الفراشة أصبح فتيات Ftayat.com : يتم تحديث الموقع الآن ولذلك تم غلق النشر والمشاركات لحين الانتهاء من اتمام التحديث ترقبوا التحديث الجديد مزايا عديدة وخيارات تفاعلية سهلة وسريعه.
فتيات اكبر موقع وتطبيق نسائي في الخليج والوطن العربي يغطي كافة المجالات و المواضيع النسائية مثل الازياء وصفات الطبخ و الديكور و انظمة الحمية و الدايت و المكياج و العناية بالشعر والبشرة وكل ما يتعلق بصحة المرأة.
كــ المشاعرــل
28-04-2022 - 03:58 pm
  1. البيت الدافئ

  2. الجزء الاول

  3. عادت لخاله تشيح وجهها وهي تصفق الباب وراءها..

  4. عندما كانوجميعاً يتناولون وجبت الغداء شاءت ميساء ان تصب الرز في صحن

  5. وبعفويه سقطت المعلقه في حجر((محمد)) وهو حماها الاكبر.

  6. لقد صنعته بيدي لكِ

  7. امتعضت الخالة تود لو تختم هذا الحديث:


البيت الدافئ

البيت الدافئ يعني امرأة دافئه , تكتنها مشاعر متدفقه تفيض من قلبها الطاهر الذي يختلج بحب الله ويتنعم بفضائل القران الكريم , فتسلك في حياتها مسلكاً مستقيماً ثابتاً , لأن حب الله سبحانه هو المحور الذي تدور حوله في علاقاتها الاجتماعيه وتوازنها النفسي

الجزء الاول

استيقظت ميساء هذا الصباح متثاقله , ثمة قوة تشدها إلى الفراش, تثاءبت وهي تتقلب بتكاسل, انتبهت إلى ثياب زوجها قد استبدلها بثياب الخروج , صمتت تبحلق في فضاء الغرفة ساهمه والضيق يعصر قلبها ويمزق نبضات الارتياح , ترسم خصوطاَ باهته في مخيلتها وتعبث بأحلامهها الضبابيه, تنهدت غاضبه ثم دفنت رأسها في الوسادة خشيه صخب الأفكار التي تضج في رأسها (( ثلتة اعوام مضت والحمل متعذر علي يا إلهي , كيف أتصرف فخالتي تلح على ولدها للزواج من ابنة خالته , كلهم ينظرون إلي بترقب , يتطلعون إلى ذلك الحلم المنشود)).
تسمرت في مكانها , أحستان كل شيْ فيها يتنهد, قلبها, جسدها , شيء يغوص إلى الاعماق ويفجر الدموع.
سمعت طرقاً شديداً على الباب فستيقظت مذعورة, لملمت اطراف قميصهها وهبت واقفه, وقبل أن تقترب بقليل دفعت الباب وإذا بها خالتها غاضبة :
  • الساعة قد جاوزت العاشرة وأنتي مازلتي نائمه.

تلعثمت لاتدري ماتقول تحسست جبينها
  • كنت مجهدة

عادت لخاله تشيح وجهها وهي تصفق الباب وراءها..

تجمدة مياء في مكانها ودمعتان حبيستان سالتا على خديها, دفنت مرارتها بقسوة وضغطت بكل أعصابها على خواطرها المتدفقه حتى لاتنفجر يوماً.. وها هي تتكوم فوق حطام من الأمال.
منذ ثلاث سنوات وهي تحتمل هذه الخالة العجوز التيكبر كل شيء فيها, حجمها, رأسها, طموحها, خبثها, عرفت كيف تحتفظ بأولاده الأربعه تحت ظلها وتهيمن على زوجاتهم , هذه المرأه الصلبه التي لم يستطع أي مخلوق أن يقف في وجه إرادتها , وميساء الزوجة الصغرى لابنها الرابع هاشم التفتها في إحدى الأعراس جالسة في ركن منعزل تصفق للعروس, لفتت الأنظار بجمالها وابتسامتها الساحرة و جميله كزهره بريه, رقيقه كنسيم الصباح , حالمة كالفجر, بشرتها البيضاء المشربة بحمرة , وشعرها البندقي الطويل يرقص فوق كتفيها ناهيك عن قامتها الدقيقه المنتصبة في كبرياء , استقطبت إليها العيون , سألت خالتها ((أم محمد)) بعض الحظور عنها فعلمت انها ابنة الحاج عبدالله المسرور ، تاجر بسيط في الخمسين من عمره وهي وحيدته في هذه الدنيا, خطبتها((أم محمد)) على الفور فلم يمانع والديه هذه الزيجه, فعائلة العريس ميسورة ومعروفه في الأوساط الأجتماعية ولها صيتها العريق , وميساء عروس جميله ومثقفه يتمناها كل شاب, وقدأعجب بها هاشم كثيرأً خصوصأ عندما جلس إليها وخطبها شفاهاً واكتشف شخصيتها الناضجة عن قرب , فحبها للقراءه والمطالعه أثرى معلوماتها, وهاشم صحفي في احد الصحف اليوميه ويحتل مركزاً جيداً , كان لقاؤهما يشكل ثنائياً رائعاً عرف هاشم كيف يسبر اغوارها ويفهم أعماقها , فأحبها حباً شديداً وبادلته تلك العاطفه الجارفه ومنحته قلباً قتياً يفيض حباً وحيويه, وكبر هذا الحب مع الأيام وسقته لحظات الشوق والترقب رذاذاص ندياً من السحر الخفي الذي عجز اللأخرون عن فهم سره الدفين,فلم تزده المشاكل إلاقوة ورسوخاً , هذا ما أثار غيرة الأخرين.
كانت ميساء أجمل زوجات اخوانه وأفضلهن شمائلاً وأرقهن طباعاً وأنضجهن فكرأ فأصبحت موضع احترام اخوانه, وبالأمس لم تكن تلك المشكله إلا سهماً رشقته أصابع عابثة تتصيد الفرصة التمزيق مشاعر الود والاحترام, فزوجة ((حماها)) الأكبر فتوح تدور في دائرة الشك والحسد.. هذا الخطأ لم يكن معتمداً كما ظنت(( فتوح)) والأمر لايستحق كل هذه الأهانة.

