- وأقول :
- **********
- 4- الحبُّ في بيتِ النُّبوة:
- 6- الحبُّ والدينُ والأخلاقُ:
- *****
- 7- الرضا والقناعة سرُّ الحبِّ:
- أيتها الزوجة:
- 8- هل الزَواج مقبرةُ الحبِّ ؟
- " راجعوا مقال سابق للقائمة بعنوان "الحبُ يبقى ولا يستمر "
- أي بيت مثالي للحياة الزوجية ؟
- *****
- 12- الغيرة مفتاح الطلاق:
2- حقيقة الحب:
يقولون :الحبُّ من أول نظرة ، والحبُّ عذاب ، والحب يصنع المعجزات ، والحب أعمى ، ومِن الحبِّ ما قَتَلَ ، والحبُّ يجعل الكهل فتًى ..
وأقول :
إنما الحب صفاء النفسِ من حِقدٍ وبُغضِ ، الحبُّ إخلاصٌ وصفاءٌ ونقاءٌ ، الحب الصَّادق بين الزوجين كالبحر له بداية وليس له نهاية ، الحبُّ وجدانٌ شعوريٌّ مُشترَكٌ ، وأمر لابد منه للإنسان .
لكن حذارِ ممَّا يُرَوَّج في الفضائيات وشبكات الإنترنت والأفلام عن الحب - أقصد الخيانة - الذي يصورونه على أنه لذة وشهوة عابرة وخيانة ومجون ، حتى وصل الحال إلى أنه إذا ذُكِر الحبُّ تتراءى في الخيال قصةُ عشقٍ وغرامٍ وخيانةٍ وزنا ، والحقيقة أن الله تعالى جعل هذه الغريزة لأهداف سامية ، وجعل لها آدابًا شرعيةً ، وأحكامًا فقهية..
وإذا ذُكِر الحبُّ ذُكِر "قيس" و"ليلى" و"عنترة" و"عبلة" ؛ لكن هناك فرقًا بين حبٍّ رباطه عاطفيٌّ أرضيٌّ شهوانيٌّ ، وحبِّ زوجين رَبَطَ بينهما شَرعٌ ربَّانيٌّ ، فحب الزوجةِ لزوجِهَا قُربَةٌ وطَاعةٌ ، أمَّا المجنونُ فلا يعرف إلا ليلاه ، يَحيى لها ، ويموتُ من أجلها ، فشتَّان بينَ حبِّ الزَّوجة لزوجها ، وحبِّ المجنونِ لليلاه.
3- علامات الحب: ِّ
من علامات حبِّ المرأةِ لزوجِهَا:1- تفضيله على كلِّ رجل رأته عيناها.
2- ارتفاعُ مكانته ، وعلوُّ مقامه في نظرها.
3- ثباتُ مكانته في قلبها.
4- احترامه وتوقيره.
5- حبُّ قربه ، وعدمُ الصبرِ على فِراقه .
6- حبُّ ما يحبُّ ، وبغضُ ما يكره .
7- إيثاره على نفسها ، وتقديم مطالبة على مطالبها.
8- حفظهُ في العِرضِ والنَّفسِ والمالِ والولدِ.
**********
4- الحبُّ في بيتِ النُّبوة:
وَضَعَ الحبيبُ المصطفى- صلى الله عليه وسلم - الأسس لبداية ودوام الحياة الزوجية السعيدة ، من تقديرٍ واحترامٍ ومودةٍ ومكارمِ الأخلاق ؛ ليعلم النَّاس أن في بيتنا حبٌّ ومودةٌ ومشاعرُ وأحاسيس ؛ ولكن العيبَ فينا.
هذا حوارَ النَّبي - صلى الله عليه وسلم- مع السيدة "عائشة" رضي الله تعالى عنها في حديث "أبي زرعٍ" الطويل ،إذ قال لها النَّبي - صلى الله عليه وسلم - في نهاية كلامها :
" كُنتُ لكي كَأبِي زَرعٍ لأُمِّ زَرعْ " يعني في الألفة والوفاء، فقالت عائشة - رضي الله عنها - بقلبِ العاشقِ المحبِّ لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " بأبي أنتَ وأمِّي .. لأنتَ خيرٌ لي من أبي زرعٍ لأمِّ زرعٍ ".
