طوال فتره الشتاء ، كان شكلي مضحكا فقد كنت اتدحرج كالكره من كثره الثياب على جسدي طلبا في التدفئه وبشرتي خشنه جدا ووجنتاى كانتا محمرتان كالتفاحه الناضجه. رفضت النظر مره ثانيه الى المراه حتى لا اصاب بسكته قلبيه من منظري وعدت الى فراشي وبعد مده لا أعلم هل كانت مده طويله أم قصيره ؟؟؟ فوجدتحجرتي تغرق من المياه. بعد أن ذابت الثلوج منها، نظرت من النافذه فوجدت مايسر النظر ويطرب القلب فالدنيا كانت مكسوه بكساء أخضر والجبال التي غطيت بالثلوج أصبحت تجري المياه من قممها وعادت الحيوانات من جديد الى الحياه. وبعد رحله طويله مع قطار الفصول الاربعه وتقف القطار عند أجمل فصل ليعوض كائناته الحيه ما فقدته من جمال واعتدال للجو وتفتح للورود والزهور وتراقص حبيبات السنابل الذهبيه فأنشدت العاصفير أنشوده الحياه وعاد النشاط الى جميع من على الارض فلا شتاء قارس ولا حراره مذيبه ولاتساقط للأوراق فكان أحب الفصول واجملها عندي. لكن سأغري نفسي بعد عده أيام فالشمس ستعود لملاحقتي لكنني سأعقد معها هدنه لكي لاتعذبني من جديد.