- الأعراض
- الدراسات والابحاث
- 2- ضعف الرغبة الجنسية وضعف الانتصاب.
- 3- ضعف القوى العضلية وازدياد المعاناة من ألم الظهر.
- هذا في حين أن التشخيص والعلاج بسيطان للغاية.
سن الاياس عند الرجال، حقيقة هل ننكرها! .. الهبات الساخنة تصيب الرجال كما النساء
سن الاياس هو مرحلة طبيعية في حياة الإنسان، وهي إحدى المراحل العمرية ذات الخصوصية التي تنتجها أو تكون هي بحد ذاتها نتيجتها، والبعض يعاني من أعراض مرافقة لهذه المرحلة العمرية ويستوعبها ويتكيف فيها، والبعض الآخر يعيش هذه المرحلة العمرية بسلام، ولكن هناك فئة لا بأس بها تعاني في هذه المرحلة العمرية من أعراض غير طبيعية قد تسبب قلقاً لصاحبها وبدرجات متفاوتة.
وعندما يذكر هذا التعريف فيتبادر إلى ذهن القارئ أنني أتحدث عن سيدة في تلك المرحلة العمرية على فرضية حقيقة أن الوصول إلى سن الاياس هو أمر يتعلق بالجانب النسائي - وكان ذلك محور مقالة سابقة في هذه الزاوية- ولكنني سأتحدث في مقالتي اليوم عن الجانب الذكري من القصة والذي لا زال حتى اليوم أمرا يحاول معظم الرجال التغاضي عن وجوده ومحاولة إنكاره لمبررات هي في حقيقتها مخدرة لواقع الحال انتظارا لمعجزة للتغلب على أعراض هذا الواقع. فأعراض الوصول إلى سن الاياس عند النساء يسهل تشخيصها لاعتبارات كثيرة منها اعتراف المرأة بهذه الحقيقة العمرية
وتبدأ بالسيرة المرضية بعد انقطاع الدورة الشهرية في العمر المتوقع ونتائج الفحوصات المختلفة من سريريه وشعاعيه ومخبريه، ويزداد اليقين في ذلك بعد الاستجابة السريعة للطرق العلاجية المناسبة والتي يقع على قمة هرمها تفهم السيدة لطبيعة وحساسية هذه المرحلة العمرية باعتبارها جزء من محطات العمر، وهذا الواقع هو على عكس الحال عند الرجال. فواقع الأمر يصدم بشخصية الرجل الذي ينكر حتى في داخله احتمالية الحدوث، علما أن مجرد فحص مخبري لمعرفة نسبه هرمون الذكورة (التيستوستيرون) في الدم يشكل مفتاح الحل وبالتالي فأن المشكلة لو تم تناولها من هذا البعد سيتم علاجها كون الحالة سهلة التشخيص والعلاج على حدٍ سواء. وطبقاً للأبحاث العلمية فأن خمسة بالمائة فقط من الرجال يبحثون عن علاج لأعراض مرضية معينة ترتبط بهذه المرحلة العمرية. وكذلك فإن واحد من كل عشره أشخاص بين الأعمار 40 إلى 60 سنة يعاني من انخفاض مستويات هرمون الذكورة التيستوستيرون في جسمه. وتتضاعف هذه النسبة في درجة الانخفاض بعد عمر الستين لتصبح رجل من كل خمسه يعاني من نقص هذا الهرمون في الدم. المشكلة لا زالت في الظل لان الرجال الذين يعانون من هذه الحالة لا يريدون الاعتراف بأن طاقتهم الجنسية لم تعد كالسابق. لكن الأمر لا يقتصر على هذه الناحية فقط فانخفاض نسبه هذا الهرمون في الدم تؤثر على القوة والذاكرة عند الرجال، بل تتعدى ذلك إلى ضعف بنية العظام. لذلك ينصح الأطباء بضرورة إجراء فحص دوري للدم بعد سن الأربعين للتأكد من نسبه هذا الهرمون في الدم، كون الحالة الصحية الجديدة لا تشكل مرضا صعبا ولا يمكن تشخيصه بالفحص النظري.
الأعراض
لقد تبين أن الرجال يمكن أن يصابوا بنفس الأعراض التي تصاب بها النساء في سن الاياس والمتمثلة عموما بالتعرق الغزير وتسارع ضربات القلب والشعور بالتوهج في الوجه والجسم أو ما يعرف بالهبات الساخنة، إضافة إلى الإحساس بالوهن العام والميل إلى الهمود والكآبة. وقد فسر العلماء ذلك بالاضطرابات التي تتعلق بهرمون التيستوستيرون وهو الهرمون الجنسي الذكري، حيث مع بلوغ الرجل سن الأربعين ينخفض إفرازه ويؤثر بذلك على بعض العمليات الحيوية والفسيولوجية في الجسم، حيث تتضاءل الرغبة الجنسية أيضا ويعلل الرجل ذلك أمام الزوجة أحيانا بهموم العمل والحياة ويصاب المرء من جراء ذلك بالضعف الجنسي والتأثر النفسي، وهو عنوان يحفظه الرجل ويطبقه بمفهوم خاص فيصاب بالهمود والاكتئاب، وتسيطر عليه المشاعر السلبية التي تؤثر على حياته الاجتماعية والعملية أيضا لما في ذلك من تعدي على الرجولة والفحولة. ولكن ذلك يعالج عند الأنثى بطريقة مختلفة بأسلوب يحمل أكثر من معنى وجميعها تؤدي لنفس النتيجة، وهي الصبر والتكيف مع المرحلة العمرية الجديدة.
