- مرحبا بكل الفراشات
- واهلا بكن من جديد في واحة الفكر والعلمِ
مرحبا بكل الفراشات
واهلا بكن من جديد في واحة الفكر والعلمِ
لقد كانت الرسوم –حتى عهد قريب- من الأمور الغامضة المشكوك في مدى فائدتها لدراسة الشخصية بصورة علمية دقيقة ... إلا أن الرسوم أصبحت اليوم وسيلة هامة لفهم الشخصية حيث يستخدمها الأخصائي النفسي ضمن الأدوات الأخرى في عمله.
ومن خلال عمل احد الدكاترة في تدريب طلاب علم النفس كل عام تدريباً عملياً على دراسة المرضى المقيمين بال
مستشفيات العقلية وكتابة تقارير عن شخصياتهم، اتضح له بصورة جلية أن كل مريض –أو لنقل كل إنسان- يعبر عن شخصيته من خلال رسمه ... فالطلاب يستخدمون مع المرضى اختبارات نفسية يطلبون فيها من المريض أن يرسم ثم يحللون تلك الرسوم للكشف عن شخصيته!!
تبين أن الشخصية الفصامية ذات التفكير غير المنطقي ترسم بشكل مشوش، فعلى سبيل المثال إذا طلبنا من مريض فصامي رسم منزل سنجده يرسم منزلا غير متصل بالأرض معبراً بذلك عن حالته النفسية من حيث إحساسه بأنه لا يقف على أرض الواقع!! ونجده يكتب تعليقات على الرسم وهذا أمر نادراً ما نقوم به أثناء رسمنا –إلا في حالة الرسوم الكاريكاتورية، ويرسم الشمس تحت المنزل أو في وسطه، ونجد علامات نقص الصلة بين المنزل والعالم الخارجي فلا يرسم باب و قد يرسم سلالم غير متصلة بالمنزل معبراً عن رغبته في عدم إقامة علاقات اجتماعية مع الآخرين.
أما الشخص الموسوس فتتسم رسومه بقدر كبير جداً من التفاصيل غير الهامة، مع مسح وإعادة الرسم حتى يكون أكثر دقة وعادة ما يستغرق وقتاً طويلاً في رسمه... ويعكس ذلك طبيعة الشخصية الوسواسية التي تتسم بالتدقيق والتكرار ... ويستخدم مريض الاكتئاب خطوطاً باهتة جداً ويرسم تفاصيل ناقصة مما يعكس نقص الطاقة التي يحتاجها أي منا لاتمام رسمه، ونقص الطاقة من أعراض الاكتئاب، كما أنه عادة ما يستخدم اللون الأسود معبراً عم مزاجه الاكتئابي.
الشخص الذي يتسم بالنقص يعبر عن ذلك الاحساس في رسمه، فنجد مثلاً شخص مرسوم دون أذرع أو بأذرع ضئيلة وأيادي صغيرة جداً، أو نجد قاعدة الصفحة وكأنها تقطع قدم الشخص المرسوم مما يتضمن التعبير عن الشعور بالعجز عن الحركة، وقد يكون من المفيد أن نطلب من الشخص الواحد أن يرسم ذكر وأنثى ونقارن بين الرسمتين فيتضح لنا رؤيته لذاته وجسمه وأيضاً رؤيته للجنس الآخر... ويمكن من خلال الرسم أن نكشف عن العدوان والصراع النفسي والنزعات الجنسية ومدى القدرة على التحكم فيها أو ضبطها وآثار الصدمات النفسية وصورة الأسرة والعلاقات فيما بين أفرادها، وأيضاً بعض الاضطرابات العضوية وتشخيص الأمراض النفسية بل ويمكن الكشف عن الذكاء من خلال الرسم، ويعتبر الرسم مفيدا عند استخدامه مع الأطفال والأشخاص الذين لديهم صعوبات في النطق أو في التعبير عن أنفسهم.
إن الرسم يعد نوعا من أنواع دراسة الشخصية بطريقة غير مباشرة، فإذا سألنا الشخص عدة أسئلة كي نفهم شخصيته فإنه قد يحاول إخفاء بعض الجوانب عنا!! أما حين نطلب منه أن يرسم فهو لا يعرف كيف سنحلل رسمه وإلام يرمز كل تفصيل يقوم برسمه،
ومن ثم يستجيب لنا بطريقة أكثر تلقائية. وبالتالي نتمكن من الكشف عن جوانب القوة والضعف في شخصيته ويمكن من خلال ذلك رسم خطة علاجية تعتمد على جوانب القوة للتخلص من جوانب الضعف . ومن المهم أن أوضح أن الرسم وحده لا يكفي لأحكم على الشخصية بل لابد أن يدعم بالمقابلة مع الشخص وأخذ تاريخ الحالة والربط بين هذه المعلومات لنصل إلى فهم أكثر دقة للشخصية معتمدين على التدريب والحس الاكلينيكي.
وهكذا تصدق مقولات المحللين النفسيين الذين يعتبرون أن كل جانب من السلوك له سببه ودلالته، فالسلوك لا يحدث جزافاً ... وكما ذكر فرويد أن الفن –بعد الأحلام- هو الطريق المعترف به للوصول إلى أعماق النفس البشرية، وتكشف الرسوم عن بداية الأعراض النفسية التي لا تكون واضحة لمن حولنا، كما أنه أداة شديدة الحساسية فالرسم آخر شيء تختفي منه علامات المرض النفسي بعد الشفاء، وبذلك نستطيع أن نتنبأ بإمكانية التحسن، بل أن هناك نوع من العلاج النفسي قائم على استخدام الرسوم .
شاكرة لكن صبركن
دمتن بخير ,,
وقرات مره في احد كتب التربيه النفسيه ان المعالجين النفسيين يعطون الاطفال ادوات للرسم
لتحليل المخاوف او الاضطرابات التي يتعرضون لها عن طريق رسوماتهم