عندما كانوجميعاً يتناولون وجبت الغداء شاءت ميساء ان تصب الرز في صحن

وبعفويه سقطت المعلقه في حجر((محمد)) وهو حماها الاكبر.

ابتسمت خجلة, ارتبكت لاتعرف كيف تتصرف في حين احتوا محمد هذا الاحراج وهو يضع ابتسامه شاكرة تجاهلت هذا الحدث قائلاً في لطف: ( لاعليكِ يا ميساء الامر جداً بسيط ). تململت فتوح في مكانها وأسقطت نظرات غاضبه على زوجه وميساء ثم بحدة صرخة:
  • ماهذه الحماقة؟!ألا نعرف كيف نصب لأنفسنا الطعام, يبدو أنك متخصصة للخدمة.

تجمدت ميساء في مكانها تتلفت هنا وهناك لتداري الحرج في حيرة لاتدري ماتقول , لكن هاشم استطرد:
  • الأمر لا يستحف كل هذا التأنيب .

ونهضت فتوح من مكانها وهي تصب جام غضبها على هذه المرأة , أصبحت كالكابوس يهددها في كل لحظه خصوصاً عندما تلمح هذا الأحترام الذي يضفيه زوجها عليها, لحقها محمد وخلف الباب المؤصد دارت المعركة..
قال محمد وهو يشدها من ذراعها :
  • أنا لا أعرف لماذا تبالغين في تضخيم الأمور إلى ها الحد؟!

وبعصبية تصرخ فتوح:
  • إنها كا الأفعى المسمومه تعرف كيف تنفث سمها في حياتنا.

انتفض محمد صارخاً:
  • ولكنها لم تفعل شيئاً .

ورتفع صراخ فتوح :
  • إنها تلتصق بك وتقترب منك.

ارتعد حانقاً وهوى على خدها يصفعها , بينما انفجرت تصيح في عنف
  • سأترك لكم البيت حالاُ, أفهمت

وفي الصالون سمد الجميع , غمرتهم أحاسيس الخوف والاضطراب تتردد إلى مسامعهم نوبات الصراخ من آتيه غرفة الزوجين.
التفتت الخالة إلى ميساء تعنفها بعينيها , وتزم شفتيها بغضب وكلها لوم وحنق , بينما ميساء مشدودة الأعصاب , هاما في خيالات وهواجس ليس لها قرار, لاتدري ماتقول؟
تركت المائدة وعادت إلى غرفتها وبقيت حبيسة دارها حتى الصباح ,رن الهاتف حملته بيدين مرتعشتين وشفتين مرهقتين وكان هاشم المتحدث.
  • كيف أصبحتي الآن؟

انفجرت باكية :
  • أنا مرهقه ياهاشم وأحتاج إلى الراحة.
  • هل تودين زيارة أهلك لبضهة أيام؟

وفي حيرة تهتف:
  • لا أدري .. لا أدري.

تنهد هاشم وهو يستجمع اعصابه ليهدئ من روعه.
  • ليتك تغضين النظر عن هذه التفاهات.
  • لقد نسيت إساءة الأمس.
  • على أية حال نتفاهم فيما بعد , مع السلامه.
  • مع السلامه

تركت ميسلء غرفتها متجة إلى الطابق الأسفل , وجهها شاحب كان الليل امتص حمرته وبصقها, كانت الخادمة الفلبينية التي تحبها كثيراً وتشفق عليها, قد جهزة لها طعام الإفطار:
  • تفضلي ياسيدتي لتتناولي طعامكِ في المطبخ , وبينما هي في طريقها سمعت خالتها تتحدث إلى فتوح في الهاتف , لم تكن تتعمد سماع حوارهما ولكنثمة كلمات كانت تنطلق كالمدفع الرشاش في رأسها قوية قاسيه (( إنها معقدة من موضوع الحمل, تشعر بالخوف والارتباك ولهذا عذريها ياابنتي))

طردت من رأسها هذه الكلمات, تود لوأنها كلنت محض وهم لاحقيقه, دقت الأرض برجلها حازمه, كأنها تستنهض عزيمتها لتواجه معركه وجلست على المائدة ترشف الشاي وهي لا تشعر بلسهة حرارته , كأن سخونة أعصابها قد أنستها لسعة الشاي, ربما تعاند, تكابر, شيء في هذا الرأس الجميل يتحدى فلأ قهر الآخرين بإيماني الكبير بالله , أنا لست ضعيفه,بالعكس إن الله سبحانه قد حباني كل مقومات القوة لتجعلني أقاوم بل أدافع عن نفسي , امتلك سلاح المبادئ والثبات والمواهب وحتى الجمال.. وقفلت راجهة إلى خالتها في الصالون وقد جلست على أريكتها الواسعة في استرخاء, قدمت إليها فنجان الشاي قائلة:

