- داخل الصندوق
- داخل الجسم
- أمان الحمام الساخن
اعتبر التعرق وسيلة للعلاج منذ بدأ التأريخ الإنساني، قبل 3,000 سنة تقريباً، حيث إستعمل شعب المايا في أمريكا الوسطى بيوت التعرق للمراسم الدينية والصحة الجيدة.
وتقريباً كلّ ثقافة لها طريقتها الخاصة لإستعمال الحرارة للإرسترخاء، والعلاج، والطقوس الدينية؛ ومنها الحمّامات الرومانية القديمة، والحمامات التركية، والحمامات الأمريكية الحارة العصرية. ولكن احدى أقدم - وأحرّ - هذه التقنيات هو حمام البخار. واستعملت حمامات البخار "الساونا" منذ الآلاف السنوات في فلندا، حيث يقوم تقريباً ثلث البالغين باستعمالها بإنتظام. وحمامات البخار شعبية جداً في الولايات المتحدة، حيث يقدر عددها بأكثر من مليون حمام بخار "ساونا".
ولكن الشعبية شيء، والأمان شيء آخر. فهل حمامات البخار جيدة لصحتك، أو يمكن أن تكون ضارةَ؟
داخل الصندوق
إن حمام البخار الحديث ببساطة عبارة عن غرفة غير مصبوغة الجدران، تحتوي على مقاعد خشبية. ويتم تجهيز الحرارة فيها بواسطة مدفأة كهربائية - بحيث تصبح حارةَ جدّاً. وترتفع درجة الحرارة الموصّى بها من حوالي 90 °ف في مستوى الأرضية إلى حوالي 185 °ف في الاعلى. وعلى خلاف الحمّامات التركية، حمامات البخار الفنلندية جافة جداً، حيث تبقي مستويات الرطوبة بين10 %-20% فقط. بينما يصرف الماء خلال الأرضية لإبقاء الأشياء جافة. أما في حمام البخار الجيد، يقوم نظام تهوية كفوء بتغير الهواء من ثلاث إلى ثمان مرات في السّاعة.
داخل الجسم
يبقى مستحمو حمام البخار ذوي الخبرة عادة في الداخل من 5 إلى 20 دقيقة؛ بعد فترة تهدئة، بينما يعود البعض لجلسة ثانية. وبالطبع يتذكر المجربون أن يتناولوا الكثير من السوائل بعد حمامات البخار.
وللحرارة الجافة تأثيرات عميقة على الجسم. حيث يبدأ التعرق تقريباً فوراً. ويتعرق الإنسان العادي الكثير من العرق أثناء فترة قصيرة، لكن العرق يتبخر بسرعة في الهواء الجاف وهكذا لا يدرك الناسِ حقيقة كم يتعرقون. وترتفع درجة حرارة الجلد إلى حوالي 104 °ف خلال دقائق، ولكن درجات الحرارة الداخلية ترتفع ببطئ أكثر، وعادة تبقى اقل من 100 ° ف.
إن التغييرات في درجة حرارة الجسم سهلة الفهم، لكن ردود فعل الاوعية القلبية الوعائية للحرارة اشد أهمية. حيث يبدأ معدّل النبض بالقفز إلى حوالي 30 % أو أكثر، مما يسمح للقلب بمضاعفة كمية الدم تقريباً التي يضخها كل دقيقة. وأغلب جريان الدمّ الإضافي يتوجه إلى الجلد؛ وفي الحقيقة، يتحول توزيع الدم بعيداً عن الأعضاء الداخلية. إنّ ضغط الدمّ متقلب وغير متوقع، فقد يرتفع أو يهبط لدى بعض الناس. ولكن يمكن أن تحل كلّ هذه التغييرات بسرعة بعد أن يبرد الجسم.
بالرغم من أن حمام البخار قد يساعدك على الراحة، إلا أنه يجعل قلبك يعمل بجّد أكثر بينما تجلس على مقعدك. فهل تعتبر ذلك آمن؟
أمان الحمام الساخن
الحمامات الساخنة أبرد من حمامات البخار، بدرجات الحرارة المتوسطة ما بين 100 °ف و104 °ف. فإذا كانت حمامات البخار آمنة، فالحمامات الساخنة يجب أن تكون آمنة أيضاً.
في دراسة شملت على 15 رجل مصاباً بمرض الشريان التاجي المستقر تبين بأنّ 15 دقيقة في حمام حار أنتجت إجهاد اقل لدوران الدم مقارنة مع 15 دقيقة على دراجة ثابتة. بالإضافة , وجدت دراسة أخرى على 21 شخص مصابين بإرتفاع ضغط الدم بأن الحمام الساخن ساهم في خفض ضغط الدمّ، دون الاقتراب من مستويات خطرة.
وللتمتع بحمام ساخن بسلامة، قم باتباع نفس التعليمات المتعلقة بحمامات البخار. وتأكد من أن الحوض نظيف وبأنه يحتوي على الكلور المطهرلتفادي إلتهاب البصيلات , وهي عدوى جلدية تنتج من الحمامات الساخنة قليلة النظافة.