- اهوالتحدي الذي يواجة الصحافة /? what is the challenge in n.p
- تحدث 2 الدكتور /اسامة حريري 42702881
- أشكال مقاومة إعلام السوق
اهوالتحدي الذي يواجة الصحافة /? what is the challenge in n.p
تحدث 2 الدكتور /اسامة حريري 42702881
تخدم وسائل الإعلام مصالح مالكيها، أصحاب الشركات العابرة للقارات. وهم حفنة من المحافظين على الوضع القائم، ولا يسمحون بأي خطاب نقدي، والمظهر الإعلامي الأبرز هو طوفان برامج التسلية، مسابقات الغناء والجمال والتصويت عبر الإسمس... يتوهم الجمهور أنه يصنع الحدث، يختار، بينما هو يزيد أرباح شركات الإتصال ويمول إعلاما تافها.
أشكال مقاومة إعلام السوق
على هذا الأساس، فالسلطة الرابعة فاعل أساسي ووسيلة دعاية للعولمة، أي أنها طرف في صناعة العولمة. لا يمكن لهذه السلطة أن تفسر أساليب اشتغال العولمة، لذا يجب ألا يتعرض الجمهور للإستلاب، عليه أن يقاوم.
لقد ظلت مهمة الصحافيين هي انتقاد السلط التشريعية والتنفيذية والقضائية، هي تقديم أداة للمواطن ليعرف وينتقد... هذه هي وظائف السلطة الرابعة، لكن منذ 15 سنة، فقدت هذه السلطة وظائفها مرحليا، لقد أصبحت السلطة الحقيقية في يد مجموعات اقتصادية يفوق وزنها ودورها وزن ودور الحكومات والدول. وتعمل هذه المجموعات على توجيه سياسات صندوق النقد الدولي والبنك العالمي ومنظمة التجارة... وفي هذا الإطار الجيو-اقتصادي، حصل تحول في الإعلام وصناعته:
اشتد احتكار الصحف والقنوات. حصلت ثورة رقمية دمجت الكتابة والصوت والصورة. لم تعد وسائل الإعلام في خدمة المواطن والمواطنة، تم وضع الإعلام والتسويق والدعاية والثقافة في سلة واحدة، لم تعد وسائل الإعلام تصحح اختلالات الديموقراطية، لم تعد تعمل كسلطة رابعة، والمثال الأبرز هو الحملة الإعلامية لإسقاط هوغو شافيز المتخب ديموقراطيا، وتبني إشاعة أسلحة الدمار الشامل وعلاقة صدام بالقاعدة، عندما تصاغ الأكاذيب جيدا، تبدو كحقائق... حاليا، يوجد ضعف تنوع الأخبار، تُبث وصلات إشهارية كوثائقي، تسكت الأحزاب عن الإحتكار الإعلامي بدافع المصلحة والخوف من الحملات المضادة، تعاونت وسائل الإعلام الأمريكية مع البانتاغون في حرب العراق ]إعتذرت نيويورك تايمز لاحقا، لكن العراق مازال محتلا[ تعامل وسائل الإعلام الحركات الإحتجاجية باحتقار... أمام هذا الوضع يتساءل إيناسيو راموني: كيف يتصرف المواطن وكيف يدافع عن نفسه؟
يجيب: يجب على المواطن أن يعمل لإنشاء سلطة خامسة، تلعب دور منظف البيئة الإعلامية من التلوث، لدحض الأخبار المدسوسة، لمقاومة تحالف الأوليغارشية مع الإعلام، لكشف الأكاذيب... ويقترح راموني تأسيس مرصد دولي للإعلام Observatoire international des média. وقد طرح هذا الإقتراح أول مرة في منتدى بورتو أليغري. يضم المرصد صحافيين وجامعيين ومستخدمي وسائل الإعلام وشخصيات عامة. يهدف إلى تمكين المواطن من مقاومة السلطة المطلقة لوسائل الإعلام، وذلك عبر تشكيل سلطة أخلاقية وإعداد دراسات وأبحاث حول تراجع مصداقية وسائل الإعلام. على أمل أن يوازن المرصد السلط الأربعة ويعمل على تحديد ومراقبة مدى الإلتزام بأدبيات الصحافة وحرية التعبير من مصادريها.