لقد صنعته بيدي لكِ

رمقتها الخالة بنظرة فاحصة , تتأمل سرهذه المرأة التي استحوذت على قلب ابنها, وساوس كثيرة تتراقص كالشياطين في رأسها , إنها لاتحب ميساء , لاتعرف سر نفورها منها, شيء كالخيط الواهن ليس محدداً بنقطتيين بل لايمكن رسمه بوضوح, شيء مبهم.
تنهدت وهي تشير إلى مائدة صغير قرب الأريكة
  • ضعيه هنا

جلست ميساء وهي تلف خمارها الأبيض حول رأسها فبدئ وجهها رغم شحوبه بريئاً منيراً كالبدر يشع من أعماقها شعاعاً صافياً فيضفي عليها غلال من الطهر.
  • أنا لا أريد أن يتأزم الموقف بين محمد وفتوح
  • الأمر كان محض صدفه ولا أدري لم تبالغ فتوح إلى هذا الحد.

قالت الخالة وقد امتقع لونها:
  • لقد تخاصما كما تعلمين وفتوح تمكث في بيت أهلها الآن.

بدت ميساء ساهمة تفكر ثم أدرفت
  • والآن ماهو الحل.

اعتدلت الخالة في جلستها وكأنها تنبأت بهذا الخاطر الذي راودها فجأة:
  • اعتذري لها.

صعقت ميساء في مكانها وصرخت متحدة:
  • أعتذر؟!! ولماذا أعتذر؟ ماهو خطأي؟ هي التي أهانتني وافتعلت المشكله

وبالغت في لتضعني موضع اتهام , هكذا هي دائماَ لادري سر كراهيتها لي.
اتخذت الخالة لهجتها شيئاً من اللين والرطوبة:
  • اعتذري لها من أجلي أنا , ليتم شمل أولادي مع زوجاتهم , أنا لاحب الفرقة بينهم.

وبدت ميساء مصرة في عناد:
  • أن اعتذر لها معنى هذا أثبت أنني المذنبة وهي البريئة وأنا لم أفعل مايستحق يدانتي.

غضبت الخالة :
  • أذان لاتخوضي معي في هذا الموضوع, انتهينا.

صمتت ميساء,شرعت تبحلق في وجه خالتها , كأنها تبحث في أعماقها عن سر رعيب يجول في خاطرها طوال هذه السنين .
قالت بإنكسار:
  • أعرف ياخالتي أنكِ لا تحبيني لاأني لم انجب طفلاً لولدك هاشم, تأكدي أني مجروح جرحاً أليماً لاعرف كيف أداوية, الطبيب يؤكد سلامتي وهذا الأمر بيد الله .

ازدردت الخالة رقيها ثم همت تعنفها:
  • ولكنها أنانيه منكِ تحرمين ولدي من الخلفة من غيركِ.

أوشكت ميساء أن تنفجرمن الغضب ولكنها تمالكت أعصابها
  • انا لم امنعه , ولدك حر,دعية يتزوج من يشاء.

ابتسمت الخالة ابتسامه صفراء متمتمه:
  • حر؟!! إنكِ تملكين زمام أمره, وتربطين رقبته برباط من....

قاطعتها ميساء
  • برباط من ذهب , من حب ,وليس كما يخيل لكِ

وأكملت الخالة حديثة:
  • انظري إلى أخوانه محمد له ثلاثة أولاد من فتوح, حسين أب لا بنتين من ناهد, وعماد له بنتان وولداً من فريدة.

قالت ميساء وهي تضرب كف بأخرى:
  • و هاشم رصيدة من الذرية صفر, لكن هاشم أسعد أولادك وأهناهم بالاً وأنجحهم في الحياة وأنتِ تعرفين ذلك جيداً, والأولاد رزق من عند الله, اليوم أوغداً يرزقنا الله سبحانه بالذرية.

امتعضت الخالة تود لو تختم هذا الحديث:

  • يبدو أنكِ فارغةهذه الأيام أرى لو تشغلي نفسك بشيء مهم لعلك تترفعين عن هذه المنغصات.
  • اطمئني كلها أيام وتنتهي اجازتي لأعود إلى عملي.

نهضت ميساء من مكانها , اقترب من خالتها تحمل فنجان الشاي الفارغ لتعود إلى المطبخ , ولمحت الخادمة الفلبينية تطل عليها بعينين مشفقتين, كأنها تطمئنها بوجود حليف يقف إلى جانبها ويتحسس الآمها عن قرب, بيد أن ميساء تعرف أن تحبها كثيراً فهي تعطف عليها تقدم لها بين فترو وأخرى بعضاً من النقود والملابس ثم تأخذها معها في نز هات على شاطئ البحر.
اقتربت الخادمة منها قائلة:
  • هل من خدوة ياسيدتي.
  • شكراً ياعزيزتي سأهب إلى غرفتي لأرتاح.