ويرى بحث علمي حديث في السويد أن ثلث الرجال يظهرون في سن معين أعراضا هي أعراض سن الاياس لدى الذكور. إذ توصل باحثون سويديون إلى أن أعراضا مثل التعرق واحمرار الجلد شائعة لدى الرجال الذين تجاوزوا الخامسة والخمسين. ويعتقد هؤلاء العلماء بأن هناك بروتين خاص مسؤول عن أعراض سن الاياس لدى الجنسين، حيث يعمل هذا البروتين على توسيع الأوعية الدموية مما يؤدي إلى التعرق واحمرار البشرة، ويبدو أن النقص في الهرمونات الجنسية مثل التيستوستيرون والإستروجين يتداخل في إنتاج هذا البروتين، فيؤدي إلى زيادة تكرار الأعراض المصاحبة لسن الاياس السابقة ولكلا الجنسين..
من المظاهر المميزة لهذه المرحلة العمرية انخفاض معدل الكتلة العضلية والعظمية وزيادة الكتلة الدهنية التي تتجمع في منطقة البطن واضطراب النظام العصبي اللاإرادي حيث يعاني المصاب من جراء ذلك بالتعرق الليلي الغزير الذي يسبب اضطرابا في ساعات النوم فيشعر بنوبات من الحر التي يكاد لا يتحملها، ويبحث عن تفسير آخر لتفسيرها، وللأسف أن الكثير من الرجال يهملون هذه المظاهر وفي كثير من الأحيان تشخص بمسميات أخرى دون أن يتم تحديد سببها بدقة، والذي يتم عادة من خلال تحليل أعراض السيرة المرضية المفصلة ونتائج الفحص السريري والشعاعي والنتائج المخبرية وغيرها، والتي تساعد الطبيب على التوصل إلى التشخيص الدقيق لهذه الاضطرابات، وبالتالي تمكنه من وضع خطة علاجية مناسبة للشفاء منها. حيث أن تلك المظاهر السريرية تظهر بشكل واضح عند الأشخاص الذين يعانون من بعض الأمراض المزمنة والتي ترتبط بواقع العمر أحياناً.
ولتوضيح ذلك لا بد من التذكير أنه منذ سن الأربعين يتناقص معدل الإفراز الهرموني من التيستوستيرون بمعدل 1% سنويا. ولهذا ينصح الأطباء باستشارة الطبيب لدى بلوغ سن الأربعين من أجل تقييم الحالة الصحية العامة للشخص ومعالجة أي خلل فور اكتشافه. وينصح الأطباء بضرورة الاهتمام بممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم ومحاربة كافة أشكال قلة الحركة والعمل على ضبط الوزن ضمن الحدود الطبيعية وتناول الغذاء الصحي والمتنوع الذي يمد الجسم باحتياجاته المختلفة والذي يمنع تشكل وتراكم الشحوم والإصابة بالاضطرابات المختلفة ومن المهم جدا عدم التردد في استشارة الطبيب لدى حدوث أي اضطراب لأن التشخيص المبكر يلعب دورا مهما في تحقيق النتائج الجيدة التي تخلص المرء من تلك الاضطرابات التي تعكر صفو المزاج وتؤثر بشكل سلبي على صحة الرجل الجسدية والنفسية وقدرته الجنسية بالدرجة الأولى. القدرة على الإنجاب لقد أكد مجموعة من العلماء الفرنسيون أن أنهم توصلوا إلى دليل على وجود ساعة بيولوجية لدى الرجل مثل المرأة تماماً، وأن هذه الساعة تبدأ في الدوران مع وصوله إلى مشارف الأربعينات من العمر. وشملت الدراسة 12200 زوج وزوجة، ووجد الباحثون أن العلاج بالتخصيب الصناعي يشير إلى تقلص نسب الحمل عندما يتجاوز الرجل عامه الخامس والثلاثين، وأن فرص الإنجاب بالنسبة للرجل تزداد ضعفا مع تجاوزه الأربعين، وأرجح الباحثون ذلك الأمر إلى أنه قد يكون ذلك راجعا إلى الدمار الذي يصيب الحامض النووي في الحيوانات المنوية. فقد أجرى الباحثون دراسات على أزواج كانوا يسعون للعلاج بالتخصيب الصناعي في أحد المراكز الطبية المخصصة للتخصيب الصناعي '' مركز إليو الطبي'' بين كانون الثاني من عام 2002 وكانون الأول من عام 2006 ، وتلقت الزوجات عملية التخصيب الصناعي حيث يزرع الحيوان المنوي في الرحم بعد فحص الحيوانات المنوية للزوج لمعرفة كميتها وقدرتها على الحركة والسباحة وحجمها وشكلها، وتم رصد معدلات الحمل وسقوط الحمل والمواليد، وكما كان متوقعا، فان عمر الأم عامل رئيسي في الأمر فمعدلات الإجهاض وضعف الحمل ترتفع مع تجاوز الزوجة لسن الخامسة والثلاثين. ولكن الحقيقة الأخرى لهذا البحث أظهرت أن الفريق البحثي توصل أيضا إلى أن احتمالات الفشل والإجهاض ترتفع أكثر مع وصول الرجل إلى أواخر الثلاثينيات، ومع تجاوز الرجل للأربعين تتقلص أكثر احتمالات نجاح الحمل. فهناك أدلة علمية متزايدة على أن الرجال ليسوا محميين ضد تراجع القدرة على الإنجاب لديهم، فالرجل الأكبر سنا أقل قدرة من الشاب صغير السن، وحتى لو نجح في تخصيب زوجته فإنها تكون أكثر عرضة للإجهاض.
