الفراشة أصبح فتيات Ftayat.com : يتم تحديث الموقع الآن ولذلك تم غلق النشر والمشاركات لحين الانتهاء من اتمام التحديث ترقبوا التحديث الجديد مزايا عديدة وخيارات تفاعلية سهلة وسريعه.
فتيات اكبر موقع وتطبيق نسائي في الخليج والوطن العربي يغطي كافة المجالات و المواضيع النسائية مثل الازياء وصفات الطبخ و الديكور و انظمة الحمية و الدايت و المكياج و العناية بالشعر والبشرة وكل ما يتعلق بصحة المرأة.
سفيرة الغد
08-07-2022 - 05:42 pm
  1. اليوم البحث يتحدث عن علم التشريح

  2. علم التشريح Anatomy

  3. تعريف علم التشريح :-

  4. التشريح عند الشعوب القديمة :-

  5. أولا التشريح عند العرب قديما ً:-

  6. عرف علم التشريح منذ وقت مبكر ومن الدلائل التي تشير إلى ذلك :-

  7. ثانيا ً علم التشريح في المؤلفات العربية :-

  8. سأذكر في هذا المقام بعض النماذج التي ذكرها ابو اسحاق الزجاج :

  9. الأدب:


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرحبا اخواتي جميعا

اليوم البحث يتحدث عن علم التشريح

علم التشريح Anatomy

أولا ً الحديث عن هذا العلم نحاول أن نلقى الضوء على التطور التاريخي لعلم التشريح عند العرب المسلمين وما أنجزته العقلية العربية في هذا الحقل في الحقبة التاريخية التي تبدأ من القرن الثالث الهجري إلى القرن السابع الهجري إذا لم ينل هذا الموضوع ما يستحقه من عناية واهتمام كبيرين من قبل الباحثين في التاريخ الحضاري العربي الإسلامي في قرونه المتعاقبة الطويلة .
وإذا كانت جمهرة منهم قد كشف أطرافا ًمعينة من هذه العلوم فإن بعض جوانبها ما زال غامضا لم يسجل تسجيلا كاملا أو يكاد ومن هذا تجئ أهمية هذا البحث الذي بين أيدينا .

تعريف علم التشريح :-

ويًعرف علم التشريح بأنه :- علم باحث عن كيفية أجزاء البدن وترتيبها من العروق والأعصاب والغضاريف والعظام واللحم وغيرها من أحوال كل عضو (1) وجاء في " المعجم الوسيط " بأنه العلم الذي يبحث في تركيب الأجسام العضوية بتقطيعها وفحصها (2) وفي " معجم المنجد الأبجدي " أنه العلم الذي يدرس تقطيع جثة الميت والبحث والوقوف على كيفية تركيبها وما فيها من علل
ومن هذا نلاحظ أن مادة (شرح) في معاجم اللغة قد تطورت مدلولاتها من مجرد كلمة ينطقها العامة ، كما في معاجم اللغة القديمة ، إلى مصطلح له دلالة علمية . وهذا إن دل على شئ فإنما يدل على تقدم العرب في ميدان الطب والجراحة .
وأما علم التشريح في المعاجم المتخصصة فقد عرفه :- كتاب Traite d anatomie بأنه العلم الذي يهتم بدراسة تكوين الكائنات المركبة وعلم التشريح البشرى ، هو الشعبة التي تهتم بدراسة جسم الإنسان
ويقول " فير سال " في تمهيده لكتاب " دوفيركا " أن علم التشريح يجب أن يكون القاعدة الوحيدة على الإطلاق لكل فنون الطب وعمدتها الأساسية
أما أقسام علم التشريح :-
يمكننا تصنيف علم التشريح وميادين ممارسته إلى ثلاثة أصناف هي :-
1- علم التشريح البياني أو الو صفي :-وهو العلم الذي يهتم بدراسة مختلف الأعضاء و الأجهزة التي يتركب منها جسم الإنسان . وهو أكبر شعب هذا العلم وأوسعها .
2- علم التشريح الخارجي :- وهو العلم الذي يعنى بدراسة علاقة الأعضاء فيما بينها وأقسامها أو انعكاسها على الهيكل العظمى .
3- علم التشريح المقارن :-وهو العلم الذي يعنى بدراسة التحولات المتتالية التي تحدث في الكائنات الحية والاختلافات الموجودة بينها من ناحية تركيب الأعضاء المكونة للأجهزة من ناحية أخرى .
ومع تطور العلوم ظهرت التخصصات الدقيقة الأخرى فمنها :-
أ‌-علم التشريح البنيوي أو النسيجي : وهو العلم الذي يدرس التكوين الدقيق لمختلف الأعضاء وأنسجتها .
ب‌-علم التشريح غير العادي : ويضمن دراسة تشريح العاهات الخلقية (6) .
أغراض التشريح :- هناك عدة أغراض يتم من أجلها علم التشريح وهي :-
1- الغرض التعليمي .
2-غرض تشخيص الأمراض .
3- غرض الكشف عن سبب الوفاة .
من أغراض التشريح كذلك معرفة أسباب الوفاة المشتبه فيها . مثل حوادث القتل أو التسمم أوغيرها من الأسباب . ولمعرفة سبب الوفاة يُكلف الطبيب بتشريح الجثة للوقوف على السبب الحقيقي للوفاة (7) .

