- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول الشيف أسامة السيد إن كل ما يخاطب النفس والوجدان لا بد أن يكون فنا راقياً وحضاريا، بما في ذلك الطعام. فكما أن الفن «غذاء» الروح، معه يحلق الإنسان ويسمو بنفسه ويجردها من شوائب الماديات، فإن الأكل أيضا يمكن أن نرتقي به لنصل به للمفهوم الإنساني الرائع للفن، عوض الاكتفاء بالتعامل معه بالمفاهيم المادية والحسية التي تخرجنا أساساً من إنسانيتنا، وترمى بنا في دائرة الشره. ويؤكد أن خبراء التغذية ومعهم علماء النفس يوضحون دائما أن طريقة الأكل والدوافع لتناوله له أسباب نفسية واجتماعية يجب التوقف عندها قبل التمادي في الأكل. كما ينصحون دائما بالغذاء المتوازن على كل الأصعدة. فالاستغناء عن الإفطار الصباحي، مثلا، يؤدى إلى ارتباك اليوم كله، ولا يساعد على التركيز، بينما تناوله بكميات معقولة ومكونات متوازنة يضمن تحسن المزاج ويحفز الجسم ويساعد على التركيز ايضا. ويشير الشيف أسامة الى أن هذه الوجبة مهمة جدا لأنها الوجبة التي يبدأ بها كل واحد منا يومه، لكنه لا يلغي الوجبات الأخرى، بما فيها وجبة العشاء، التي يقول انها في العديد من بلدان العالم تعتبر من الوجبات الرئيسية، خصوصا أن ظروف العمل لا تسمح للعديد من الأسر حاليا بالاجتماع حول مائدة طعام الغذاء. يقول: «لوجبة العشاء طقوسها الخاصة، فهي وجبة تأتي بعد يوم طويل ومتعب، فلم لا نجعلها الوجبة التي معها يسترخي الإنسان وسط أجواء جميلة وخلفية نباتات طبيعية، ربما تساعده على المزيد من تذوق الطعام والاستمتاع به، وحبذا لو تخللها حديث يلخص اليوم كله تتشارك فيه الاسرة همومها وأفراحها، هنا فقط يكون الأكل خرج من مفهوم الحس، الذي يخاطب المعدة إلى مفهوم أكثر رقياً ليجعله إنسانيا. بعد رمضان الكريم، حيث نستمتع فيه قبل كل شيء بالتفاف كل الأسرة حول مائدة الطعام، يمكن ان نستمر في هذه العادة الجميلة، وأن نتخلص من بعض السلبيات التي غزت مجتمعاتنا وأيامنا العادية، مثل حمل كل فرد من أفراد العائلة وجبة سريعة في طريق عودته من العمل أو الجامعة ينفرد بها داخل حجرته، وعلى أذنه هاتفه الجوال أو «الأي بود»، فيأكل، بل ويلتهم الطعام، دونما وعي، واضعاً العلاقات الأسرية في آخر اعتباراته. فهذا السلوك المنفرد بعلبة كرتونية قد يؤثر على مفهوم الأسرة ومفاهيمها».
يوضح الشيف أسامة أيضا ضرورة الابتعاد عن تناول الطعام والإنسان في حالة عصبية، إذ «هنا يتحول الطعام لما يعرف «بالطعام التعويضي»، الذي من الصعب السيطرة عليه، والنتيجة معروفة: بدانة، عسر هضم، تقلب المزاج، اكتئاب وتأنيب ضمير. إذا استثنينا هذه السلبيات وأكملنا بعض العادات التي طبقناها في شهر رمضان الكريم، نكون قد حولنا الأكل لمعزوفة جميلة، هي الفن بعينه». لا شك في ان العديد من الناس حرموا انفسهم طوال شهر رمضان من الأطباق التي تتضمن الأسماك، لأنها لا تتماشى مع الصيام لما تسببه من عطش، لكن أيام العيد هي الأنسب للاستمتاع به
دمتن بخير
ويعطيك العافيه ياختي