كود الدنيا
16-07-2022 - 02:52 pm
يأخذ التناقض الغربي مداه الواسع حينما تعرض قضية المرأة وحريتها على بساط البحث, فنجده يشهر سيف الحرية والكرامة عندما تفرض القوانين وأوامر الشريعة على المرأة المسلمة في بلادها العربية والإسلامية, ثم هو يعارض هذه الحرية والكرامة ويغتالها بدم بارد في داره ولا يعدم مبررات يسوقها في ذلك الحال خداعا للسذج والبسطاء.
ذلك ما حدث بالضبط في صور متكررة من أبرزها الحملة على زواج القاصرات وصغيرات السن في بعض الدول العربية, فقد شنت بعض الأبواق الداخلية مدفوعة بتوجهات خارجية حملة على زواج القاصرات بدعوى أنه يعد انتهاكا للمرأة وتعديا على حقوقها, مستغلين في ذلك بعض الحالات التي لا يتناسب فيها سن الزوج مع سن زوجته ويظهر الفارق بينهما كبيرا للسخرية من زواج القاصرات والدعوة لتجريمه.
ورغم أن زواج القاصرات في البلاد العربية لا يتعدى حالات محدودة ولا يشكل في ذاته ظاهرة تستحق التوقف عنها كثيرا إلا أن الحملة عليه مستعرة لا تكاد تخبو جذوتها حتى تعود من جديد, ويتناسى الغرب ومن سار في ركابه ما يدور في أروقته من مخاز وفضائح جنسية.
فالإحصاءات الرسمية الحديثة تشير إلى أن بريطانيا لديها أعلى نسبة من حمل المراهقات في غرب القارة الأوروبية, وذكرت صحيفة التايمز (24/2) أن 40 ألف فتاة مراهقة تحت سن 18 عاما، أو حوالي 40 من بين كل ألف فتاة في البلاد، تتعرض للحمل كل عام.
وذكرت الصحيفة ذاتها أن وزراء في الحكومة البريطانية يعترفون بأن الخطة الرسمية لمكافحة ظاهرة حمل المراهقات قد أخفقت فعليا في تحقيق أهدافها, ونقلت عن بعضهم قوله أنه لم يعد من الممكن تحقيق الأهداف التي أعلنتها حكومة توني بلير في عام 1999 والتي خصصت ملايين الجنيهات لخفض عدد حالات حمل المراهقات بواقع النصف بحلول العام 2012.
فإذا كان الغرب قد فشل في وقف حمل المراهقات خارج الأطر الزوجية, حتى بلغت هذا المستوى المخزي, فلماذا إذن يوجه سهام النقد لزواج القاصرات وهو ما يتم بغطاء شرعي نظيف وعفيف, ولم يصل أو يقارب في كل أحواله وفي مجموع الدول العربية كلها نسبة حمل المراهقات من الزنا في بريطانيا وحدها.
لا شئ, برأينا, غير التناقض الغربي الذي يترك الفساد الجنسي والخلقي يتغلل ويتمكن في بلاده, ويعود إلينا ببضاعته الفاسدة يريد ترويجها بشعارات براقة خادعة, مثل الحفاظ على كرامة المرأة وحريتها.
وهذا التناقض لا يتوقف, عند التدقيق, في هذه القضية, بل نراها حالة مستغرقة, كلما تحدثنا عن المرأة وحقوقها, وندلل على ذلك بحادثة أخرى متعلقة بحجاب المرأة, وكيف أن الغرب يتعمد ذلك التناقض.
فقد منعت إدارة أحد المسابح شرق العاصمة باريس سيدة مسلمة تدعى "كارول" من السباحة وهي ترتدي ما يعرف ب "البوركيني", وهو عبارة عن ملبس مكون من 3 قطع يغطي الجسم كله ما عدا اليدين والقدمين والوجه.
وتوجهت كارول عقب منعها للشرطة والادعاء العام الفرنسي واتهمت إدارة المسبح بالتمييز والتفرقة، لكن الشرطة رفضت شكواها؛ بدعوى أن المسبح كان يطبق القانون الذي يقضي بارتداء الرجال والنساء لملابس السباحة العادية.
وقالت كارول في تصريحات نشرتها صحيفة "لو بارزيان" الفرنسية إنها كانت ترغب في السباحة مع أولادها دون الكشف عن أجزاء من جسدها وفقا لتعاليم الإسلام, مضيفا "أتفهم أن هذا الأمر قد يكون صادما..لكنها ببساطة تفرقة، وسأكافح حتى أغير الوضع، وإذا ما شعرت بأنني سوف أهزم فلا أستبعد ترك فرنسا كلية".
لمزيد عن الموضوع في موقع وفاء لحقوق المرأة