وأحاديث الرَّسول- صلى الله عليه وسلم - في حثِّ المرأةِ على التودد لزوجها كثيرةٌ لا تُحصى ، فَعن "أم سلمة" قالت :
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أيُّمَا امرأةٍ مَاتَت وزَوجُهَا عَنهَا راضٍ دَخَلت الجَنَّةَ"، وعنه - صلى الله عليه وسلم - قال:
" يَستغِفرُ للمرأةِ المُطِيعَةِ لِزَوجِهَا الطَّيرُ فِي الهَوَاءِ وَالحِيتَانُ فِي المَاءِ والمَلائِكَةُ فِي السَّمَاءِ وَالشَّمسُ والقَمَرُ مَا دَامَت فِي رِضَا زَوجِهَا ".
وعن "أنس"- رضي الله عنه – قال : جاءت امرأة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال لها : " أذاتُ زوجٍ أنتِ ؟ "
قالت نعم ، قال : " فَأينَ أنتِ مِنهُ ؟ " قالت : ما آلو إلا ما عجزت عنه .
قال - صلى الله عليه وسلم - : " انظُرِي أينَ أنتِ مِنهُ ؛ فَإنَّهُ جَنَّتُكِ ونَارُكِ ".
5- الحبُّ وحده لا يكفي:
العلاقة الزوجية قائمة على الحبِّ ، وهو الكفيل بأن يقضي على كل نقصٍ ، ويغطي كلَّ عيبٍ ، فإذا نقصت المودة أو ضعفت ، فإن شيئًا آخرَ يحفظُ الحياةَ الزوجية ، هو: الرحمة ، والعِشرة ، والأولاد د.
إن الزواج الذي يُبنَى على الحبِّ وحده لم يكن فيه خير، ولو أن المجنون تزوَّج "ليلى" زواج عاطفةٍ فقط ، بلا مراعاة للمصلحة وسنن الزواج لكان بينهما بعد ثلاثِ سنوات دعوى تطليقٍ !
إن هم المجتمعات الغربية من الزواج المتعة فقط ، فهي لا ترى في الحياة الزوجية سوى العشق والغرام ، وتتفكك فيها الأسر، ويلجأ الزوجان إلى المعاشرة الحرام ، لكنَّ هناك أهدافًا ساميةً للحياة الزوجية ، من أهمها :
- النسل وتربية الأولاد.
- إحصان الفرج وإتمام الدين.
- تعارف الأسر وتقاربها.
- *****
6- الحبُّ والدينُ والأخلاقُ:
الدين والأخلاق أمران متلازمان ؛ بل الدين أخلاق ومعاملة ، فليست العلاقةُ بينكِ وبين زوجكِ علاقةَ فِراش وجنس فحسب ، وإنما علاقة قلبين يربط بينهما التقدير والاحترام ، فالذي يحفظ الحبَّ ويصونَهُ الحنانُ والرَّحمةُ ، وحسن التعاون ، وإن أولى الناس بمعاملته بالحسنى زوجكِ .
إليك هذا الموقف : كان هناك زوجان في شُرفة المنزلِ في ليلةٍ قمراءَ ، فقال الزوجُ لزوجتهِ : هل رأيت جمال القمر ؟ قالت الزوجة : نعم ، فقال لها الزوج : أنتِ أجملُ من القمرِ.
انظري إلى هذا التَّناغمَ والتَّجانسَ ، وتبادلَ المشاعرِ، وحلوَ الكلام ، فما بالُكِ لو انعكسَ الموقفُ وأجابت الزوجةُ : نعم رأيتهُ ، وهل ظننتَ أنني عمياء ؟!
فماذا ستكون النتيجة؟
*****
7- الرضا والقناعة سرُّ الحبِّ:
ما رأيتُ نعمةً بعد الإسلام سوى القناعة والرِّضا بما قسم الله تعالى ، خاصةً في هذا العصر الذي زاغت فيه الأبصار، وتفتحت العيون من كلا الجنسين على كل ما هو حرام في القنوات الفضائية وشبكات الإنترنت والمجلات ، فالزوج يرى وجوهًا حِسانًا في كل مكانٍ ، فإذا دخلت المقارنات والمفارقات ظهر الجَزَعُ والصَّخب والحَسَرات ، فلا رِيَّ إلا بالحرام الذي يسيل له اللعابُ.
