- الله طول حملي وانا اخذ الاسبرين ان شاء الله ينفعكم
اثناء بحثي عن موضوع الاسبرين والحمل وجدت هذه القصة وسبحان
الله طول حملي وانا اخذ الاسبرين ان شاء الله ينفعكم
بعد 20 عاما من الزواج: «جنا» تُطفئ شمعة عامها الأول.. وتنهي معاناة أمها بعد 12 محاولة للإنجاب
متحمساً تلك الليلةّ! ولا سيما تلك السيدة... اسمها أنهار البحيري وهي قاربت الاربعين من عمرها، بدت مرتبكة، فرحة، غير مصدقة... دخلت صالة المناسبات في أحد مراكز ملاهي الأطفال في جدة، تريد ان تتأكد من انّ كل شيء في مكانه وان الضيافة جاهزة. البسمة لا تفارق وجهها على الرغم من انها تبدو تعبة بعض الشيء. بدأ الضيوف يتوافدون.. في الاصل كانت الدعوة موجهة الى 30 طفلا فقط مع أسرهم، لكن اجمالي من كان في الصالة في تلك الليلة تعدى ال130 من الأهل والصديقات والقريبات من مختلف الأعمار، حتى العجائز أتين ليقلن «مبروك». المناسبة هي حفل بذكرى مرور سنة على ميلاد الطفلة «جنا». أما سبب كل هذا الاهتمام، فوراءه قصة تعود الى 20 عاماً مضت. فأنهار التي تبلغ من العمر اليوم 38 عاماً، وعبد الله قمري، متزوجان من 21 سنة لم يستطيعا خلالها الانجاب على الاطلاق على الرغم من 12 محاولة بالتلقيح الصناعي، كادت احداها ان تودي بحياة الزوجة او تدخلها في غيبوبة ربما كانت أبدية. لم تتمكن أنهار من التحدث عن قصتها الا بعد ان انتهت الحفلة وأطفأت «جنا» شمعة عامها الأول وحُملت الهدايا التي جاءتها الى المنزل على 3 دفعات. فمثل هذه القصة لا يمكن اختزالها في نصف ساعة، خصوصاً وانها مليئة بالأحداث والنكسات التي ربما تسببت لامرأة اخرى باليأس والاحباط، ولكن ليس أنهار لسبب بسيط هو أنها كانت مؤمنة بشكل غير عادي بأنها ستُرزق بطفلة في نهاية الأمر... الأمر الذي استغرق عقدين من الزمن.
- أخطاء طبية من يستمع الى قصتها يكاد لا يُصدّقها، لولا ملفها الطبي بكل وثائقه الذي تحمله معها ولولا «جنا» الجالسة الى جانبها والتي يتسابق الجميع الى تقبيلها وحضنها. تتنهد عميقاً وتعود بذاكرتها الى الوراء، إلى بداية الزواج عام 1984 وتقول «كنا مستعجلين على الانجاب ولكننا لم نُوفق في عامنا الأول على الاطلاق»، ابتسمت واضافت «الأطباء لا يعتبرون ان هناك أي مشكلة قبل مرور العام الأول من الزواج». لكن الزوجين لم يُوفقا حتى بعد مرور 4 سنين من الزواج، الأمر الذي استدعى رحلة الى ألمانيا وزيارة أحد الأطباء هناك. أكد الطبيب الألماني ان الزوج يعاني من ضعف في الحيوانات المَنَوية حيث انها كانت بطيئة الحركة ولا تصل الى البويضات التي اظهر التحاليل انها لا تعاني من أي مشكلة. بدأت المحاولات لحل المشكلة، وأولها كانت عمليات «التلقيح الخارجي» والتي نفذتها 6 مرات باءت كلها بالفشل، ومن ثم كانت أول محاولة «طفل أنابيب» في العام 91 عبر عملية من نوع «Z.I.F.T» أجرتها في مدينة ميونخ الألمانية لكنها باءت ايضاً بالفشل، فعادت الى السعودية. وبعد ذلك بعامين أجرت أنهار عملية اخرى في المستشفى الحكومي الذي كانت تعمل فيه في ذلك الوقت، وهنا بدأت الاوضاع بالتدهور. تقول أنهار: «ان اهمال الطبيب المشرف كاد ان يقضي علي».. تتوقف للحظات عن الشرح وكأنها رأت شبحاً مر أمامها، تتنهد ومن ثم تكمل «عملية الانجاب بمثل هذه الطريقة حساسة