hallolz122
13-04-2022 - 11:22 am
غلبني النوم .. شعرت بصوت مفتاح زوجي في الباب كحلم .. وسمعت صوته الهادئ وهو يردد دعاء الدخول ويغلق الباب خلفه .. ولكنني تمطيت وواصلت النوم .. ولسان حالي يقول : الطعام في الثلاجة يحتاج إلى تسخين فقط .. وملابس نوم زوجي معلقة على المشجب .. والحمام معد كذلك .. إذن فلأنم .
كل يوم أتنفس الصعداء حين ينام الصغار وأبوهم مازال في عمله المسائي ، الذي ألتحق به ليزيد دخله ، فأدخل غرفتنا ويتملكني سلطان النوم اللذيذ .. ولا أستقبل زوجي عند عودته من عمله المرهق ، معتقدة انه لا يحتاج مني شيئاً ، ولما كان إنساناً طيباً دمث الأخلاق ، فأنه لم يتعود إيقاظي منذ بدء عمله الجديد ..
في بداية زواجنا .. لا أذكر أن زوجي عاد من الخارج يوماً فوجدني نائمة مهما كان الوقت متأخراً ، عدا مرة واحدة لم أستطع فيها مقاومة النوم ( وكنت حاملاً في الأشهر الأولى ) ولكنني لم أنم إلا بعد أن تركت له ورقة صغيرة في مكان ظاهر أستحلفه فيها بالله أن يوقظني عندما يعود لأعدّ عشاءه ، ونستمتع بوقت جميل معاً ..
وأتذكر انه فعل وأيقظني وقال برقته المعهودة : " لولا أنك أقسمت علي ّ لما أيقظتك ، فراحتك تهمني يا حبيبتي أكثر من راحتي " ..
أنجبت صبياً ثم بنتاً وتضاعفت مسؤولياتي ، وصرت أستسلم للنوم قبل عودة زوجي من عمله ، وبعد أن أجهز له العشاء أو أعد له بعض الشطائر وكوب عصير .. ثم أدخل تحت الفراش وأنسي كل الدنيا !
أستمر الحال هكذا حتى أستيقظت ذات يوم بعد منتصف الليل لأشرب .. فوجدت زوجي نائماً بملابسه ، و وجهه مزروع إرهاقاً ، وجوربه مازال على قدميه وأزرار قميصه مفكوكة ، وكأنه كان يخلع ملابسه فغلبه النوم ،
هالني منظره فأسرعت في لهفة أضع أذني على صدره جزعاً ، فسمعت دقات قلبه المتعب ، تنهدت إطمئناناً وقبّلت جبينه ، وواصلت النوم دون أن أشرب جرعة ماء واحدة ، فقد عزّ علي أن أرتوي وهو نائم على جوع وظمأ .. وواصلت النوم .. ولكنني لم أنم ، فقد تسط عليّ ضميري .. وجلدني الإحساس بالذنب ، وشعرت بأن وجه شريكي المكدود يرسل إليّ نظرات عتاب صامتة تخرج من عينيه المطبقتين إرهاقاً ..
فبكيت وسألت نفسي ، لماذا .. لماذا نظل غافلين حتى يحدث ما يجعلنا نفيق .. لماذا ؟! .. لماذا أستمرت غفلتي واستهانتي بواجباتي البديهية نحو زوجي .. حتى ذكرني هو بها دون أن يتعمد ذلك ، فسكب على رأسي دلو ماء بارد .
أدركت أن مسؤولياتي المرهقة ليست محلاً للإختيار بينها وبين حقوق زوجي علي ّ ، وأنني لو وضعت كلتيهما في كفة لرجحت حتماً كفة الحقوق ، وأن التفريط في هذه الحقوق يرهق ضميري فلا يهدأ مهما أستراح جسدي المنهك ..
في اليوم التالي .. عاد الحبيب من عمله فوجدني في إنتظاره بكامل زينتي وأنوثتي .. متلهفة للقائه .. أضع أمامه أحلى وأرق المشاعر .. أقوم على خدمته بعيني اللتين أغمضتهما كثيراً .. كثيراً .. غفلة عن حقوقه ، وأستسلاماً لراحة زائفة ..
تمت
منقول