- وقال:انتي الان ابنه اخي المرحوم احمد فهمتي؟
كان يوما عاديا كاي يوم من ايام القدس الصامدة,بضع مناوشات وبضع طلقات رصاص صداها ملئ الاجواء وهدوء مرشوش على نسمات الربيع القادمة من الجنوب....
يومي يبدأ في السادسة صباحا اصحى اساعد ابي بدخول الحمام واغير لة ملابسة واعمل الافطار لي ولاخوتي الثلاثة كان يوما عاديا كاي يوم ...
ونحن معا بطاولة الافطار مجتمعين احدهم ضرب الباب بقوة وهما اخوتي بالنهوض والهرب ولكنهم دخلوا بسرعة وهشموا باب احلامنا واطلقوا النار في كل مكان كان صوت الرصاص كصوت عصفور يغرد تعتاد علية يحملك على كفنك الابيض شهيدا حبيبا لله
استشهد اخي الاصغر وهم يدخلوا حاولت ان احمل ابي وكنت صغيرة لم استطع حملة وحملة اخي الاكبر وظل اخي الاوسط يصرخ
يصرخ بقوة
اهربي جهاد
الله اكبر عليكم
جهاد اهربي
الله اكبر عليكم
اهربي جهاد
هربيت وركضت الى الباب الخلفي اخبروني انه للاوقات الضرورية لم اكن اعلم قبلها ماهي الاوقات الضرورية
وبيومها علمت.....
قبل ان اخرج من الباب التفت الى الخلف رايت رجلا بنظارات سوداء وابتسامة بلهاء وشامة سوداء على خدة الايمن وعكاز يرتكز علية يضع مسدسا بفم ابي المقعد ويقول: قلت لك موتك على يدي
كان اخر شيء رايته وركضت وسمعت صوت 4 طلقات رصاص
ظللت اركض واركض واركض
وركضت معي ايم عمري رغم انني بالثامنة من عمري ادركت ان من قتل ابي واخوتي يجب ان يقتل
وقتها قطعت عهدا ع نفسي ان اعود لقريتي الصغيرة وانتقم لكل فلسطيني استشهد ولكل زوجة رملت ولكل طفلة يتمت
مرت الان 11 سنة وعمري اصبح 19 عاما في ذلك اليوم وصلت الى منزل اسرة طيبة تدعى بيت العم عبدالله بقرية مجاورة لقريتنا لقد ظللت اركض ليومين الى ان وصلت اليهم لم اخبرهم من انا
خفت نعم خفت فلم اتكلم
ووصلت الانباء عن استشهاد المجاهد ياسر واولادة الثلاثة بوضح النهار بمنزلهم وهروب ابنتهم جهاد نظر الى العم عبدالله
وقال:انتي الان ابنه اخي المرحوم احمد فهمتي؟
ومن يومها اصبحت ابنة المرحوم احمد ودعيت يارا ورباني في منزلة وبعد عده اعولم توفي العم عبدالله بسبب الفشل الكلوي المصاب به
ولم نقدر ان نعمل له شيئا فالقوات الصهيونية منعت التجوال كان للعم احمد 8 اولاد و3 بنات انا احدهم تزوجت بناته الاثنتين وستشهد اثنين من اولادة وهاجر واحد وبقيت انا ونضال وسمير وعلي واثنان هربوا للاردن اما امهم فهي ساكنة مع احدى بناتهاوزوجها وانا قررت ان ابحث عن الانتقام للوطن ولابي ولاخوتي وللعم عبدالله واسرتة
كان الذهاب الى الحرم القدسي للصلاة حلم يرافق اعيننا
انا ونضال ابن العم عبدالله مخطوبين وفي احدى المرات كنت اتبضع لشراء بعض الملابس للزواج وبالطبع لم اكن مخططة لما سيحدث يومها كنت بشارع بيع الاقمشة وسمعت الناس من حولنا يقولون دورية دورية
وكان هناك جماعه من العدو قادمون نحو الشارع فهممت بالرحيل وسلكت طريق مختصر ولكن ذلك الصوت ذلك اعادني للوراء.....
ونظرت للخلف كان رجلا بنظارات سوداء وابتسامة بلهاء وشامة سوداء على خدة الايمن وعكاز يرتكز علية ............
نار اشتعلت بداخلي
لقد جاء
لقد جاء اللي بقدمة وعكازة
لقد حفر قبرة بيدة فلحقت بهم بهدوء
بدون اثارة شبهات انتظرت ان يقتسموا
بقي هو واثنان اخرين
وعندما وصل الى ذلك الدرج قال : اصعدوا انتم واتوا بذلك الوغد سانتظركم هنا
صعدا كليهما للشارع الاعلى
نظر للخلف فراني...
وقال: اذهبي ان لم ترغبي ان تتورطي
تقدمت منه بخطوات ثابته قلت: قلت لك موتك بيدي؟؟؟؟؟؟
اهتز وحاول ان يطلع مسدسة فاخرجت مسدسي من جيبي لم يعلم ماالعمل وقلت: اتذكر لمن قلتها؟
قال وانفاسة تتسارع:اظن انك تظنينني شخص اخر
قلت بحزم: لا تقلق انت من اظن
قال: عزيزتي
قلت :اصمت لقد قتلت ابي واخوتي الثلاثة
قال باستغراب واندهاش:جهاد
قلت : نعم جهاد ياسر مصطفى فاكرهم انت قتلتهم كلهم
غريب ماحدث
شعرت بهدوء وسكينة ملئ كل جزء من جسدي وراحة...
وارتخت كل عضلات جسدي وضغطت الزناد 4 طلقات.........
بيد ثابتة وعين سالمة وقلب مومنا
جاء الدعم ركضت ركضت
سمعت صوت اخي
اهربي جهاد
جهاد اهربي
اهربي جهاد
عده طلقات اخترقت جسدي
جسد اهلكه الزمن
برودة كل اطرافي
ولم اشعر بالندم
ووقعت بالارض
رايت باخر الطريق ابي اخوتي العم عبدالله وولديه
كلهم يبتسمون وابي يمد دراعية ليحظنني
واستشهدت جهاد وشيع جثمانها عرس للقاء ربها
.
وسوف تقدم هذه الارض الطاهره كل زكي ونفيس حتى تخرج كل نجس منها
بقلمي ارجو ان تنال اعجابكم ولاتحرمونا ارائكم