طفرة في عالم التخدير مسكن مستخلص من لعاب الإنسان أقوي من المورفين

بعد أن كشفت مجموعة من الدراسات السابقة مدى أهمية لعاب الإنسان في الكشف عن الأمراض الخطيرة، لأنه يحتوي على عدد كبير من البروتينات هى نفسها الموجودة بالدم، عكف العلماء لاكتشاف المزيد من أسراره، فقد أظهروا أن جسم الإنسان يفرز مسكن طبيعي مستخلص من لعابه، يمكن أعتباره أقوى عدة مرات من مخدر المورفين.
وأشار الباحثون من معهد باستير، إلى أن هذا المسكن يدعى "اوبيورفين" وهو لديه سمات مشابهة "للسيالورفين" وهو مسكن طبيعي اكتشفوا وجوده فى وقت سابق فى فئران.
ومن خلال الاختبارات التي أجريت على فئران التجارب، وذلك عن طريق حقنها بمادة "اوبيورفين" لإخماد الآم التهابية تم التسبب فيها عن طريق مواد كيماوية والآم جسدية حادة، اتضح أن جرعة ميلليجرام واحد من "اوبيورفين" قد تعادل فى قوة تسكين الآلم من ثلاثة إلى ستة ميلليجرامات من "المورفين"، بحسب "الوكالة العربية السورية".
وفي نفس الصدد، توصلت دراسة علمية حديثة، إلى أنه يمكن استخدام اللعاب فى التشخيص الطبى كبديل للدم، فقد اكتشف الباحثون أن أكبر عدد من البروتينات موجودة في لعاب الإنسان.
وتتمثل اهمية الاكتشاف الجديد فى كون اللعاب أكثر أماناً من أسلوب التشخيص المعتمد على الدم، بالإضافة إلى كونه أسلوباً سريعاً ورخيصاً، فضلاً عن أنه يتسم بسهولة الحصول عليه.
وقد نجح فريق من العلماء البريطانيين أيضاً في التوصل إلي أن لعاب الفم يوفر جزيئات مهمة تساعد على علاج مرض التهاب القولون التقرحي الذي يعاني منه آلاف من الناس والذي قد يتطور إلى سرطان القولون.
وأوضح أحد الباحثين أن من أهم أعراض هذا المرض آلام في البطن وإسهال مصحوب بدم وفقدان وزن وإرهاق، مشيراً إلي أن العلاج الجديد يخلو من المضاعفات الجانبية، حيث أن الستيرويد الذي يعالج به المريض عادة له مضاعفات خطيرة.
وعلى سياق متصل أكدت دراستان عرضتا أمام الاجتماع السنوي لجمعية أبحاث طب الأسنان الأميركية، أنه سيصبح بالإمكان قريباً تشخيص سرطان الفم وأمراض المناعة الذاتية، ومنها التهاب المفاصل الروماتزمي، وذلك بتحليل لعاب المصابين بها.
وأوضح فريق باحثين من جامعة كاليفورنيا في لوس انجليس أنه أشرف على فحص 350 عينة استخلصت من لعاب مصابين بسرطان الفم ومن أشخاص أصحاء، ورصد في الأخير زيادة في مرسلات الحامض النووي الريبوزي "آر إن أي"، التي تنتج البروتينات في اللعاب لدى المصابين.
وأشارت الدراسة إلي أن الكشف عن مريض بسرطان الفم في مرحلته الثانية بدلاً من مرحلته الرابعة "الأخطر" سيؤدي إلي زيادة نسبة نجاح علاجه 50 في المائة.
وأضافت الدراسة أن طريقتها ستكون مفيدة جداً للفحص المبكر للأشخاص الذين يكونون أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بسرطان الفم.
جدير بالذكر أن إدارة الأغذية والعقاقير الأمريكية أقرت مؤخراً اختبار للكشف عن الإيدز باستخدام اللعاب.