جروح الخيانه

هل لديكم وقت أحبتي لسماع قصتي ....
هل لديكم حبر كاف للتكلم عن صفحتي ....
هل ستتنازل عن كبريائك أيها القلم وتهتف لي ...
إنها مأساة وقت ..
وترانيم قلم ..
وحياة إنسان هو أنا ...
إنني شخص عنيد ,, فريد ,, ولكنني لم أكن انوي أن أكون شريد
بحبر قلمي وبفرشاة مرسمي ...
رسمت وجه حبيبي على ورق أبيض
وبعود شجرتي وخفة يدي ...
نقشت وسوم فاتنتي على رمال الثرى والشاطئ
أيها الليل ..
هل تذكر كم تقاسمت معك لحظاتك ,,
وكم جالستك وسامرتك وكم تناولت معك عشاءك
فكنت تغضب مني وتصرخ لماذا لا تنام ؟؟
لم يبق على الأرض أجمع من ينظر إلي ويتأمل
في وجنتي إلا أنت أيها المجنون ؟؟
فأهمس لك بتلك الشحنات الدافئة لترى من كنت أتأمله
بين وجنتيك ومن كنت أسامر وأسافر معه في صفحتيك
أيها النور ...
أخبرهم ماذا كنت أقول لك عندما أدنو منك
وأنت تركض وتركض وتنظر وراءك
فتجدني بلا نفس وبلا تعب قد أرهقني ركضك السريع
وأعيتني نظراتك الجارحة المسمومة التي تفتك بقلبي وعقلي معا
إنها أمسيات فاتنة لم أكن انوي أن تحفر عمقها فوق تربة قلبي الطاهرة ...
كل ذلك وأنا أبحر عبر محيطات الحب !!
لأتجول بحثا عن من فتنت قلبي وعقلي
فتتوارى لي على هيئات مختلفة ..
عندما انهض في ذلك الفجر الخافت لأغسل وجهي
من ماء المحيط وأنا مبحر به وأنظر الى الماء تحتي
أرى وجها يشع نورا وجسما يهطل سورا
فأتعجب وأقول من هي يا ترى ,, إنها فاتنتي
فأصرخ
يا أيتها الحبيبة ؟؟؟
كفاك فقد أشعلت قناديل وشموع حبك في قلبي ..
تعالي وقولي لي من أنا ..!!
فأنا لا اعرف من أنا .....؟؟
لقد فقدت ذاكرتي ولن يعيدها إلا أنتي ...
تعالي واصرخي بوجهي أنت من أنت ...؟؟؟
وفجأة إذا بصوت قادم من أمد بعيد ,,
لحظات من السكون قد اندرجت بالمكان ,,
فجأة توقفت الدنيا !! وإذا بصرخة جميلة يحن لها الجبل ,,
وتتهاوى معها الرياح ,,
وبينما أنا انتظر وصولها إلي كنت قد تعثرت بين مياه المحيط ,,
وفجأة ,,
ها هي الكلمات قد أتت ...
توقف عقارب الزمن ..
وتحجرت أسماك القرش عن ملاحقة فريستها ...
وها هو الحوت قادم يحمل تلك الصرخة التي تعثرت لها
..
يا للمصيبة ؟؟
إنها فقط كلماتي السخيفة وصرخاتي البعيدة ,,
قد لفظتها الجبال والكهوف فأعادها صدى الصوت إلي
لتقتل ما بي من شوق وحرمان
..
كنت هناك في ظهر ذلك المركب أشعل النار لي
في برد قاس في فوج ليل قارص ...
وهطول المطر وشحوب الرياح تغمر قاربي ومركبي
فلا تسمع إلا طأطأة ظهري وفرقعة عظامي ...
كنت حينها أتذكر حبيبتي تدفئني بجسمها الساحر ..
كنت أرى نفسي معها بين حدائق الدنيا المعلقة
في جوف الحب الحنون ..
كنت أرى نفسي اركض خلفها وهي تهرب مني
مبتسمة فأمسك بها واقبل شفتيها
وانظر إلى عيناها فيزداد جسمي دفأ ودفأ ...
أتعلمون شيئا ...؟؟
لقد أخطأت وانتحلت شخصية منسقة
فزاد البرد علي وتهاوى جسدي ضعفا ووهنا
وبينما أنا كذلك ,,
قد أرهقتني رياح الخماسين الموسمية المحملة بغيوم وسحب داكنة ..
إذا بمخرج من هذه الفجوة ,,
قد أظهر الله لي الرحمة والشفقة
إنه رحيم بعبده المسكين ...
وفي وسط حرارة مذهلة ..
كان جسدي يحترق لهبا بسببها
إذا بجسدي المتهالك يستفيق من نومه ..
يا الله إنني حي ارزق ولكن أين أنا ..؟؟
جسد عاري تماما مرمي
على رمال صحراء
لا ماء ولا بحر قريب منها ..
أترى هل أتي المارد وأخذني إلى مكان آخر ؟؟
أم أن الأرض ابتلعت الماء في جوفها ... ؟؟
حينها أدركت أنني في سحر وعالم آخر ..
أخذت بالمشي متهاويا مرة أسقط وتارة استيقظ نشطا
وفرحا و متحاملا وصابرا
لأنني كنت أرى سراب
حبيبتي يناديني بين كل لحظة وأخرى ...