إضافة إلى هذا الإقتراح، يرصد كتاب آخرون أشكال اخرى من المقاومة، أهمها بروز صحف صغيرة مستقلة توصف أنها منشقة من طرف خصوم التعدد الإعلامي، تحاول تلك الصحف أن تمنح الإعلام طعما ولونا، تحاول أن تبرز تعدد الآراء، تتجاوز الصحافة المناضلة التي تحتج دون أن تخبر... تعمل على تعويض فقر المشهد الإعلامي وصمته عن الزبونية والفساد وعجزه عن التفسير والتحليل...
هذه هي الصحف المطلوبة، تلك التي تنشر أخبار حقيقية مما يساهم قي تقدم الديموقراطية، لكن هذه الصحف تتعرض للحصار بأشكال مختلفة:
1- تحرم من الإشهار، لأن المعلنين يفضلون الصحف التي لا تعلن عن لون سياسي معين.
2- تتعرض للحاكمات والذعائر بسبب تهم القذف لتركيع المنابر المزعجة. وقد صرح رئيس تحرير إحدى الصحف "إذا خسرنا الدعوى، خسرنا كل شيء، وإذا ربحناها لم نفز بشيء" ص82.
يلاحظ كاتب المقال ان الصحف المستقلة تحاول أن تكشف، تفضح، لكنها صحف هاوية لاتعرف جيدا كيف تسدد وتزعج.
لدعم هذا الخط المستقل، تأسست منتديات تناقش ملكية وسائل الإعلام، تطالب باستقلالية الصحافة وتهاجم الصحافيين الذين يمجدون الوضع السائد، وقد جلبت تلك المنتديات جمهورا كثيرا. لكن يجب على هذه الأصوات المحتجة أن تتقوى لترقى إلى مرتبة طرح مشروع إعلامي جديد، يجعل الإعلام في خدمة المواطن والمواطنة.
ثحدث 2 الدكتور/اسامة حريري 42702881
تظهر الصحافة المهنية-الجيدة في البلدان الديمقراطية أو تلك التي تمر بمرحلة تحول ديمقراطي اكثر من غيرها من البلدان التي تغيب عنها الديمقراطية او التحول اليها ولذا فان من اهم علامات العملية الديمقراطية تلك الاجواء التي من شأنها ظهور صحافة متطورة مهنيا.
واذا كانت حرية الصحافة ركنا اساسيا في المنظومة الديمقراطية بما تعنيه في جوهرها الاساس من اقرار بوجود التعدد والتنوع والاختلاف كحق انساني اصيل يجب صونه واحترامه فان الصحافة المهنية الجيدة هي انعكاس طبيعي لحرية الصحافة وليس هناك مظهر تعبيري لهذا التعدد اكثر من الصحافة الحرة والمستقلة نفسها.
ومهما بلغت جودة الصحافة في البلدان غير الديمقراطية فانها تظل قاصرة في الاضطلاع بدور مهني جيد قياسا بالبلدان الديمقراطية ذلك ان ما توفره حرية الصحافة من حقوق الإصدار الصحفي والتدفق الحر للمعلومات وامكانية الحصول عليها ونشرها واحترام حرية الراي والتعبير يجعل من الصحافة المتوافرة واقعا ملموسا قابلة للتقييم والتحليل فضلا عن اجراء مقارنة عادلة لمهنية الصحافة من عدمه غير ان ذلك لايعني بالمطلق الافتقار لامكانية التمييز بين اللونين حتى وان اختلف سياقهما المكاني والزماني,. فطالما توجد صحافة توجد المهنية والجودة او تغييب ولعل ماعنيته في مقدمتي السابقة هو ان حظ الصحافة المهنية الجيدة يكون اكثر وفرة كلما كانت هناك حرية وديمقراطية وربما أردت الاشارة الى الصعوبات والعوائق التي تواجهها الصحافة في عالمنا العربي وهي اشارة لاتزعم ان اعلام البلدان الديمقراطية كله على ذات الشاكلة من المهنية والجودة والتفوق او انه بلا شوائب وعثرات .
