- هل للمحليات الصناعية أضرار على صحة الإنسان ؟
بدأ العالم منذ حوالي 90عاماً في البحث عن محليات تعطي حلاوة السكر لكن دون أن تمد الجسم بسعرات حرارية، وسرعان ما اكتشفوا هذه المحليات، وقد أبهج ذلك محبي مشروب الكولا وماضغي اللبان، ومتناولي الوجبات الخفيفة، فلأول مرة أمكنهم الانغماس فيما يشتهون من حلوى دون أن تزداد أوزانهم.
ان المحليات الصناعية مثل السكارين والأسبارتم والأسيسوفلام تستخدم في تحلية الملايين من أكواب الشاي والقهوة كل عام.
ان ما يميز المحليات الصناعية هو طعمها الحلو الذي يداعب البراعم خاصة بالمذاق الحلو على اللسان، إلا أنها لا تضيف إلى غذاء الإنسان تقريباً أية سعرات حرارية (ما بين صفر إلى 4سعرات حرارية حسب النوع ). والمحليات الصناعية تختلف كيميائياً عن السكر ولذلك فهي لا تتسبب في نفس المشاكل التي يسببها السكر.
عند تناول أغذية سكرية، تتكاثر البكتريا سريعاً في الفم مفرزة أحماضاً تتلف طبقة المينا التي تغطي الأسنان. ولكن المحليات الصناعية لا تعمل على نمو هذه البكتريا. وبناءً عليه فإنك إذا استخدمت الأطعمة المحلاة صناعياً بتلك التي تحتوي على السكر الطبيعي فسوف يقل تعرض أسنانك للتآكل. بالإضافة إلى ذلك فتعتبر المحليات الصناعية هبة حقيقية لمرضى السكر، فبخلاف السكر الطبيعي الذي يسبب تقلبات خطيرة في نسبة السكر في الدم، فإن المحليات الصناعية لا تؤثر على هذه النسبة إطلاقاً، يقول الدكتور سيجال "انها مفيدة جداً خاصة عندما نتحدث عن المشروبات الغازية، فالمحليات الصناعية تسمح لمرضى السكر بالاستمتاع بتلك المشروبات دون التعرض لمخاطر السكر".
هل للمحليات الصناعية أضرار على صحة الإنسان ؟
نعم للمحليات الصناعية أضرار على صحة الإنسان، فبالرغم من فائدة المحليات الصناعية، إلا أنها فشلت في أداء مهمتها الأساسية، وهي مساعدة الناس في الاستمتاع بالحلوى دون زيادة الوزن. فلقد ازداد وزن هؤلاء ممن تناولوا بدائل السكر بمجرد تناولها، هكذا تقول الدكتورة كريستينا إم ستارك خبيرة التغذية المعتمدة في قسم علوم التغذية في جامعة "كورنيل" في نيويورك.
ففي إحدى الدراسات البارزة في جامعة هارفارد التي أجريت على 80.000من الممرضات وجد الباحثون إن أفضل المؤشرات التي تنبئ بزيادة الوزن هي مقدار ما تتناوله النساء من السكارين. كما كشفت إحدى الدراسات التي أجريت مؤخراً أن أوزان هؤلاء الذين يستخدمون المحليات الصناعية قد ازدادت بمقدار رطلين في المتوسط مقارنة بهؤلاء ممن لم يتناولوا المحليات.
وعلى الرغم من أن المحليات الصناعية قد تضيف القليل من السعرات الحرارية أو قد لا تضيف أية سعرات، فإنها سوف تساعد فقط على إنقاص الوزن إن تم استعمالها بدلاً من السكر. وقد فسرت الدكتورة ستارك ذلك بقولها "منذ ظهور المحليات الصناعية، فإن استهلاك كل من السكر والمحليات الصناعية قد ازداد كثيراً، فالناس يضيفون المحليات إلى السكر الذي نتناوله وبذلك يزيد مجمل السعرات التي نتناولها. ويضيف الدكتور سيجال ان المحليات الصناعية تساعد على إنقاص الوزن إذا استخدمها الإنسان بذكاء، فلا نستطيع أن نفترض مثلاً أن عبارة "خالي من السكر" تعني خالي من السعرات إن الكعكة التي تصنع المحليات الصناعية قد لا تحتوي على سعرات السكر، ولكنها قد تحتوي على الكثير من سعرات الدهون أو الكربوهيدرات الأخرى بالإضافة إلى السكر.