التشريح عند الشعوب القديمة :-

أثبتت الاكتشافات الأثرية سواءً في بلدان الشرق أم الغرب أن الشعوب القديمة كانت على معرفة بعلم التشريح ، إذ تعد عملية التحنيط أول عمل تشريحي للميت ،يقوم به الإنسان ، على الرغم من أن عملية التحنيط هذه عملية تشريحية إلا أن لم يقصد منها المشاهدة والتمعن والتفكير في تركيب جسم الإنسان وأعضائه واستخلاص الملاحظة من ذلك ، وربطها بعلم الطب ، إنما كانت تقام لمجرد حفظ جسم الإنسان لأهداف ومعتقدات دينيه محضة
ويعد المصريون أول من أجرى عملية تشريح لجثة الميت ، إذ أزالوا أعضاءه الداخلية ، ما عدا القلب ، الذي كانوا يضنونه مركز الحياة وذلك من أجل تحنيطه وحفظه ، كما يشاهد في الموميات (9) فلقد أورد المؤرخ " ماينتون " وأيده " بلين " أن ملوك الأسرة الأولى "الفرعونية " وجهوا عنايتهم إلى عمليات التشريح وطرق استعمالها والإمعان والتفنن غيها ، رغبة في المستكشفات الطبية الدقيقة ، وترويجا ًلقواعد التحنيط ، وغرس احترامه في النفوس لحماية المشتغلين به . ونستدل من ذلك أن فتح الجثة المحنطة لم يكن جريمة يعاقب عليها ، كما تعتبر وسيلة علمية من جهة ، ومن جهة أخرى تقوم بواجب التعظيم لمن تحنط أجسامهم على سبيل التكريم (10) . ومما يشهد على ممارسة التشريح عند المصريين كذلك تأليف كتاب في التشريح في عهد الملك الفرعوني " تناخوا " وجددت كتابته في عهد الملك الفرعوني " رمسيس الثاني " ( 15ق – م ) (11) .
أما البابليون فقد عرفوا التشريح سواء أكان على الإنسان أم الحيوان ، إلا انه كان يقوم على أسس بدائية غير صحيحة (12) . وذلك من خلال معرفتهم لبعض أعضاء الجسم الداخلية نتيجة تقطيعهم للحيوانات التي كانت تذبح إرضاءً للإله، أو لإطعام الناس ، أو نتيجة للحروب التي كانت تسفر عن مقتل عدد من الجند والناس فيعمدون إلى تشريحهم ( 13) .
وفي اليونان برز عدد من الأطباء الذين قاموا بدراسة الطب على أسس علم التشريح فمنهم " أرسطو " الذي اعتمد في آرائه التشريحية على أسلوب التشريح المقارن . لأنه كان متعمقا ً في دراسة جسم الحيوان ، واستمر التشريح بعده زمنا ً طويلاً على الحال الذي تركه عليه أرسطو فلم يسهم من جاء بعده في تطويره (14) . وفي العصر الهليستنى تقدم علم الطب بسرعة نظرا ً للحاجة الماسة لمعالجة الأمراض