الدراسات والابحاث
وعلينا الاعتراف اليوم بشكل واضح بالانحسار الهرموني عند الرجال في سن اليأس لكن هذا الاضطراب الهرموني لا يتم بالطريقة المباغتة التي يجري فيها عند النساء. والمشكلة الأساسية في هذا المجال أن الباحثين قد اخضعوا سن اليأس عند النساء إلى دراسات مطولة وتفصيلية طوال السنوات الماضية إلا أن الأبحاث في سن اليأس عند الرجال ما زالت محدودة الجهد والنتائج. وتشير العديد من الدراسات العلمية الأخيرة إلى أن نسبة التيستوستيرون تبدأ بالانخفاض التدريجي منذ سن الأربعين عند الرجل وبنسبة1-2% كل عام. وقد لا تنطبق هذه النسبة على كافة الرجال إلا إن 25 % من الرجال من سن 60 - 80عاما ، كأقصى حد، يعانون من أعراض نقص التيستوستيرون والتي يمكن ذكر الأعراض الأكثر شيوعاً منها وهي:
1- الفتور، الشعور بالخيبة والتعب
2- ضعف الرغبة الجنسية وضعف الانتصاب.
3- ضعف القوى العضلية وازدياد المعاناة من ألم الظهر.
4- المزا ج المتعكر والكئيب، الاهتياج، ونوبات التعرق. والملاحظ هنا أن معظم الرجال لا يتعاملون بجدية مع أعراض دخولهم لسن اليأس رغم الأمراض الخطيرة التي قد تتكشف عنها هذه الفترة مثل مرض تنخر العظام وغيرها.
هذا في حين أن التشخيص والعلاج بسيطان للغاية.
وفي دراسة حديثة لرئيس قسم الجراحة البولية في مستشفى مايمونيدس وأستاذ الجراحة البولية في جامعة كولومبيا فقد تبين أن الضعف الجنسي نعمة مستترة وجرس إنذار في وقت واحد. وقالا: ''أثبتت الدراسات أن الرجال لا يعتنون بصحتهم مثل النساء، حيث يدل على ذلك الزيارة الدورية للطبيب لاكتشاف الأمراض والوقاية منها تكون دورية عند النساء، وهذا عكس واقع الحال عند الرجال، إذ إن الثقافة الذكورية تمنع الرجل من زيارة الطبيب باستمرار ولو بصورة دورية. وأضيف هنا:
لقد ''أجريت دراسة حديثة في بوسطن، وأثبتت أن الضعف الجنسي يظهر قبل سنوات من ظهور الأمراض التي تصيب الرجال، فمثلاً الضعف الجنسي يحدث قبل مرض السكري بثمانية أعوام تقريباً، خصوصاً عند الرجال في منتصف العمر، ومن هنا يكون الضعف الجنسي نعمة مستترة يأتي بالمريض إلى
عيادة الطبيب ليكشف عن أمراض أخرى لها علاقة بالضعف الجنسي وبصحة الرجل بشكل عام. الخاتمة أعتقد شخصياً أن الناحية النفسية مهمة في العلاقة الزوجية، فالوظيفة الزوجية ليست وظيفة ميكانيكية بحتة. بل تتطلب تعاضد الجسد مع الروح، وبحسب الدراسات الحديثة فإن الاكتئاب يترافق مع الضعف الجنسي عند الجنسين، ونسبة الاكتئاب مرتفعة جداً في العالم العربي، وأكثر حالاته مزمنة، بل ويشكل ذلك قلق عائلي رهيب ينذر بمستقبل مظلم. لقد تكررت التجربة عندي لمرات عديدة عندما يقوم أحد الأشخاص المقربين بطلب معونة طارئة من المنشطات الجنسية مثل الفياغرا وغيرها وذلك تلبية لحاجة ملحة لصديق لهم، وعندما أغوص في السيرة المرضية لذلك الصديق المجهول لأكتشف أن الصديق المتحدث يعرف التفاصيل الدقيقة والمرضية تحت عنوان أعتقد، وهنا أعتقد أن رسالتي قد وصلت وأعتقد أن أنهي المقال الآن مع المحبة.