- بالطبع نعرف الجدار الناري وما هي فائدته للحاسوب
- اما اليوم فسيكون موضوعنا حول الجدار الناري البشري ....
- ولكن ما نظير الجدار الناري في البنية النفسية والذهنية؟
- ثم، ما نظير الفيروس في البنية الذهنية - النفسية؟
- المقاول والخجل
- من يحدد قوانين اللعبة؟
- سلالة الفيروسات
- مثال 1 (فرض الحالة النفسية)
- مثال 2 (فرض القيم)
- ما العمل مع هذه الفيروسات؟
مرحبا اخواتي الفراشات
الم تفكري بعمل جدار ناري خاص بك يحمي قلعتك الخاصة من الخارج والداخل ؟
تمنعين بها تسلل واختراق كل انواع الفايروسات المحيطة بالبيئة من حولك ؟
قد يكون فايروس جسدي واخر عقلي .... وفي الموضوع سنرى مدى خطورة الفايروس العقلي او الذهني على الانسان
بالطبع نعرف الجدار الناري وما هي فائدته للحاسوب
الجدار الناري هو برنامج في الكمبيوتر مهمته الأساسية القضاء على أي فيروس يدخل إلى بنية الكمبيوتر الداخلية، والجدار الناري أو المضاد للفيروسات هو برنامج قابل للتطوير عبر الزمن فمن خلال الشبكة يتم يوم بيوم تزويد الكمبيوتر بمضادات جديدة للفيروسات مما يدلل على أن الفيروسات أيضا تتطور وتتكيف مع المحيط لتحافظ على وجودها.
اما اليوم فسيكون موضوعنا حول الجدار الناري البشري ....
إن نظير الجدار الناري في الجسد الإنساني البيولوجي هو جهاز المناعة ، وكما يعلم الجميع أن الفيروسات البيولوجية تتطور أيضا وتتعدد، ويخرج من الطبيعة في كل مرحلة أصناف جديدة من الفيروسات، غير أن جهاز المناعة في الجسد أيضا يقوم عبر الزمن بتطوير المضادات والمحبطات للفيروسات، ونستطيع أن نقول ان جهاز المناعة في الجسد يكتسب الخبرة عبر الحياة من خلال مقاومته لهذه الفيروسات.
ولكن ما نظير الجدار الناري في البنية النفسية والذهنية؟
ثم، ما نظير الفيروس في البنية الذهنية - النفسية؟
إن الفيروسات الفكرية هي ملفات ذهنية - نفسية تدخل إلى البنية النفسية - الذهنية عبر الكلام أو السلوك من الأشخاص المحيطين وتبدوا أنها أمور بسيطة لا تذكر، أو قد تكون مغلفة بشيء محبب لدى الإنسان، وما إن تدخل حتى تقوم بالنمو وفرض عمليات ذهنية أو سلوكية على الشخص.
على سبيل المثال فإن أحد الموظفين قد يقول لك: 'لا يهم أنت استرح وأنا سأقوم بهذا العمل عنك فأنا أهتم لأمرك'، وهنا إن لم تكن طبيعة العمل تقتضي التعاون فإن هذا الملف سيحمل من بين طيات شكله المحبب أمرا يقتضي بأن تقوم بعمل هذا الموظف لاحقا إما بإيحاء منه أو بطلب مباشر. ومثال آخر فإن كان هناك حوار عادي بينك وبين أحد معاونيك وكان رأيه أن: 'من الخلق الحسن أن يتغاضى المدير عن أخطاء الموظفين، وأنه ليس عليه أن يهتم بالأمور الصغير'. إن هذا الحوار رغم شيوعه ولكنه أدخل إلى الملف الذهني والنفسي للمدير مقياسين اثنين:
- الأول أن من الخلق الحسن التغاضي عن أخطاء الموظفين الصغيرة.
- والثاني أن مفهوم (الأمور الصغيرة) مفهوم بقي مفتوحا لدى المدير وبذلك فهو مفهوم سيأخذ معناه لاحقا من قبل المساعد.
