رُدينة
18-03-2022 - 03:40 pm
هذه القصة من قصص الملفات الاستشارية في إحدى المراكز الأسرية مع الأخصائية نورة الصفيري
تعرض قصة امرأة تعرضت لبعض المشاكل الأسرية والزوجية وكيف تغلبت عليها وحققت ذاتها في خضم الاضطهاد الاجتماعي لها ...
( ملاحظة ) عرض القصة تم بموافقة صاحبتها مع الاحتفاظ بالاسماء ..
أترككن معها لترويها لكم
أهلين عزيزاتي ....
سأتحدث لكن عن تجربتي كما وعدتكن...
تزوجت مثل أي فتاة تتزوج ....كنت أعتقد أن الزواج هو نهاية كل شي متعب ...
أنا تزوجت يعني أنا الان ارتحت وانتهت متاعبي ...وسوف أعيش الآن حياة الراحة ...والرومانسية
والحب والطلبات المجابة ...
الزواج شي جميل يجب ألا نكدره بأمور تافهة ولكن ما هي الأمور التافهة ؟
وكيف كنت أفكر ؟؟؟
إنها أخواتي ( التنازلات )
زوجي ولد أمه الأكبر ولا يمكن أن يتركها تعيش لوحدها
هنا تنازلت عن البيت المستقل
طبعا أخواتي... في وقت زواجي أي منذ عشرين سنة
كان البيت المستقل نادر ..وصعب المنال ..ولكن لم يكن مستحيلا
ما معنى ألا يكون للمرأة بيت مستقل ؟؟؟
إنه يعني عدم الخصوصية ....
كل شي مكشوف أمام العائلة
الدخول والخروج ...التسوق ..زيارات الصديقات والأهل
حتى المشاكل التي تحدث بين الزوجين مكشوفة ...
آه...إنه شي مؤلم
إنك تعيشين بين عائلة وتحاولين ألا يسقطوا على أي عثرات لك
فماذا يحدث تركزين على العائلة وتنسين حياتك وهذا ما حدث
كنت أشعر بالتشتت ...وعدم الراحة
ولكن ماذا أفعل ؟؟؟
مع الأيام بدأت مشاكلي مع أخواته
لم يكن في البيت خادمة
هذا عليك وهذا علي
لماذا لم تنظفي شغلك ؟؟؟
إنه يومك أنتِ ؟؟؟
لقد فتحت علي جبهة لم تكن في البال ولا في الخاطر
والدة زوجي أشعرتني من البداية يا غريبة كوني أديبة
وإذا حمي الوطيس أنا مع بناتي
ونحن لا نظلم أحد ...ونخاف الله
رغم أنني كنت أعتقد أنهم سيحفظون جميلي معهم
لأنني أقمت معهم وتنازلت عن حقي في البيت
زوجي عندما شكيت له الحال قال أنا ادرس ولا أريد أن تنغصي علي بمشاكلك مع أخواتي
أهلي لم اشأ أن يعرفوا أي شي عن حياتي
وكثرت المشاكل حتى وصل بهم الأمر أنني إذا أمسكت الهاتف لأتحدث يرفعون السماعة ألف مرة
وإذا لم أستجب يأتون لغرفتي أغلقي نريد التحدث ؟؟؟
وإذا لم أغلق الخط فيعني ذلك أنني عرضت نفسي لمشاكل أعظم
يعني في المرة القادمة لن أستطيع أن أتحدث
حتى وصل بهم الأمر أن يضعوا سماعة الهاتف جانبا ليكون الخط مشغولا طوال اليوم
حتى لا أستطيع التحدث بالهاتف ...وتطور الأمر حتى وصل بهم إلى أن يتجسسوا علي
وإذا سمعوني أتحدث عنهم يأتون لغرفتي ويحاسبونني على كل كلمة
وأنا في غاية الذهول : كيف عرفوا ؟؟
أخيرا وصل الأمر إلى أني كرهت الهاتف وكرهت الحديث به
سوف أتوقف هنا فهذا المثال يكفي ليوضح لكن مدى القيود التي كانت تكبلني
والضغوط التي أعيش فيها
طبعا الرجل يحب المرأة القوية التي لا تتنازل عن حقها
يحب القوية التي لا يقدر عليها أحد
ولكن أمامه تكون ضعيفة
والصورة التي يراها عني...ضعيفة متنازلة
وأنا كنت أعتبر هذا الأمر شهامة ...صبر ...مراعاة لزوجي ...
لا أريد ان أصنع مشاكل تفرق الأسرة
طبعا سلسلة التنازلات لم تنته ِ
أريد ملابس ...أريد مصروف
أريد عطر ....أريد ......وأريد ...وأريد
زوجي : لا يوجد لدي دبري نفسك ...
أنا ظروفي صعبة ومسؤول عن عائلة
أصبحت أبيع ذهبي
أتسلف ...أتنازل عن كثير من الأمور وأتجاهلها
كلما ذهبت إليه لأطلبه جعلني أكره حياتي
يشكو حاله ...
أو يتنرفز ....أو ينعتني بالمرأة التي لا تقدر ...ولاتتفهم الحال
حتى أصبح الموت أحب إليّ من أن أطلبه
لم أكن أفهم شي واحد وهو :
أن زوجي يدربني ويروضني على ما يريد
وكانت تنازلاتي هي الطريقة الصحيحة
تابعوني
برأيكم
كيف تطور الحال ؟
وهل كانت هناك تفاقم أكثر للمشكلة ؟
وما كان موقفها ؟
وما موقف زوجها ؟
كيف استطاعت أن تغير حياتها للأفضل
دون أن تخسر أحدا ؟
تابعوني غدا في الجزء الثاني
إلى اللقاء