الفراشة أصبح فتيات Ftayat.com : يتم تحديث الموقع الآن ولذلك تم غلق النشر والمشاركات لحين الانتهاء من اتمام التحديث
ترقبوا التحديث الجديد مزايا عديدة وخيارات تفاعلية سهلة وسريعه.
فتيات اكبر موقع وتطبيق نسائي في الخليج والوطن العربي يغطي كافة المجالات و المواضيع النسائية مثل الازياء وصفات الطبخ و الديكور و انظمة الحمية و الدايت و المكياج و العناية بالشعر والبشرة وكل ما يتعلق بصحة المرأة.
أختي العزيزة أم شوشة ناعمة
هذا البحث أبي دعواتك بس .
ما تعريف الوساوس؟ الوساوس هي أفكار أو مشاعر أو أحاسيس متكررة ودخيلة ومفاجئة على الإنسان، هكذا يعرفها الأطباء، ويعرفون الأفعال القهرية بأنها أفكار أو أعمال متكررة بوعي ومعتادة. إن الوساوس ترفع درجة القلق بينما الأفعال القهرية تنزل من درجة القلق .
مثال: شخص ترد عليه فكرة أنه غير طاهر فيقوم بالتغسيل عشر مرات فيرتاح، فكرة عدم الطهارة ترهقه وتتعبه بينما تكرار الغسيل يخفض من قلقه .
ولفظ وساوس قهرية ملخص لأربع كلمات وهي وساوس تسلطية وأفعال قهرية؛ فالفكرة تسلطية والأفعال قهرية .
ما مصادر الوساوس؟ ينبغي أن نعرف مصادر الوساوس أولاً وقبل الدخول في التفاصيل؛ لأن كثيراً من المختصين في الجوانب المختلفة من الحياة بالذات الشريعة وعلم النفس يخلطون في هذه المسألة بدون علم يلم بالمصدرين. وقليل من المختصين ممن يجمع بين علم الشريعة والعلوم المتخصصة الأخرى فيحصل خلط أحياناً .
الوساوس بالنظر إلى كل المدارس نوعان: وساوس إنسية ووساوس شيطانية؛ وقد ذكرها الله سبحانه في سورة الناس في قوله: (من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس من الجِنة والناس)؛ فالوساوس نوعان: إنسية وجنية .
الوساوس الجنية أو الشيطانية هي التي تأتي بذبذات مرسلة من قبل شياطين إلى الإنسان، وقد ترسل من بعد آلاف الأميال وربما ملايين وربما ملايين الملايين من الأميال. وقصة أبينا آدم عليه السلام مع الشيطان من هذا النوع؛ حيث أرسل الشيطان بوسوسته إلى أدم وهو خارج الجنة، عبر أثير الدنيا. وهذه الوساوس طاقة تضعف وتقوى بحسب ضعف وقوة المستقبل؛ فالمستقبِل المتحصِن قادر أن يصدها ولا تؤثر عليه، بينما المستقبِل الضعيف قد تخترقه وتؤثر فيه، وسيأتي إن شاء الله، شرح لطرق صدها .
النوع الثاني من الوساوس هي الوساوس الإنسية، وهي قسمان: وساوس من الإنسان نفسه ووساوس من أناس آخرين. فالتي من الإنسان هي التي يقصدها الأطباء بالوساوس أو الوساوس القهرية إذا صاحبها فعل قهري. وأما التي من آخرين فهي كما الشيطانية قد يرسلها آخرون دون أن تعلم عن طريق القصد أو غير القصد، ولنا إن شاء الله عدد خاص قادم عن الطاقة وكيفية استقبالها وكيفية ارسالها وكيف تؤثر بالآخرين بقصد أو بغير قصد من مرسليها؟ كما سيأتي الحديث هنا عن كيفية التغلب على الوساوس الإنسية بقسميها إن شاء الله .
ما الفرق بين الوساوس والأمراض العقلية مثل الفصام؟ يعرِّف النفسانيون الشخص الذي يعاني من الوساوس بأنه يدرك عدم منطقية وساوسه أو أفعاله، بالمقابل فإن الشخص الذي يعاني من مرض عقلي يرى هذه الوساوس حقيقية؛ ولذا فهي هلاوس أكثر منها وساوس. إن الشخص الذي يعاني من المرض العقلي لا يعرف الفرق ويعتبره حقيقة بينما المصاب بالوساوس قد يطلب الاستشارة أو العلاج لعلمه أن هذه وساوس تؤذيه .
ما نسبة الإصابة في التعداد العام؟ يتوقع أن تكون نسبة الإصابة في التعداد العام بالنسبة للوسواس القهري بحدود 2-3%. هذا يعني أن نسبة المصابين في المملكة العربية السعودية بحدود نصف مليون! أي ما يفوق السبعة ملايين في الوطن العربي. وهذا يعني قرابة 150,000,000 شخص في العالم! إذا نظرنا لها كذلك فإن هذا يعني عدداً كبيراً جداً. ويرى بعض الباحثين أن النسبة قد تصل إلى 10% من الناس يصابون في الوساوس مرة على الأقل في حياتهم . بهذه النسبة تكون الوساوس القهرية رابع أكثر مرض تشخيصياً في الأمراض النفسية بعد المخاوف والأمراض القلقية والاكتئاب. هذه النسبة قد تعدت الحدود حيث قيست في أوربا وآسيا وأفريقيا وأمريكا .