إن المحيط الاجتماعي لنا، وبيئة العمل تعج بالملفات- الفيروسية التي تحيط بنا وهذه الملفات- الفيروسية المتناثرة حولنا إن لم نمتلك (جدارا ناريا) فإن كل هذه الملفات الذهنية - النفسية سوف تدخل لبنيتنا وتجري عمليات لا تتوافق معنا وبالتالي تشعرنا بالتشتت والقلق ومصدر هذين الشعورين هو اختلاف المقاييس والمرجعيات القياسية لدى المصاب، فعلى سبيل المثال فإن مرجعيات المدير ومقاييسه قد تكون أن من الملائم أن يحافظ الموظف على مهامه ويقوم فيها بشكل جيد وان الأمور الصغيرة هي التي تؤسس للأمور الكبيرة، غير أن المقاييس الجديدة التي دخلت عبر الملف الفيروسي هو أن على المدير ألا يدقق على الأمور الصغيرة وأن التغاضي فضيلة حسنة، إن اختلاف المقاييس والمرجعيات وعدم اتساقها مع المقاييس والمرجعيات لدى المصاب هي التي تجعله يحتار ويتردد وبالتالي يتشتت ويشعر بالقلق عند إقدامه لحل مشكلة ما.
إن المكافئ (للجدار الناري) عند الإنسان هو الانتباه والثقة بمرجعياته ومقاييسه الذاتية، وإن أي عملية لتغيير هذه المرجعيات والمقاييس إنما تتمم من خلاله نفسه دون أن يخضع لإيحاء خارجي أو يقوم بتغييرها بناء على رأي خارجي إلا بموافقته وهو منتبه ومتيقظ لهذا التغيير.
أشياء صغيرة ولكنها تزعجني
فيروس الإنفلونزا:عندما تسمع هذه الجملة من أحد الأشخاص 'أشياء صغيرة ولكنها تزعجني' اعلم أن هذا الشخص مصاب بفيروس أو أكثر من الفيروسات الذهنية - النفسية.
إن مصدر القلق والتشتت في الشكل الظاهري أشياء صغيرة. والحقيقة إن تحدثنا إلى أي عامل حول الأمور التي تزعجه، فأول ما يصف الأمر بأنه أشياء صغيرة ولكنها تزعجني.
وفي حقيقة الأمر أن هذه الأمور الصغيرة نادرا ما ينتبه لها الشخص أو يدركها ولكنها تلج إليه مثلما يلج فيروس الانفلونزا أو أي فيروس آخر. لذلك من الضروري أيضا أن يوضح الشخص نمط قيمه ومقاييسه للآخرين ومعرفة وتفهم قيم ومقاييس المحيطين به.
من أكثر الفيروسات الذهنية- النفسية انتشارا هي الابتزاز العاطفي، إن هذا الملف يدخل إلى الحيز الذهني - النفسي من خلال رسائل المحبة والود والصداقة وما شابه ذلك من الرسائل ولكنها تحتوي في داخلها على برامج تحيل الشخص المصاب إلى تقديم المقابل أو أكثر من المقابل. وأشكال وصول هذا الفيروس كثيرة جدا فمثلا:
'إن أخي - من المؤكد- يحبني ولكنه يرهقني بمصروفه، ولكنني في حيرة من أمري هو دائما يظهر لي الولاء والمحبة لكنه لا يعمل أبدا، وأنا لا أستطيع بعد كل هذه المحبة أن أرفض له طلبا، لقد قلت له مرارا أن يعمل غير أنه ملول، ولا يبقى في أي عمل أكثر من أسبوع، لقد حاولت مرارا أن أصارحه القول غير أن هناك نزاعا وصراعا في داخلي يمنعني من هذه المصارحة، فأنا أحس انني لو صارحته بالأمر سأبدو أمامه وأمام نفسي بأني أخ غير جيد وإنني مادي ولا أهتم إلا لمصلحتي'. من المؤكد هنا اننا أمام فيروس 'الابتزاز العاطفي' لأن نظام القيم والمقاييس عند المصاب يتصارع ومصدر هذا الصراع هو اختلاف حدي بين القيم والمقاييس فمنها من ينحو باتجاه المصارحة والوضوح وتحقيق المصلحة الشخصية، والآخر ينحو باتجاه الغموض والتستر عن الأمر بدعوى الإيثار والعائلية وهاك مثال آخر:
المقاول والخجل
عندما يقدم مقاول لمسؤول استشاري أو مراقب الكثير من رسائل الاحترام والود وربما الهدايا، فإن المراقب إن لم ينتبه (الجدار الناري) إلى هذه الرسائل وأخذها وأدخلها إلى حيزه النفسي فإنها ستجبره لاحقا أن يقوم بإعطاء المقابل لهذا المقاول عن طريق إما غض الطرف عنه أو تحمل تجاوزاته، وإن فكر المراقب بأن يحاسب المقاول على التقصير فإنه سيحس بأن هناك كابحا نفسيا له يجعله خجولا من القيام بهذه المحاسبة وسيشعر بشعور من الإثم وبأنه إنسان ناكر للجميل وشرير.