أيتها الزوجة:
إن كلُّ ممنوعٍ مرغوبٌ ، والنفس ذوَّاقة نَهِمَة ، وليس لها إلا الرِّضا والقناعة ، وإنَّ طول العِشرة يكشفُ العيوب ، ويصيب النُّفوسَ بالمللِ ، والطِّباعُ لا تتغير بسهولة ، ولا تتغير بالعناد والتذمر، والعلاج هو المصارحةُ والمُكاشفة من خلال حوارٍ هادئٍ ، والنظر إلى مَن هِيَ أقلُّ منكِ في الرزق، هُنا- وهُنَا فقط - تَملأ القناعَة حياتك ، ويعمُّ الرِّضا القلوبَ.
8- هل الزَواج مقبرةُ الحبِّ ؟
( الزواج مقبرةُ الحبِّ ) : مقولةٌ لأهل الشهوات والفِطَرِ المنحلَّة ، وهل المَثَل مقتبَسٌ إلا مِن المَثَلِ الغربي :
( أولُ أيامِ الزَّواج هو آخِرُ أيامِ الحبِّ )، وهذا المثل - بلا شك - يحكي واقعَ هذه المجتمعات السافرة التي تسبح في بحار الفوضى الجنسية ، وللأسف فقد سار على نهجهم وتربَّى على أخلاقهم الكثير من أبناء وبنات المسلمين.
إن الحقَّ ما قاله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "لَم يُرَ للمُتَحَابَّينِ مِثلُ النِّكَاحِ"، وإذا تأملتِ في الزواج وجدتِ أنه سَكَنُ نفسٍ ، وتفريغُ جنسٍ مقترنٌ بالحبِّ والمودة، وشعورٌ بالأمن ، وعدم الخوف، ودوام الأنس مع الزوج في كل حال ، وكل وقت ، ولا يتحقق ذلك في العلاقات الفاجرة العابرة الآثمة.
إن المودة الصادقة، والحب الحقيقي يتجلَّى بعد الزواج ، فأُنسكِ بزوجكِ ، وراحتكِ النفسية ، واجتماع قلبكِ على قلبه لا يدانيه أُنسٌ بعدَ الأُنسِ بالله.
9- لماذا تتغيَّر المَشَاعرُ ؟
كأني بكِ وأنتِ تسبحين بخيالكِ إلى الأيامِ الأولى مِنَ الزَّواجِ، وتعقدين مقارنةً بينها وبين ما أنت فيه الآن ، وتتساءلين :
أين هذه الأيام اليوم ؟ ألا يدور الزمان دورته ؟ لماذا تتغير المشاعر ؟
" راجعوا مقال سابق للقائمة بعنوان "الحبُ يبقى ولا يستمر "
صحيح أن لأيام الزواج الأولى أجواءٌ وظروفًا خاصةٌ تُعين على تبادل المودة والحب بين الزوجين ، التي لا يمكن - بحال من الأحوال - أن تدوم إلى مالا نهاية .
نعم المسئوليات والأولاد والمشكلات ، وكثرة المشاغل ، وتعرف العيوب ، كلها تؤثر على الحب ؛ لكن أن تتلاشى أو تصل لحدِّ الموت ، فهذا يحتاج لنظرٍ، فالحبُّ كالزَّرع يحتاج إلى رعاية وعناية ، لذا يُوصى بتعميقِ أواصرِ المحبَّة ، خاصة في السنة الأولى ، ليقوى عُودُها وتثبت كلَّما هبَّت علبها الأعاصير والعواصف.
10- الحبُّ والمشكلات: ُ
إن دوام الحبِّ لا يعني عدم وجود مشكلات ، فلابد من المواقف السَّاخنة في الحياة الزوجية ، إذ لا يخلو بيتٌ من مشكلات، وهذا طبيعي وفطري في الحياة الأسرية.
أي بيت مثالي للحياة الزوجية ؟
إنه بالطبع بيت الرسول - صلى الله عليه وسلم - ومع ذلك لم يخلُ من المشكلات والخلافات ، وقد نزل القرآن معاتبًا ومحذرًا لزوجات النبي- صلى الله عليه وسلم - فقال تعالى:
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلاً* وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الآَخِرَةَ فَإِنَّ اللهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا " (الأحزاب: 28-29)..