جداً خصوصاً وأنك تتلاعب في الهرمونات». لكن على ما يبدو ان طبيبها المعالج في ذلك الوقت أخطأ في التقديرات واعطاها حقنة من المحفزات كان يجب ألا تعطى لها، فكانت النتيجة ان تفاعل مبيضها اكثر من اللازم فيما يعرف ب«التحريض الزائد» او ال(Over stimulation)، مما أدى إلى انتاج مبيضها ل 75 بويضة دفعة واحدة وهو ما يُنتجه جسم المرأة في 10 سنين بحسب ما قالته أنهار «فإنّ 75 بويضة تعني 75 جنيناً في الرحم دفعة واحدة لو تم تخصيبها». لكن المشكلة كانت في طبيبها المعالج الذي لم يفصح عن المشكلة لأهلها، وعرض حياتها للخطر حيث توقف قلبها اثناء العملية، واكتفى الطبيب بازالة البويضات الكبيرة فقط، تاركاً 40 بويضة اخرى. وأعاد الطبيب أنهار الى المنزل وهي لا تزال في حالة تخدير وعندما استيقظت بدأت تحس بألم شديد، وبدأ جسمها بالانتفاخ، فعادت الى طوارئ نفس المستشفى ولكن لم يتمكن أحد من ايجاد ملفها، بحسب رأي أنهار فإن طبيبها أخفاه تهرباً من المسؤولية. وفي النهاية قرر أهلها نقلها لعلاجها في مستشفى خاص بجدة. وهناك خضعت أنهار فوراً للعلاج حيث تبيّن انها تعاني من التهاب في الحوض والرحم والمثانة والرئتين اضافة الى ان جسمها بأكمله طفح بالمياه. وما ان باشر الطبيبان اللذان تولا حالة أنهار بالكشف عليها حتى دخلت في حالة شبه غيبوبة لم تخرج منها الا بعد 20 يوماً.
- عمر جديد ويقول الباحث ومتخصص العقم، الدكتور دان امويدمهي «هناك نسبة ضئيلة في الشفاء في مثل هذه الحالات، وعلى الارجح يكون مصير الشخص اما الوفاة او الدخول في غيبوبة طويلة»، وهو نفس ما قاله الطبيبان المشرفان على علاج أنهار في ذلك الوقت. لكن، كان هناك أمل، وضعوا أنبوباً داخلي لاخراج المياه ومنعها من الوصول الى الرئتين، وكانت المياه التي يفرزها جسم أنهار صفراء اللون ومليئة بالافرازت. اضافة الى ذلك كان على الفريق الطبي اعادة أعضائها الى العمل حيث لم يكن يعمل سوى قلبها. وبعد شهرين كُتب لها عمر جديد وتماثلت للشفاء. عندها طالبها أهلها بعدم محاولة الانجاب مرة اخرى خصوصاً انه الآن لم تعد المشكلة في حيوانات زوجها المنوية فقط بل فيها ايضاً اذ اصبحت تعاني من التكييس (تجمع أكياس بويضات غير ناضجة)، لكن أنهار كانت رافضة لفكرة انها قد لا تصبح أماً، كما انها رفضت اقتراحاً بالتبني. هنا تتوقف عن الكلام فيما تنهار دمعة على خدها بينما تنظر الى «جنا» التي تلعب في كرسيها الى جانبها، تحاول أنهار حبس دموعها وتقول بصعوبة ان قريباتها كنّ «يُعرنها» أطفالهن لتذهب برفقتهن إلى مدن الملاهي «لكن ذلك لم يزدني الا قهراً». تعود بعد ذلك لتُكمل قصتها، وتقول: «لي علاقة جيدة مع الدكتور مجدي الذي أشرف على علاجي»، خصوصاً وانها أجرت معه 3 محاولات طفل أنابيب عبر عملية المجهر المعروفة ب«أكسي»، لكن في كل مرة كانت البويضة المخصبة تفشل في الامساك بجدار الرحم. تبتسم وتشرح أنها خاضت بعد ذلك تجربة مع طبيب شهير آخر في جدة، وكانت سعيدة لكون العملية كانت مدفوعة التكاليف كهدية من احدى صديقاتها، لكنها فوجئت عند موعد العملية بأن الطبيب الذي يجريها ليس هو الطبيب الذي كشف عليها، حيث ان الاخير «كان في اجتماع»، على كل حال لم يكتب للعملية النجاح، وكان ذلك في عام 97 وكانت هذه المحاولة السابعة.