كذلك الأمر بالنسبة لطبيعة النظام السياسي ومدى احترامه لحرية الصحافة او كبحها فانه لايقلل من الحديث عن "تكنيك" التعامل الصحفي مع مايجري تناوله وما يتم انتاجه وتقديمه للجمهور من حيث مستوى المهنية والجودة بما في ذلك اعلامنا العربي والذي ان واجه خطوطا حمرا تؤصلها النخبة الحاكمة لنفسها كقائمة ممنوعات في ترسانة قوانين فانه قد لايواجه القدر نفسه في مجالات الحياة المختلفة وتغطيته للأحداث والوقائع المختلفة.
وبصورة مجردة فان الصحافة المهنية- الجيدة لديها ملامح واحدة تميزها عن تلك الرديئة والفاشلة بغض الطرف عن نطاق وبيئة عملها فمكونات العمل المهني في الصحافة كما غيرها من المهن تستند الى جملة من القواعد والاسس وربما النظريات والقوالب المنتظمة الا ان الصحافة تتجاوز ذلك بحكم انتمائها لجنس المهن الابداعية الى بلورة مهارات وقدرات المنخرطين فيها والتزامهم بالدور الاخلاقي لمهنتهم فضلا عن اخلاصهم في تقديم انتاجهم في قالب خلاق وجذاب.
وعلى الرغم من تنوع وسائط الصحافة من مطبوعة كالجرائد والمجلات ومسموعة كالاذاعات ومرئية كقنوات التلفزة الى وكالات الانباء و مايبث عبر "الانترنت" اوالصحافة الالكترونية ووصولا الى مابات يطلق عليه بصحافة "الموبايل" التي تقدم خدمة الاخبار والاخبار المصورة عبر تقنية رسائل الهاتف النقال …غير ان هذا التنوع لونظرنا اليه من زاوية مناقشة الصحافة المهنية لا يؤثر على المواصفات التي ينبغي ان تكون عليها لان الدور الوظيفي لوسائل الاعلام هو نفسه في جميعها ولايكاد الاختلاف يتعدى نوعية الوسيط المستخدم كتقنية وطريقة وشكل دونما اخلال بمبدأ مهنية المحتوى .
ان الاساس في الصحافة هو ماتقدمه للجمهور وهو ما يقود الى التأكيد على ان الكيفية التي يكون عليها محتوى الصحافة يشكل محددا جوهريا في مدى مهنيتها وبالتالي جودتها من عدمه.
واذا كانت وظيفة الصحافة –ضمن وظائفها الرئيسة- تقديم المعلومات والاراء المختلفة للجمهور حول مايجري حولهم اوما يشكل اهتماماتهم فان الصحافة الجيدة هي تلك التي تحترم عقل القارئ او المستمع او المشاهد وتوفر له المعلومات الصحيحة والجديدة التي تمكنه من تكوين صورة متكاملة عن الحدث او القضية, وفي سبيل ذلك فهي تلتزم بالدقة والحياد والموضوعية وعدم خلط الخبر بالرأي واعطاء فرصا متكافئة للاطراف المعنية بالأحداث لقول مالديها بشأنه دونما تدخل من المحرر اما من حيث الرأي فتتيح الصحافة الجيدة المجال للاراء المختلفة من الحضور ايا كان الاتفاق او الاختلاف معها وبهكذا التزام يمكن للمتلقي تكوين قناعاته ومواقفه وأرائه من تلقاء نفسه ودونما سلطة تدخل غير سلطته.
