الفراشة أصبح فتيات Ftayat.com : يتم تحديث الموقع الآن ولذلك تم غلق النشر والمشاركات لحين الانتهاء من اتمام التحديث
ترقبوا التحديث الجديد مزايا عديدة وخيارات تفاعلية سهلة وسريعه.
فتيات اكبر موقع وتطبيق نسائي في الخليج والوطن العربي يغطي كافة المجالات و المواضيع النسائية مثل الازياء وصفات الطبخ و الديكور و انظمة الحمية و الدايت و المكياج و العناية بالشعر والبشرة وكل ما يتعلق بصحة المرأة.
إلى النور الذي لطالما حلمت به ..
إلى النور الذي رافقتني خيالاته ..
إلى النور الغارق في ظلمة الأفكار ..
إلى النور الذي كان وما زال لي أشبه بطوق نجاة ..
إليه أهدي هذه البسيطة ..
أكبر الأخطاء تلك التي نرتكبها عندما نكون بكامل وعينا
إذ أنه لا يمكن أن نجد أي مبرر لها كأننا مسيرين مثلا
,أن الرياح عاكستنا أو الظروف هي من أجبرتنا ..
وتبقى تلك الأخطاء ترافقنا دون رغبة منا أو إرداة
ذلك أنها تحاول أن تدعونا للعودة إلى ما تركنا
بسببها إلى أحلامنا والأمنيات ..
هناك تظل قيم ومبادئ رسمناها لأنفسنا ,
تلك التي تتخاذل أمامها كل الرغبات والنزوات ..
المشكلة ليست أن نرتكب نحن الخطأ ,
بل المشكلة في أن يسيطر الخطأ علينا .
لا يُرى النور
عتمة الديجور
1-1
أغلقت الباب خلفها بحرص شديد خشية أن يُسمع صوت إغلاقها له
ويكتشَف أمرها ,أخذت تسير بخطوات ترتجف باتجاه المجهول ...
شعور مرعب اقتحم قلبها وهز كيانها ليبعثرها إلى أشتات ويعيد تشكيلها من جديد ...
صُدمت من نفسها فهي لم تتصور يوماً ولو للحظة أن مثل هذا الفعل قد يصدر منها
إلا إن حياتها معهم باتت جحيم أسود يحرقها بلا رأفة أو رحمة لرقتها
بل إنه يهشمها إلى أن يمحها من هذا الوجود ...
أخذت تسير وتسير بلا هدف ولا أمل فكل الأهداف سحقتها سيطرتهم
و أسمى الآمال مسختها أنانيتهم ...
بدا طريقها مجهول كثيرا فهي حذرة جدا في تعاملها مع الآخرين
لذا هي تعيش في عزلة وسط أحلامها ولعل حذرها لم ينتج لها
سوى الكثير من القلق والشك وعدم الإحساس بالأمان أو الاستقرار النفسي
ولم تكون أية صداقات نتيجة طبيعية لكل هذا ...
وقفت على جادة الطريق وفكرت لدقائق إلى من قد تلجئ
ومن ذا الذي سيستضيفها عنده فلم تلقى لذلك إجابة ...
إلا أنها نست أن هنالك باب لم تطرقه قريب منها إلى حد لا يُصدق ,
ليس قريب منها هي فقط بل إنه قريب من الجميع ...
صوت ما أعادها للواقع المر أنها مجرد فتاة وحيدة في شارع ضيق خالي تماما من الناس
: يا حلو ما تبى توصيلة
وصلتها سخرية الآخر بصوته الغليظ : لا شكلو ثقيل لا تخافي يا حلوة ترى حتكوني في الحفظ
والصون
لتجتاح جسدها قشعريرة وتسري في أطرافها رعشة
أكمل بالصوت ذاته : طيب أدينا نظرة على الأقل أجبر بخاطرنا ياهو
لم يحركها خوف ولم يظهر انفعالها لو أن الظروف اختلفت
لكانت تصرخ الآن أو قد تتهور بضربهم أي انفعال يبين غضبها / خوفها
إلا أن كل شيء اختلف وما عادت تعرف نفسها...
أصابها شيء كالجمود وعدم الإحساس بالواقع
ربما تمتمت بعدة عبارات منها مادمت قادرة لن أسمح لأحد بأن يتمكن مني ...
لم يستمروا بملاحقتها طويلاً بل اختفوا دون سابق إنذار ...
الأمر الذي أثار دهشتها و لم تشعر بالفرح عكس ما توقعت
ربما لأنه من غير المنطقي انسحابهم
هكذا فجأة حاولت تجاهل الأمر ...