الطارئة ، التي كثرت في المجتمعات التي تسودها حياة المدن . وقد شجع البطالمة الدراسات الطبية في مدرسة الإسكندرية فلقد سمحوا بتشريح الحيوانات والجثث الإنسانية وأكثر من ذلك فقد كانوا يسلمون كبار المجرمين إلى الأطباء لكي يشرحوهم وهم أحياء ، هذا التشجيع جعل من التشريح علما ً مستقلا ً بذاته ، و أنهي عصر الغموض والخرافات التي كانت مقبولة من قبل أرسطو في عام ( 285 ق –م ) (15) . لقد كان العصر الأسكندري عصر نهضة وبداية حقيقية للتشريح وأول الأسماء المشهورة التي تقابلنا في مجال التشريح منهم من هذا العصر . هيروفيل IHerophie وآرسيسترات Erasistrate قاما بتأسيس مدرستين متنافستين بالطبع ، ولكنهما موجهتان بنفس المبادئ ونفس الأساليب ، المتمشية مع مبادئ العلم الأسكندري إذ كان اهتمامهما منصبا على معرفة جسم الإنسان بدقة وعمل كل عضو فيه حتى يتمكن من التكيف مع الاستطباب في كل حالة مرضية فلقد أنشأ الأول علم التشريح والثاني علم وظائف الأعضاء (16) .
و " جالينوس " الذي خطا بعلم التشريح خطوات واسعة فكان أول من قرر أن الشرايين في الحيوان الحي تحتوى على دم لا على هواء ، كما زعم " ارازستراتوس " ولكن فاته أن يذكر دورة الدم في الأوعية التي فحصها " أبن النفيس " بعد ذلك بقرون عديدة وكان الأطباء من قبل يزعمون أن الدم يدور في الأوردة والشرايين من الداخل إلى الخارج على نسق واحد (17) .
عُرفت مؤلفات جالينوس باسم " منتخبات الاسكندرانيين" وهي جوامع لستة عشر كتابا ً ويقول :- أبو الفرج بن هندو في كتابه " مفتاح الطب " أن هذه الكتب هي التي اتخذها الاسكندرانيون من كتب جالينوس وعملوا لها جوامع وزعموا أنها تُغنى عن متون كتب جالينوس.
وظلت مؤلفات جالينوس أهم موسوعة طبية لفترة طويلة وفي الإسكندرية في عصرها المتأخر في القرن السادس الميلادي تخرج الطبيب الفيلسوف سرجيوس والطبيب إينيوس الآمدى وفي أول القرن السابع الميلادي كان هناك من الأطباء بولس الاجانيطى وإهرن وكان لكتب هؤلاء العلماء تأثيرا خطيرا في دراسات العرب الأولى (19) . وفي السنة (22ه/642 م )دخلت الجيوش الإسلامية إلى الإسكندرية بذلك تنتهي مرحلة العصر الهلينستى بمصر لتبدأ مرحلة أخرى للحضارة والعلوم وهي مرحلة الحضارة الإسلامية .
التشريح عند العرب والمسلمين