واتنمنى تفالكن معي


التعليقات (2)
كــ المشاعرــل
كــ المشاعرــل
تابع الجزء الاول
وفي موعد الغداء عاد((محمد)) ضجراً, متجهماً يحمل كثيراً من الأعباء على كتفيه, رمى بثقلة على الكنبة يتحسس جبينه برفق , وضعت و الدته ابتسامه كبيرة على شفتيها ثم استطردت بعد تفكير:
- اليوم اتصلت فتوح, وأظن من المناسب أن تردها الآن:
أشاح وجهه إلى الناحية الأخرى حيث النافزة المطلة على الحديقةوهو ينقر بعصبية على فخذه, صمت كأنه لايسمع شيئاً.
ومضت والدته:
- ياولدي عدبها إلى البيت
تنهد عميقاً وقد نفذ صبره
- أنا لا أدري سر غيظها من ميساء .
وبلين تفتعله الأم.
-إنها تحبك وتغار عليك ألا تفهم ذلك؟!.
تنفس الصعداء , بدا كمن ينفث دخان أعصابه المحترقة في الهواء
- لقد مللت , زهقت , بت لا أحتمل نقارها كل يوم .
عادت والدته تلح عليه بتوسل :
- عد بها من أجلي فأنا احبها وأحب أولادكما كثيراً.
ياأمي أنا الآن مشغول في حملتي الانتخابية, وأحتاج إلى شيء من الراحة والهدوء وبعدها عني سيريحني كثيراً.
تلفت محمد برأسه يميناً ويساراً ثم قال:
- أين ميساء؟
اجابت والدته بامتغاض:
- لقد ذهبت إلى غرفتها توا
- يجب أن أعتذرلها.
غضبت ولدته وصاحت توبخه:
- تعتذرلها؟! عن ماذا؟ ما بك؟ ماذا دهاك؟ ماذا فعلت لكم هذه الحمقاء!!
وبعصبيه يدافع عنها:
- يا أمي ميساء أنسانه محترمة تتصرف بحكمه وعقل, إنها أمرأة تستحق كل التقدير, لم أر فيها مايثير المشاكل, فأنا أراكم تنسجون حولها الحكايات مفتعله تسيئ إليها.
كادت الأم أن تنفجر من الغيظ , فقد انكمش وجهها وبانت الغضون فوق جبينها, أحست أنها أهينت , عادت تسأل في غيظ:
-اذا تريد منها الآن.
شعر بانزعاج أمه , فأخذ تململ في مكانه وثمة حرج يطوف وجهه.
- لا ستشيرها في موضوع الانتخابات فقد أبدت لي رأيها صائب قبل يومين وأنا أحتاج إلى المزيد من أفكارها.
شدة الوالدة ظهرها واقفة تضرب بعصاها على الأرض.
-أذان لاتلم فتوح إن كانت تثير المشاكل حولك طالما جئت بمن تقوم بدورها, أطرق محمد يفكر,وسحابه من الضيق تطوف بوجهه, وملامح تسبح بالحزن وشيء شدة إلى البعيد , فهذا الواقع الكئيب المفروض عليه يدفعه إلى التذمر والقرف منذ التقاها أول مرة , بدت مخلوقه ضائعه , تطل عليه من عينين باردتين وجسد فارغ الطول تتكوم عظامه فوق بعض بعناد, كل شيء فيها يصير مستكبراً , تشمخ فتنتصب هذه العظام وتكاد تهوي فوق رأسه بحدة, كانت أمه تحدثه عنها فيما مضى وتفرط في وصف أخلاقها حتى حببتها إلى قلبه,فجاءت إليه لا برغبة وإنما بمزاح أنسان أرهقه الضغط والألحاح. ففتوحمن عائلة ثريه جداً عاشت بناتها وفي يدهن معلقه من ذهب, أحبتها أمه لان بينهما طباع مشترك,أشياء كثيرة يتفقان عليها,ففتوح أنسانه تجيد التمثيل والتملق وتعرف كيف تتلون وتتكيف مع الموقف الذي تقع فيه, فهمها محمد وخابت أيامه فقدشقته المرارة طوال هذه السنين بحدتها وعنادها , فهو يبحث عن حياة رطبة جميلة تهيئ له أسباب النجاح في الحياة, وعندما دارات الأيام دوراتها اكتشف عقدتها. عرف مرضها.. امرأة غير سويه, ليس فيها مايدفع الرجل لأن يحبها أو يعطف عليها وقد تحملها من أجل الأولاد.
تخرجت فتوح من أحدى جامعات أمريكا ولكنها رغم هذه البهرجة العلمية انسانه فارغة من الأعماق لاتعرف كيف تتصرف .. لاتقدر على تقيم حديثها, كل شيء فيها هزيلاً, مريضا, باهتا, وهو رجل يخوض الحياة السياسية بقوة ويقرأ ويفكر ويناقش, وكثيراً ماأحرجته بحماقتها حتى ذبل كل شيء يربطه بها, فعنادها وهن, وصلابتها ضعف,عيناها ميتتان تسبحان في فراغ ولسانها فأس قوي يحطم كل الأحلام الجميلة (( أنت غير مؤهل للسياسة !)) ((أنت ضعيف)) كلمات تطلقها كا المدفع الرشاش في وجه زوجها بقسوة وهي مازالت تدور في أذنية.
أفاق محمد من خيالة على صوت الباب يصفق بعنف, انته إلى هاشم يقف أمامه وهو يضع على المنضدة الرخاميه ملفاً كبيبر:
- اليوم حدثت خناقه كبيرة في الجريدة .
انتبه محمد كمن يستمع إلى مغامرة مثيرة:
- هات ما عندك.
قال هاشم ووجهه منفعل تتطاير حبات العرق منه:
- المقال الذي كتبته اليوم عن الأرهاب تعقيباً على استشهاد الشاب اللبناني الذي فجر نفسه في معسكر الاسرائيليين أثار غضب رئيس التحرير.
وفي دهشه سأله محمد:
- الأمر طبيعي جداً وقد اذيع في نشرة الأخبار أمس, فما وجه الغرابه.
- لقد فسرت الأرهاب بالمفهوم الحقيقي , اذا بينت أن الارهاب ماهو إلا مصطلح أطلقته الدول الكبرى على عملية الجهاد وثورة والدفاع عن الوطن, أما محمد يتفق مع محدثه, بيدهاشم استطرد:
- قال : أنا مقالك في مجمله لايتفق مع سياسة الجريدة,