إن الابتزاز العاطفي هو إذا بالجوهر سرقة للمشاعر الإيجابية من الشخص بطريقة ملتوية من خلال طرق متعددة أهمها أن يوضع الشخص تحت دين عاطفي يقدمه الآخر دون طلب منه.
من يحدد قوانين اللعبة؟
إن قوانين اللعبة هي القواعد التي تبنى عليها العلاقة والتواصل بينك وبين الآخرين، ولكن ضمن السياق الذي نوهنا إليه من الذي يضع هذه القوانين؟
فعليا إن الفيروسات النفسية الذهنية تقوم بغرس القوانين المسيرة للعلاقة بين الشخص والآخر لذلك فإن هذه القوانين تحدد لاحقا مجمل السلوكيات التواصلية بين هذين الشخصين، وإن ولوج قوانين الشخص الآخر لبنيتك النفسية ستجعلك تتصرف وتسلك مسالك متوافقة مع هذه القوانين، وإن جربت أن تسلك سلوكا مختلفا فأول من يحتج عليك ويعتبرك خارجا عن القانون هو أنت بالذات ، لذلك فإن الانتباه والتيقظ (الجدار الناري) هو الحامي الذي يحافظ على قوانينك الخاصة لكي تلعب لعبة التواصل مع الآخرين وفقا لأولوياتك وقوانينك أيضا وفقا لما تقتضيه العلاقة الموضوعية مع الآخر أي وفق القوانين العامة الناظمة لعلاقات من هذه الشاكلة.
سلالة الفيروسات
من المؤكد أن الفيروسات الذهنية النفسية متعددة وكثيرة ولا يمكن لنا بحال من الأحوال أن نستعرضها جميعا ولكن في عموم الأمر فإن كل الفيروسات إنما تنقسم إلى سلالتين اثنتين بشكل أساسي السلالة الأولى، تلك الفيروسات التي تسعى إلى فرض حالة نفسية متوافقة مع حامل الفيروس، أما السلالة الثانية فهي التي تسعى نحو نقل قيم الشخص الناقل للفيروس على الآخر وهاكم مثالين عن كل سلالة من السلالتين:
مثال 1 (فرض الحالة النفسية)
كأن يأتي شخص بشكل دائم لكي يحملك همه، وينقل لك بشكل متواتر مشاعره السلبية (الحياة لا تطاق، أنا أشعر باليأس والإحباط إن الحياة مملة لا شيء جديد يمكن أن يفرح الإنسان......الخ). لنلاحظ هنا أن الحالة النفسية السلبية للمرسل سوف تنتقل بفعل العدوى إلى المستقبل، وفي نهاية الحوار لو أنك راقبت نفسك سترى أن مشاعرك كلها قد أصبحت سلبية وحالتك الجسدية مترهلة وقد تشعر بتعب وإرهاق شديد وإن حاولت وذهبت لترى صورة وجهك في المرآة فإنك ستلاحظ ما تأثير هذه العدوى الفيروسية عليك، هنا نحن أمام فرض الحالة النفسية على الآخر.
مثال 2 (فرض القيم)
وهي من قبيل (على الإنسان ألا يعمل بإخلاص فلا يوجد تقدير إن عمل أو لم يعمل، أنا سأقوم بعملك فلا تقلق، لا تبادر ضع رأسك بين الرؤوس وقل يا قطاع الروس...... الخ)، لنلاحظ هنا أن الفيروس احتوى في داخله مجموعة من القيم ما إن تتفاعل مع الشخص المستقبل حتى تتربع هذه القيم بين قيمه وتؤدي لاحقا -إن كانت غير منسجمة مع نظام قيمه - إلى صراع وقلق لحظة وصوله إلى خيار بين طريقين أحدهما يمثل قيمه والآخر يمثل القيم الدخيلة.
ما العمل مع هذه الفيروسات؟
كثيرا منا يود أن يعرف الحل عندما تعرض مشكلة من المشكلات، لا بل إننا نريد الحل بسرعة كي نختصر الوقت والجهد والتفكير، والحقيقة أن هذه السرعة لا تكون دائما موفقة لأنها تحرمنا من متعة البحث والتنقيب، كما تحرمنا دهشة الاكتشاف، لذلك فإنني ساؤجل عرض المهارات التي تفيد في منع دخول الفيروس إلى بنيتنا الفكرية الذهنية إلى موضوع اخر
دمتن بخير