- العلاج حبة أسبرين وتقول أنهار «في كل مرة تفشل فيها العملية أصاب بالاحباط وأسعى الى الابتعاد عن الناس»، وتضيف «كنت ألطم وأبكي وأشد شعري... في الخفاء طبعاً باعتبار ان الجميع كانوا ضد تكراري للمحاولات، وبالتالي لم اكن اريد ان يروا حالتي اليائسة خصوصاً وأنني كنت مرهقة نفسياً ومادياً». تلى ذلك محاولات عدة للانجاب سافرت من أجلها أنهار الى الأردن، احداها كادت ان تنجح في عام 2000 لو لم يعطها الطبيب دواء لم يناسبها تسبب في فساد البويضات.
وتختصر أنهار القصة بعد ذلك وتقول «وفي يوم من الايام يتصل بي الدكتور مصطفى حسين من مدينة الخبر الذي كان عالجني في السابق في مستشفى خاص في جدة ويسألني سؤالاً بسيطاً، والسؤال كان: «هل جربت أخذ اسبرين الأطفال؟»، وكان الجواب لا. وعلى ما يبدو ان الدكتور حسين كان قد شك في سبب عدم ثبات البويضة المخصبة في الرحم، واعتبر أنه ربما قد يكون الدم يجري ببطء أو لا يصل. وهو ما يوضحه كذلك الدكتور «دان» حيث يقول «في هذه الحالة كانت حبة الاسبرين كافية لتسييل الدم الذي يغذي الرحم وهو أمر اساسي لنجاح الحمل». وأخذت أنهار حبة الاسبرين خضعت لعملية تحفيز لمبايضها مجدداً وخضعت للتحاليل وتوجهت للقاء طبيبها في الخبر، الذي أخبرها بأن مؤشر نضوج البويضات في تراجع وبالتالي فقد لا تحمل. * صبر وإيمان كانت الصدمة كبيرة خصوصاً وانها اكتشفت انها اخذت نفس الدواء الذي تسبب في فساد البويضات في الأردن. واستسلمت لمصيرها خصوصاً وانها المحاولة رقم 12، وبعد ان وصلت مدينة الخبر لإزالة البويضات، تفاجأ بأن طبيبها يخبرها بأن فحصه اظهر ان لديها 14 بويضة سليمة، والى الآن لا تعلم كيف حصل ذلك، وتقول: «ربما كان هناك خطأ في التحاليل». المهم انه تم تخصيب 4 بويضات وزرعها، احداها أصبحت فيما بعد «جنا». تبتسم الأم هنا وتقول: «حدث لي أمر آخر في تلك الفترة ساعدني على الاستمرار في الحمل»، وما جرى هو انها أصيبت ب«خراج» كبير في فخذها سبب لها حرارة مرتفعة. تزيد من ابتسامتها وتقول «شاءت عناية الله ان تتوجه الاجسام المضادة في جسمي لمحاربة هذا القيح تاركة الجنين ينمو في رحمي». تبقى 9 اشهر من القصة هي فترة الحمل، وكانت أنهار تشعر ب«جنا» وهي تنمو داخلها يوماً بعد يوم، وتشاهدها عبر جهاز الUltra Sound، وتقول: «هذه الاشهر مرت طويلة.. كسنوات»، لم تكن مصدقة انها حامل على الرغم من انها كانت تشاهد جنينها امامها. وحل يوم موعد الولادة، وكان أشبه بعرس من كثرة الزوار والمنتظرين... وولدت «جنا» وبدأت الأم تصرخ ما ان استيقظت طالبة رؤيتها، وما ان حضنتها حتى ترقرقت دموعها، لكنها كانت دموع فرح هذه المرة، فهي تمسك ب«جنا» وهي ما جنته نتيجة صبر وايمان امتد 20 عاماً. اليوم مرت السنة الأولى على ميلاد «جنا»، ووالدتها لا تزال تعاني من اعراض جانبية نتيجة العمليات والعلاجات الطويلة، لكنها تقول: «كل شيء يهون مقابل حياة هذه الطفلة التي أنستني كل ما مررت به من أول نظرة».
ولا يحرمنا من طفل يقول لنا كلمة ماما ونشوفه يكبر قدام عيونا يارب