فأثارني أعتراضه هذا وحاولت أقناعه دون جدوى, واحتد نقاشنا فلم أصل إلى نتيجه وعدت بالمقال إلى مكتبي.
تأفف هاشم متذمراً:
- فلنضع على أعيننا نظارة سوداء لنسير بغموض, ثم قطع حديثه ووجه سؤاله إلى محمد:
- بالمناسبه ماذا فعلت بحملتك الانتخابية؟
- شئت لأن احدثك في هذا الأمر, فهناك التيار الديني المعتدل يريد أن ينضم إلى مجموعتنا الوطنية, ونحن في حيرة لاندري كيف نوفق بين هذه الأطراف.
قفز هاشم من مكانه سحب مفعداً بالقرب من أخيه.
- محاوله عظيمه يا أخي , نتمنى أن تتفق جميع الأطراف على هدف واحد.
وباستياء يجب محمد:
- النفوس يداخلها شيء من الريبة:
- ماذا تقصد؟
وبلهجة فاترة يقول محمد :
- المذاهب الدينيه والسياسية متضاربة وإن كان اللسان يتفق إلا أن في الأعماق أشياء تبرز على السطح كل ما نرجوه.
بدا هاشم مشدوهاً لايدري كيف يمسك طرف الحديث, فهو يعرف كأنسان خاض تجربة الصحافة الويلات التي تثار من جميع الأطراف وتتلاعب بكيان الوطن, وهو يأمل أن يضع النائب مصيره بالصورة الصحيحة.
- لقد رشحتني المجموعة لأمثل تيارها المعتدل الوطني الذي يحقق أماني الشعب وتمنيت لو تساعدني في حملتي الدعلئية.
- أرى أن تعرف نفسك بالناس الآن من خلال بعض الندوات وفجأة أشارة هاشم بأصبعه إلى محمد:
- لكن أرجو يامحمد تصرف بما هو قناعتك ,دعك من الشعارات التي يرددها البعض وهي خالية من المحتوى والمفهوم الصحيح.
ابتسم محمد ابتسامة ساخرة وهو يتذكر صوراً كثيرة يعيشها النائب في تناقضات واضحة بين معقداته وأفعاله.
حظر الأخوان الآخران حسين وعماد مع زوجتيهما مع سرب الاولاد , وهم يندفعون إلى البيت , أشاعوا فيه جو من المرح والحركة, كأنه جث هامدة دبت الحياة فيه , ترامن الحقائب المدرسيه على الكنبات ومنهم من يصرخ ((أنا جائع ,هيا اعدوالنا الطعام )) ومنهم من يطلق صفير في الهواء, وتهرول جدتهم مع الخدم في حركة سريعة لتحضير مائدة الغداء.
صاحت ناهد وهي تتفقد بعينيها البيت
- أين فتوح ؟لم تعد إلى البيت؟
أجابها محمد بامتغاض:
- لالم تعد
.
وعلى الفور سألت فريدة بتخابث :
- ولماذا لم تعد إلى بيتها؟
رمقها محمد بنظرة غاضبه:
-هذه أمور خاصة أرجحو أم لايتدخل أحد فيها.
إلتفت عماد إلى زوجته مشيراً بعينيه أن تصمت, وفهمت الزوجه إشارته.
وجلس الاخوة يتحدثون عن قضية الانتخابات يبدون آراءهم لكن صوت حسين استفزهم:
- هذا كلام فارغ , فالذين يدعون الوطنية يستوردون أفكارهم من الخارج, هناك أصابع خفيفة تحركهم ويريد من خلالها جذب المتدينين.
صاح هاشم
- نحن نقصد المتدينين المعتدلين لاالمتطرفين..
وتعلو صرخات حسين:
- ليس هناك اعتدال أو تطرف ؟ الدين منتقى من منابعه الصافية والديمقراطية مفهوم رأسمالي لا يمكن دمجهما مع حاول محمد أن يحتوي الموقف قائلاً:
-المهم لكل شخص رأية وتحليله الخاص.
صاحت أمهم:
ألا تكفوا عن المناقشة,هيا , فالغداء جاهز..
جلست ناهد بالقرب من فريدة تتهامسان فيما بينهما وتستعرضان حادثة الأمس وتشرعان في تحليلها ,كانها مادة لذيذه تشبع نهمهما وفضولهما , فكل ((كنه)) تحاول أن تصنع مكانة في قلب الخالة وتبرز صورتها ناصعه مشرقة حتى إن كانت في الزاقع مزيفه, تتنافس ناهد وفريدة على خدمة الخالة:
تدفع ناهد طبق الرز إلى الخالة , وتضع لها السلطة(( تفضلي ياخالتي أنا أخدمك)) بينما تشدها فريدة إلى جنبها(( طبق الكفته بعيد عنكِ سأضع في صحني بعضاً منها لنأكل معاً, الخالة تبتسم لهما ابتسامات مزيفة تشدها بحبال من الصبر إلى شفتيها, جاءت ميساء مرهقه وثيابها مهمله ارتدتها على عجل.
انتبهت إلى مقعد فتوح خالياً:
-ألم تعد إلى البيت؟!
لم تلتفت إليها الخالة , حياها محمد ثم سحب المقعد وهو يقف إليها باحترام.
- تفضلي ياميساء.
شردت ببصرها بعيداً . خطر لها خاطر
قال هاشم:
- مابك ساهمة؟!
استطردت وهي تدير ظهرها إليهم:
-لا أجلس طالما مقعد فتوح فارغاً والتفتت إلى محمد:
- عدبها إلى البيت يامحمد:
صمت الجميع, ذهلوا كأن على رؤؤسهم الطير, لم يعد يسمع سوى أصوات الملاعق والأشواك تصخب في الصحون وهمهمات الأطفال يقطعون الطعام بشراهة , تجمدت الخالة مكانها. شعرت بأطرافها كلها جامدة والمعلقة تضطرب بأصابعها ورموشها ترتعش فوق عينيها , إلتفت محمد إلى أمه يود لو تفهم سر هذه المرأة التي تعيش بينهم في ثوب واحد ولون نقياً, صافياً, ينبع من الداخل دون افتغال أو ارتباب.
وعينا ناهد تصطدمان بعيني فريدة, وهاجس الغيرة يصطخب في أعماقها,هماتحاولان تبديد الوجوم بإثارة مواضيع شتى , انتبهت ناهد إلى ابنتها وهي تقفز من مكانها قائلة:
- سأذهب إلى خالتي ميساء لتمشيط شعري
****************************
رأريد تفاعلكن معي لكي أكمل الروايه