أولا التشريح عند العرب قديما ً:-

عرف علم التشريح منذ وقت مبكر ومن الدلائل التي تشير إلى ذلك :-

1 - مدرسة الأسكندرية :- حملت الأسكندرية مشعل الحضارة العلمية قرون عديدة ، وعلى الرغم من أنها امتداد للعصر الأغريقى فأن وطنها مصر ومقرّها الأسكندرية ، ولقد لعبت دورا ً مهما ً في نقل التراث اليونانى إلى العرب ، حيث أمتزجت بها الحضارات الشرقية القديمة ( بابلية ، آشورية ، فارسية ، وفنيقيه ) ونتج عن ذلك انبثاق حضارة شرقية رائعة للعالم ، هذا وقد استفاد العرب من العلوم التي كانت موجوده في هذه المدرسة أثناء النهضة العلمية . ومن بينها علم التشريح (20) .
2- عرف أطباء العرب قديما ً، من الأعضاء ما هو متشابه الأجزاء . وسموها الأعضاء البسيطة . و هي ما نعرفة اليوم بالأنسجة . وعرفوا الأعضاء المركبة مثل اليد التي تجمع عددا ًمن الأنسجة المختلفة ، وفرقوا بين الأعصاب الحركية والحسية ، وعرفوا الاوتار والاربطة والدماغ ، وفرقوا بين الأعصاب والأوتار في مثل اصابات الرسغ . وهو تفريق مهم ولا يزال رأيهم فيه صحيحا ً (21) .
3- كما عرف الأطباء القدماء عن طريق التشريح وظائف الأعضاء في جسم الإنسان ، وذكروا أن أجسام البشر تشتمل على سوائل مهمه جدا ً كالدم والبلغم والمخاط (22).
.
كما لو نظرنا إلى فائدة الحجامة والفصد والعروق التي تفصد من الناحية التشريحية ، والتي مارسها العرب بشكل واسع منذ وقت مبكر ، لأدركنا أن الأطباء العرب كانت لهم بعض المعلومات الجيدة في هذا المجال .فقد عرفوا منذ القديم عدد العروق المتواجدة في جسم الإنسان والتي عادة ما تفيد لعلاج بعض الأمراض . ووصفوها وصفا ً جيدا ً ومن ذلك قوله ،،، القيفال والأكحل والباسليق ، وهو عند الرفق من البدن ناحية الإبط والقيفال(24) من الجانب الوحشي ويمشي إلى البدن ناحية الكف ، أما الأكحل فإنه شعبة متوسطة بين القيفال والباسليق وحبل الذراع ، وهو الزند االأعلى من اليدين ، والإسليم مكانة في ظهر الكتف مع الخنصر والبنصر ، والصافن (25) مكانه على الكتف الأيسر .
أما عرق النسا فعند الكعب من الجانب الوحشى ، وعرق الجبهه وهو المنتصب في وسط الجبهه. وهو عرق الغضب . والأخذعان العرقان اللذان يكونان على الصدغين والودجين والعنق وعرقان تحت اللسان هما الضفدعان ويسميان أيضاً الحالبين . أما منافعهما .فيفصد القيفال للمعدة لأنه يخفف الدم من فوق التراقى، وفصد الباسليق يفيد في جذب الدم الردئ من الصدر والبطن ، وأما الاكحل جذب الدم من البطن ، وأما الاكحل منفعة للكلى والأرحام ، ومنفعة عرق النسا الورك إلى القدم . ومنفعة لأسليم الأيمن من الكبد والأيسر للحال، ومنفعة عرق الودجين من ضيق النفس ، أما تحت اللسان فللحوانيق ، أما عرق الجبهه فمن وجع العينين لاسيما إذا حدث من مرض صعب ، وأما الصدغان فللصداع والشقيقة (26) .