اننا امام محتوى الصحافة الجيدة نلحظ غزارة المعلومات ووضوحها واضافة الجديد والمفيد ونتعرض لخلفيات واسعه عن الاحداث من المعطيات والمؤشرات والارتباطات المعلوماتية والمعرفية ولانرى نحيازا لهذا لطرف او ذاك اواعطاء الاحداث اكبر من قيمتها الحقيقة وتهويلها اوالتقليل منها..وكل ما نشهده هو نقلها للاحداث والوقائع كما جرت فعلا دون زيادة او نقصان وكذلك نكون امام وعاء حاضنا للفيف الاراء المتباينة في المساحة المحددة للرأي دون محاباة اومجاملة.
والمؤكد ان الجمهور المتلقي لمحتوى الصحافة متعدد الاهتمامات والهموم والميول والاتجاهات وربما الثقافات ولذا فلا تغيب هذه الحقيقة عن الصحافة المهنية وقد صار التزام معايير الاداء المستقل هو من يجعل من الصحافة جيدة في ذاتها وفي خدمتها للجمهور ومحل تقديره واحترامه في حين يضيع كل ذلك اذا غابت المعايير المهنية المستقلة وخضعت الصحافة للمزاجية والاهواء الشخصية او تحولت الى ساحة لتصفية الحسابات تبعا للصراع السياسي او الاجتماعي وتجاذباته القائمة لاسيما في التناولات الخبرية.
ان الصحافة المهنية الجيدة لايمكن ان تعزل نفسها عن مشكلات وقضايا جمهورها وتلبية اهتماماته المتنوعة والاقتراب منه والالتصاق به على الدوام مايعني ضرورة قيامها بالتغطيات الخبرية من مواقع الاحداث وإجراء الاستطلاعات والتحقيقات الميدانية والتعرف المستمر على اراء المتلقين ومشاكلهم على ارض الواقع كما تهتم بتسجيل انطباعاتهم وارائهم فيها للتعرف على نقاط القوة والضعف في مسعى منها للظفر باكبر قدر من الجمهور لاسيما في ظل التنافس الشديد بين وسائل الاعلام المتكاثرة بسرعة وتوافر خيارات عديدة امام القارئ والمستمع والمشاهد.. ولذا تكرس الصحافة المهنية جهودها لمناقشة القضايا الحيوية والمشكلات اليومية التي تهم الناس كما لايجري مناقشة هذه القضايا بصورة عابرة وانما يسلط الضوء على مختلف العناصر المرتبطة بها وبما يكفي لتوضيح ابعاد الصورة كاملة غير مجتزئه.
الصحافة الجيدة لايتوقف نجاحها في كسر العزلة مع الجمهور عند هذا المستوى وإنما يجري إنشاء صلات عميقة تحقق نوعا من الارتباط المتبادل كنشر الصحف أراء القراء وعمل ركن للشكاوي او عمل برامج تفاعلية في الاذاعة والتلفزيون تمكن المستمع والمشاهد من قول رايه وبصوته ..كذلك تمكنه من الكتابه المباشرة في الصحافة الالكترونية كما هوحال التعليقات التي نقرأها للمتصفحين اسفل القصص الاخبارية او المقالات وهكذا تتيح الصحافة الجيدة مجالا لردود القراء والمستمعين والمشاهدين والتعبير عن ارائهم في مختلف القضايا سواء تم التطرق اليها سابقا او يتم طرقها من قبل المتلقين من ذات انفسهم لاول مرة وإضافة إلى ذلك تستقطب الصحافة الجيدة النجوم من الكتاب والمحللين والمثقفين ممن يحظون بشعبية لدى الجمهور من اجل الكتابة فيها واستضافتها و إجراء أحاديث معها فنحن نعرف ان الكثير من القراء او المشاهدين او المستمعين لديهم تفضيلات في الكتاب والنجوم والفنانين و يميلون احيانا لهذا الكاتب او المحلل ويعجبون بكتابات هذا او ذاك او تناولاته الصحفية.