كــ المشاعرــل
كــ المشاعرــل
الجزء الثاني
جلس حسين مطرقاً يلقي رأسه بين كفيه, تحاول ناهد جاهدة أن تعيد الهدوء إلى نفسه, أثارت مواضيع شتى لعله يفيق من هذه الهواجس التي تعصف بعقله, لكنه سئم إلحاحها:
- أرجوك كفى.
ربتت على كتفه لتهدئ من روعه.
- الأمرلا يستحق كل هذا العنف, فالأخوة يختلفون في الآراء والأفكار وهذا لايفسد الود بينهم .
تجهم وهو يستعيد ذاكرته وأفكارمحمد.
- أخي يلعب بالنار, يريد أن يصنع كوناً جديداً يختلف..
قاطعته ناهد وهي تحدق به.
- إن له رأياً في هذا وأظنه قادراً على إثبات مايعتقد.
أشاح بذراعه اليمينى ساخراً
- إنها حماقة
وفي دهشة تصرخ ناهد:
- وما يضيرك في كل هذا؟
صمت الايدري مايقول , إنه يرى في الخيار الديني التكامل الذي ينبغي أن يصل إليه الجميع, يتساءل غاضباً,لماذا يدور الناس في طرق متلوية باحثين عن عصارات فاسدة نابعه من قصور الأخرين وعجزهم, كما ينظر إلى الدين نظرة فاتره ليس فيها تمحيص أو عتبار, إنه اختار طريق الله سبحانه منذ سنوات الجامعة عندما التقى تلك الرفقه حيث جذبته في أول الأمر باسم القائمة المرشحة في الأنتخابات وتعرض في تلك الفترة إلى زوبعة نفسيه وحالة قلق مستمرة سرعان ما تبددت بألتامل والتفكير, وعندماعاش معهم مارس نشاطات استهلكت فراغه وصحته وقوته, كل شيء فيه ينسجم معهم لكنه تألم من بعض الحماقات التي حدثت باسم الدين , شعر في يوم من الأيام انه كان مبرمجاً, قوة مجهوله تحركة تبدد ملامح عقله, وسئم من التفكير , وجد نفسه يقع في متنا قضات كثيره, هذه الأحزاب التي تشكلة في الجامعة كان عليه أن يدرسها جيداً ويعيشها عن قرب ليحدد موقفه, فوقف أياماً يبحث في المتب الدنية والأشتراكية والماركسية, ثم انتهى إلى الرأسماليه والديمقراطية, ثم اندفع مزحوماُ بهذه الأفكار إلى مناقشات القيادات, واتسعت الدائره إلى خارج الجامعة حيث المفكرين والعلماء والباحثين والكتاب, ناقش حتى وقع في حيرة كبيرة, هل كل هؤلاء الشباب يسيرون في طريقه عن قناعة, إنه يود لو يصفع واحداً تلو الآخر لينتبه حتى لايكون إمعة,حتى هؤلا الذين يسيرون في التيار الديني على حساب قناعتهم يعيشون حلاوة الفكرة لا العقيدة ذاتها والاحساس النفسي العميق بها, ينبغي أن تعيشهم الفكرة حتى النخاع بقي الليالي طويلة يستعر بلظى الحيرة تتقاذفه في كل جانب, ثمة شيء ناقص, هناك ثغرة كبيرة مختزنة تأبى أن تتضح, حاول أن يجذبة إلى نور الحقيقة, إلى حالة وضوح يمكنه من المعرفه لكنه يفشل, شيء مبتور أفكار باهته, شعارات متدفقه كالسيل إلى الخارج لكنها غير مطبوعه في الأعماق, وعند منعطف الظروف السياسيه وفوق شبهات الأحزاب المختلفه يلمح نوراً يشع من بعيد , شيئاً أتياً إليه يحتظنه بعطش, يمطره بقبلات الرحمة , يبلل وجهه بدموع الفرح , يسكب في فؤاده عواطف الرحمة واحساساً رهيباً بامسؤولية, ويشك مرة أخرى بأن الذي كان فيه ليس إلا فكراً جامدا ً لا يسع إلا دائرة السرد دون الفعل, لكننا الآن نفعل شيئاً,نلعق جراحنا من جديد ونرسم ملامح الطريق منذ الصفر, وقوة تنبع من كل خلية , تتدفق في كل قطرة من قطرات دمائنا, تجتاز الزمان والمكان نحو غد مشرق , حيث أزاهير الحلم تنتظرنا هناك تفتح إلينا دراعيها الحانيتين, هذه الواحة البعيده القريبة تقترب منها ونبتعد عنها, لكننا نمسك بخيوط الأمل المدلاّة من سماء الرحمة , تنهد حسين وهو يبتسم انحنى يقبل ابنته الصغيرة فابتسامتها تشبه بسمة الغد الجميل لافرق. الطفولة والبراءة.
دخلت ابنته الكبرى . ندى وهي تشير إلى شعرها:
- ماما (( انظري إلى تسريحة شعري قد صففتها لي خالتي ميساء)).