ثانيا ً علم التشريح في المؤلفات العربية :-

أ‌- في كتب اللغة :- اهتم اللغويون الاقدمون بموضوع الإنسان فألفوا الرسائل في أسماء أعضائه وتبينوا الصفات المختلفة التي تعترى هذه الأعضاء واهتمامهم بالإنسان الذي ظهر من خلال تآليفهم اللغويه يشبه اهتمامهم بالحيوان . فقد ذكروا في مؤلفاتهم الألفاظ الدالة على كل جزء صغير أو كبير في جسم الإنسان وفي جسم الحيوان ، وربما سبقت عنايتهم بالحيوان على اختلاف أنواعة في هذا الشكل من التأليف ، فقد ألفوا في الحشرات ، وفي الخيل والابل والوحش . وكتب التراجم تشير إلى عدد مما كتب في هذا المجال فمن ذلك ما نجده عند " أبى عبيدة " مثلا ً في وصف جسم الحصان حيث يقول في وصف عنقه عُرفه وشكيرةهوعُرشاه وعلباواه وصليفه ولد يداه ودايانه ونخاعه وخرزته ومذمره وخششاواه ومذمره ولباه ، وسالفاه ومذبحه وحجرته وشواربه وبلعومه ومريئه وقصرته وجرانه ودسيعه ولبانه . فإما عرفه فما نبت من الشعر أعلى عنقه ما بين منسجه وقذاله يقال للمعرف السبب ، وكما وصفوا الحارك والكتفين والصدر والقوائم الاماميه في الخيل فقال فالحارك يسمى الغارب وتسميه العرب الكاهل ومركزه بين الظهر والعنق وهو ملتقى لوحتى الكتفين ومرتفع نتوءات بعض الفقرات الظهرية ، ويستحب في الغارب أو لحارك بروزه أو أرتفاعه وشدته وخلوه من الدهن (27) .
ووصف علماء اللغة عظام القوائم التي لا ترى بالعين في قولهم وعن الفصل الوظيف والرسغ والحافر . يتركب من ثلاثة عظام تسمى السلاميات متصلة ببعضها من الأعلى إلى الأسفل بمفاصل ، ويسمى السلامى الأول . والذي يليه السلامى الثانى والأخير السلامى الثالث ، السلاميات تقابل عظام الاصابع عند الإنسان . واتصالها يكون على الوجه التالى يصل الطرف العلوى من السلامى الأول ( وهو أعلى السلاميات ) بالوظيف من الأعلى ويسمى موضع اتصالها مفصل الزر . كما أن طرفه السفلى يتصل بالطرف العلوى من السلامى الثانى من الأسفل . ويسمى موضع اتصالها " مفصل الاكليل " ويتصل الطرف السفلى من السلامى الثانى بالطرف العلوى الثالث والعظم الزورفي من الخلف ويسمى موضع اتصالها مفصل التاجى . يتألف الرسغ من السلامى الأول وقسم من السلامى الثانى . أما القسم الثانى من السلامى الثالث كله فيكونان في داخل علبة الحافر
وأول كتاب في خلق الإنسان هو كتاب ابى مالك بن عمرو . ابن كركرة ثم تناوله النضر بن شميل 204 هجري وأبو عمرو الشيبانى 206 هجري ثم عرض الموضوع قطرب وهولقب محمد بن المستنير 206 هجري والمفضل بن سلمة 208 هجري وأبو عبيدة وهو معمر بن المثنى 210 هجري والأصمعى216ه وأبو زيد الأنصارى 215 هجري وأبو زيد الكلابى 215 هجري وابو عثمان سعدان بن المبارك الضرير تلميذ أبى عبيدة . ونصر بن يوسف صاحب الكسائى . وأبن الاعرابى وأبو مسلم الشيبانى 245 هجري ومحمد بن حبيب 245 هجري وأبو حاتم السجستانى 255 هجري وأبو محمد ثابت بن أبى ثابت وراق أبى عبيدة وابن قتيبة 276 هجري والحسن بن عبد الله الكده
واستمر اللغويون في التأليف بهذا الموضوع طوال القرن الرابع والقرن الخامس الهجريين والقرون المتأخرة . فقد كتب فيه أبو محمد القاسم بن الانبارى 304 هجري وأبو موسى الحامض 305 هجري وأبو إسحاق الزجاج 311 هجري وداوود بن الهيثم المتوفي306 هجري ومحمد بن أحمد الؤشاء 325 هجري ومحمد بن القاسم لانبارى 328 هجري وأبو على القالى 356 هجري وأحمد بن فارس 395 هجري والصغانى 650 هجري وآخرون كثيرون وربما كان آخر من كتب في هذا الموضوع السيوطى الذي استوعب الكثير مما صنفه الأوائل ورتبه وسماه " غاية الاحسان في خلق الإنسان " (30) . وللأسف فقد ضاع معظم هذه الصفات ولم يصل إلينا منها إلا القليل . ومن أول ما وصل إلينا منها كتاب الأصمعى " خلق الإنسان " الذي ينقسم إلى ثلاثة أقسام . مقدمة عرض فيها مسائل عامة كالولادة والحمل والسن ، ثم تناول الوصف العام للإنسان ، ثم فصل أجزاءه مبتدئا بالرأس حتى أخمس القدم ، مشيرا الى صفات الاعضاء ، ثم ختم موضوعه بخاتمة عرض فيها للاوصاف الخلقية و الخلقية العامة ، و اكثر فيه من الشواهد الشعرية و الأمثال . (31)
وخصص ابن قتيبة فصلين من كتابه "أدب الكاتب " لعيوب الانسان و أمراضه ، و الفروق بين الالفاظ التي يظنها الناس من باب المترادف مما يتعلق بخلق الانسان
و لقد شغل موضوع "خلق الإنسان" السفر الأول و جزء مهم من السفر الثانى من " مخصص " ابن سيده و الذي سار فيه على نهج الأصمعى

سأذكر في هذا المقام بعض النماذج التي ذكرها ابو اسحاق الزجاج :

