- مرحبا اختي الفراشة
مرحبا اختي الفراشة
هل لاحظتي - من قبل - أن الأذن البشرية تشبه في شكلها الخارجي (وضع الجنين) في الرحم !؟
.. فشحمة الأذن تقابل جمجمة الجنين، والتجويف الداخلي يقابل الرئة والبطن، والقوس العلوي يقابل القدمين - في حين أن نهايته السفلى تقابل الذراعين والكفين - ... والأمر لايقتصرهنا على التشابه والتماثل بل يتجاوزه الى حقيقة احتواء الأذن على «نقاط وخز» تؤثر على تلك الأعضاء المقابلة.
فمن المعروف أن «الوخز بالإبر» أسلوب علاجي فعال ضمن مايعرف ب«الطب الصيني». فالصينيون يعتقدون أن جسم الإنسان يتضمن مسارات متقاطعة لنوعين من الطاقة هما ال(ينج) وال (يانج).. وحين يختل مستوى هاتين الطاقتين يمرض الجسم وتعتل الصحة ويصبح من الضروري «تسليكها» - من جهة - و«فتحها» - من جهة أخرى حتى تعود للتساوي والاعتدال. وقبل قرون طويلة وضع الصينيون «خرائط» طبية توضح النقاط الواجب وخزها على الأذن لعلاج أمراض معينة. وهذه النقاط لا تتواجد بالضرورة في موقع العضو المريض نفسه (بمعنى) يمكن وخز الركبة لعلاج المعدة، أو وخز الجبهة لعلاج الرئة، أو وخز مؤخرة العنق لتخفيف احتقان الجيوب الأنفية ... !
وفي عام 1951 أعلن الطبيب الفرنسي نوجيه رام أن الأذن تضم نقاط وخز رديفة تؤثر على جميع أعضاء الجسد.. كما اكتشف أن شكل الأذن الجنيني (الذي تحدثنا عنه في بداية المقال) يقابل فعلا الأعضاء المشابهة في جسم الإنسان ويدل عليها.
واعتمادا على هذه الحقيقة ظهر نوع جديد من الطب البديل يدعى الطب الأذني (Auricular Therapy) يعتمد على وخز نقاط معينة في الأذن تؤثرعلى الأعضاء المريضة المقابلة. وحتى اليوم رصد الأطباء أكثر من 200 نقطة في الأذن الخارجية تغني عن وخز النقاط التقليدية على كامل الجسد (ورغم ضخامة هذا العدد مايزال الطب الأذني أكثر اختصارا وأقل تعقيدا من أسلوب الوخز العام)!
والوخز هنا قد يتم بالإبر الشعرية أو الإبر الحرارية أو بواسطة الوخز الكهربائي أو حقن السوائل في نقاط معينة (بل قد يفضل الطبيب وضع لصقات دائمة تحمل في باطنها رؤوساً معدنية مدببة).. وفعالية هذا الأسلوب تتفاوت بحسب طبيعة الأمراض والمرحلة التي وصلت إليها. فوخز الأذن مثلا لا يفيد في علاج السرطان أو السكر أو نخر العظام ولكنه ينجح بنسبة كبيرة في حالات الصداع والإمساك وعرق النسا وآلام المفاصل والتهاب المعدة والعجز الجنسي وألم الأسنان..
واليوم أصبح الطب الأذني معترفا به في أمريكا وكندا ومعظم دول أوربا - ناهيك عن الصين نفسها - . ورغم أن الفضل في شهرته يعود للطبيب الفرنسي نوجيه إلا أنه كان معروفا قبل ذلك في مناطق كثيرة حول العالم؛ فمن الملاحظ مثلا أن خرائط الوخز الصينية تشير الى وجود نقاط وخز مكررة (ومماثلة) على الأذن الخارجية. كما كان الفراعنة القدماء يعمدون لفرك «شحمة الأذن» بالزيت للتخلص من الصداع.. أما الطبيب الإغريقي أبقراط فكان يوصى بجرح الأذن وجعلها تنزف قليلا لعلاج الضعف الجنسي، في حين مايزال بدو الأردن يضعون علقة على أذن المريض لمص دمه كنوع من العلاج (بل يلاحظ أن الأطفال الصغار يشدون أذانهم بشكل غريزي حين يصابون بالحمى أو الألم) !!
على أي حال؛ الفكرة ليست معقدة ويمكنك تجربتها (حين تصاب بالصداع مثلا) من خلال تدليك شحمة الأذن بزيت الزيتون..
والتجربة خير برهان
دمتن بخير
وعلي رأيك التجربه خير برهان
تخيلي عندي صداع دلوقتي ههه هجرب واقولك
تسلم ايدك سفيرة الغد
وتسلم لنا موضوعاتك المتميزه