ها هي حمامة الزاجل F
تقف وفي يدها رسالة ...
إنها من حبيبتي بالتأكيد
وبينما أنا أهم بقراءة
الرسالة ؟؟
نظرت سريعا إلى مرسلها
وإذا هو صديق لي ..
يخبرني أن حبيبتي قد انتقلت إلى رحمة الله ..
ويجب ان استعجل العودة لكي اقبر مثواها الأخير بيدي ...
انهمرت الدموع وسالت الوديان ..
فاحتشدت جميع الكائنات في الصحراء تعزيني في حبيبتي ...
مرت ثلاث ساعات
وأنا بحال يرثى لها
وفجأة خطرت لي مخاوف أخرى
ماذا لو كان صديقي هذا يريد حبيبتي له ..
سوف ألحق وارى بأم عيني ما يجري ..؟؟
ووسط عنفوان كبير من الأمل والتحدي ..
قطعت الآلف من الأميال ركضا ومشيا وحبوا ..
لكي أتنازل عن حقي الشرعي وأجد حبيبتي تنتظرني ...
وصلت
إلى المكان المطلوب ...
وبسرعة مثل البرق ركضت ..
الى ذلك الكوخ الذي كنا نتواعد به ..
وقطفت أجمل وردة كانت هناك ...
ولكنني استغربت .. !!
لماذا الشوارع ليست مزدحمة بالسكان كالعادة ..؟؟
لماذا هذا السكوت والصمت الذي يخيم بيتنا الكبير ..؟؟
وفجأة ..
إذا بعربة يجرها حصان كبير ..
أسود كأنه الليل إذا تعسعس
توقفت العربة بعد أن ابتعدت عن طريقي قليلا ..
وانفتح الباب ..
نزلت أحد جيراني وهو لابسا ثوبا جديد ومتعطر بأجمل العطور
وفجأة
ادخل يديه إلى العربة ليساعد أحدا على الارتجال من داخلها
كانت فتاة مرتدية ثوبا ابيض ..
لالا انه فستان عرس
وإذا بها تنظر إلي وتضحك ..
إنها حبيبتي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لالالالالالا
ليست هي مستحيل أن تكون هكذا
وفجأة تتهادى على مسامعي كلمات
كيف حالك يا صديقي الغالي !!
يالله !!
لالالالالالا
انه حلم .. ؟؟
استيقظ يا سيدي فلم يعد كذالك ..
عندها كتمت نفسي وأجبت
لست بخير يا حلوتي
لست بخير
ارتحل الاثنين من أمامي مخلفين جثة هامدة
تدب فيها ذكريات الماضي
ذكريات كنت اغسل وجهي بمائها
وأعطر ثيابي وملابسي من وردها ورحيقها
وأتناول الطعام من موردها وبستانها
يومين تنقضي
وأنا طريح لفراش كنت قد وضعته في ذلك الكهف
يومين ويومين بلا حركة ولا بركة ..
وفجأة تصرخ أناملي وعيوني و نبضات قلبي
دعها تعيش حياتها تلك الخائنة
خانت ألحانك العذبة وهمساتك الوردية
خانت قبلاتك التي غرستها في شفتيها دون أن تلمسها
خانت كبريائك و نشوتك و شعورك لها
خانتك يا قلبي خانتك فلا تحزن ولا تيأس
سيعود لك زمن تناضل من أجله
وستظهر لك حبيبة تفديك من نصره
وستتوارى فاتنتك وخائنتك بين أقفاص السجن مع من خانتك من اجله
لا تيأس انك ملك وهي مجرد سارقه
تسرق كل يوم قلبا وحبا دون أن تبالي بمن سرقته
تعال وسترى أن الدنيا كفاح ..
ونضال وصداقة وسفر فلا تتناسى من أنت ...
أتريد أن تعرف من أنت الآن ...؟؟
أنت من كل النساء يصبحن عاريات ..
على سريره فيلبسهن ثيابهن حبا وحشمه ..
أنت من سافرت وكابدت وعانيت ..
من أجل حب كان من طرفك فقط ..
أما هي فلا تستحقه ..
أنت حبا ناصعا ابيضا مساهما ..
في شركات العشق والعشاق ..
الحب والأحباب ..
النور والإعجاب ..
خوني وافعلي ما شئت
فلا عربة ستجرك بعد اليوم إلي ..
ولا حصان اسود سيتوقف عند محطتي ..
تذكرت الآن لماذا تلك الرسالة التي أتتني من صديقي ..؟؟
نعم لقد انتقلتي إلى رحمة الله بالنسبة لي
وقد دفنتك وحفرت مثواك فلا تستغربي كل شجوني وظنوني ...
صدقت أيها الصديق حان الوقت
لأستعيد حياتي
أتعلمون شيئا ..؟؟؟
قد مات الحصان الأسود
وتحطمت العربة جراء حادث كبير
سقط على إثره جاري قتيلا ..
بينما أتت تلك الخائنة إلى كهفي
ظنا منها أنني غبي وسأعود إليها ..
أتت وهي ممزقة الثياب ملوثة المظهر ,,
تظهر من وجنتيها بعض الغبار المتراشق من شفتيها ...
أتعلمين أنتي شيئا ..؟؟
قد أعود إليك ولكن ليس بعد الآن أيتها الخائنة
لأنني لست ثملا ولست وحيدا ..
اتمنى تعجبكم