بالنسبة للكبار فإن نسبة الرجال والنساء متقاربة ومتساوية، بينما فيما قبل سن المراهقة فإن النسبة في الصبيان أكثر من البنات. السن العام في الإصابة والأكثر بداية هو عشرين في البنات و19 في الصبيان. أكثر من الثلثين من الإصابات تبدأ قبل سن الخامسة والعشرين وفقط 15% بعد سن الخامسة والثلاثين. قد تنشأ الوساوس في سن صغيرة حتى في سن السنتين وفي سن كبير قد يكون بعد الستين لكنه نادر. ويصيب المرض العزاب أكثر من المتزوجين، ويكثر في السود أكثر من البيض وربما يكون سبب قلة الوعي والوصول إلى الرعاية الصحية أقل في السود من البيض .
مرضى الوساوس أكثر عرضة للأمراض الأخرى النفسية من غيرهم؛ فمعدل نسبة الإصابة في الاكتئاب تصل 67% من نسبة المصابين و25% في الإصابة في الرهاب الاجتماعي. إصابات أخرى قد تشمل الإدمان والمخاوف المرضية، ونوبات الذعر، وأمراض الأكل .
ما أسباب الوساوس؟ أقررنا بأن هناك مصدرين من الوساوس النفسية والغيبية؛ فالغيبية هي من أناس آخرين أو من قوى خفية (الشياطين)؛ فالنوع الثاني مصدره الطاقة السلبية، وهذا سنؤجل الحديث عنه للقاء آخر عند الحديث عن الطاقة إن شاء الله. أما النوع الأول فبين النفسانيين عدة وجهات نظر، وقد يكون بعضها أو كلها صحيحة العوامل البيولوجية :
1يرى بعض الأطباء النفسانيين أن ذلك سببه قد يكون من خلل في الوصلات العصبية في العقل N****transmitters يكون سببه خلل وظيفة السيروتونين. ولذا فإن الدراسات الطبية تشير إلى أن الأدوية التي تنظم وظيفة السيروتونين Serotonin في العقل نتائجها أقوى من تلك التي تؤثر في وظائف أخرى في نظام الوصلات العصبية. إلا أن كثيراً من الباحثين ينكرون علاقة السيروتونين في الوساوس .
2 يرى بعض المختصين أن السبب نشاط متزايد في بعض أماكن في المخ بالذات مقدمة الرأس وضيق في بعض شرايين المخ .
3 يرى البعض أن للعامل الوراثي الجيني أثراً. الإحصائيات تقول إن 35% من المصابين لهم أقارب من الدرجة الأولى مصابين بالوساوس القهرية، غير أن هذه الدراسات لم تأخذ بعين الاعتبار أثر البرمجة والتربية أي الأثر الاجتماعي منذ الصغر على هؤلاء .
4أسباب بيولوجية أخرى .
العوامل السلوكية :
في نظر المدرسة السلوكية فإن الوساوس القهرية استجابة للشرطية، أي أنها مبرمجة بسلوكيات معينة. فالفكرة التسلطية مربوطة بمواقف أو أفكار أو أعمال معينة متى ما شوهدت أو استشعرت أو سمعت جاءت الأفكار التي ترفع من مستوى القلق أو المخاوف لدى الإنسان . أما الأعمال القهرية فهي مثل ردة فعل أو عمل لتخفيف حدة القلق الموجودة. فالنظرية السلوكية تقول إن هذا السلوك متعلم؛ فالشخص تعلم أن يجلب الفكرة التسلطية برابط في مواقف أو أفكار معينة ثم تعلم أن تخففها بأعمال قهرية متكررة .
العوامل السيكولوجية :
1ميزات الشخصية: هناك فرق بين الوساوس القهرية وبين الشخصية الوسوسية القهرية. الشخصية الموسوسة لها ميزات معينة واضحة يعالج المختص فيها الشخصية، أما الوساوس فقد تعتري شخصاً عادياً جداً فيعالج المعالج فيها السلوكيات أو الأفكار .
2 السيكودايناميك: لدى سيغموند فرويد ما يسمى آليات الدفاع السيكولوجية، يسلكها الناس كوسائل دفاعية أ - العزلة Isolation : وهي من آليات الدفاع التي قد يسلكها البعض للهروب من مواجهة الضغوط والقلق. إذا نجحت هذه الخطة فإن الشخص يكون أنشأ، مثلاً، وساوس قهرية للهروب من مشاعر أو أفكار معينة، فصار الآن ينشغل في آثار هذا الفعل متجاهلاً المشكلة أو الفكرة الأصلية، مثل أن تكون بنت تغتسل مرات ومرات في اليوم الواحد ويكون هذا التصرف في العمق تعبير عن عدم شعورها بالطهارة نظراً لتعرضها لحالة اغتصاب عنيفة لم تخبر عنها أحداً، فتهرب من هذه المشاعر بإنشاء هذه المشكلة وتنشغل بآثارها .
ب - عدم العمل :Undoing وهي خط دفاع ثان يسلكه البعض حين تنفك العزلة لسبب أو لآخر فيهرب الشخص من معايشة الموقف الحقيقي فيستبدل آلية العزلة بآلية عدم الفعل وذلك لمواجهة هذه القلق الموجود بعد فشل آلية العزلة في احتوائه .
ج - ردة الفعل المؤسسة : Reaction Formation وهذه أيضاً من الآليات المشهورة في مواجهة الضغوط، وتعني أن الشخص بعد فشل مواجهة الضغوط والقلق تنشأ عنده آلية الضد من المواجهة والمعاكسة؛ فشخص مثلاً يحب الغزل والبنات قد ينشأ عنده كره ظاهري للجنس الثاني ومعاداة في لهجته حتى يتجنب الوقوع في الخطأ غير أن خلف سلوكه الظاهري هذا حب شديد يتجنبه بهذا السلوك الدفاعي . مثل كثرة التدين فيمن يعاني من ذنب يشعر فيه بالتأنيب، فينشأ عنده وساوس تجاه الله أو اسم الجلالة أو شتم الدين .. الخ .