في ذات الصدد تغطي الصحافة الجيدة انشغالات المتلقيين في حقول الحياة اليومية المختلفة من السياسية الى الرياضة الى الاقتصاد وغيرها من المجالات كما تلبي حاجاتهم للتسلية والمتعة كالبرامج والمواد الخفيفة والطريفة والغريبة الى الكلمات المتقاطعة والمسابقات وحتى التعارف واسعار البورصة وحركة الطيران واحوال الطقس والتهاني والتعازي في المناسبات المختلفة الفردية منها والجماعية…الى غير من ذلك من المواد والبرامج التي توثق علاقة الوسيلة بالجمهور وتحافظ عليها باستمرار وتجعله امام وجبة اعلامية دسمة متنوعة الأصناف والأشكال والأحجام ليأخذ منها مايشتهيه ويختار ما يناسبه وفي الوقت الذي قد يناسبه..
وعلى مستوى الأسلوب فالصحافة الجيدة تمتاز بتقديم قصصها مكتملة التفاصيل بما لايجعل بعض الاسئلة عالقة دون اجابة في ذهن المتلقي وهي تعتمد على اسلوب شيق وجذاب يقود القارئ او المستمع او المشاهد الى تتبع القصة حتى النهاية كما ترتب عناصر المادة طبقا لاهمية كل عنصر استنادا الى قاعدة الهرم المقلوب وبالذات في الاخبار بحيث يحتل العنصر المهم المقدمة وهكذا تتقلص الأهمية كلما اقتربنا من النهاية.
وفي الصحافة المهنية يجري نسب المعلومات الى مصادرها واحترام ملكية الغيرحتى انه يظهر الحديث والجمل المنسوبة لمصدر ما مميزا بعلامات تنصيص وتقويس عن سواها من الجمل الاخرى كي لايلتبس الامر عند المتلقي وإذا مانسبت قولا ما فانها تكون دقيقة في ذكر اسم صاحبه ولقبه او مسماه الوظيفي وصلته بموضوع المادة الصحفية.
وفي مناقشتها للقضايا المثارة او التي تجعلها محل اهتمامها فانها لاتسطح التناول وانما تقوم بعملية تتبع وتقصي وتمحص قبل النشر او البث بطريقة تعكس نموذجا للصحافة الاستقصائية الناجحة وعدم ابقاء جانبا من الصورة غامضا وبالتالي جدية ومصداقية التناول مدعما بالاسانيد والحجج وصولا للحقيقة التي ينشدها الجمهور ويتعزز بها ثقته بالصحافة.
ان اسلوب الصحافة الجيدة يعتمد على استخدام لغة مفهومة وبسيطة ليس فيها استعلاء او انحطاط او ذكر الفاظ ومصطلحات غير مفهومة تتطلب من المتلقي العودة الى مراجع او قواميس وحتى في المواد العلمية او التي قد تحوي مصطلحات وتركيبات غير مفهومة تقوم الصحافة المهنية بتفسيرها وتتحاشي الاكثار منها قدر الامكان.. ولاتلجأ الصحافة الجيدة الى الاثارة في العناوين او الصور بما يجافي ماهو قائم في نصوص المواد الصحفية لكنها غالبا ما تمتاز بعناوين جذابة ولافتة تحاول استقطاب المتلقي اليها والاستحواذ على انتباه .
ولاتكتفي الصحافة الجيدة في الأسلوب المتفوق في تحرير النصوص المكتوبة وإنما تضيف اليها العديد من عناصر التوضيح التي تتعدد وقد تختلف من وسيلة إعلامية الى اخرى مثل الصورة والكاركاتير والمؤثرات الصوتية والجرافيكس والإحصاءات والأرقام…الخ كما تعتمد إخراجا فنيا جذابا لمنتجها قابلا للتسويق ولفت الانظار كما تستخدم الصحافة الجيدة مختلف الفنون الصحفية لإيصال خدماتها الى الجمهور ولاتقتصر على الاخبار والتقارير بل تجري المقابلات والتحقيقات وقد تستعرض أبحاثا وكتبا وتبث إبداعات وتجارب إنسانية مختلفة الحزينة منها والمفرحة.