ومشت مشت طويلا آلمها ثقل الحقيبة على ظهرها
لكن ألم قلبها أعظم , توقفت لتلتقط نفسها ركنت إلى جدار مبنى ضخم ,
وهي تحاول أن تخفف من قوة ضربات قلبها وضعت الحقيبة في حضنها
وشدت عليها بكلتا يديها كأنما تحمل طفلا رضيعا تخاف من فقده ,
تحتضنها بطلب الأمان والطمأنينة لروحها التي ما بقي بها جلد لاحتمال المزيد
لتترجم آلامها الدموع التي خطت طريقها على خديها النديين بكت كثيرا حتى جفت الدموع ...
اتجهت إلى مكان يمكنها الذهاب له دون أية عوائق أو ربما كان منجم لها ...
وأخيرا وصلت إلى إليه
المستشفى ...
أوقفها صوت أحدهم يقول : لو سمحتِ انتهى وقت الزيارة
أجابته ببرود :طيب أدري وبعدين ما عرفت أنا مين ؟
نظر لها بسخرية واستهزاء : مين أنت لا يكون بس بنت المدير
ملت منه فهو يعيقها عن صنع ما تريد : يعرب ابعد بلاش هبل
يعرب بدهشة : أنتِ كيف عرفتي اسمي صمت لثواني بعدها أجاب بصدمة أمل
أمل : ايوا فابعد أحسن لك عن طريقي
يعرب وكأنما لم يسمع ما قالته وأخذ يتأملها : تغيرتِ كثير
بينما هي لم تعره أدنى اهتمام ...
أكملت طريقها نحو قسم تنويم النساء فهي تحتاج إلى الراحة قليلا لتكمل مشوارها الطويل ...
ركبت المصعد اختارت قسم انتظرت قليلا إلى أن انفتح الباب
ودخل أحدهم أطرقت برأسها خشية أن يتعرف عليها فهي لم تهرب لتعود...
حاولت تذكر رقم الغرفة الذي حفظته عن ظهر قلب وبعد دقائق من التفكير تذكرته
اتجهت ناحية الغرفة وهي تدعي أن لا تصادف أحدا ..
للأسف لم تلحظ تلك العينين التي تلاحقنها منذ البداية ...
دخلت الغرفة بخطوات ثقيلة ابتسمت لتلك النائمة بسكينة وطمأنينة
ذات الوجه النير وسط الأجهزة المؤلمة اتخذت لها مكانا قريب من الباب
فهي ضعيفة جدا أمامها تعلم يقينا إن هذه استيقظت ستعود لعذابها وللمنزل ..
تابعت تأملها بصمت حزين علت وجهها ابتسامة منكسرة
وهي ترى الشعرات البيض التي غزت شعرها شديد السواد ..
بعد ثواني خيل لها كأنما رأت يد سوداء تمتد نحوها وتخنقها
صرخت لكن صرخة مكتومة حسبية لتلك الأهواء لم تلقى مصيرا
إلا بين أجساد الذئاب الممتدة على أرصفة ذاك الطريق...
لا يُرى النور
عتمة الديجور
1-2
دخلت إلى البيت وهي تشعر أخيرا بالراحة
يشوبها الحزن فقد كان يومها طويل جدا
قضته في تأدية أعمالها ولم ترتح ولو للحظات ليس لشيء
إنما هذه عادتها فعندما يطلب منها عمل لا ترتاح ولا يهدأ لها بال
إلا عند إنجازه في أسرع وقت وبإتقان...
دخلت إلى غرفتها لترتاح وتنام فهي تطمع بالراحة
بعد يوم عمل مرهق وشاق عانت منه الكثير من الأمور
أولاها التأخير وانتهى بخصم للمرتب ...
لم يهمها خصم مرتبها لكن ما جعلها تتضايق وتحزن
هو التهمة التي لفقت لها وورطت فيها
ولأن علاقاتها ليست واسعة لم تفلت منها برغم من براءتها
هذا هو الشيء الوحيد الذي يضايقها الظلم...
ما إن همت لتخلع عبأتها حتى فتح الباب بقوة دون استئذان
ودخل هو كأسد ثائر يستعد لبدء معركة...
زفرت بإنهاك والتعب بادي على صفحات وجهها بوضوح
:نعم ايش عندك ؟
أما هو فقد ثار بوجهها باتهام : ايش عندي ما تدري يا ست سلام وين الخاتم
سلام بصدق : أي خاتم
اقترب منها وهز ذراعها بقبضته: لا والله ما تدري
أفلتت نفسها من قبضته بصعوبة
:آه وسام ابعد عني أي خاتم تقصد تعرفني ما البس خواتم
وسام رد عليها بعصبية
:وأنا ايش أبى في خواتمك أنا أبى الخاتم طلعيه أحسن لك
سلام ببرود :وأنا أقولك ما عندي خاتم ولو سمحت أطلع برى
ليطلق أفا صغيرة ويخرج من الغرفة و لا يبالي بارتطام الباب وراءه
أما هي فأخذت تفكر فيما أصابه
فمنذ عاد من سفره الأخير وقد ازدادت أخلاقه سوءا
دخل لغرفته ليرى الآخر مضطجع فراشه
يقرأ كتاب رفع عينيه و نظر بلا مبالاته المؤلفة...
