انا وساعتي

الساعة - صفر- إعلان منتصف الليل ..
يلوكني الزمن دهراً
عندما تنطبق عقارب ساعة منزلنا
تصرخ بي : أفيقي
فإن عمرك بات للهبوط ..
أَطبق يدي على أذناي .. ل ألا أسمع
"تكتكات"
تلك الساعة السويسرية القاسية
و بقلبٍ مشتاق أحاول النهوض
.
.
الساعة - 1- بعد انفراش الليل ..
بيدٍ أحمل دفتري
قلمٌ حاربه زمني
و باليد الأخرى كوب طالما أَذبت فيه دموع قهوتي
أَبحث عن مكان .. أختبأ به عن أعين الذكرى
أَحقن قلمي بمورفين نزفي
.
.
الساعة -2- صباحاً
من بعيد تدندن " أم كلثوم" بصوتها أغاني العشق المجنون
الحب العذري
يتراود في مخيلتي .. لماذا سميت بكوكب الشرق .. ؟؟
و هل للغناء كوكب خاص .. ؟؟
و إن كان ففي أي مجرة يقع !!
.
.
الساعة -3- صباحاً
و مازلت أحاول حل معادلة سبب تسمية أم كلثوم بكوكب الشرق ..
و العلاقة بينهُ و بين رابطة الألحان الرحبانية و ملازمتها لفيروز
و لا زلتُ أخربش على جدار جفني ..
.
.
الساعة -4- صباحاً كذلك
انظر لدفتري الذي غدا ك "سبورة" أَطفال
لا أجد به إلا خربشات .. رسم لرموز الآهات
و كتابة اسمي آلالاف المرات .. أ تراني مصابة
بانفصام الشخصية حينما اكتب اسمي و " أطمسه " لأعود
و أكتب اسمك بدلاً عنه .. .. ؟؟
.
.
الساعة -5- وقت استيقاظ العصافير ..
اكتشفت مع هذا النور البازغ على نوافذي
أنك لست قصة - حب - تبدأ بهمسة
و تنتهي بلساني
بل أنت سر من سكون زماني
أنت عصرُ النهضة لكياني ..
.
.
الساعة -6-
تبدأ باستقامة عقارب الساعة
و إنحناءة في رموش قلبي
فقد غديت كالنبتة تنحني للنور
و رموشي تنحني لك
فهلاّ أسعفتها و أسقيتها من أناملك حفنة حنان
.
.
الساعة -7-
تستأذن أشعة الشمس لاقتحام حجرتي
مملكتي الصغيرة .. تتعانق مع مشاعري المتطايرة
من شفاة قلمي .. لتشكّل قوس قزح ينثُر الحب لأملي
.
.
الساعة -8-
تبدأ الحياة تدّب أرجاء المكان من حولي
إلا أنا متصنّمة في ذكراك
مجبورة على وأد العالم و العيش على بقايا
م ا ض ي
.
.
الساعة -9-
أجد - الآن - أنّ مشاعري مُصابة بحالة تضخم
عواطفي متورمة من الشوق
تزداد و تزدا ا ا ا د حتى
تصل لمرحلة الإنفجار
!!
.
.
الساعة -10-
ألملم مشاعري المتناثرة في أرجاء المكان
جرّاء تضخمها قبل ذاك الزّمان
أجمعها و أحتفظ بها في دفتري الصغير
ريثما تعود - أنت - لأتقلدها مجدداً .. لك
.
.
الساعة -11-
أسمعُ دبيب يغزو قلبي .. أ هو دبيب الشوق
المُتورم قبل قليل .. أم
هو دبيب الحب .. ؟؟
تطفر من عيني دمعة و ينساب لحنُ الشجن بداخلي
يرنّ في أذني
.
.
الساعة -12-
أرددُ هنا : "ياغربة أيامي و سنيني
وينك .. ؟
بعدك سكن كل الحزن .. روحي
عطني من وقتك صبر .. باشتكي لك
و أشتكيك .. أنت يا كل العمر ..
هذا عمري بين ايديك "
الساعة -1- ظهراً
أحضن وجهي بيدي
و أنزف حزناً .. ما لي قد بلغت اليأس
قبل موعده بكثير
أمواج الدمع .. تضرب سطح وجهِي ..
تقتل بسمتي
أَقف .. حزينة على مدخل حياتي
تغلفني الحسرة بين البعد
و ما وراء الألم ..
.
.
الساعة -2-
أنسخ حياتي على أوراق الخريف
ما إن أرسم حرفاً
حتى تخونني الورقة و تتحول لفتات حزن
أعود و أكتب حياتي على صفحة وجهي
علها لا تخونني
يعود .. اليأس ليحاربني
يواجهني بقوته الصلبة
يغتصب مني بسمة .. ليحيلها إلى دمعة
تنزفُ شوقاً - له-
.
.
الساعة -3-
لا جديد فقط
امتداد جسد منهك
على سرير من الشوك
!!
.
.
الساعة -4- عصراً
استسلام و رفع راية بيضاء
للفشل في محاولة الإيماء
بين الثلج الحارق بداخلي
و النار التي تتوسد مضجعي
.
.
الساعة -5-
دقائقٌ من أحلام اليقظة
ما أجمله عالم الطفولة البرئية
عندما تعيش اليوم لليوم
و لا تأبى من الغد
عندما تشتهي الغناء لاقتنائك لعبة جديدة
أو حلوى لذيذة
.
.
الساعة -6-
محاولة أخرى لمعانقة القلم
أحتضنه و يحتضنني
أخنقه و يعود ليخنقني
أنهرهُ فإذا به يقتلني ..
.
.
الساعة -7-
بعين دامعة أرمق ساعتي
و أتسائل ..
كيف بهذا الوقت المجنون
يرتدي ملائة الحزن ..
ليخوض الحرب .. و هو - جازم - على الانهزام
.
.
الساعة -8-
ساعة مبهمة
تفقد ذاكرة الوقت ذكرياتها
و تنزوي في تكرار .. جملة واحدة
" لا تغب فأنت و "حبك " سر بقائي على قيد الحياة "
.
.
الساعة -9- ليلاً
بنفس تلك اليد التي حملت قلباً في يوم
لتضعه على باب منزلك
أرفعها لامسح ذاك الغبار
رواسب الزمن من زجاجة ساعتي
لأرى ملامح الشيخوخة قد غزت عقاربها
و الكهولة قد أينعت في أرقامها
.
.
الساعة -10- ليلاً كذلك
أني أنثى تكرر ذاتها كل ساعة
بل كل دقيقة
فالدنيا تهزأ بي .. و كل من حولي
غير قادرين على استيعاب
أني " مفرغة " من دونك
.
.
الساعة -10- و ستون دقيقة
كل ما حولي شاحب
لا يطاق هذا الجو
و لا تطاق هذة الأسئلة الملقاة على كاهل قلبي
عن سبب غيابك
فأرفق بحال قلبي .. ساعتي .. و فكري
و عد لي ..
.
.
الساعة 12 صباحاً
و ها قد أمتلكت الشجاعة لأحطم الساعة
كما حطّم غيابك قلبي
فلا وقت و لا زمن يجري و أنت بعيد عن عيني
و شكراً ل أرواحكم التي فاضت ب الحب
شكراً لكل روح وصلت هنا ..!!
نوف