الفراشة أصبح فتيات Ftayat.com : يتم تحديث الموقع الآن ولذلك تم غلق النشر والمشاركات لحين الانتهاء من اتمام التحديث ترقبوا التحديث الجديد مزايا عديدة وخيارات تفاعلية سهلة وسريعه.
فتيات اكبر موقع وتطبيق نسائي في الخليج والوطن العربي يغطي كافة المجالات و المواضيع النسائية مثل الازياء وصفات الطبخ و الديكور و انظمة الحمية و الدايت و المكياج و العناية بالشعر والبشرة وكل ما يتعلق بصحة المرأة.
amani88
15-01-2022 - 01:39 am
  1. ولكن خرجت وانا اضحك في وجه البرد ونسيت ان من يضحك اولا يبكي اخيرا..


ان كنت من سكان المملكة العربية السعودية ..فأنت حتما لم تر يوما فصل الشتاء!!
منذ ايام وانا احلم بيوم الاثنين وكأنه يوم البعث والحساب ..كنت استعد له وكنت اكاد ان اموت خوفا وهلعا من مجرد محاولة تخيل ان البرد والثلج في الخارج تحت الصفر باربعين درجة.!!ولكن دائما الخيال فسحة صغيرة للهرب من الواقع فالحقيقة اكثر رعبا من الخيال..استيقظت الساعة السابعة والنصف على امل اللحاق بالحافلة سريعا ..فأن انتظر الحافلة معناه الموت بهدووء..بادئ ذي بدء عند خروجي من المنزل لو رأيتني لظننت انني رائد فضاء فلايكاد يظهر مني شيئا وكنت سعيدة لتسلحي بالقفازات والوشاح الدافئ والمعطف الذي اشتريته بعد ان حلفت بالإيمان المغلظة صاحبة المحل انه دافئ الى حد تحت الصفر بعشرين!!في ذلك الوقت لم احسب حسابا ان يأتي يوما لأستخدمه في درجة مؤية تحت الصفر بأربعين ..ولا انسى ان احدثكم عن البوت القاهر للبرد وجوارب ثقيلة لا اذكر عدد الجوارب التي لبستها حينها!!

ولكن خرجت وانا اضحك في وجه البرد ونسيت ان من يضحك اولا يبكي اخيرا..