في كتابه " خلق الإنسان " يبدو ان الزجاج قد أفاد من " الأصمعى " كما أفاد من غيره ، الا أنه لم يعن " كالأصمعى " بالشواهد الشعرية الكثيرة ، و قصر كتابه على موضوع خلق الأنسان فذكر الأبواب التي أغفلها الأصمعى وهي باب الأذن و صفاتها ، و باب الأست و باب الفرج كما جاء بفوائد أخرى لم تكن في كتاب ، حيث ذكر الزجاج في كتابه هذا مفردات تشريحية مما يدل على دراية العلماء العرب بهذا العلم و شيوعه بين عامتهم ، و ليس بين خاصتهم فقط فنجد الزجاج مثلا : يصف الرأس بقوله : أعلى الرأس كله يقال له القلة ، العلاوة و الذؤابة و اليافوخ ، و هو من الرأس الموضع الذي لا يلتئم من الصبى الا بعد سنين ، او لا يشتبك بعضه ببعض ، و هو حيث التقى عظم مقدم الرأس و مؤخرته و يسمى ذلك من الصبى الرماغة ، و يسميها بعض العرب النمعة ( الذمعة ) ، و عظم الرأس الذي فيه الدماغ يقا له: الجمجمة ، و في الجمجمة القبائل و هي أربع قطع مشعوب بعضها ببعض و يقال لها : الشؤون و الواحد شأن ، و يقال : ان الدمع يجرى منها ، و هذه تسمى الغاذية ( الغدة ) و في الرأس الفراش و هي العظام الرقاق يركب بعضها بعضا في أعالى الأنف، و في الرأس القمحدوة و هي الحرف الناشز فوق القفا ، خرف القمحدوة يقال له الفأس (34)
و قالوا في بطن الإنسان " و في البطن الكبد ، و في البد الزائدة و هي قطيعة معلقة فيها الكبد ، و في البد عمودها ، و هو المشرف في وسطها ، و في البد القصب و هي التي تتفرق فيها ، و في البطن الطحال ، و هي لاصقة بالأضلاع مما يلى الجانب الأيسر ، و في البطن المعدة ، و هي من الإنسان بمنزلة الكرش من الشاة، و هي أم الطعام ، و أول ما يقع الطعام فيها ، ثم تؤديه الى الأمعاء ، و في البطن الحشى و هي جميع مواضع الطعام ، و فيه الأعفاج و الأفتاب و اليها يصير الطعام بعد المعدة و هي أسفل الأمعاء يسمى القصب و في البطن الرئة و تسمى السحر، و في البطن الحوايا، و هي اسم الجمع ما تحوى الأمعاء، أى استدارة و في البطن ، الكليتان ، و الواحد كلية و في الكليتين عرقان يقال لهما الحالبان . و في البطن السرة و السرة هو ما تقطعه القابلة " ( 35)
مع أن هذه النصوص تدخل في فقه اللغة، و المسميات التي وردت في كتب اللغة لأجزاءالأنسان انما هي مسميات عربية خالية من العجمةإلا أن ورودها في كتب اللغة بهذه الدقة و التفصيل الشديد دليل على معرفة العلماء بهذه الأجزاء، اذ لولا معرفتهم بها لما وجدت في كتب اللغة .
مما يشهد على تلك المعرفة السابقة عند العرب الكثير من المسميات فهم عندما نقلوا عن غيرهم ، لم ينقلوا سوى الأسماء و المصطلحات التي لم يكونوا يعرفونها. فنقلوها باسمائها الأعجمية مثل الجغرافيا و الاسطرلاب ........الخ ، وهذا نظير ما حدث معنا في العصر الحديث فقد نقلنا اسماء المخترعات عن غيرنا باسمائها الأجنبية، مثل تلفون و كمبيوتر و ماكرافون ،ان هذه المصطلحات قد عربت فيما بعد و بدأت تأخذ مكانها في الاستخدام .هذا ما كان عليه العلماء المسلمون الذين نقلوا العلوم المختلفة من غيرهم من الأمم ، فقد ترجموا كل ما استطاعوا ترجمته ، و ما عجزوا عنه أبقوه بلغته الأصلية . من هنا دخل الكثير من المصطلحات و الأسماء الأجنبية الى اللسان العربى .
وكما نلاحظ ان معظم المعاجم التي تناولت كلمتى شرح و تشريح ركزت على مصطلحات التبين و الكشف و مشتقاتها ،أما ما يخص علم التشريح فقد ركزت على ما فيه من الفوائد الجمة لمن مارسه ، كان في ذكر تلك الفوائد اعلانا عن مشروعية التشريح ، لأن علما له هذه المزايا يكون مباحا و ليس واجبا

الأدب:

