- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- اهلافراشاتي الحبيبات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اهلافراشاتي الحبيبات
" طرفة العين " تساوي ثانية واحدة من عمر الزمن.. وهي بالنسبة لكي زمن تافه ومساحة لا تستحق الاهتمام.. ولكن الحقيقة هي أنه في كل ثانية يولد أربعة أطفال، ويموت ثلاثة شيوخ، وتطلق 320رصاصة، وينفق على الأسلحة 37مليون يورو، وينطلق في الجو 600طن من الغازات السامة..
وما يجعلنا لا نهتم ب "اللحظة" ولا نعبأ بمرورها (كالساعة أو اليوم مثلاً) أنها أصغر وأقل من أن تتوالى خلالها الأحداث..
فالبشر يشعرون بالزمن من خلال توالي الأحداث وتسلسل المواقف وظهورها بشكل منطقي ومرتب.. فالزمن بذاته غير موجود ولكنه يتولد نتيجة تتابع الأحداث التي نراها ونمر بها.. وهذا التتابع هو ما يبلور داخلنا الشعور بمرور الزمن وانسياب الوقت ( ولكنه في الحقيقة غير موجود بالنسبة لرجل ميت أو مغمى عليه )..
والدليل على أن الزمن إدراك شخصي - وليس حقيقة قائمة بذاتها - المحاورة التي تتم يوم القيامة { كم لبثتم في الأرض عدد سنين قالوا لبثنا يوماً أو بعض يوم فاسأل العادين }.. فبسبب توقف أحداث الدنيا ونسيان ما وقع فيها يعتقد البعض - عند البعث - أنه لم يلبث في الدنيا إلا يوماً أو بعض يوم.. ونسبية الزمن هذه جربها أصحاب الكهف الذين ناموا 300سنة فاتتهم خلالها أحداث كثيرة - وبالتالي لم يشعروا انهم لبثوا في كهفهم إلا قليلاً { وكذلك بعثناهم ليتساءلوا بينهم قال قائل منهم كم لبثتم قالوا لبثنا يوماً أو بعض يوم }!!
.. وكما أن توقف الأحداث أوقف انسياب الزمن ( بالنسبة لأصحاب الكهف )، فإن كثرة الأحداث (وتزاحمها) تشعرنا في المقابل بطوله وغناه.. لهذا السبب قد يبدو العمر طويلاً (وربما مملاً) بالنسبة لرجل "لف العالم" وعاصر أحداثاً كثيرة مقارنة برجل قضى عمره خاملاً في دكان لبيع الخردوات!!
- وقد يقول قائل: ولكن الإنسان يشعر بمرور الزمن حتى وإن بقي طوال عمره في ( محل الخردوات )!؟
.. وهذا صحيح جزئياً لأن البشر يملكون أيضاً شعوراً داخلياً بالوقت بسبب توالي العمليات الحيوية في أجسادهم ( كنبضات القلب وتوالي الأنفاس والتمثيل الغذائي ووفاة خلايا الجسد ).. ولأنها عمليات شخصية خاصة (من الطبيعي) أن يتوقف الزمن حين يموت صاحبها ويدخل القبر - أو حتى حين يدخل في نوم طويل كصاحب الحمار الذي قال { أنى يحيي هذه الله بعد موتها فأماته الله مائة عام ثم بعثه قال كم لبثت قال لبثت يوماً أو بعض يوم }!!
وهكذا قد تبدو لنا اللحظة بسيطة وتافهة بسبب عجزنا عن ملئها بالأحداث الفردية المهة،,
ولكن لو نظرنا لنفس اللحظة (من منظور عالمي) لفوجئنا كم هي طويلة و مزدحمة بالأحداث..
دمتن بخير