- 9- كيس أبيض شفاف .
- طريقة عملها :
- بعد ذلك يتم تنظيف التجويف بداخل " الفصمة " بعظم الدجاجة آنف الذكر !!
- عليها حتى يجفّ ؛ و هو يقوم مقام " الغراء " !!
تصليح " المسابح " حرفة اشتغل بها بعض الإخوة في السجن .. فمِن متفنن في عملها .. إلى مُتَقَلِّل في صُنعها .. كلٌ بحسبه ..
أما متطلبات عملها فهي كالتالي : 1- عدد 38 حبة زيتون
2- خيط طويل .
3- عظم ساق الدجاجة .
4- سكر و ماء .
5- شعر أطراف " سجادة الصلاة "
6- أرض خشنة .
7- قطعة " ليمون " ، أو بقايا " قهوة تركية" أو " سكافيه "
8- عطر ( دهن عود أو ورد )
9- كيس أبيض شفاف .
طريقة عملها :
على الأخ الذي يرغب في تصليح " سبحة " أن يقوم بجمع العدد المطلوب من ( نوى الزيتون الأخضر ) أما لماذا الأخضر فلأنه أَنْظَر و أجود ؛ و فيه نوع كبير و آخر صغير .. و كلٌ و ما يروق له .. فالكبير أسهل في الإعداد ، و الصغير أجمل في المنظر و أرغب في الحمل و الاستعمال ، و ممكن عمله من ( الزيتون الأسود )..
و جمعها يكون بعد أكل ما عليها ، فتراه يضع " علبة " أو صحناً على مائدة الإخوة و يُؤكد عليهم بالمقولة المشهورة في السجن : ( يا إخوان أبي سبحة لا هنتم ) ، كما أن مسألة
الفصم (النوى) تكون بالترتيب ، و قد تستغرق عدة أسابيع .. لأن ( الزيتون ) يأتي في وجبة واحدة في الأسبوع .
و بعد جمع أعداد من الفصم – بطبيعة الحال تكون أكثر من المطلوب احتياطاً لتلف بعضها نتيجة للكسر أو الشَّعْر ( مصانع عالمية على غفلة !! ) – يتم تخميرها في ماء حار ، و قد يُضاف له " ليمون " – لمدة يومين أو ثلاثة أو أقل .. بعدها يؤخذ " الفصم " و يُنظف ما عليه من بقايا الزيتون ، بعود أو فركٍ باليد أو أي شيءٍ آخر .. و الغالب أنّ الإخوة يستخدمون ( العظم ) الذي يُشبه " المسمار " في ساق الدجاج !!
( و لهذا العظم أهمية عند السجناء !! لعلي أطرق إليه في منشور آخر إن شاء الله تعالى ) و هذا العظم لا يُستخدم إلا بعد تنظيفه و تَنْقِيعِه في ماء حار و " ملح " لمدة يومين ، ثم يُجفف و يُستخدم بعد ذلك ..
و بعد تنظيف " الفصم " يتم تجفيفه حتى يَيْبَس تماماً .. ثم تبدأ المرحلة الشاقة ، و تتلخص في حكِّ جانبي " الفصمة " حتى يبدوا التجويف الذي بداخلها .. و من عجيب خلق الله تعالى أن هذه " الفصمة " بيضاوية الشكل و بداخلها تجويف بيضاوي الشكل كذلك ..
و يجب أن تكون الأرضية التي يتم عليها ( الحك ) خشنة .. حتى تتم العملية بسهولة ..
و مرحلة ( الحكّ ) هي المهمة في العملية ككل ، إذ أنها تتطلب دقة نوعاً ما حتى لا تنكسر " الفصمة " أو تتشوّه !! و غالباً ما تتم هذه المرحلة بتكاتف من بقية الإخوة ..
و لو رأيتمونا و نحن مُتحلّقين و قد رفعنا أطراف " الزّل " و كل واحدٍ يحكّ .. مع مشاركات تُذهب عنا مشقة العمل !!!!!! فمِن نشيد جميل ، إلى قصص شيقة ، إلى تعليقات بريئة .. كنا نسلي أنفسنا ، و هي أيضاً مرحلة خطيرة إذ كنّا نتعرض كثيراُ لمداهمات ( العسكر ) !! أو في أقل الأحوال سؤالهم عبر ( الانترفون ) عمّ نعمل ؟؟؟ و الحمد لله كانت المسألة تنتهي عند هذا الحد حسب ما عاشرته ..