من أمثلة ما ورد في كتب الأدب من مفردات تشريحية ما جاء في حكايات " ألف ليلة و ليلة " في قصة الجارية " تودد " التي عرضت على الخليفة "هارون الرشيد " بثمن باهظ ، لأنها تتصف بدرجة كبيرة من الذكاء الى جانب الجمال ، فأراد الرشيد امتحانها فكلف بذلك بعض العلماء ، و كان من بين الأسئلة التي عرضت عليها أسئلة طبية تشريحية، فأجابت عن كيفية خلق الله الإنسان ، و كم في جسده من عروق ، و كم عظمة في فقراته و أين أول العروق ؟ خلق الله للإنسان سبعة أبواب في رأسه ،وهي العينان حاسة البصر و الأذنان وهي حاسة السمع و المنخران و هي حاسة الشم و الفم حاسة الذوق و جعل اللسان ينطق بما في ضمير الأنسان، و خلق في الأنسان ثلاثمائة و ستين عرقا و مائتين و أربعين عظما .......و خلق له قلبا و طحالاو رئة و أمعاء........ و جعل الرئة مروحة للقلب ، و جعل الكبد في الجانب الأيمن محاذية للقلب ، و خلق ما دون ذلك من الحجاب و الأمعاء و ركب ترائب الصدر و شبكها بالاضلاع .... و جعل في الرأس ثلاثة بطون و هي تشتمل على خمس قوى تسمى الحواس الباطنية ، و هي الحس المشترك و الخيال و المتصرفة و الواهمية و الحافظة (37)
و مما كتب في العلوم الطبية و بينها علم التشريح في كتب الأدب ، مسرحية نثرية اسماها " القلقشندى " المفاخر بين العلوم ، قدمها قاضى القضاة شيخ الإسلام " جلال الدين البلقينى " ذكر فيها نيفا و سبعين علما شخص فيها هذه العلوم في يوم المفاخرة بين العلوم المختلفة . و علم الطب أحد هذه العلوم .. فقد انبرى للقول بعد علم الموسيقا ، فهاجمه و بين بعض مثالبه ، ثم قال : و أنى تنبسط بك الروح مع وجود السقم ، أو يستريح اليك القلب مع شدة مقاساة الالم ، بل أنا قوام الأبدان و غاية ملاك الإنسان بى تحفظ الأجسام و تتمكن النفس من استكمال قوتها النظرية و العملية بواسطة زوال الأسقام ، و انتقاء الألأم، مع ما يتضح من التشريح الذي هو أحد أنواعى من سر قوله تعالى : "و في أنفسكم أفلا تبصرون " و ما يظهر من حالة الصحة و المرض و سر الموت .
و من الكتب الأدبية الفلسفية أيضا التي تناولت هذا الموضوع رسالة " حى بنى يقظان " التي شهدت لمؤلفها (39) ببراعة في تشريح الأجسام الميتة و الحية للحيوانات لمعرفة موطن الحياة . فقام بتشريح ظبية ميتة ، حيث أخذ يقلب جسمها حتى وصل الكبد الذي عرفه بانه العضو الذي يكون فيه الغذاء ، ثم وصل الى الرئتين ، فأخذ يقلبهما حتى وصل الى موطن القلب فرأى القلب ساكنا لا حركة فيه فشرحه فوجد فيه تجو يفين أثنين : أحدهما من الجهة اليمنى و الآخر من الجهة اليسرى ، و الذي من الجهة اليمنى مملوء بعلق منعقد ، و الذي من الجهة اليسرى قال : لا شئ فيه فقال : ربما يكون مطلبى ، فربما يكون مسكن الروح و لمعرفة ذلك قام بتشريح ظبية حية ، قام بتشريحها - كما نشرح اليوم الضفدعة في المحتبرات المدرسية ل


التعليقات (6)
Miss Judy
Miss Judy
أكثر من أكثر من رائع ..
سلمت أناملك غاليتي على هذا الموضوع الذي عرفت منه الكثير عن علم التشريح ..
بارك الله فيك ..
:

الغلاmln
الغلاmln
رائع
يعطيك العافيه

White_Swan
White_Swan
موضوع مفيد ,,
شكري الجزيل لكِ اختي العزيزة
جزاكِ الله خيرا

سفيرة الغد
سفيرة الغد
Miss Judy
الله يسلمك جودي الذكية
اسعدني تواجدك

سفيرة الغد
سفيرة الغد
الغلاmln
الله يعافيك يا الغلا
دمتِ بحفظ الله

سفيرة الغد
سفيرة الغد
White_Swan
العفو سواني
يا هلا حياتي
دمتِ بحفظ الله

الأركان الأربعة للكعبة تتجه نحو الاتجاهات الجغرافية الأصلية
توجد في عدة اشكال والحياة الإنسانية كلها تعتمد عليها