- الهايد بارك
الهايد بارك
بعد الدوام وتعب الطريق، عدت الى منزلي كل أفكاري مبعثرة من حرارة الجو، وانا بالطريق نحو المنزل ساعة اقسم اني سوف اسافر هذا الصيف وساعة احلم ودون وعي اني في لندن، يتخيل لي برودة التكييف بأني ب «الهايد بارك» فأحرك رقبتي انتعاشا بالهواء إلا ان ازعاج من حولي من المركبات يجعلني اعود الى الواقع وتسير بي المركبة وكأنها فعلا المركبة العجيبة.
اعتقد دائما انها تعرف المنزل وانها تقودني لا أقودها، فهي تسير بي وانا اهيم بأحلامي فاسترق النظر لأراقب الطريق وأعود لأكون ب «البيكادلي» تارة وب «اكسفورد» تارة ويجول بخاطري ذلك النسيم العليل. فأحدث نفسي لا لا لن أبقى هذا الصيف هنا فالشمس قاتلة. حتى وصلت الى المنزل كل مابداخلي ذائب محترق، ابحث عن وسادتي لأضع رأسي حالما، فتطأطي لي الاحلام، ليتكم تعلمون ماحلمت به بالأمس. حلمت ان لي ارضا في بلادنا والشمس تغزوها، واني صاحب هذه الارض الا ان عندي ارادة كل الخلق، لأحرثها فأحرثها وأحرثها.. واسقيها، فكأنني بالحلم طبعا.. ألمس التراب واعرف انه صعب ان يولد منه الورد. الا انني كما قلت بداخلي ارادة كل الخق، وكأنني استورد تربة زراعية من الخارج، كما نستورد كل شيء من الخارج وافرشها على رمالي العزيزة واضع محميات زراعية، فما اروع تلك المحميات كان بداخلها كل مانتمناه.
فمحمية الورود هناك، ومحمية الفواكه هناك ومحمية الخس والخضار هنا وأني احصد مازرعت.
وأتممت تسويقه فزاد الانتاج وفاض ثم صدرته الى الخارج ووضعت عليه (صنع في الكويت) وكنت ابتسم طول الحلم، وابتسم حتى رآني ابني الصغير ابتسم وانا مغمض العينين، وكان بيده ماء وأتاني يقول بابا تريد ان تشرب بينما كنت احلم اني اروي حديقتي الصغيرة التي امام المحميات، وهو يلح علي بالسؤال تريد ان تشرب وقع من يده الماء على وجهي فنفضت جسمي خائفا حتى أن احلامي طارت من ذاكرتي هاربة الى الدول المجاورة.
ل فواز رشم
منقوله من مجلة زهرة الكويت
zhratalkuwait
وبصراحة روعه تسلم الايادي ياقلبي