- وتعد للعشرة قبل أن تسأله عن مشاعره نحوها ..
- من هو الملام هنا دائما والمظلوم ... إنها الزوجة ...
أمام التلفزيون يجلس كل ليلة يضغط على الريموت كنترول من محطة لأخرى أما هي فإما مشغولة بالجلي أو بكي الملابس أو أيا من الأشغال المنزلية ...حتى تمضي الليلة فيجرهم الملل إلى غرفة النوم , يدخلانها بخطى ثقيلة , يرفعان اللحاف ويندسان تحته من دون أن يتفوها بحرف , من دون حتى أن يفكر الزوج في التخلص من رائحة الدخان المعشش في أنفاسه
أو أن تفكر الزوجة في لبس إحدى تلك قمصان النوم الرائعة التي أصبحت من ذكريات عام زواجهما الأول مثلهم مثل كثير من الأشياء الحميمة التي كانت تدغدغ قلب زوجها كقلم الحمرة وزجاجة العطر
يضع رأسه على الوسادة و تضع رأسها على الوسادة نفسها , ومع ذلك لا تلتقي العيون .... دقائق تمر والزوجان في السرير نفسه كل يدير ظهره للآخر ويغط في خيبته حتى يغفو ما الذي أوصلهم إلى هنا ؟
لماذا لا يقترب منها مثل أيام زمان ؟
هل لم تعد امرأة جذابة ؟
يغفو قبلها , تسمع شخيره المزعج , فتلعن فكرة غرفة النوم المشتركة ألف مرة كعادتها حتى تغفو بعد نصف ساعة .
هو....... رجل ما عادت علاقته الزوجية تنعشه
وهي...... امرأة رتب لها الزمان موعدا مع خريف العمر لم تعد فيه المرأة المشتهاة
وهما ...... مثال عن الشريحة الأكبر في عائلاتنا وفي مجتمعنا الشرقي بشكل عام .
إنه سن اليأس وجهلة الأربعين تلك السحابة السوداء التي لا تترك بيتا إلا وتمر به
الزوج الحاضر الغائب الذي فقد علاقته مع البيت... يجلس أمامها ومع ذلك عاجزة عن الإمساك به بعده عنها بدا واضحا وهو ينسى مناسباتهما الجميلة التي اعتادا الاحتفال بها كتاريخ أول لقاء بينها أو تاريخ زواجهم أو حتى عيد ميلادها أو حين تسأله عن رأيه في فستانها الجديد يعلق دون أن ينظر إليه < جميل...جميل >دخول الزوجة في مشكلات الأربعين حرمها متعة التقرب منه تتحاشى النظر في عينيه كي لا يرى ذبولها
وتعد للعشرة قبل أن تسأله عن مشاعره نحوها ..
من هو الملام هنا دائما والمظلوم ... إنها الزوجة ...
حيث أن المجتمع دائما يحملها أسباب ضجر الزوج منها ناسين أو متناسين أن معطيات الضجر عند الرجال أساسها تقلب أهواءهم ونزعتهم إلى التجديد خاصة في مقتبل الخمسين وهم يلملمون شباب يوشك أن ينتهي وناسين أيضا أن المرأة تكون في عز مشكلات ما أسموه وربطوه بها رغم أنفها < سن اليأس > حيث أن الكثير من النساء في هذه المرحلة يفقدن الثقة في أنفسهن فتبدأ في مراقبة خطوط وجهها يوما بعد يوم وتدخل في دوامة المقارنة بين جاذبية زوجها التي قد تزداد... وشحوبها مؤكد الحدوث وبالتالي تبدأ العلاقة الزوجية رويدا رويدا تلبس شكلا جديدا مخيفا اسمه الضجر