3 عوامل سيكوداينميكية أخرى: هناك عوامل أخرى تطرحها المدرسة التحليلية الفرويدية قد تكون أصبحت أقل واقعية في التحليل اليوم .
4الأفكار والقناعات: يرى بعض المختصين بالذات المدرسة الإدراكية (المعرفية) أن الفكرة هي منشأ المشكلة. فالشخص لو ضبط أفكاره بالطريقة المثالية الصحيحة وواجه مشاعره التي قد تكون أخفيت مع الزمن وغيرت من قناعاته فسوف لن يكون هناك داع للوساوس. ففكرة مثلاً أن الشخص لا يشعر بأنه كبر في صلاته فيكبر مرات تناقش شرعاً من أنه لا يجوز أصلا إعادة التكبير وتناقش فكرة العواقب التي هي دائماً خوف الشخص الذي يعاني من الوساوس، فأنا عندما لا أصلي بطريقة صحيحة لا تقبل صلاتي وعندما لا تقبل صلاتي أذهب إلى النار! إذا كان وضوئي غير جيد فإن صلاتي غير مقبولة وإذا كانت صلاتي غير مقبولة فالله لن يرضى عني وهذا يساوي النار!، إذا كانت يدي أو الملابس أو السجاد فيها وساخة وبكتيريا وجراثيم فقد ينتقل إلى أفراد أسرتي المرض وهذا يعني المرض والمرض يعني الموت! وقس على ذلك، فالنهايات والعواقب دائماً وخيمة. مناقشة الفكرة من حيث نسف هذه الاحتماليات المظلمة وتهوين العواقب؛ فالنظافة والوساخة موجودة في كل وقت، وليس هناك شيء تقريباً يخلو من الجراثيم والبكتيريا ثم إن البكتيريا لها دور فعال في حفظ أمور كثيرة، ويتم مناقشة ذلك .
5 عوامل باراسيكولوجية: وهي بسبب تأثيرات غير مرئية ويمكن اختبارها مباشرة، كالوساوس التي تأتي من الشياطين ومن أفكار أناس آخرين. وهذه سوف نتناول شيئاً منها هنا والجزء الأكبر في الحديث عن الطاقة إن شاء الله في أعداد قادمة .
كيف أشخّص الوساوس القهرية؟ في الثمانينيات كانت الوساوس القهرية بالنسبة للطب النفسي غير شائعة ونادراً ما كانت تأتي بنتيجة لعلاجها. الآن تعد الوساوس القهرية من الأمراض المنتشرة التي تستجيب جيداً للعلاج .
يقال إن التشخيص نصف العلاج . تصور لو أن شخصاً يعاني من وساوس قهرية بسبب من الأسباب النفسية مثلاً وصار يعالج الوساوس بالرقية المكثفة فإن ذلك قد يزيد من وساوسه ولا ينقصها. إن التشخيص مثل تحديد المدينة للمسافر؛ فالشخص الذي يكون في الرياض ويود السفر إلى الدمام متوجهاً إلى طريق جدة كلما استمر في السفر كلما ابتعد أكثر من هدفه! لو شخص ما يريد وشخص الطريق وحدده فسوف يوفر الكثير من الوقت، وفي القواعد الإدارية الذهبية أنه من الوقت إضاعة بعض الوقت، مثل التخطيط والاجتماعات التي تضيع الأوقات الكثيرة عن الانتاج غير أنه بها تنضبط الأمور ويتوفر الكثير من الوقت على الطريق. ومثل التشخيص كذلك؛ فهو يأخذ وقتاً لكنه يوفر العمل، لذا فإنك تحتاج أن تشخص بطريقة صحيحة قبل البدء بأي عمل .
إن التشخيص الدقيق للوساوس التسلطية والأفعال القهرية وفق تعريف DSM-IV المعتمد لدى النفسانيين مع بعض التصرف كالتالي :
الوساوس تعرف وفق التالي :
1 - أفكار أو صور أو مشاعر متكررة ومتسلطة تأتي في وقت اضطراب وبدون أذن وهي غير منطقية وتسبب بذلك قلقاً .
2 - الأفكار أو المشاعر أو الصور ليست قلقاً مكثفاً عن مشاكل الحياة اليومية الحقيقية .
3 - الشخص يحاول تجنب هذه الأفكار أو الصور أو المشاعر أو تجاهلها من خلال التفكير في أمور أخرى .
4 - الشخص يدرك أن هذه الأفكار أو الصور أو المشاعر نتاج فكره هو الأفعال القهرية تعرف وفق التالي :
1 - سلوك متكرر (مثل غسل اليدين، الوضوء، التكبير، التأكد) أو عمل فكري (مثل الدعاء، العد، تكرير كلمات بصمت) والتي يشعر الشخص بأنه لابد أن يفعلها كردة فعل للوساوس أو وفق قوانين معينة وبصلابة عنده .
2 - السلوكيات أو الأعمال الفكرية مقصودة لمنع حادثة أو حوادث من الحصول، أو لتخفيف القلق، لكن هذه السلوكيات أو الأعمال إما أنها تكون غير واقعية في مواجهة فكرة الوساوس أو أنها مكثفة وغير طبيعية .
أمور يجب أن ترافق تشخيص الوسواس القهري ..
1 - يدرك الشخص ولو في فترة من فترة معاناته أن هذه السلوكيات أو الوساوس غير منطقية أو زائدة عن الحد المعقول .