إن المحلي الصناعي أسبارتام والذي يعرف باسم نوتراسويت هو إحدى معجزات تكنولوجيا الغذاء لأنه يصنع من ثلاثة مكونات هي حمضان أمينيان هما الفينيل الانين وحمض الاسبارتيك والميثانول (الكحول المثيلي أو كحول الخشب). إن هذين الحمضين هما أكثر حلاوة من السكر بنحو 200مرة وبالرغم من ذلك فهو لا يمد الجسم بأي سعرات حرارية تقريباً. وقد كان يفترض سابقاً أن هذين الحمضين الأمينين يتم تمثيلهما في جسم الإنسان بنفس الطريقة التي تحدث في المواد الطبيعية التي توجد في الأطعمة، ولكن البحث العلمي قد أظهر غير ذلك إذ أن تناول الأسبارتام ضمن بعض المشروبات مثل الصودا قد يسبب زيادة كبيرة من الأحماض الأمينية في مجرى الدم وهذا ما لا يحدث عند تناول البروتين الطبيعي في الغذاء، وهذه الزيادة الكبيرة يمكن أن تسبب بعض المشكلات الصحية.
ولا أحد منا ينكر أن الأسبارتام يمكن تجنبه من قبل المصابين بحالة البول الفينل الكيتوني Phenylketoniria حيث أن أولئك المرضى ينقصهم الأنزيم الذي يحول الفينل الانين إلى التيروسين وهو حمض آميني آخر، ونتيجة لذلك يتراكم الفنيل الأنين بتركيزات عالية ويمكن أن يسبب تلفاً بالمخ. ويجب ملاحظة أن عدداً من الأشخاص الذين يعانون عللاً أخرى مثل حالات نقص الحديد وأمراض الكلى قد يكونون عرضة لارتفاع مستويات ذلك الحمض الأميني. وبالنسبة لأولئك الأشخاص فإن تناول الأسبارتام قد يزيد قابلية حدوث التسمم. والميثانول وهو المكون الثالث للأسبارتام هو في الأصل مادة سامة حتى لو استهلك بكميات منخفضة نسبياً فهو يمكن أن يسبب العمى وتورم المخ والتهاب البنكرياس وعضلة القلب. ورغم أن هيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) قد قررت أن التعرض للميثانول من خلال استهلاك الأسبارتام لا يكون بكمية كافية لأحداث التسمم، فإن الآثار المتراكمة للجرعات العالية من الأسبارتام محتملة الحدوث. وقد ظهرت بالفعل بعض الحالات الناتجة عن هذه الآثار والتي تشتمل الصداع وتقلبات المزاج وتغيرات في البصر وغثياناً واسهالاً واضطرابات في النوم وفقدان الذاكرة والتشوش الذهني وحتى التشنجات وقد يكون الأسبارتام بالنسبة للأطفال بصفة خاصة خطيرة ويجب التوقف عن تناول الأطعمة المحتوية على الأسبارتام عند حدوث أي تفاعلات ضارة. والأفضل من ذلك أن يتجنب جميع المضافات الصناعية التي تضاف على الأطعمة التالية مثل وجبات الإفطار السريعة، ومستحضرات حلوى النعناع التي تزكي النفس، ومنتجات الحبوب النشوية، واللبان الخالي من السكر، ومخلوطات الكاكاو، والحلوى المجمدة، والحلوى الهلامية، ومشروبات الحليب، والفيتامينات المتعددة والمستحضرات الصيدلية التي تصرف بدون تذكرة طبية، ومخلوطات المخفوق اللبني، والمشروبات الخفيفة كالبيبسي والكولا والسفن أب، مشروبات الشاي والقهوة، المعجنات، الزبادي.
لقد ظلت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية في إطلنطا تتابع المشاكل المرتبطة بأسبارتام لوقت طويل وقد اكتشفت أنه يسبب لبعض الناس الصداع أو خفقان القلب أو تورم الوجه أو العينين أو اليدين أو الأقدام مع مشاكل أخرى. كما اكتشفت إحدى الدراسات أن الأشخاص الذين لهم تاريخ مرضي مع الاكتئاب تظهر لديهم أعراض أكثر خطورة عند تناولهم 30ملليجراماً فقط من الأسبارتام في اليوم.