وقال تعالى : " إِن تَتُوبَا إِلَى اللهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلاَهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلاَئِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ * عَسَى رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِّنكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُّؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا " (التحريم:4 -5).
النبي- صلى الله عليه وسلم- عالج تلك المشكلات بالرفق واللين ، ولم تؤثر لحظة واحدة على علاقة المودة والمحبة بين زوجاته .. فعليكِ بالرِّفق واللينِ ، وإيَّاكِ والعِنَادِ والكِبرِ، فإنَّ الرِّفقَ لا يكونُ في شيءٍ إلا زانَه ، ولا يُنزَعُ مِن شيءٍ إلا شَانَهُ.
11- وسائل تنميةِ الحب:
من أهمَّ الوسائل التي تنمِّي الحب بينك وبين زوجك ما يلي :1- الرضا والقناعة أساس النجاح.
2- احذري نصائح النساء في طاعتك لزوجك.
3- احرصي على التقارب معه في وجهات النظر.
4- شاركيه في كفاحه وأفكاره.
5- سامحيه إذا أخطأ.
6- حافظي على هدوء البيت ونظافته.
7- لا تبحثي عن عيوبه، ولا تستغلي نقاط ضعفه.
8- حاولي أن تكوني أجمل امرأة في عينه.
9- إياك والغيرة فإنها قاتلة الحبِّ بل تدفع الزوج إلى غيرك .
10- ادفعي زوجكِ إلى النجاحِ.
11- صارحيه بما في داخلك ، وإياكِ والكبت .
12- احذري إفشاء سرِّه أو خطأه .
13- ساعديه على صلة الرحم.
14- لا تغترِّي بجمالكِ ومالكِ وأهلكِ.
15- ابتسمي للحياة، واجعلي البيت جنَّةً للزوجِ.
16- أحيطيه بالحب والحنان والعطف والرعاية المتكاملة.
17- لا تختلقِي النَّكد.
18- لا تنتقدي زوجكِ ؛ بل عالجي عيوبه بِصَبرٍ وحِكمة .
19- جددِّي حياتَه وحَاربي الروتين اليومي.
*****
12- الغيرة مفتاح الطلاق:
أيتها المرأة التقية والزوجة الوفية ، ترفَّقي في غيرتكِ على زوجكِ ، وعليكِ بالاعتدال في كل الأمور، فإن ذلك من تمام كمال الدِّين والعقلِ ، إن الغيرة إذا زادت عن الحدِّ صارت تُهمةً ، وأشعلت نارًا في قلبكِ قد لا تنطفئ ، وأوقدت نارَ الخصومةِ بينكِ وبين زوجكِ ، وأوغرت صدره .
" إنَّ الغَيرَى لا تُبصِرُ أسفَلَ الوَادِي مِن أعلاهُ " هكذا وصف المصطفى- صلى الله عليه وسلم- المرأة الغيرى ، فهي ترى بهواجس صدرها لا بعيون وجهها ، وترسل الكلام بلسانِ شيطانها لا بتثبُّت عقلها، فتنقلب الأمور على عقبها.
احذري- أيتها الزوجة - أن تشعلي غيرة زوجكِ عليكِ بأن تمدحي رجلاً أمامه ، أو تَصِفي أجنبيًّا في حضوره ، أو تُبدي إعجابكِ برجلٍ في ملبسه أو حديثه أو قُوَّتِه أو حُسنِ رأيه.
إن حماقة الغيرة تجعلكِ - لا شعوريًّا- تظهرين عيوبكِ ونقائصكِ شيئًا فشيئًا حتى يتبين الأمر لزوجك ، فيبدأ بالتحول عنكِ إلى مَن هي أفضلُ منكِ .. إنَّ الغيرةَ قبرُ الحياةِ الزوجيةِ تحفرينه بيديكِ ، وقديمًا قال "أبو الأسود الدؤلي" ينصح ابنته :
" إيَّاكِ والغيرة ؛ فإنَّها مِفتَاحُ الطَّلاقِ ".
أرجوا أختي المقدمة على الزواج أن تقرئي الموضوع بروية
أعيدي قراءته مرة أخرى
فلربما تجدين فيه بلسم الحياة الزوجية