2 - هذه الوساوس التسلطية أو الأفعال القهرية تستهلك الكثير من الوقت (أكثر من ساعة في اليوم) أو أنها تصطدم مع روتين الحياة اليومية الاجتماعية أو الوظيفية أو الأسرية للشخص .
3 - الاضطراب الحاصل ليس له علاقة مباشرة مع الإدمان (مثل المخدرات أو الأدوية) أو حالة طبية أخرى .
بهذه التعريفات الدقيقة يستنثى مرض الوساوس من غيره؛ فلو أن شخصاًُ مثلاً لا يدرك وساوسه فقد يحتاج لتشخيص طبيب أو استشاري متخصص فقد يكون لديه فصام أو مرض عقلي آخر، أو لو كان مثلاً يتناول أدوية أو مخدرات فقد يكون بسبب الآثار الجانبية للإدمان .
هل ممكن أن يصاب الشخص بالوساوس دون الأفعال القهرية؟ افتراضياً ممكن. بعض الدراسات تشير إلى أن 75% تقريباً من المصابين ينشأون أيضاً أفعالاً قهرية، بينما يرى آخرون أنهم 100%. وقد يكون في حالات قليلة جداً وجود وساوس تسلطية دون أفعال قهرية، لكنها قليلة جداً. فالمرأة، مثلاً، التي توسوس من أنها قد تسقط طفلها من يديها تنشأ مثلاً دعاء متكرراً كلما وردت الفكرة لها. فحتى هذه المسألة تعتبر فعلاً قهرياً. مثلها مثل من يقرأ سورة البقرة كل يوم فهذا هوس ووراء ذلك اعتقاد، فالأولى شرعاً أن يقرأ الإنسان كل القرآن ويتم حتى يختمه، لكن قراءة البقرة فعل قهري يفعله الشخص خوفاً من فكرة دخول الشياطين مثلاً، وهكذا .
أين يراجع الذين يعانون من الوساوس؟ أغلب الذين يعانون من الوساوس يذهبون إلى طبيب باطني عام ولا يذهبون إلى طبيب أو أخصائي نفسي، الأمر الذي قد يؤخر العلاج وقد لا يعطي التشخيص الصحيح. وشريحة كبيرة من مرضى الوساوس في الدول الإسلامية يرتادون على أحسن الأحوال أماكن الرقية الشرعية وأسوأ الأحوال مواقع السحرة والمشعوذين والدجالين، الأمر الذي قد يزيد من المشكلة، إلا إذا كان الشيخ الراقي متعلماً ولديه دراية في الوساوس القهرية فقد يقوم بالرقية الشرعية ثم يوجهه للعلاج أو القراءة والوعي في هذه المسألة. وهنا بعض المختصين وغير المختصين ممكن قد يراجعهم المصابون بالوساوس :
- أخصائي الجلدية ermatologis بسبب الهرش الحاصل من الوساوس على الجلد مثلاً وأعراض الأكزيما .
- طبيب العائلة :Family Practitioner يراجع بسبب الغسيل المتكرر أو العد أو الشكوك المستمرة .
- أخصائي سرطانات أو الأمراض المعدية أو التناسلية Oncologist/Infectious diseases :internist فكرة متسلطة أن الشخص مصاب بالأيدز مثلاً .
- طبيب أسنان entist بسبب تنظيف مستمر وعنيف للأسنان .
- أخصائي أطفال :Pediatrician الوالدان قلقلون بسبب تكرار ولدهم للغسل المستمر .
- أخصائي تجميل Plastic Surgeon : مراجعة بخصوص وسوسة من الشكل أو الهيئة أو شكل عضو من الأعضاء .
- إمام مسجد : للسؤال عما إذا كانت هذه الوساوس بسبب الشيطان .
- راق: بسبب الظن أن به مساً من شيطان أو سحر أو عين أو حسد .
- دجال (مشعوذ أو ساحر): لصد السحر أو الشر والعمل .
كل من ذكرناهم يأتون بالدرجة الأولى من المراجعة، وليس بينهم مختص واحد! وتشير الإحصاءات إلى أن الذين يعانون من الوساوس قد لا يراجعون مختصاً نفسانياً إلا بعد مضي 4-10 سنوات .
هل هناك بعض المرفقات للوساوس؟ تشير الدراسات إلى أن 50-70% من الذين يصابون بالوساوس تكون بعد أحداث قلق مرتفع مثل الحمل أو مشكلة جنسية أو فقدان عزيز. بسبب أن أغلب المصابين يستطيعون إخفاء وساوسهم فإنهم في الغالب يصبرون 3 -10 سنوات قبل اللجوء إلى المساعدة تتراوح بحسب المستوى الثقافي ومستوى الوعي، فالأكثر ثقافة ووعياً مدتهم أقل والأقل وعياً قد تطول مدة تجاهلهم لطلب المساعدة .
نسبة التشافي لدى الأطباء النفسانيين هي 20-30% يتشافون تماماً، و40 -50% يتحسنون، والبقية 20 -40 % يبقون مرضى وقد تسوء حالتهم. نود أن نشير إلى أن هذه النسبة خاصة بالطب النفسي وتتعلق أيضاً بنظرية أن التشافي ينطلق من الداخل فهناك نسبة كبيرة من المرضى في العمق لا يودون التحسن؛ فللمرض عندهم مكسب ثانوي آخر .
ثلث المصابين في الوساوس تظهر عندهم حالة اكتئاب، وعند تزايدها قد يكون خطر الانتحار وارداً .