رمقتها أمها غاضبة فأخذت توبخها:
- ألم أقل لكِ أكثر من مرة عليك أن تطرقي الباب قبل الدخول على بابا وماما إن كانا لوحدهما .
تسمرت البنت في مكانها خجلة.
شدها حسين من يدها يقبلها .
- تسريحتك جميله جداً فهل شكرت خالتك ميساء.
هزت رأسها وهي تطرق برأسها إلى الأرض
قال حسين مشيراً ألى زوجته
- خذي البنتين بعيداً عني لأستريح بعض الوقت.
تمدد في فراشه يشبك ذراعية تحت رأسه , تدق في رأسه معاول الهموم , يود لو تصمت في رأسه , لوتهدأ هنيهة , لكنه تذكر تلك الواحة الخضراء البعيدة تمد ذراعيها أليه في شوق, وسكتت هذه المعاول وهدأت تلك المطارق وتراخى جفنيه وثقل النعاس في عينيه ليغظ في نوم عميق.
بينما جرت الفتاتان إلى الغرفه الأخرى لتلعبا وناهد في حيرة , انها لاتدري ماتفعل, الفراغ يخط الوناً قاتماً في حياتها, ساعات تمر وهي شاردة أمام جهاز التلفاز, تقرأ جريدة اليوم وهي تحتسي كوب الشاي, ثم سرعان ماتمل عيناها القراءة فتلقي الجريدة وتعبث في قنوات التلفزيون بملل وتذمر , ترنو إلى جهاز التلفون تتمنى لو يتصل أحد بها لتقتل الوقت, فكرت في أن تخاطب أمها الآن, لكنها تذكرت أنها نائمة في هذه الساعة , وهذا الوقت هم ملك الناس لتستريح فيه بعد الغداء.
ياألهي ماذا تفعل النساء في أوقاتهن الضائعة, منذ أن تزوجت وأنا لا أعرف ماأصنع بنفسي التائهة, شردت ببصرها بعيداً كأنها تقتنص في هذا الزحام فكرة تشغل نفسها بها, لم لأ خاطب ميساء لأ سألها, لأبحث معها مشكلتي , أنا مندهشه من أمر هذه المرأة التي تلازم غرفتها طوال الوقت, ألا تمل ؟ ألا تسأم, ماذاتفعل؟ ! لا.. لا, انتفضت في مكانها((لا أحب أن أبدو أمامها ضعيفه)) عادت إلى غرفة النوم , وقفت أمام المرآة كثيراً, أنزعجت, لقد بدوت سمينه أكثر من الشهر الذي مضى فتحت خزانة الثياب واستخرجت كل ثيابها لتقيسها واحداً بعد الآخرصبي ونثرتها على الأرض بعصبية ((إنها ضيقة)) بل ضيقه جداً التفتت إلى حسين يغظ في نوم عميق , تذكر نصائحه, حاول أن يرسم لها نموذجاً مثالياً لحياتها لكنها غير مقتنعة , تبحث عن إثارة في حياتها ولم لا, لماذا يلف هذا لجسد الجميل بذلك الكيس الأسود, انتهيت إلى صورتها في المرآة تستعذب جمالها الفاتن وحسنها الأخاذ, فهي لم تتحرر بعد من عبودية جسدها ,تبحث عن اشباع لهذا لغربال الأجوف, وهمس حسين في اذانها كثيراً أنتِ جميلة وفاتنه ولكن اصنعي من الداخل نوراً حقيقياً ليشع إلى الخارج أنتِ كالقنديل المنطفئ ,سيمله الناس بسرعة, تسللي إلى هذا الجزء القاتم لتشعلي فيه شمعة , عندما خطبها حسين في الجامعه لم يكن ملتزماً, كان انساناً بسيطاً, لم يختزن بعد كل هذا العقد المتراكمة التي كبلتني بقيود والتزامات أنا أتضايق منها كثيراً, لقد تغير في السنوات الأخيرة وعجز أن يأخذني معه إلى دائرته, لكنه لطيف معي على أية حال .. أحبه وأتمنى أن يتحرر من هذا الأفكار التي تزعجه لقد لتقينا منذ سنوات الجامعة الأولى, درسنا العلو الأدارية وتخرجنا في دفعه واحدة وتزوجنا, عمل حسين محاسب في إحدى الشركات وأنا باحثه ادارية في وزارة التربية, هو الشيء الوحيد الذي اتفقنا علية في بداية الطريق لكننا انفصلنا فكراً وهدفاً.
