- «الكاكا» جاءت من الصين واليابان لتستقر في الشام
«الكاكا» جاءت من الصين واليابان لتستقر في الشام
أقيم قبل أسابيع قليلة في مدينة عفرين السورية التابعة لمحافظة حلب شمال غربي العاصمة دمشق، مهرجان هو الأول من نوعه أطلق عليه مهرجان الكاكا أو ما يعرف ب«الخرما» والرمان، احتفاء بتلك الفاكهة التي تشتهر بها قرى وريف المنطقة الشمالية من سورية، ودخلت حديثا إلى هذه المناطق كزراعة مثمرة.
وتضمن المهرجان فعاليات كثيرة ومتنوعة تركزت على ثمار الخرما وعلى ثمار الرمان التي تشتهر أيضا تلك المناطق بزراعتها، ومن هذه الفعاليات جلسات علمية لمختصين قدموا فيها محاضرات عن استخدام ثمار الخرما وفوائدها الطبية والغذائية، وتحدثوا عن فوائدها وكيفية الاستفادة من ثمارها في تحضير العديد من الصناعات الغذائية الريفية والعصائر والحلويات المجففة وغيرها، كما تم تكريم، في المهرجان، أفضل مزارع لها في سورية في عام 2008 ومنح جوائز لأفضل مقالة أو نشاط مدرسي بيئي عن ثمار تلك الفاكهة.
ومن الفعاليات أيضا كان هناك معرض شمل أجنحة لأصناف الكاكي والرمان والصناعات الغذائية الريفية ومستلزمات تطوير هذه الزراعة في مجالات الآلات الزراعية والأسمدة والمبيدات ونظم الري. كما قال الدكتور أحمد معروف صاحب فكرة إقامة مهرجان الخرما والرمان في سورية والمتخصص أكاديميا في هذه الأشجار المثمرة، حيث يدرسها في جامعة حلب السورية، قال عن المهرجان وعن الخرما وهي التسمية المحلية لها بينما اسمها الأساسي الكاكي، إنها جاءت من اليابان وانتشرت في العديد من بلدان حوض البحر الأبيض المتوسط ومنها سورية ولاقت ثمارها إقبالا كبيرا من السوريين لمذاقها اللذيذ وطعمها المميز وكونها تشكل إضافات قيمة لمائدة الفاكهة الشتوية والخريفية في سورية مع التفاح والبرتقال وغيرها.
والكاكي أو الخرما - حسب دراسات الباحثين - شجرة مثمرة تعود بأصلها لبلاد الصين واليابان ومنها انتقلت إلى بقية أنحاء العالم وتزرع حاليا في البساتين أو في الحدائق المنزلية كشجرة تزيينية وتعطي الثمار في فصل الخريف وحتى أواسط فصل الشتاء، وتحتاج أشجار الكاكي إلى صيف معتدل الحرارة ولرطوبة جوية عالية نسبيا، لذا تنتشر الأشجار في المناطق الساحلية وفي الأراضي الطينية الغنية بالمواد العضوية وهناك أنواع عديدة وهي:
الكاكا الياباني وهو من الأصناف الفاخرة ومنه نوعان الأول ويسمى هاكيو (Hachio ) وتتميز ثماره بارتفاع المواد التي تسبب الطعم القابض ولون جلد الثمار برتقالي بينما اللب أصفر اللون وثماره تحتاج لإنضاج صناعي قبل تسويقها كونها لا تنضج على الشجرة الأم بسرعة، والنوع الثاني يطلق عليه اسم فويو(Fuyu) وتتميز ثماره بشكلها المبطط والصلب ولبها متماسك ونضجها جيد ومذاقها حلو، وهناك أصناف أخرى من الخرما ومنها الأميركي والطرابلسي. وتجمع ثمار الخرما عادة بعد تمام تلونها في حال استهلاكها الفوري، أما عند الشحن لمسافات بعيدة فتجمع الثمار بعد اكتمال نموها وبعد تلون نصف الثمرة من قاعدتها.
وتقول دراسة علمية أوروبية عن فوائد الخرما الصحية والطبية ومكوناتها الغذائية، إن الخرما تعد مصدرا غنيا للبيتاكاروتين المضاد للأكسدة كما تحتوي على نسبة كبيرة من البوتاسيوم (170 ميليغرام) ونسبة قليلة من الكالسيوم (20 ميلغرام) وتعطي الثمرة الواحدة حوالي 65 سعرة حرارية للإنسان عند تناولها، وحسب هذه الدراسة فإن هذه السعرات كافية لمنح القوة والنشاط في فصل الشتاء البارد وقبل ممارسة الرياضة النشاط البدني، ولذلك ينصح أصحاب الأجسام الضعيفة والذين يعانون من الخمول في الشتاء بتناولها، نسبة لوجود العديد من المواد المهمة فيها لأنها تحافظ على صحة قلب الإنسان وتساعد في تنشيط الدورة الدموية وهي تمنح من يتناولها شعورا بالراحة النفسية والنشاط البدني والذهني.
كما ينصح مرضى الجهاز الهضمي بتناول الخرما لأنها تعتبر من أفضل مطهرات المعدة والأمعاء كما أنها تقوي جدار المعدة وتحميها من الالتهابات.
وتشبه الخرما التفاح مع لون قريب من البرتقالي أو المشمشي وطعم حلو ومذاق لذيذ والبعض يتناولها كما هي مع قشرها السميك أحيانا لوجود العديد من المواد والعناصر المعدنية والفيتامينات في القشر كما في اللب ولكن الكثيرين يقومون بإزالة القشر السميك ليظهر اللب الطري اللزج أحيانا، حيث يقطع إلى عدة قطع ليؤكل طازجا.
وميزة ثمار الخرما أنها لا تتحمل التخزين لفترات طويلة، لذلك يفضل تناولها مباشرة بعد إحضارها إلى المنزل، كما يلاحظ أنها في نهاية موسمها في فصل الشتاء تتحول إلى ثمار طرية جدا رغم سماكة قشرها الخارجي.
وكما تؤكل طازجة فإن الكثيرين يتناولونها كعصير يكون لونه مائلا إلى للاصفرار وما يميزه عن عصير البرتقال هو اللزوجة العالية.
ويصنع بعض الدمشقيين من ثمار الخرما حلويات مجففة على شكل قمر الدين بعد إضافة السكر وطبخها واستخلاص العصير منها، ومن ثم تجفيفه بشكل فني متقن لينتج ثمار خرما مجففة تقدم على أطباق الضيافة مع القرع والمشمش والتين المجفف وغيرها
وصحة وعافية