بعد ذلك يتم تنظيف التجويف بداخل " الفصمة " بعظم الدجاجة آنف الذكر !!
ثم يبدأ التفنن في تجهيز حبات " الفصم " بعض الإخوة يجعل حبات ( عنق السبحة ) بشكل مغاير عن طريق حكّ جوانبها حتى تبدوا بأشكال سداسية أو رباعية ، و بعضهم كذلك يصنع بالحبتين اللتين تحددان ( قوس السبحة ) .. و هكذا .. بعد ذلك يعمد بعض الإخوة إلى تلوين حبات " الفصم " ببقايا ( القهوة التركية ) أو ( النسكافيه ) حيث يُعطي لوناً جميلاً للحبات .. فيتم غَمْرها في بقايا ( القهوة ) أو بقايا ( النسكافيه ) و بعضهم يُنقعها في ( عويدي – مسمار ) !! و هنا تخرج الإبداعات ، فبعضهم يستعمل ( الكركديه ) و بعضهم ( شاي أحمر ) و بعضهم ( كركم )!!
..
في هذه الفترة يتم إعداد ( خيط السبحة ) و عادة يُستخرج من ثلاثة أشياء :
الأول : الخيوط التي تربط أجزاء " البطانية " .. فالبطانية عبارة عن مجموعة كبيرة من الفرو يربط بينها عدد كبير جداً من الخيوط الطولية ( و هذه الخيوط هي الأكثر استعمالاً ) و بطبيعة الحال يكون من البطانيات الشبه تالفة !! .
الثاني : خيوط " سجادة الصلاة " .
الثالث : الخيوط التي موجودة في بعض الأحذية – أكرمكم الله – بشرط أن يكون الحذاء ( استعمال حِشْمة ) !! فيتم غسله و تجفيفه و من ثمَّ استعماله ، و هو نادر الاستعمال ..
و بعض الإخوة يُدبّل " الخيط " بطريقة عجيبة !! بأن يأتي بخيطين و يعقد أحد طرفيها ، ثم يَبْرِم كل خيط في اتجاهين مختلفين !! ثم يُطلقهما فتلتويان على بعضهما .. ثم يتم عقد طرفهما الآخر ..
ثم تُنظم حبات " السبحة " !! آسف .. حبات " الفصم " في الخيط كما هو مُتبع ..
بعد ذلك يُؤخذ " خيوط شعر " التي بطرفي ( سجادة الصلاة ) و يُعقد في رأس " السبحة " ثم يُلف حولها الخيط .. و يتم تثبيتها بوضع
عليها حتى يجفّ ؛ و هو يقوم مقام " الغراء " !!
ثم تُدهن " السبحة " بعطر ( دهن العود ) أو ( ورد ) أو ( عطر شرقي ) ثم توضع في كيس شفاف ( كيس الخضرة ) التي توزع علينا مع وجبة الغداء !! و يُغلق عليها بإحكام ، و تُترك يومين أو ثلاثة أو أقل أو أكثر .. حسب العطر .. فتطبع الرائحة فيها ..
و الآن أصبحت " السبحة " جاهزة للاستعمال ..
وهاذي عروسة من صنع أحد السجناء:
مشاهدات :
1- هناك طرق أخرى لعمل " السبحات " قد لا أكون اطلعت عليها .. مع أنني رأيت العشرات من هذه " السبحات " .
2- كان العسكر يتعجبون من صنع هذه " السبحات " مع انعدام الإمكانيات ، بل مدير السجن رأى " سبحة " مع أحد الإخوة فطلبها منه لرؤيتها ، فأخذ يُقلّبها بين يديه متعجباً !! ثم أعادها إليه ..
3- كان بعض العسكر يطلبون من الشباب هذه السبحات و يحرصون على ذلك !!
4- سمعت أن أحد الإخوة عمل " سبحة " من ( فصم التمر – النوى )!! لكنني لم أرها .
5- بعض الإخوة يصنع " السبحة " ليس لذاتها !! بل لما تحمله من ذكرى .
6- و بعض الإخوة يعمل " السبحة " أو يقتنيها لا لأجل التسبيح !! فقد يرى عدم مشروعيتها .. لكن لأجل كفّ يده عن العبث بلحيته ..
7- مدة إنجاز " السبحة " من عقد نية تصليحها حتى إتمامها قد تمتد إلى ثلاثة أسابيع !!
منقول من أحد السجناء المفرج عنهم من سجن الحائر السياسي بالرياض
فعلا الحاجة أم الاختراع
ربي يسعدك ع الموضوع