ما الرأي المتخصص في الرقية الشرعية؟ ينبغي أن نعرِّف أولاً الرقية الشرعية؛ وهي تلاوة شيء من كتاب الله عز وجل أو ذكر دعاء مأثور على الطالب للرقية. وفيها مسألتان الأولى بركة القرآن الكريم وكلماته الخالدة العطرة وبركة الدعاء المأثور الشريف، والثانية طاقة الشخص الراقي. وبهذه الصيغة يرى الشرع أنها جائزة وشبه اجماع على هذه المسألة فقد ورد في الأحاديث أن النبي صلى الله عليه وسلم أقر ذلك؛ فقد رقى أصحابه آخرين وأقرهم؛ وبذلك صارت سنة تقريرية، كما جوّز أن يأخذ الشخص أجراً على ذلك، بل ويحدد قدره كما في حديث الصحابة الذين رقوا كبير قوم مقابل جُعل أي عطاء محدد وأكل منه النبي صلى الله عليه وسلم ليعطي مؤشراً إلى أنه أكل حلال؛ فهو صلى الله عليه وسلم لا يأكل الحرام أو الشبهة. فمسألة الجواز تكون بشرط أن يكون من كتاب الله وسنة نبيه محسومة. غير أن العلماء اختلفوا على الوسيلة التي يعمل بها هذا العمل، فهل يجوز، مثلاً، أن يفتح شخص بيته أو داراً معينة ويدعو الناس له لتقديم الرقية ؟ وهل يجوز أن يرقي جماعياً كما هو سائد في الكنائس والمعابد البوذية؟ فهنا صار خلاف بين ا
أختي العزيزة الرحيق . هذا بحث
كنت كاتبته لما كنت أدرس في الجامعة
وهو بعنوان الهيستيريا .
المقدمة جذور تاريخية:
يعود لفظ الهستيريا إلي الأصل اليوناني Uterus والتي تعني رحم المرأة , حيث كان يعتقد الفيلسوف اليوناني هيبوقراط إلي أن الهستيريا مرض يصيب النساء وينتج عن بعض الصعوبات الجنسية والرغبة في إنجاب أطفال , وقد ثبت خطأ هذه التسمية في الأوساط العلمية , لأن مرض الهستيريا يظهر عند الرجال أيضاً وليس له علاقة بالرحم , كما تظهر الوثائق المصرية الطبية نشأة مرض الهستيريا , حيث أن أقدم ما كتب في مخطوطات البردي عن هذا المرض (بردية كاهون Kahun ) نسبة إلي المدينة المصرية التي اكتشف فيها هذا البردي , حيث يعود تاريخها إلي عام 1900 ق.م , وقد وصف مرض الهستيريا بمرض الرحم , كما ذكرت الأعراض الهستيرية في أكبر موسوعة طبية عند قدماء المصريين , ويعود تاريخها إلي القرن السادس عشر قبل الميلاد , حيث يتفق وصف علاج الأعراض الهستيرية مع بردية (كاهون) السابق , وقد سميت هذه البردية أو الموسوعة بردية إبروس (Ebbers) نسبة إلي العالم الألماني الذي اكتشفها , غير أن استعمال لفظ هستيريا لم يستعمل إلا في كتابات (أبوقراط) اليوناني, فقد أوضحت المخطوطات اليونانية علاقة الهستيريا بالحرمان الجنسي والتغيرات العضوية التي تحدث في الرحم , وانتقاله داخل الجسم بحثاً عن الإشباع الجنسي , وكان العلاج عند قدماء اليونان , كما هو عند قدماء المصريين يتم بمحاولة إرجاع الرحم إلي مكانه الأصلي بواسطة الروائح أو المواد المعطرة والنفاذة .
الهستيريا اضطراب نفسي له أعراضه النفسية والجسمية حيث يكون المريض في حالة من شبه الوعي , والهلوسات , والانفجارات الانفعالية من البكاء أو الصراخ والتي غالباً ما تكون في حضور الآخرين , حيث تأخذ العوامل النفسية شكل عضوي تحويلي , وتتمثل الهستيريا التحويلية أو التحولية في عدم قدرة أحد أعضاء الجسم أو حواسه القيام بوظائفه لكنه من الناحية العضوية يعد سليماً , كالطالب الذي لم يستعد للامتحان تجده لا يستطيع السيطرة على أداة الكتابة أو مسك القلم , والجندي الذي يقع في ساحة المعركة لوجود ألم في قدميه ليبرر عدم اشتراكه في الحرب في حين أن أعضاءه سليمة .
وكان علماء الطب العرب في العصر العباسي اول من اعطى تحليلاً علمياً لهذه الاغراض، واستخدموا المنطق والحدس الطبي في علاجها حيث عزي السبب الى انفعالات نفسية او ردود فعل عاطفية، وكان النطاسي البارع جبرائيل بن يختيشوع في القرن السابع الميلادي قد عرضت له جارية للخليفة هارون الرشيد اصيبت بشلل وظيفي في ذراعيها بعد كسر جرة ثمينة واستعصى على الاطباء قبله ايجاد حل لمشكلتها فقام جبرائيل بمناداتها الى مجلس الخليفة وفي حركة مفاجئة جر طرف ثوبها السفلي الى الاعلى مما جعلها تخفض ذراعيها المشلولتين لتستر نفسها وبهذا شفيت .
