شوق وحنين

في ذلك المساء جلست وحدي
أناجي القمر و النجوم في السماء الزرقاء الصافية إلا من بعض الغيوم القليلة .
في شرفتي .......جلست على كرسي خشبي .......و أمامي قهوتي تعبق برائحة الهال و القرنفل
و أتأمل في زرقة ا لبحر و أسراره و غموضه . مستمتعة بنسيمه العليل .
بدأت الغيوم تتعانق أصبح الجو قاتما .........صوت الرعد يشق أرجاء المكان .....الرياح تزمجر .
انهمر المطر سريعا ، حبات المطر تعانق الأرض ..... السماء ملبدة بالغيوم .
و بدأت تتساقط الثلوج اكتسى كل مكان بالبياض .
سبحانك ربي أصبحت الدنيا بياضا في بياض – المنازل – السيارا ت – الطرق .... حتى زهوري و أشجاري اكتست بحلة بيضاء .
ما أجمل البياض ! – كم أحب البياض ......النقاء في كل شئ _ أشاهد أمامي بساطا أبيض في كل مكان
فجأة شعرت بقشعريرة تسري في جسدي اهتز لها كياني .......
شعرت بالصقيع يتسلل إلى جسدي – وجداني – مشاعري
آه كم أحتاج إلى الدفء ....يلف كياني .....لمسة حنان ..... أحتاج من يؤنس وحدتي
أين أجد هذا الدفء ؟
هنا !!!!!!!!
هنا الصقيع في كل مكان ، الأماكن ....المنازل ....حتى المشاعر
تذكرت وحدتي ......غربتي ......انهمرت دموعي ......نفثت حر زفراتي
ارتجف قلبي بين جناحي الشوق فكان صدى خفقانه يتناوب مع صدى الرياح
ازداد دق قلبي بجوانحي ... أمسكته بيدي ....كان يبحث عن دفء ....... عن حب
عن إحساس بالأمن ....... شعرت بحنين جارف الى الوطن
آه كم أشتاق إليك وطني .....إلى شمسك بالدفء تحتويني
كم أتوق إلى سماع الأذان و صوت القرآن الشجي
و أنا في غمرة وحدتي و حيرتي إذا بي أسمع
صوتا هامسا يأتي من بعيد........