لم استطع التنفس بعد خطوات قليلة من المشي ولا ادري كم مرة تنفست ثاني اكسيد الكربون الذي ازفره من رئتاي ليعود سريعا بفضل ذاك الوشاح الفتاك..اما يدي فبدت اطرافي باردة والله اني لانظر الى القفازات لأتكد من وجودهما..من حسن حظي اني وصلت في الوقت المناسب وعند ركوبي الحافلة هالني ما رأيت فللمرة الأولى ارى سكان كالجري يلبسون لباس اشبه بلباسي..ادركت حينها ان الوضع خطير وان البرد اراد ان يقوم بدوره بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر اليوم فلا مجال لإناث كالجري لإظهار مفاتنهن و الا هيئة البرد القارس سوف تشل الساقين الى مدى الحياة.وصلت الى المحطة ورأيت القطار قادما ودرجات المحطة تكاد المسافة بين درج وآخر تكون صغيرة بمنعى ان هناك مايقارب العشرين درج وكلها مزحلقة..فبالنسبة لي ان ان يفوتني القطار اكثر هونا من ان اسقط من علو مرتفع..ما ان وصلت الى مكان القطار الا اعلنت المحطة ان القطار سيتأخر ربع ساعة!!فالجو مزري وبدأ الناس يتزاحمون والبعض ينتظر في الخارج وما ان رأينا القطار حتى هرولنا للركوب والله ان باب القطار يفتح ولا تكاد ترى مساحة خالية كان القطار مكتضا لدرجة يصعب عليك الدخول..وذهب القطار وفي لحظة مني حاولت ان استخدم كيدي وليتني لم افعل! رأيت قطارا قادما من الجهة المقابلة يقل الركاب الى المحطة الاخرى وهرولت اليه وانا احدث نفسي لا مانع ان اركب القطار الخاطئ فهو حتما سوف يعود بأدراجه الى المدينة وان انتظر بالقطار اكثر هونا من انتظر في المحطة وركبت وانا سعيدة لذكائي الخارق وما ان وصل القطار الى المحطة التالية الا و اعلن السائق ان القطار خارج الخدمة لأسباب جوية..صعقت فالوضع بات سيئا وعلي الآن ان انتظر في هذه المحطة ولا ادري الى متى؟
اخيرا ركبنا قطارا يأخذنا الى المدينة وكم طال رحلة الذهاب وما ان مررت بالنهر ورأيته مجمدا حتى شعرت بالخيبة والحسرة على فصل الخريف الذي ذهب ولن يعود..ولكن اكثر ما اثار خوفي ان القطار دافيء وعند خروجي عادة نظارتي تغطى بضباب كثيف ولكن هذه المرة حينما حاولت مسح النظارة كانت قطع الثلج الأبيض تسقط منها..مضى اليوم سيئا للغاية فقد وصلت متأخرة ساعة عن الدرس..وخرجت وانا فقط افكر كم سأنتظر حتى اركب الحافلة وعند الانتظار كنت احاول ان اركب اية حافلة لا يهم اهم شيء ان لا اموت في كندا فلا اريد ان ادفن في تربة باردة
ولا اريد ان لا يصلي علي احد لأن الناس في بيوتهم يخشون البرد ..ركبت الحافلة وما ان رأيت مواقف الجامعة حتى رجوته ان انزل وكان المشي من المواقف الى منزلي عذابا آخر بدت خطوات قدمي تصبح ثقيلة ويداي جامدة صلبة
ومان ان وصلت الى المنزل وحاولت ان اخرج المفتاح من الحقيبة حتى خارت قواي تماما ولكم ان تتصورُ
يدي جامدة والكتب والأقلام وكل مافي الحقيبة اشبة بالسكاكين لقد كنت اصرخ من شدة الألم كلما ارتطمت يدي بدفتر او كتاب. حينها بكيت و والله ان دموعي كانت حارقة لبشرة اصبحت جامدة بلا حياة من البرد..وحاولت ان اطرق الباب بلافائدة فمن سوء حظي زوجي والصغار في السرداب ولا امل ان يسمعوا لرنين الباب حينها امسكت الحقيبة وقلبتها رأسا على عقب وسقط كل مافيها لأرى المفتاح لأفتح الباب وانا ابكي وابكي وابكي من هول البرد ومن هول ان يدي لا احساس فيها لا استطيع حتى ان اقبض اصابعي..في هذا الوقت ادركت ان كل من الوشاح ووسائل التدفئة كانت تستدفئ بي ولم تكن تدفيئني ..بعد لحظات حينما عادت روحي لسابق عهدها قمت بإعداد حليب بالزنجبيل وعصيدة (ملاحظة العصيدة اكلة إحسائية مكونة من البر والسكر نافعة لوقت الشتاء) ليرن الهاتف لأجيب اخي من السعودية وهو يحدثني ويقول
:( ياختي ايش البرد السنة في الجبيل موت ياختي مانقدر نطلع من بيوتنا !!تدرين ان البرد وصل 12درجة والله يختي تحسينه في العظم !!) حينها لم اعرف ماذا اقول شعرت انني استهين باحساسه واحساسي على كل يوم لبست فيه في السعودية بدلة دافئة..فأن سألني يوما احد بعد اليوم كم فصل في السعودية سأقول صيف وربيع!! فالشتاء هنا وليس في مكان آخر ..اسأل الله ان ينتقم لي من الكنديين ليأتو سياحة الى السعودية في عز الحر والصيف وارى صقعات الشمس تنتقم لي من بردهم القارس
بقلم
ملاحظة:كالجري مدينة في كندا!!


التعليقات (2)
فجر44
فجر44
يسلمو
عجبتني القصه

نبض المشاعر
نبض المشاعر
تسلمين يالغلا
والله معاك حق
وازيد عليك
كل الخليج مو السعودية بس
الا والى يقهر ان ينزلون الملابس الشتوية من منتصف أكتوبر كأنا في الاسكيمو
نبض

ذكاء محامى و دهاء قاضى
فن كتابة القصة القصيرة