ان الحيلة البارعة التي قام بها تدل على فهمه لآلية حدوث هذا الشلل الوظيفي كعارض عصابي نتيجة القلق والخوف وعلاجه له بطريقة ناجحة وغير مؤذية. كما ذكر العالم الجليل ابن سينا )1030م( في كتابه الشهير القانون ( والذي سماه الاوروبيين بإنجيل الطب ( ( Bible of medicine اوصافاً دقيقة للقلق والكآبة وكيفية تأثيرها على الجسم بحيث تظهر بصورة اعراض جسمية وله ايضاً قصة طريفة في علاج الامير العاشق حيث اصيب باعراض رحامية نتيجة انفعالاته العاطفية واوضح ابن سينا كيفية تسارع نبضات قلبه وتغير لون بشرته عندما ذكر امامه المنطقة التي تذكر فيها محبوبته. ان الحديث يطول عن النظريات والبحوث التي اجريت وما زالت على المرضى العصابيين الذين تتقولب معاناتهم النفسية بشكل شكاوي عضوية تطال مختلف اجهزة الجسم وبدرجات تتفاوت في شدتها .
الجوانب الواقعية في الوقت الحاضر: اخذت المصادر العلمية الحديثة في تغيير لفظة ) الهستيريا( واعادة النظر في فهرسة الاعراض التي كانت دارجة في العقدين الماضيين في كتب الطب النفسي لتصبح اكثر دقة في اعطاء المفهوم الطبي للتشخيص. وهناك قسمين رئيسيين لهذه الاعراض :
1 الاعراض الاستقلابية Conversinal disorders
حيث يكون هناك خلل في وظيفة الجهاز او العضو المعني في الجسم بدون وجود سبب عضوي مباشر مع ترافقه بتعرض المريض لضغوط نفسية مستمرة او حدوث ازمة نفسية سابقة للمرض وتظهر هذه الاعراض في غالبية الاحيان بشكل شلل جزئي او كامل في الحركة، فقدان او اضطراب القدرة على المشي، الاغماء، الشعور بالاختناق، فقدان حاسة معينة من الحواس كالسمع او البصر او الخرس الرحامي .
2 الاعراض المصاحبة لاختلال الوعي
وهي اندر حدوثاً من سابقتها وتظهر بشكل فقدان ذاكرة مؤقت او شعور المريض بالتيه مما يؤدي الى تركه لسكنه ومقر عمله بدون ادراك .
تعريف الهستيريا : Hysteria
الهستيريا مرض نفسي عصابي تظهر فيه اضطرابات انفعالية مع خلل في أعصاب الحس و الحركة وهي عصاب تحولي تتحول فيه الانفعالات المزمنة إلى أعراض جسمية ليس لها أساس عضوي لغرض فيه مميزة للفرد أو هروبا من الصراع النفسي أو من القلق إن من موقف مؤلم بدون أن يدرك الدافع لذلك ، وعدم أدراك الدافع يميز مريض الهستيريا عن المتمارض الذي يظهر المرض لغرض محدد مفيد
ويعرف أحمد عكاشة (2003) الهستيريا على أنها "مرض عصابي أولي يتميز بظهور علامات وأعراض مرضية بطريقة لاشعورية , ويكون الدافع في هذه الحالة الحصول على منفعة خاصة , أو جلب الاهتمام , أو الهروب من موقف خطير , أو تركيز الاهتمام على الفرد , كحماية للفرد من الإجهاد الشديد , وعادة ما يظهر هذا المرض في الشخصية الهستيرية التي تتميز بعدم النضج الانفعالي مع القابلية للإيحاء , ولا يعني ذلك أنها لا تظهر في الشخصيات الأخرى , بل وجد من خلال التجارب الإكلينيكية , أن كل فرد مهيأ للأعراض الهستيرية تحت الإجهاد والشدة , ولكن تختلف عينة الفرد حسب استعداده الخاص , وحسب شدة الموقف" .
وفي الهستيريا تصاب مناطق الجسم التي يتحكم فيها الجهاز العصبي المركزي ( ألا أرادي ) مثل الحواس وجهاز الحركة ، وهذا غير المرض النفسي الجسمي حيث تصاب الأعضاء التي تحكم فيها الجهاز العصبي الذاتي ( اللاإرادي )
ويطلق البعض على الهستيريا اسم " الهستيريا التحويلية " أو "رد فعل التحويل " أي التي تعني تحويلا جسميا لأمور نفسية نظرا لأنها تعتمد على حيلة دفاعية نفسية أساسية هي التحويل حيث تحول الانفعالات و الصراعات إلي أعراض جسمية كحل رمزي للصراع .
الشخصية الهستيرية :
تسمى شخصية مريض الهستيريا قبل المرض باسم "الشخصية الهستيرية" وهي شخصية الأطفال .. ولو تأملت سلوك الشخص الهستيري لوجدته سلوك " طفل كبير" .
ومن سمات الشخصية الهستيرية :
* العاطفية الزائدة ، و القابلية الشديدة للإيحاء ، و المسايرة ، وحب المجاملة و المواساة والانفعالي ، وتقلب المزاج ، وعدم النضج ، وعدم التحكم في الانفعالات ، والسذاجة ، وسطحية المشاعر ، وعدم النضج النفسي الجنسي .
* وأيضا التمركز حول الذات ، والأنانية ، ولفت الأنظار ، واستدرار العطف ، والاعتزال بالنفس وحب الظهور ، والاستعراض ، وفي بعض الأحيان الانبساط ، والاجتماعية ، وحب الاختلاط ، وعدم الاستقرار ، وأيضا الاعتماد على الآخرين ، والتوكل ، والانقياد ، والشعور بالنقص .
* المبالغة و التهويل والاستغراق في الخيال ، والسلوك يكون اقرب إلى التمثيل والاستعراض والتكلف والاندفاع وعدم النضج .
* الاعتماد على الكبت كدفاع أساسي ، والاستعداد لتكثيف الانفعالات وتحويلها إلى أعراض جسمية .