ناهد امرأة سطحية, بسيطة لا تصطدم بالآخرين وتحاول أن تلتقي بهم في نقطة مشتركة , العاطفة هاجسها الأول , لا يهم أنت ماذا تفكر أو تعتقد طالما هناك مشاعر ودية تخصني بها فلهذا أمنحك ثقتي حبي , هذا هو مبدؤها في الحياة, لا تكترث بما يدور حولها فهي أسيرة أمنياتها وأحلامها, وتسعى جاهدة في كل مرة أن تكون في دائرة الضوء, ان تسلط عليها حزمة من نور لتتعرف على كل جزء من جمالها وتمتدح محاسنها, وان تجاهل الناس هذا الأمر تعلن عن نفسها عبر حركات وايماءات تتفنن في إثارتها, وقد تعب معها حسين كثيراً, بذل كل جهوده لاصلاح هذا الخلل في شخصيتها , فهو يعرف سر عصبيتها ونرفزتها التي غالباً ما تعود إلى زيادة كيلو واحد في جسمها, فالغضب يتجمع كله في مكانها وينصب عليه وعلى بنتيها وتحارب شهيتها وجوعها حتى تفقد هذا الكيلو الزائد.
هذه العبودية المفرطة للجسد ألهبت حياتها بنسائم شديدة الحرارة ومعارك سخيفة سرعان ما تنتهي بقهقهات ساخرة يطلقها حسين في وجهها قائلاً )) أنتن فعلاً ناقصات عقل ودين)) يثير غضبها فتصرخ بعنف (( ألا بهمك أن تكون لك زوجة جميلة ورشيقة)) يشير إليها ثانية وهو يمعن في سخرية(( بل أنتِ تفعلين ذلك لذاتك ليس من أجلي))ناهد أنثى جميلة تعيش من أجل هذا الجمال, حتى قراءة الكتب تحسبها نوعاً من مهام الرجال والادمان عليها يفسد عينيها الجميلتين,والقلق المفعم بعاطفة حزينة والهم يمتص النضارو والأشراقة من وجهها النضر, هكذا تحسب كل شيء في ميزان جمالها, شخصية يستعذبها بعض الناس ويجد فيها نوعاً من المتعة والراحة المؤقتة من مشاق الحياة, والبعض الأخر يلوي شفتيه بامتعاض , يحترق هذا النوع من البشر الذي يعيش في ظل الحياة ويوهم نفسه أنه مهم ومبعث أهميته أنه يسر الآخرين باطلاته.
وتحير معها حسين , كيف يعالجها ؟ ومن أين يأتي إليها ؟ إنها لا تتشكل إلا لذاتها, ففرض عليها الحجاب قي وقت هي كانت قمة في الأناقة والشياكة, كتم النفاس هذا الجسد الذي عبدته سخره تحت سطوة العقل ودين, وتعذب فترة مع صراعها المستمر بين عاطفة الجمال وواجب الدين حتى انتصر الواجب على العاطفة, إنه يشدها معه إلى القمة لكنها منهارة, متعبة مكدودة لاتريد أن تجتاز هذه الحدود المعقولة , وهي تعرف أنه ما زال معها يدوران في فلك التغير والصعود.
العفه, النور, كلمات كان يرددها حسين على مسامعها , وأيقنت انه مافعل ذلك إلا لأنه يحبها, ويريد أن يحافظ عليها جسداً جميلاً ورأساً فاتناً, لابد أن يصونها من عبث العابثين هي له وحده, وحسين رجل وسيم يتمتع بشخصية أخاذة تسحر أنوثتها وتشدها إليه, انها تريده كثيراً فهو ملاكها الحارس منذ كان في الجامعة , يغار عليها ولا يحب أن تتمادى في مخاطبة الآخرين دون مناسبة.
تأملته وهو نائم, كأنها تشرب حبه في عينيها ,تحب أفكاره ومبادئه, وهي لا تعرف عنها شيئاً, تحبها فقط لأنها أفكار ومبادئ حسين, تحبها لأجله فقط, أحبته عندما كان حليق الذقن وتحبه الآن وهو طليق الذقن , إنه رجل مقنع تقطر الرجولة من ملامح وجهه , شيء يلمع في جبينه ككبرياء السيف وشموخة, انها لا تحب الرجل الضعيف الذي ينقاد وراء أمراته ذليلاً خائفاً يستجيب لرغبتها ونزواتها حتى لو كان يحبها , ولعل نقطة الاختلاف بينهما عي التي أشعلت في قلبها فتيل الحب.
انحنت تطبع على جبين حسين قبلة هادئة, وقفت أمامه تتأمله بوله ثم سحبت عليه الغطاء كأنه طفل تدلله أمه بحنان, انتبهت إلى رنين الهاتف, أسرعت الخطى, رثت الحالها أهكذا يثير فيها الهاتف كل الفرح والحبو فهي بلاشك مجنونةو أو يائسة عجزت عن انقاذ نفسها الحائرة, وكان المتحدث فريدة.
- آلو
- أهلاً فريدة
- هل ترغبين في زيارة فتوح مع خالتنا؟
- أجل
- إذن ارتدي ثيابك بسرعة والحقي بنا في الصالون.
- إلى اللقاء
- مع السلامة
وارتدت احدى ثيابها الملقاة على الأرض , ثم لفت جسدها بجلبابها الواسع ولفت رأسها بحجاب من حرير وهرولت ذاهبة اليهما.
************************
اتنمنى تفاعلكن

قصة للعبرة والموعظة
قصة واقعية عن شاب خليجي درس في أمريكا