وسام بارتباك وحيرة: تقول مو عندها وأنت تقول مو عندك
وأصلا هالهبلا شكلها ما تردي عن شيء
الآخر تأمله للحظات ثم أجابه بهدوء
: مشكلتك صراحة وأنا مني فاضي لك
وسام بحيرة أكبر من قبل
: طيب ايش أسوي محد غيرك وسلام ساكن هنا
الآخر بنبرة تشكيك : متأكد
وسام بتساؤل: ربيع ايش قصدك ؟ وضح
ربيع ببرود : معليش قلتلك من قبل هذي مشكلتك
حلها بنفسك ويلا برا أبى ارتاح
وسام بتوسل : هذي أخر مرة
ربيع ببرود قاتل : ما عندي وقت اطلع برا من غير مطرود
خرج وهو يحمل أذيال الخيبة والغبن سيقتله عما قريب
ما الذي سيفعله الآن
وماذا يقصد ذاك بكلامه؟
رن هاتفه المحمول ينبئه بوصول رسالة
رص على زر الفتح وصدم ارتجف كلا فكاه وألجمته الصدمة
نص الرسالة
خلال عشرة أيام
إذا ما سلمت الخاتم
حنرسلك للمنفى
ق. ألين
المنفى أخذت هذه الكلمة تدور في عقله كثيرا
وتكرر بشكل مزعج بدا أكثر إيلاماً وصل لمرحلة أللاستيعاب
كيف له أن يجد هذا الخاتم أل... في مجرد عشرة
أيام أمسك رأسه بدأ الصداع يؤلمه و هو أخر ما ينقصه
جلس وأسند ظهره لباب الشقة وهو يشعر أن رأسه سينفجر
وأن حرارته بدأت بالارتفاع شيئا فشيئا ولن تنطفئ أبدا
منفى يا لوقع هذه الكلمة على نفسه
لم يستطع ابتلاع صدمت الكلمة فكيف إذا حدث في الواقع
أصبح رأسه ثقيل من شدة الألم وارتفاع الحرارة
قرب ركبتيه من بعضهما ووضع رأسه عليها
بدا شكله مخيف ومحزن في الوقت ذاته ...
أخذت تنظر إليه بشفقة لما آل إليه حاله
كانت تريد أن تذهب للمطبخ لتأكل شيئا
لكن منظره الجالس على عتبة الباب
مسند ظهره للجدار وضام رجليه إلى صدره
أوقفها لم تحتمل منظره بهذا اليأس ...
وتعلم ردة فعله لو حاولت أن تخفف عنه
تكره أن تراه يتألم فلا تستطيع مساعدته وإنقاذه مما هو فيه
لم تنتبه للوقت إلا حينما خرج ربيع من غرفته يريد الذهاب لعمله
ويأمره بأن يقوم عن الباب
كم بدا قاسيا بهذا الطلب
ربما تأثرها بالمشهد وأنها لأول مرة تراه بهذا الضعف
جعلها ترى تصرف هذا الطبيعي قاسيا...
ربيع: ابعد عن طريقي بسرعة
وسام قام بانقياد لأوامر ربيع نظر للواقفة
ولنظرة الشفقة التي اعتلت ملامحها
نظرة غضب:هي أنت يا هبله شموقفك هنا روحي لغرفتك
ابتسمت بأسى وأكملت طريقها للمطبخ
وهي تقول بصوت متهجد :استغفر الله العظيم ...
لا يُرى النور
عتمة الديجور
1-3
انتبهت من النوم على صوت طرقات خفيفة على باب غرفتها
تحركت بضجر وقليل من الانزعاج فهي
لم تنم سوى للحظات على أكثر حد لتوقعاتها ...
وببطء شديد تحركت نحو الباب بخطوات ثقيلة
وبينما كان عقلها يحث قدميها في السير قدما
اعترتها رغبة في التراجع والعودة لأحضان فراشها الدافئ
وككل مرة عقلها ينتصر ..
فهاهو يمنيها أنها إن أطاعته فقد تحظى بقيلولة
على أي أريكة شاغرة في الأسفل
و بكذا فهي ستهرب من التوبيخ و غيره مما ستلاقيه
إن استسلمت لأهوائها وستحظى بالنوم أيضا ..
وهكذا تطايرت ذرات النعاس في الجو بعيدا عنها دابة فيها
نشاط غريب على من لم ينم أكثر من نصف ساعة
ولم يأخذ هذا التفكير سوى جزء من الثانية...