ومن أهم أسباب الهستيريا :
* تلعب الوراثة دورا ضئيلاً لغاية ، وبينما تلعب البيئة الدور الأكبر ، ويرجع "بافلوف" و محللي التفسير الفسيولوجي الهستيريا إلى ضعف قشرة المخ بسبب الاستعداد الوراثي ، وعادة ما يكون المريض الهستيري ذا تكوين جسمي نحيف واهن .
* ومن الأسباب النفسية :
من يعاني من إجهاد نفسي شديد.
من يعيش في بيئة منزلية أو عملية ضاغطة.
من تعرض للإيذاء الجسدي أو الجنسي في مرحلة الطفولة.
من يعاني من القلق أو الاكتئاب.
من يعاني من قصور في القدرات الإدراكية أو التواصل مع الآخرين.
من تتسم شخصيته باستخدام الإنكار كأسلوب للتعامل مع الحقيقة المُرّة من حوله
وكذلك الصراع بين الغرائز و المعايير الاجتماعية ، و الصراع الشديد بين ألانا الأعلى بين الهو ( خاصة الدوافع الجنسية ) و التوفيق عن طريق العرض الهستيري ، و الإحباط وخيبة الأمل في تحقيق هدف أو مطلب ، و الفشل و الإخفاق في الحب ، و الزواج غير المرغوب فيه و الزواج الغير سعيد ، و الغيرة ، و الحرمان و نقص العطف و الانتباه وعدم الأمن ، والأنانية و التمركز حول الذات بشكل طفلي .
وعدم نضج الشخصية وعدم النضج الاجتماعي ، وعدم القدرة على رسم خط الحياة ، و أخطاء الرعاية الوالديه مثل التدليل المفرط و الحماية الزائدة
* كون أحد الوالدين شخصية هستيرية فيأخذ الطفل عنه ( اكتسابا ) سمات الشخصية الهستيرية .
* ومن الأسباب المعجلة أو المباشرة فشل في حب أو صدمة عنيفة أو التعرض لحادث أو جرح أو حرق بليغ .. الخ .
أهم أعراض الهستيريا :
* الأعراض الحسية :
العمى الهستيري ، الصمم الهستيري ، فقدان حاسة الشم ، فقدان حاسة الذوق ، فقدان الحساسية الجدلية في عضو أو في عدة أعضاء .
* الأعراض العقلية :
اضطراب الوعي ، الطفليه الهستيرية ( السلوك أو التكلم كالأطفال ) .
* الأعراض العامة :
لمرض عند بداية المدرسة أو عند الامتحانات ، ردود الفعل السلوكية المبالغ فيها للمواقف المختلفة .
تشخيص الهستيريا :
يجب المفارقة بدقة بين الهستيريا والمرض العضوي ، وعلى الإحصائي التأكد من خلو من الأسباب العضوية للأعراض ، واستبعاد وجود مرض عضوي ، ونحن نعلم أن العرض الهستيري يختلف عن العرض العضوي في انه غير دقيق من الناحية التشريحية ، وقد يكون العرض الهستيري مجرد امتداد تاريخي لمرض عضوي سابق ، وعلى سبيل المثال يمكن المفارقة بين مريض الصرع الهستيري ومريض الصرع العضوي ، فنجد انه في حالة الصرع الهستيري يصاب المريض بالنوبة وسط الناس ويقع في مكان أمن بحيث لا يصاب وهو لا يتبول لا إراديا أثناء النوبة ولا يعض لسانه ولا تختفي الانعكاسات لديه ، بينما في مريض الصرع العضوي الصرع العضوي نجده يقع في أي مكان ودائما نجد فيه إصابات وكسورا وجروحا وقد يتبول لا إرادي أثناء النوبة وقد يعض لسانه ونجد هناك اضطرابا في موجات المخ الكهربائية يوضحها برسم المخ الكهربائي .
وعلى العموم تمثل المؤشرات الآتية على حالة الهستيريا :
حدوث المرض فجأة أو في صورة درامية .
نقص قلق المريض بخصوص مرضه وعدم مبالاته وهدوئه النفسي وهو يتحدث عن أعراض مرضه .
الضغط الانفعالي قبل المرض .
تغير الأعراض بالإيحاء .
اختلاف شدة الإعراض في فترة وجيزة .
عدم النضج الانفعالي في الشخصية قبل المرض .
نقص الارتباط بين الأعراض والناحية التشريحية للأعصاب الحسية و الحركية .
علاج الهستيريا :
في بعض الحالات قد تكون الهستيريا وقتية و تشفى تلقائية خاصة إذا لم تحقق هدفها ، ويستحسن علاج مرض الهستيريا بالعيادة الخارجية و يحسن إبقاء المريض في مكان عمله
ومن أهم علاج الهستيريا :
* العلاج النفسي :
ويتناول تركيب الشخصية بهدف تطويرها ونموها ، وقد يستخدم الأخصائي التنويم الإيحائي لإزالة الأعراض ، ويلعب الإيحاء والإقناع دورا هاما هنا ، ويستخدم التحليل النفسي للكشف عن العوامل التي سببت ظهور الأعراض ، والدوافع اللاشعورية وراءها ومعرفة هدف المرض ، ويقوم المعالج بالشرح الوافي و التفسير الكافي للأسباب ومعنى الأعراض كذلك يفيد العلاج النفسي التدعيمي ومساعدة المريض على استعادة الثقة في نفسه وتعليمه طرق التوفيق النفسي السوي و العيش في واقع الحياة .
و يستخدم العلاج الجماعي خاصة مع الحالات المتشابهة ويجب أن يعمل المعالج باستمرار على إثارة تعاون المريض وتنمية بصيرته و مساعدته في أن يفهم نفسه ويحل مشكلاته و يحاربها بدلا من أن يهرب منها .
