- حبيبتي قولي معي وداعا جراحي
حبيبتي قولي معي وداعا جراحي
لدي رغبة عنيفة في ركل العالم....... طارق ألا تشاركني هذه الرغبة؟؟؟؟ قلت له ساخرا: شخص عظيم مثلك لا ينبغي لقدمه أن تلامس عالما بهذا القبح ما رأيك أن تفجره عن بعد ثم تستمتع بمنظر أشلائه وهي تطير في الهواء أليس هذا ألذ لقلبك؟ نظر لي بغباء وكأنه يقول ما الذي يرمي إليه هذا الأبله..........
ساد الصمت بينا لثواني معدودة...... وفجأة أخذ مذكرتي وأخذ يردد ما فيها بصوت عالي وبأسلوب تهكمي لاذع وأخذ يقول: أولى خطوات تحقيق الحلم الاستيقاظ منه.....الفشل بداية النجاح......... ثم التفت إلي وهو يحاول أن يكتم ضحكاته قائلا: طارق عباراتك المعتوهة هذه تذكرني برواية الأحمق باولو كويلو فهي بعيده كل البعد عن الواقع ومع هذا يشعر انه قد امتلك العالم بها.............. قطع حديثه نظراتي الهادئة وصمتي الذي أحال وجهه الضاحك لوجه اتسم بالجدية قال لي: أنت لما تنظر لي هكذا........................................ قلت له: إنها مريضة.... جريحة... تلفظ أنفاسها الأخيرة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لا أعلم حينها لم شعرت بأنه قد تحول لأكبر علامة استفهام بالكره الأرضية قلت له: أحلامك هي المعنية بحديثي.......ألا ترى كم هي شاحبة.. أنصت لها جيدا وستدرك كم أنت مجرم بحقها راقبها وهي تزور أطلال حنينك بين الحين والآخر.. عزيزي حسام أتسمح لي باقتحامها أعلم جيدا أن تلك الإمبراطورية التي شيدت من أحلامك وخيالاتك هي سرك العميق الذي لا يشاركك به مخلوق في هذا العالم........لكن....................تخيل معي الآن أنك ذلك المخترع البارع....أليس هذا ما كنت تتمناه؟؟ هذا الحلم الذي داعب خيالك كثيرا بعمر الطفولة............................ أخذ ينظر لي وكأن تعابير وجهه تحكي لي حزن عميق.... ابتسم بألم وقال: فاشل مثلي لا يصلح لشيء... شاب غبي مثلي يحمل شهادة بنسبة مخزية ليس جديرا بأن يعانق حلما عظيما كهذا.... شاب تعيس مثلي يعيش بؤسا بفقد أمه ويذوق الجحيم في ظل أب قاس.. ليس له أن يحلم.... أحلام طفولتنا البريئة رحلت للأبد بلا عودة................................ وكيف لها أن تعود وقد قتلت........... قاطعته قائلا: كيف لصبي أن يسطو على منزل مهجور..إلا إذا كان يعلم جيدا أنه يحتضن كنز مدفون... أعلم جيدا إنك حين تخلو مع نفسك تزور حلمك بالخفاء ثم تعود أدراجك سريعا.. قلبك لا يزال يحمل ميراث الحزن لفراقه... حسام حلمك لم يمت.... سنين فراقه وإن طالت فهذا لا يعني انتهائه فهو ما زال حي في نبضات قلبك.. لكنه يعاني جراحا قاتله............................ إن من المثير للسخرية حقا أن تعانق حلمك بعالم الخيال وحين يحين موعد الرحيل لتعيش واقعك تعرض عن جراحه.... انغماسك بالخيال لن يفيدك شيء جميل أن نحلق في سماء أحلامنا وأمانينا لنتذوق لذة العيش معها...... لنزيد همتنا وعزمنا لتحقيقها... لا للمكوث في هذا العالم دون عمل............................................... ... صحيح قد نتألم حين نتجرع الدواء لكن إذا مزجنا حب الشفاء بمرارة طعم الدواء سيطغى الحب على المرارة والشفاء... سبب إحجام الكثير منا في التفكير بأحلامه وعلاجها لأنه سيضعنا في مواجهه مع أفكار ومشاعر وقضايا صعبه لا تريد فتح ملفاتها من جديد خوفا من تزايد الأوجاع... ويبقى السؤال الحاسم؟؟؟ هل تفضل أن تهرب من آلامك أم تقضي عليها؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ قد نعيش مع أقسى الشعور حين نتذكر أحلاما أحببناها لكن لم نراها... لكن سنعيش أعذب إحساس حين نعالج أسباب القصور لنصل بالنهاية لتحقيق أحلامنا عزيزي أصغي سمعك لي جيدا "من قلب العجز يخرج الأبطال ومن قلب القوه يخرج الضعفاء" البعض يربط نجاحه وتحقيق حلمه وهدفه بالبيئة التي يعيش بها فيرى انه من توفر له المال.. والعيش في ظل والدين متعلمين سيكون ناجحا محققا لكل ما يريد...وفي المقابل ينظر بعين الشفقة والرحمة لمن يعاني الفقر أو من عانى اليتم بفقد أبويه...أو عاش طفولة قد سلبت براءتها بضرب الكبار وكلماتهم الجارحة أو من تعرض لإعاقات جسديه..................... البعض يصف مستقبل هؤلاء بالمظلم.....مستقبل مجهول...... باعتبار أنها بيئة عاجزة فاشلة . هذا في نظر من هو قاصر النظر........................ لكن عزيزي لا تتعجب إن قلت لك إن هذه البيئة يولد منها الإبداع............ فمن يصدق أن شخص يطرد من المدرسة سينتج لنا مصباحا كهربائي... أو من يصدق أن بيع أعواد الكبريت أدى بالنهاية لوجود إيكيا!! قاطعني بقوله: كلام الكتب لا يفيدني بشيء........ قلت له: هل سبق لك أن تناولت قطعه من دجاج كنتاكي المقلي... هل تعلم أن صاحبها لم يكن سوى رجل تقاعد عن عمله ولا يملك إلا وصفه لقلي الدجاج... وهذا كل شيء فلم يكن يملك مؤسسه أو أي شيء آخر............................ عزيزي: حين تسعى لجعل حلمك واقعا.. قد تتألم.. قد تخفق.. مرات ومرات قد تتفجر عيناك من الدمع.. قد تواجه أولئك الذين يعشقون اضطهاد المبدعين قد يكتوي قلبك بكلماتهم اللاذعة.. فحين تخفق لا تقل أنا فشلت بل قل تجربه سيتبين لي من خلالها الصواب... عليك أن تتغلب على ذلك الخوف الذي يعيقك عن المحاولة واعلم أن من لا يغير آراءه مثله مثل الماء الراكد يسمح للزواحف أن تنمو بعقله وحينها ستجد نفسك في مستنقع خطر. قد تحاصرك الأحزان وأنت تسعى لتحقيق املك... فستشعر انك في بحر تحيط بك الأمواج من كل جانب... ستشعر انك تغرق وتغرق وتلفظ أنفاسك الأخيرة.. لكن ثق بأنك مع هذا كله.... ستنجو..... ستنجح...... كيف لا ولنا رب كريم عظيم أرحم بنا من أمهاتنا حسام: تذكر جيدا أن أحلام اليوم هي حقائق الغد..... داوي جراح أحلامك .... واهمس لها قائلا ..حبيبتي قولي معي وداعا جراحي.. ....................................... انتهى منقول