وعادة مايلتزم العاملون في الصحافة الجيدة بما يسمى مدونة سلوك او ميثاق شرف مهني يجعل ماينتج عن هؤلاء الصحفيون من مواد في مستوى عال من المسئولية تجاه الجمهور وهو محدد واضح لسياسة الوسيلة وطبيعة تعاملها مع المادة الصحفية وعلاقتها بالجمهور ولذا وعلى سبيل المثال لا الحصر يلزم الميثاق بتصحيح أي معلومة خاطئة جرى تقديمها للجمهور او اتضح لاحقا انها كانت خاطئة بل إنها تقدم للجمهور اعتذارا عن ذلك الخطأ كما تتجنب نشر اوبث صور مقززة لمشاعر الجمهور او تثير لديهم إحساسا غير محببا وكريها ويلزم ميثاق الشرف العاملين بعدم قبول رشاوى وهدايا او أموال..وكل ما من شأنه التأثير على محتوى المنتج الصحفي او تغييره باتجاه مخالف للحقيقة والتزامات الوسيلة أمام الجمهور.
وفي المحددات العامة تحترم الصحافة الجيدة القوانين واحكام القضاء وخصوصيات الافراد كما تبتعد عن التشهير والتجريح وازدراء الديانات والعرقيات والقوميات والطوائف والمذاهب او تحقير أصحابها كما تؤمن بقيم الحرية والديمقراطية وكافة حقوق الإنسان و العدل والنزاهة والمساواة والشفافية وإعمال القوانين في وجه المخالفات التي تنتهك الحقوق العامة او الخاصة للناس وهي لاتتقاعس عن أداء دورها كلما تتوصل الى اية معلومات تهم الجمهور .
ان محور اهتمام الصحافة الجيده هو الانسان في المقام الأول ولايتم الاعتبار فيها لاي شئ آخر أكثر من الجمهور والحقيقة كما لاتخضع للضغوط والابتزاز السياسية او التجارية او غيرها بغرض اغفال الحقيقة او تجاهلها وحرمان المتلقي من الحصول عليها, وحتى في الإعلانات التجارية فتراعي كل المعايير الأخلاقية التي قد تسمح لها بالنشر او البث اذا ما انسجم معها او العكس في حال تناقض مع هذه المعايير مهما كان المبلغ المقدم كبيرا, وتفرق الصحافة الجيدة وبشكل واضح وصريح بين المادة الصحافية والمادة الإعلانية المدفوعة الثمن وذلك حتى لايلتبس الأمر عند القارئ فلا يخلط بينهما.
ولئن كانت الصحافة الجيدة معنية بتقديم المعلومات والآراء والأفكار في قالب شيق وجذاب وواضح للجمهور يلتزم معايير الدقة والموضوعية والحياد وأخلاقيات المهنة وشروط العمل الاحترافية فإنها وبلاشك تعتمد على إدارة كفؤة وكوادر مهرة وهي تسعى الى تطوير مهارات وقدرات طاقمها الصحفي والفني عبر التدريب والتأهيل المستمر كما تحاول اللحاق بالتطورات التكنولوجية التي يشهدها مجال الإعلام حتى لاتظل في موقع تقني متأخر يعيقها عن تقديم خدماتها الإخبارية والاجتماعية والثقافية والمعرفية والتكوينية والترفيهية للرأي العام في ظل أجواء المنافسة.
ان نظرة واحدة لحال غالب صحافتنا في العالم العربي تجعلنا نقول ان الحاجة للجودة والمهنية ماسة وملحة وضرورية مثلما هي الحاجة نفسها للديمقراطية والحرية واحترام حقوق الإنسان.