* الإرشاد النفسي للوالدين والمرافقين كالزوج أو الزوجة ،
وينصح بعدم تركيز العناية و الاهتمام بالمريض أثناء النوبات الهستيرية فقط لان ذلك يثبت النوبات لدى المريض لاعتقاده أنها هي التي تجذب الانتباه إليه .
* العلاج الاجتماعي البيئي
من خلال تعديل الظروف البيئية المضطربة التي يعيش فيها المريض بما فيها من أخطاء وضغوط أو عقبات حتى تتحسن حالته .
* العلاج الطبي للأعراض
و يستخدم علاج التنبيه الكهربائي أو علاج الرجفة الكهربائية ، وفي بعض الأحيان يلجأ المعالج إلى استخدام الدواء النفسي الوهمي و يفيد فائدة كبيرة .
الشفاء من الهستيريا :
الشفاء من الحالات الحادة متيسر إلى حد كبير بإذن الله ، خاصة إذا ما تم التشخيص بسرعة واستبعدت أي أمراض عضوية أخرى ، وجرى التعرف على مشكلة المريض التي تكمن وراء أعراضه التحولية ، ومعالجتها. ولكن الشفاء من الحالات المزمنة يحتاج لجهد كبير ، وتدرج في العلاج لخلق الاستبصار لدى المريض بحالته وبأسبابها ، والتعرف على حجم الخسائر التي لحقت به من جراء تمسكه بها ، وتعليمه الوسائل الصحيحة للتخلص منها ، وإصلاح ما اعتراه الخلل من علاقاته الأسرية أو الشخصية.
كما يلاحظ أن حوالي 50% من مرضى الهستيريا يتم شفاؤهم تماماً مع العلاج المناسب ، وان حوالي 30% يتحسنون تحسنا ملحوظا ، وان حوالي 20% يتحسنون تحسناً بسيطا أو تستمر معهم الأعراض .
وعلى العموم يكون الشفاء من الهستيريا افضل كلما كان بدء المرض فجائياً وحادا واستمر لمدة قصيرة قبل بدء العلاج ، وكلما كان المكسب من وراء المرض ليس كبيرا ، وكلما كانت العلاقات الشخصية والأسرية سليمة نسبيا ، وكلما كان المريض متوافقا مهنيا
الخاتمة وبعد الهستيريا مرض نفسي ذو تاريخ طويل , يتميز بحالة ارتداد وظيفي يتحول فيه الصراع النفسي إلى تظاهرات و اعراض جسمية لا تستجيب للقوانين التشريحية السريرية وتتناقض معها , كما تكون متعددة الأساليب والأشكال بحيث يستحيل تحديد لوحة سريرية دقيقة له .
وتعتبر الهستيريا من اقدم الامراض النفسية ومن اكثرها انتشارا في الحياة العصرية،
واليوم.. نرى ان الهستيريا باتت تصيب الرجال والنساء على السواء، وان اسبابها ترجع الى تعقيدات الحياة وتشابكها وتزايد المتطلبات المادية فيها، مثلما ترجع الى الاضطرابات النفسية التي يلقاها الشخص في ماضيه وحاضره، خاصة ما يرتبط منها بالدافع الجنسي وما يعتري الحياة من ضروب القهر والحرمان والفقر والبطالة، او الضغط الاسري والقيود التربوية والقانونية.
ومهما يكن من امر، فإن الهستيريا او العصاب التحولي، هي مرض نفسي يتميز بتحول الصراع النفسي الى صورة اضطراب بدني او عقلي، دون ان تكون هناك علل عضوية يمكن ان تسبب هذه الاضطرابات. وهذه الاضطرابات هي مظهر من مظاهر عدم التكيف الاجتماعي او الاخفاق في مواجهة الحياة الواقعية، او التعبير عن الحيرة والارتباك ازاء المواقف التي لا يتحمل الشخص مواجهتها، فبدلا من التغلب عليها بطرق ايجابية، نراه يلجأ للسلوك الهستيري، كحيلة لاشعورية تجعله يهرب من واقعه ويحجم عن تحمل المسؤولية، عندئذ يفقد القدرة على توجيه سلوكه،
ولعلنا نذكر ايضا، ان من اعراض الهستيريا في هذا العصر، اضطرابات الوظائف الحركية، كفقدان القدرة على النطق، واضطرابات التنفس، وشلل الاذرع والسيقان، واضطرابات حركات الاطراف واصابتها بالاهتزاز والرعشة، وتقلص عضلات الوجه.. وهذه الاعراض نلمسها خاصة في الاحلام المزعجة لا سيما عند مهاجمة الحيوانات المفترسة التي لا حيلة للانسان على مقاومتها او الوقوف في طريقها.
المصادر والمراجع 1 - الهستيريا …سرعة التشخيص وتلكؤ العلاج . الدكتور عماد يوسف الدوسري .
2 - مقالة للدكتور برهان الفتلي في جريدة الصباح العراقية .
الفهرس الموضوع رقم الصفحة المقدمة 1 تعريف الهستيريا 4 أهم أسباب الهستيريا 5 أهم أعرض الهستيريا 6 الأعراض الحسية 6 الأعراض العقلية 6 الأعراض العامة 6 تشخيص الهستيريا 6 علاج الهستيريا 7 العلاج النفسي 7 الإرشاد النفسي 7 العلاج الاجتماعي 7 العلاج الطبي 8 الخاتمة 9 المصادر والمراجع 10 الفهرس 11
دعواتك أختي
راسليني على الخاص