- العلاقة الجنسية والعلاقة الزوجية
العلاقة الجنسية والعلاقة الزوجية
يرتكز الجنس في المجتمع الشرقي على العلاقة الزوجية. وهذا الأمر من منظور تقليدي وديني يعتبر نموذجاً من أقدم وربما أفضل نماذج الحياة الأسرية. لكن المجتمعات المحافظة في عصرنا الحالي تعاني من اختلال توازن بين العلاقة الجنسية والعلاقة الزوجية بين الرجل والمرأة. وإذا كان الزواج يعتبر مفتاح العلاقة الجنسية المحللة فالكثير ينسون أن الجنس هو مفتاح العلاقة الزوجية الناجحة.
الدكتور نعيم محمد أستاذ في علم الاجتماع يحدثنا عن دور العلاقة الجنسية في نجاح العلاقة الزوجية.
س: دكتور نعيم، هل يمكن أن نحكم بأن العلاقة الزوجية الناجحة ترتكز على علاقة جنسية ناجحة؟
ج: دعنا نبسط الأمور، لأن العلاقة الزوجية الناجحة ترتكز على مجموعة عوامل ولا يمكن حصرها بعامل واحد. لكن بالتأكيد العلاقة الجنسية هي أمن أهم عوامل نجاح العلاقة الزوجية. من الصعب أن تنجح علاقة بين زوجين بوجود توتر في علاقتهما الجنسية. والتوافق الجنسي بين الزوجين يمكن أن يكون أكبر عقبة تحول دون الخلاف بينهما. عدا عن ذلك فإن العلاقة الزوجية الناجحة تحتاج إلى بيئة مناسبة على الصعيد الاقتصادي، الاجتماعي وحتى الثقافي. فالبيئة الفقيرة والتفاوت في المستوى الاجتماعي أو الثقافي يمكن أن يشكل حاجز صعب تجاوزه بين الزوجين وبالتالي سبب مهم في فشل علاقتهما الزوجية.
س: بالتأكيد لا يمكن انكار تأثير العوامل التي ذكرتها. لكن أريد بشكل أساسي أن نتناول تأثير العلاقة الجنسية على نجاح العلاقة الزوجية. هل يمكن أن تتسبب العلاقة الجنسية الفاشلة بفشل الحياة الأسرية بأكملها؟
ج: بالتأكيد. الرجل والمرأة بحسب تكوينهما الفيزيولوجي بحاجة إلى اكتفاء في علاقتهما الجنسية. التكتم على العلاقة الجنسية في مجتمعاتنا يجعل الكثيرين يظنون بأن هذه العلاقة هي حاجة دونية يمكن تجاوزها. أو بكلمات أخرى يمكن العيش بدونها. في الحقيقة، هذا التجاهل هو سبب المشكلة. في مخيلة الانسان الشرقي نرى الرجل دوماً شديد اللهجة عندما يتعلق الأمر بالطعام أو بسلطته كسيد في البيت. لأنه من المسلم للجميع بأن الطعام حاجة عليا لا يمكن تجاوزها. المضحك في الأمر أن هذه الحاجة متربطة بالرجل وحده وكأن المرأة ليست بحاجة للطعام. المهم هو أن العلاقة الجنسية لا تقل أهمية عن الحاجة للغذاء وهذا الأمر بالنسبة للزوجين وبنفس الدرجة. قدرة الرجل أو المرأة على كبت حاجته الجنسية لا يعني أن غياب علاقة جنسية متوازنة هو أمر يمكن العيش معه.
الفشل في الفراش ينتقل عبر اللاوعي إلى كل جوانب الحياة. يمكن أن يقوم الرجل بالانتقام بشكل لا إرادي من زوجته عن طريق الصراخ بشكل دائم. كما يمكن أن يؤثر هذا الأمر على الأولاد من خلال المزاج السيء للوالدين. في الوقت نفسه. المرأة التي لا تستطيع أن تجد نفسها في العلاقة الجنسية، تشعر بالكآبة وربما بالألم كمن يتعرض لاضطهاد أو اعتداء جنسي. بالطبع الاطار الزوجي يجعل المرأة تقبل عقلياً مجامعة زوجها لكن غياب اهتمامه بها كشريك في هذه العلاقة يجعلها ترفضها نفسياً. وهذه الأمر ينعكس بالطريقة نفسها على مزاجها العام وطريقة حياتها. ربما تحاول المرأة في هذه الحالة الانطواء على الأطفال. لكن الحب والحنان الأبوي لا يمكن أن يعوض عن الحاجة الجسدية الجنسية.
س: هل هي مسؤولية الرجل أن يدير العلاقة الجنسية، كما هو بحكم الحال من يقوم بادارة العلاقة الزوجية؟
ج: السؤال صعب. بالمطلق أقول أنها مسؤولية الزوجين. المرأة التي تعاني جنسياً لا بد أن تعبر عن حاجتها كي يقوم الزوج بتداري الأمر. وكذلك الأمر بالنسبة للرجل الذي يشعر بعدم اكتفاء. لا بد له أن يتحدث إلى زوجته. لكن في الحياة العملية، هناك غياب كامل للحديث الجنسي بين الزوجين. من باب أنه "عيب". في المجتمع الشرقي نمارس الجنس وكأنه شر لا بد منه وبينما يجب أن يكون بمثابة خير نبحث عنه. أعتقد أنها مسؤولية الرجل في مجتمع شرقي. السلطة التي تقدمها التقاليد والاطار الديني للعلاقة الزوجية تجعله أقدر على إدارة الأمور. للأسف الكثير من الرجال يشعرون بالخجل من التعرف أكثر على خفايا الجنس. هناك كتب عديدة تتناول العلاقة الجنسية من باب علمي تسمح للرجل بأن يتعلم أكثر عن جسده وجسد زوجته. يمكن أن يكون المفتاح بالبحث حول الموضوع من كلا الطرفين. الكتب تشكل وسيلة مهذبة لوضع المعلومة التي نريدها بين يدي الآخر. ثم يأتي الحوار والنقاش دون خجل. العلاقة الجنسية هي علاقة حيوية وهي سر بقاء الانسان على هذه الأرض. هي علم يستحق أن نطلبه.
س: هل هناك من نصيحة أخيرة يمكن أن تقدمها للأزواج الذين يعانون من علاقة جنسية غير سليمة؟
ج: تجنبوا الصمت. التنجيم علم صعب. بدل من أن تجعل الطرف الآخر يكتشف بالصدفة سبب المشكلة ساعده بالحديث عنها. أجمل لحظات الحياة تتبع علاقة جنسية ناجحة. لا تجعلوا هذه الفرصة تفوتكم بسبب الخجل.
منقول
جزاكي الله خيير