أخيرا فتحت الباب ونظرت إلى الطارق ثم أجابت
:خلاص قمت
وبعد أن أنهت جملتها ابتسمت على غباء الجملة
فلم يكن هناك حاجة لقولها إلا أنها تذكرت
أنه يوجد من قد يفتح باب منزله وهو نائم
فلا بأس ببعض الغباء هنا..
نظرت لها الأخرى وقد تبدلت ملاحمها من الدهشة إلى السخرية
: أكيد اليوم بينكتب في التاريخ
لم تستفزها تلك النبرة الساخرة
فطالما كانت هذه ساخرة منها ومن تصرفاتها
وتعد كل ما تقوله مجرد فلسفة لا هدف يرجى من وراءها..
لذا أقفلت الباب بهدوء في وجه أنامل
و فجأة شعرت برغبة عارمة في الضحك بقوة
ربما هذه هي المرة الأولى التي تلتفت
إلى أن اسم تلك كان أنامل اسم يشعرك أن حامله
يتسم برقة خالصة وعذوبة متناهية
إلا أن هذه لو سميت ب(شعشبونا) لكان أفضل بكثير..
نفضت الأفكار من رأسها ليس لديها وقت لتفكر بأنامل و اسمها..
الأولى أن تعجل في ارتداء ملابسها و أخذ تلك القيلولة ..
وبسعادة فتحت دولابها ولأنها لا تزال طالبة في المدرسة
فلم يكن لديها عدد من الخيارات في اللبس أخذت زيها المدرسي..
واتجهت للذهاب إلى الحمام وما إن انتهت من ارتداء لباسها
خرجت من الحمام ومن الغرفة بأكملها
لم تهتم في كونها لم تسرح شعرها فقد اكتفت بربطه
لم تكن ممن يهتم بمظهره ..
ولو إنها تمنت في وقت ما أن تكون كأولئك
لكنها في النهاية تقنع نفسها أن هذه هي
وستبقى هكذا للأبد وأن أي تغيير سيكون تغيير لحظي ...
نزلت بسرعة وفي طريقها رأت والدتها
تعد الفطور أرادت الذهاب قبل أن تراها والدتها
حتى لا تجبر على تناول الفطور..
إلا أنها صدمت بصوت أنامل تناديها وكأنما قرأت أفكارها
:وسن ما بتجي تأكلي ولا بتهربي من الفطور اليوم كمان
شعرت بالغضب وتحركت باتجاه الكرسي مرغمة
وكالعادة بدون أن تتفوه بحرف جلست ..
بعد دقائق كانت مستلقية على تلك الأريكة الحمراء
المحببة لها كثيرا ولحسن حظها اليوم لم يكن والدها
قد استيقظ مبكرا لذا فإنه سيتأخر قليلا
مما يتيح لها فرصة في أخذ تلك القيلولة
الذي يمنيها عقلها بها منذ الصباح ...
بعد نصف ساعة سمعت صوت والدها يأمرها
بأن تسبقه في الذهاب إلى السيارة
فأجبرت نفسها على القيام والذهاب إلى السيارة وتشغيلها
كانت هذه بمثابة عادة يومية تقوم بها كل صباح
تشغل السيارة وتنتظر والدها وبعد دقائق يأتي
ويوصلها إلى مدرستها ثم يعود إلى المنزل فهو متقاعد الآن ...
أما أنامل فهي تذهب مع أختها بالرضاعة
سلام إلى العمل ويوصلهم سائق خاص
كم تمنت أن يكون لديها سائق خاص حتى تتأخر
متى شاءت وتذهب متى أرادت ذلك
فتحت حقيبتها لتتأكد من وجود جميع الكتب
فهي لم ترتبها البارحة وتخشى أن تكون قد نسيت كتاب
ولكن ما أن فتحت الحقيبة تذكرت أنها لم تذاكر لاختبار الرياضيات
حمدت الله أنه مجرد اختبار رياضيات أمسكت الكتاب
وأخذت تتصفحه بهدوء لأن الرياضيات كانت المادة الأسهل لديها
من بين كل تلك المواد والوحيدة برأيها التي لا تحتاج إلى مذاكرة
فقط مراجعة بعض القاعدات تفي بالغرض ...
إذ أنه لا يمكن أن نجد أي مبرر لها كأننا مسيرين مثلا
,أن الرياح عاكستنا أو الظروف هي من أجبرتنا ..
وتبقى تلك الأخطاء ترافقنا دون رغبة منا أو إرداة
ذلك أنها تحاول أن تدعونا للعودة إلى ما تركنا
بسببها إلى أحلامنا والأمنيات ..
هناك تظل قيم ومبادئ رسمناها لأنفسنا ,
تلك التي تتخاذل أمامها كل الرغبات والنزوات ..
المشكلة ليست أن نرتكب نحن الخطأ ,
بل المشكلة في أن يسيطر الخطأ علينا .